منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور الحياة

اخبار . رياضة . فن .فيديو. طب. برامج. موضة. طفل. حوادث. بحث. فيس .بوك . تويتر. يوتيوب. جوجل . ادنس. ربح .نت .افلام . ترانيم . مسرحيات. عظات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل المسيح هو الله

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
مريم بنت العدرا
نائبة المدير
نائبة المدير
مريم بنت العدرا


عدد المساهمات : 4605
نقاط : 11089
السٌّمعَة : 65
تاريخ التسجيل : 02/08/2012
العمر : 34
الدولة : مصر

هل المسيح هو الله - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل المسيح هو الله   هل المسيح هو الله - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 28, 2016 3:50 pm

(٦) إنني أومن بأن المسيح هو الله على أساس قدرته الشخصية لعمل المعجزات: المعجزة ضرورة لإثبات النبوة، وهذا واضح من الكلمات: «فَأَجَابَ مُوسَى: وَلٰكِنْ هَا هُمْ لاَ يُصَدِّقُونَنِي وَلاَ يَسْمَعُونَ لِقَوْلِي، بَلْ يَقُولُونَ لَمْ يَظْهَرْ لَكَ ٱلرَّبُّ. فَقَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ: مَا هٰذِهِ فِي يَدِكَ؟ فَقَالَ: عَصاً. فَقَالَ: ٱطْرَحْهَا إِلَى ٱلأَرْضِ. فَطَرَحَهَا إِلَى ٱلأَرْضِ فَصَارَتْ حَيَّةً، فَهَرَبَ مُوسَى مِنْهَا. ثُمَّ قَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: مُدَّ يَدَكَ وَأَمْسِكْ بِذَنَبِهَا (فَمَدَّ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ، فَصَارَتْ عَصاً فِي يَدِهِ) لِكَيْ يُصَدِّقُوا أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ لَكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ آبَائِهِمْ، إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلٰهُ إِسْحَاقَ وَإِلٰهُ يَعْقُوبَ. ثُمَّ قَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ أَيْضاً: أَدْخِلْ يَدَكَ فِي عُبِّكَ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي عُبِّهِ ثُمَّ أَخْرَجَهَا، وَإِذَا يَدُهُ بَرْصَاءُ مِثْلَ ٱلثَّلْجِ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: رُدَّ يَدَكَ إِلَى عُبِّكَ (فَرَدَّ يَدَهُ إِلَى عُبِّهِ ثُمَّ أَخْرَجَهَا مِنْ عُبِّهِ، وَإِذَا هِيَ قَدْ عَادَتْ مِثْلَ جَسَدِهِ) فَيَكُونُ إِذَا لَمْ يُصَدِّقُوكَ وَلَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ ٱلآيَةِ ٱلأُولَى، أَنَّهُمْ يُصَدِّقُونَ صَوْتَ ٱلآيَةِ ٱلأَخِيرَةِ» (خر ٤: ١ - ٨).
والكلمات ترينا أن موسى خشي أن لا يصدقه شعبه حين يدعي النبوة. فأيده الله بالمعجزات لتكون دليلاً حياً على صدق نبوته.
وكل نبي أرسله الله إلى هذه الأرض أجرى معجزات، لكنه لم يفعلها بقوته الشخصية بل بقوة الله، أما المسيح له المجد فقد أجرى المعجزات بقوة لاهوته لأنه ابن الله والله الابن.
لقد أظهر سلطانه الإلهي على الطبيعة: يحتفظ لنا التاريخ بقصة عن الملكة فيكتوريا التي اشتهرت بتقواها ومحبتها لكلمة الله، وكانت تلقب باسم «ملكة انكلترة وأمبراطورة ما وراء البحار» إنها كانت ذات يوم واقفة على شاطئ البحر وإذ بموجة شديدة تبلل ثيابها بالماء، وهنا نظرت الأمبراطورة إلى البحر الهائج وقالت: اسكت ابكم.. ولكن البحر زاد هياجاً وجاءت موجة شديدة أخرى وبللتها بكيفية أشد. وهنا ابتسمت الملكة وقالت: «يسمونني أمبراطورة ما وراء البحار وها أنذا آمر البحر فلا يطيعني... شخص واحد فقط هو ملك الملوك ورب الأرباب هو الرب يسوع المسيح الذي أمر البحر فأطاعه».
ذات يوم قال المسيح لتلاميذه «وَقَالَ لَهُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ لَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ: «لِنَجْتَزْ إِلَى ٱلْعَبْرِ». فَصَرَفُوا ٱلْجَمْعَ وَأَخَذُوهُ كَمَا كَانَ فِي ٱلسَّفِينَةِ. وَكَانَتْ مَعَهُ أَيْضاً سُفُنٌ أُخْرَى صَغِيرَةٌ. فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ، فَكَانَتِ ٱلأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى ٱلسَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ. وَكَانَ هُوَ فِي ٱلْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِماً» (مر ٤: ٣٥ - ٣٨).
لماذا لم يوقظ التلاميذ المسيح قبل أن تمتلئ السفينة بالماء؟ لعلهم ظنوا أنهم يستطيعون بمجهودهم أن يقوموا بعمل يجعل السفينة في أمان، ويتركوه نائماً في هدوء! ولكن عبثاً تحاول أن تحل مشاكلك بدون المسيح. إنك حينئذ تزيدها تعقيداً.
وتحت ضغط الريح العاصفة، والأمواج التي تضرب إلى السفينة اضطر التلاميذ أن يلجأوا إلى المسيح فأيقظوه وقالوا له: يا معلم أما يهمك أننا نهلك؟
فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت. ابكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم.
وفي عتاب لطيف قال المسيح لتلاميذه: «ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم؟ فخافوا خوفاً عظيماً وقال بعضهم لبعض من هو هذا؟ فإن الريح أيضاً والبحر يطيعانه».
إن ذاك الذي أسكت البحر، هو نفسه الرب الذي سأل أيوب قديماً قائلاً: «وَمَنْ حَجَزَ ٱلْبَحْرَ بِمَصَارِيعَ حِينَ ٱنْدَفَقَ فَخَرَجَ مِنَ ٱلرَّحِمِ. إِذْ جَعَلْتُ ٱلسَّحَابَ لِبَاسَهُ وَٱلضَّبَابَ قِمَاطَهُ وَجَزَمْتُ عَلَيْهِ حَدِّي وَأَقَمْتُ لَهُ مَغَالِيقَ وَمَصَارِيعَ، وَقُلْتُ: إِلَى هُنَا تَأْتِي وَلاَ تَتَعَدَّى، وَهُنَا تُتْخَمُ كِبْرِيَاءُ لُجَجِكَ؟» (أي ٣٨: ٨ - ١١).
ولما نتابع معجزات المسيح في إنجيل يوحنا، نجدها معجزات لا يرقى الشك إليها. لقد أزعجنا العصريون الذين يشكون في صدق الكتاب المقدس، بادعائهم القائل: إن المسيح كان شخصاً عبقرياً، وكان يتميز بشخصية مغناطسية، وأنه بالقوة المغناطسية التي امتلكها أثر في المفلوجين المرضى بالشلل النفسي، فأعاد إليهم الثقة بأنفسهم، وهكذا أعطاهم القدرة على العودة لممارسة حياتهم الطبيعية من جديد.
ولكن المعجزات التي سجلها إنجيل يوحنا كانت فوق العبقرية، كانت فوق القوى المغناطسية. كانت فوق القدرة العقلية. كانت فوق الإيحاء وكل أساليب علم النفس في العلاج. كانت معجزات إلهية في كل ما أحاط بها، وفي كل تفاصيلها.
فقد أظهر المسيح فيها قدرته على شفاء المرضى حتى دون أن يرى المريض: ذات يوم جاء يسوع إلى قانا الجليل «فَجَاءَ يَسُوعُ أَيْضاً إِلَى قَانَا ٱلْجَلِيلِ، حَيْثُ صَنَعَ ٱلْمَاءَ خَمْراً. وَكَانَ خَادِمٌ لِلْمَلِكِ ٱبْنُهُ مَرِيضٌ فِي كَفْرِنَاحُومَ. هٰذَا إِذْ سَمِعَ أَنَّ يَسُوعَ قَدْ جَاءَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ، ٱنْطَلَقَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَنْزِلَ وَيَشْفِيَ ٱبْنَهُ لأَنَّهُ كَانَ مُشْرِفاً عَلَى ٱلْمَوْتِ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ وَعَجَائِبَ!» (يو ٤: ٤٦ - ٤٨).
ويتوسل الرجل إلى المسيح قائلاً: «يَا سَيِّدُ، ٱنْزِلْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ ٱبْنِي» (يو ٤: ٤٩) وعندئذ ينطق المسيح بعبارة قصيرة تعلن عن الاهوته وقدرته فيقول لخادم الملك: «اذهب. ابنك حي».
«فَآمَنَ ٱلرَّجُلُ بِٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا لَهُ يَسُوعُ، وَذَهَبَ» (يو ٤: ٥٠).
ويبدو أن إيمانه كان عظيماً لدرجة أنه لم يسرع إلى بيته في ذلك اليوم، إذ تيقن أن ابنه قد دبت فيه الصحة من جديد، وأنه لا داعي للإسراع لرؤيته، ولذا قضى يومه في قانا الجليل لعله قضاه في زيارة أصدقائه.
«وَفِيمَا هُوَ نَازِلٌ ٱسْتَقْبَلَهُ عَبِيدُهُ وَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: إِنَّ ٱبْنَكَ حَيٌّ. فَٱسْتَخْبَرَهُمْ عَنِ ٱلسَّاعَةِ ٱلَّتِي فِيهَا أَخَذَ يَتَعَافَى، فَقَالُوا لَهُ: أَمْسٍ فِي ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّابِعَةِ تَرَكَتْهُ ٱلْحُمَّى. فَفَهِمَ ٱلأَبُ أَنَّهُ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ ٱلَّتِي قَالَ لَهُ فِيهَا يَسُوعُ إِنَّ ٱبْنَكَ حَيٌّ. فَآمَنَ هُوَ وَبَيْتُهُ كُلُّهُ» (يو ٤: ٥٠ - ٥٣).
لقد شفى المسيح ابن خادم الملك بكلمة من فمه، ودون أن يراه فلم يكن هناك أي مجال لممارسة قواه المغناطسية كما يدعي العصريون، بل كانت المعجزة دليلاً ناطقاً على قدرته الإلهية، ولذا آمن خادم الملك وبيته كله.
وأظهر قدرته على شفاء الأمراض المستعصية: فهناك «وَفِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ ٱلضَّأْنِ بِرْكَةٌ يُقَالُ لَهَا بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ «بَيْتُ حِسْدَا» لَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَةٍ. فِي هٰذِهِ كَانَ مُضْطَجِعاً جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ مَرْضَى وَعُمْيٍ وَعُرْجٍ وَعُسْمٍ، يَتَوَقَّعُونَ تَحْرِيكَ ٱلْمَاءِ. لأَنَّ مَلاَكاً كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَاناً فِي ٱلْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ ٱلْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَّوَلاً بَعْدَ تَحْرِيكِ ٱلْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ ٱعْتَرَاهُ. وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً» (يو ٥: ٢ - ٥).
هذا عمر طويل قضاه الرجل في مرض استعصى على الطب أن يجد له علاج.
«هٰذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعاً، وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَاناً كَثِيراً، فَقَالَ لَهُ: أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» وقد يبدو السؤال غريباً، لكن الغرابة تزول لو علمت أن هناك مرضى لا يريدون أن يبرأوا، لأنهم يجدون متعة في مرضهم.. متعة عطف الناس عليهم.. متعة عناية الناس بهم.. أو متعة لفت الأنظار إليهم.
لكن هذا الرجل كان يرغب في الشفاء. غير أنه لم يجد من يلقيه في البركة متى تحرك الماء ولذا قال للمسيح: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي ٱلْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ ٱلْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ».
وهنا قال له الرب القادر على كل شيء: «قَالَ لَهُ يَسُوعُ: قُمِ. ٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱمْشِ فَحَالاً بَرِئَ ٱلإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى».
كان في قدرة المسيح أن يشفي رجلاً مصاباً بالشلل بعد ثمان وثلاثين سنة قضاها في العجز والمرض.
وأطعم الجماهير الغفيرة من خمسة أرغفة وسمكتين: «بَعْدَ هٰذَا مَضَى يَسُوعُ إِلَى عَبْرِ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ، وَهُوَ بَحْرُ طَبَرِيَّةَ. وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ لأَنَّهُمْ أَبْصَرُوا آيَاتِهِ ٱلَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا فِي ٱلْمَرْضَى» (يو ٦: ١ و٢).
لقد خرجت الجماهير وراء المسيح وحيثما يوجد فهو يجذب الجماهير إليه.. إن في المسيح جاذبية عجيبة لا يستطيع إنسان أن يتجاهلها.. الملحدون يعرفون جاذبيته، والمؤمنون يختبرون هذه الجاذبية. إنه لا مفر لك من مواجهة المسيح.
«فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعاً كَثِيراً مُقْبِلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ: «مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزاً لِيَأْكُلَ هٰؤُلاَءِ؟» وَإِنَّمَا قَالَ هٰذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ» (يو ٦: ٥ و٦).
وجلس فيلبس يعمل عملية حسابية ليقدر تكاليف إطعام هذا الجمع الغفير، ثم أجاب «لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئاً يَسِيراً» (يو ٦: ٧).
وهنا تقدم واحد من تلاميذه وهو اندراوس وقال: «هُنَا غُلاَمٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلٰكِنْ مَا هٰذَا لِمِثْلِ هٰؤُلاَءِ؟» (يو ٦: ٩).
وقد كتب القس «هنري هوايتمان» الانجليزي تعليقاً على هذه المعجزة فقال: «إن رجل القرن العشرين يستطيع أن يطوف بالكرة الأرضية. ويقتل الناس الذين يعيشون على بعد أميال منه، ويزن الكواكب ويحدد أماكنها، ويخرج البترول من باطن الأرض، ويطبع ملاين النسخ من الصحف اليومية، ويجعل الدجاجة تبيض ٣٦٥ بيضة في السنة، ويجعل الكلاب تدخن «البيبة» وكلب البحر يلعب بكرة الماء. وهذا الرجل العجيب إذا رأى خمسة أرغفة وسمكتين، وخمسة جياع وطفلين فقيرين فإنه يعقد مؤتمراً ويشكل لجنة كبرى وبعض اللجان الصغيرة، ويدعو إلى عملية انتخابات حرة. ثم يصرخ بأعلى صوته أن هناك أزمة شديدة تواجهه، وهو يضع تعليمات لا حصر لها ثم يبتعد تاركاً الأشخاص الخمسة والطفلين جياعاً كما كانوا قبل تأليف المؤتمر واللجان» .
هذا هو رجل القرن العشرين بكل قدراته، وعلمه واكتشافاته واختراعاته، أعجز من أن يقابل أزمة الجوع في عالم اليوم ويصرخ بأعلى صوته من مشكلة «الانفجار السكاني».
أما الرب يسوع فقد قال لتلاميذه «ٱجْعَلُوا ٱلنَّاسَ يَتَّكِئُونَ. وَكَانَ فِي ٱلْمَكَانِ عُشْبٌ كَثِيرٌ، فَٱتَّكَأَ ٱلرِّجَالُ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلاَفٍ. وَأَخَذَ يَسُوعُ ٱلأَرْغِفَةَ وَشَكَرَ، وَوَّزَعَ عَلَى ٱلتَّلاَمِيذِ، وَٱلتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا ٱلْمُتَّكِئِينَ. وَكَذٰلِكَ مِنَ ٱلسَّمَكَتَيْنِ بِقَدْرِ مَا شَاءُوا. فَلَمَّا شَبِعُوا، قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: ٱجْمَعُوا ٱلْكِسَرَ ٱلْفَاضِلَةَ لِكَيْ لاَ يَضِيعَ شَيْءٌ. فَجَمَعُوا وَمَلأُوا ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ ٱلْكِسَرِ، مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ ٱلشَّعِيرِ ٱلَّتِي فَضَلَتْ عَنِ ٱلآكِلِينَ» (يو ٦: ١٠ - ١٣).
لقد كانت القفف المملؤءة من الكسر الفاضلة، دليلاً ملموساً على شبع الجماهير، وعلى قدرة المسيح الإلهية لإشباعها.
فليقل لنا العصريون.. أي دخل للعبقرية في هذه المعجزة؟ وأي دخل للقوة المغناطسية؟ وأي دخل للقدرة الإيحائية؟ وليكفوا عن ترهاتهم، ويعترفوا أن المسيح هو الله القادر على كل شيء.
وفتح المسيح عيني إنسان مولود أعمى: وهذه المعجزة تتحدى العلم، وتخرس العصريين المتبجحين، فهي معجزة خلق ليس في مقدور إنسان بشري أن يأتي بمثلها يسجلها يوحنا بالكلمات: «وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَاناً أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هٰذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟» (يو ٩: ١ و٢).
ويمكننا القول بأن سؤال التلاميذ كان مبنياً على عدة أفكار:
أولاً: فكرة تناسخ الأرواح، ويبدو أنها وصلت إلى فلسطين في ذلك الوقت.
ثانياً: الفكرة القائلة بأن أرواح البشر كانت موجودة قبل حلولها في أجساد أصحابها، وأنها ارتكبت حينئذ بعض الأخطاء وهي فكرة تغلغلت في كتابات الرابيين.
ثالثاً: هي ما فهموه من أن الله يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء (خر ٢٠: ٥).
رابعاً: الاعتقاد السائد عند الكثيرين بأن المرض والخطية صنوان لا يفترقان.
لكن المسيح أجاب إجابة تنفي كل هذه الأفكار فقال: «لاَ هٰذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لٰكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ فِيهِ» (يو ٩: ٣). وتعني كلماته أن خطية هذا الإنسان أو أبويه لا تزيد عن خطايا الآخرين، وأنه وُلد أعمى لتظهر أعمال الله فيه.
نعم ففي أقسى التجارب نستطيع أن نرى يد الله العاملة لخير البشر وبركة نفوسهم.
وكلمات المسيح التي قال فيها: « لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ فِيهِ» تؤكد لنا لاهوته إذ الواقع أنه قد أظهر «أعمال الله» في ذلك الأعمى بإعادة البصر إليه، بل بأن خلق له من الطين عينين جديدتين.
وتابع يوحنا سرد تفاصيل المعجزة بالكلمات: «قَالَ هٰذَا وَتَفَلَ عَلَى ٱلأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ ٱلتُّفْلِ طِيناً وَطَلَى بِٱلطِّينِ عَيْنَيِ ٱلأَعْمَى» (يو ٩: ٦).
ولو أن هناك إنساناً بصيراً طليت عينيه بالطين لكان معرضاً أن يصاب بالعمى ولكن المسيح طلى عيني الأعمى، ومن ذلك الطين عمل للأعمى عينين جديدتين أليس هو الذي خلق آدم من تراب ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار نفساً حية؟
«كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ» (يو ١: ٣).
ولقد أمر المسيح ذلك الأعمى قائلاً: «ٱذْهَبِ ٱغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ. ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ مُرْسَلٌ. فَمَضَى وَٱغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيراً» (يو ٩: ٧).
ولما حاول الفريسيون أن يسلبوا من هذا الرجل إيمانه بمن أعاد له نور بصره قالوا له: «أَعْطِ مَجْداً لِلّٰهِ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هٰذَا ٱلإِنْسَانَ خَاطِئٌ. فَأَجَابَ: أَخَاطِئٌ هُوَ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئاً وَاحِداً: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَٱلآنَ أُبْصِرُ... فَأَخْرَجُوهُ خَارِجاً» (يو ٩: ٢٤ - ٣٤).
ولما أخرجوه خارجاً.. لم يتركه يسوع وحده.
«فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: أَتُؤْمِنُ بِٱبْنِ ٱللّٰهِ؟ أَجَابَ: مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لأُومِنَ بِهِ؟ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: قَدْ رَأَيْتَهُ، وَٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ» (يو ٩: ٣٥ - ٣٧).
وهكذا أعلن الرب حقيقة شخصه لذلك الرجل، الذي أعاد له بقدرة لاهوته نور عينيه.
وأقام المسيح ميتاً بعد أن أنتن: وهذه المعجزة تتحدى بصورة قاطعة كل منكر للاهوت المسيح، فالإنسان مع ما بلغه من تقدم في العلم في هذا القرن العشرين ما زال عاجزاً عن أن يقيم ميت بعد أربع ساعات من وفاته، فكم بالحري بعد أربعة أيام.. وبعد أن دبت في جسده عناصر العفونة والفناء!!
لكن المسيح أقام ميتأً بعد أن أنتن فهناك في قرية بيت عنيا عاشت أسرة أحبها المسيح «وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ» (يو ١١: ٥). وكان بيت هذه الأسرة في تلك القرية الوادعة محطة الراحة التي يذهب إليها المسيح حين يتعب، وحين يريد أن يجلس جلسة هادئة مع أناس قريبين من قلبه.
ومع هذا الحب القوي من جانب المسيح لهذه الأسرة، فقد سمح في محبته أن تجتاز تجربة مريرة، هي تجربة مرض لعازر وموته. والواقع أن محبة الله لنا ليست ضماناً يبعد عنا آلام الحياة، وإلا صارت علاقتنا به على أساس المصالح المادية، والأمان في الحياة الدنيا، ومع ذلك فهناك حقيقة يجب أن لا تغرب عن بالنا وهي أن الآلام التي تمر بحياة من يحبهم الرب، تهدف إلى خيرهم وبركتهم وتنقية نفوسهم.
مرض لعازر.. ويبدو أن مرضه كان قاسياً وخطيراً. فأرسلت الأختان إلى المسيح رسالة برقية قائلتين: «يَا سَيِّدُ، هُوَذَا ٱلَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ» (يو ١١: ٣).
«فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ» (يو ١١: ٦).
ما أغرب تصرفات المسيح المحب!!
أحياناً تكون في قلبك تجربة محرقة، وترسل رسالة برقية للسماء لتنقذك، وبدلاً من أن تأتيك الإجابة فوراً.. تجد نفسك وحيداً في دوامة.. السماء لا تسمع وكأنها خلت من الله.. وأنت ترفع صوتك في عتاب قائلاً: «حتى متى يا رب أصرخ ولا تستجيب»؟
وهنا ما أحوجنا أن نسمع كلمات النبي صفنيا: «ٱلرَّبُّ إِلَهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحاً. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ..» (صفنيا ٣: ١٧) وكلمات صاحب المزمور القائل: «ٱنْتَظِرِ ٱلرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ وَٱنْتَظِرِ ٱلرَّبَّ» (مز ٢٧: ١٤).
إن الله يقصد من وراء صمته الجبار خيرك. يقصد بركة لنفسك. يقصد أن يعلن لك عن شخصه بكيفية أبهى وأكمل. فانتظر الرب.
ويستمر يوحنا في تسجيل تفاصيل المعجزة بالكلمات: «فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ، قَالَ: هٰذَا ٱلْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ ٱللّٰهِ، لِيَتَمَجَّدَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ بِهِ. وَبَعْدَ ذٰلِكَ قَالَ لَهُمْ: لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لٰكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ. فَقَالَ تَلاَمِيذُهُ: يَا سَيِّدُ، إِنْ كَانَ قَدْ نَامَ فَهُوَ يُشْفَى. وَكَانَ يَسُوعُ يَقُولُ عَنْ مَوْتِهِ، وَهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ يَقُولُ عَنْ رُقَادِ ٱلنَّوْمِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ حِينَئِذٍ عَلاَنِيَةً: لِعَازَرُ مَاتَ. وَأَنَا أَفْرَحُ لأَجْلِكُمْ إِنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ، لِتُؤْمِنُوا. وَلٰكِنْ لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ» (يو ١١: ٤ و١١ - ١٥).
لعازر مات.. وأنا أفرح لأجلكم!!
كيف يفرح الرب لموت حبيب كلعازر؟ إن السبب هو أن هذا الموت سيعطي للتلاميذ فرصة يتحققون فيها صدق كلماته القائلة: «لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هٰذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ ٱلَّذِينَ فَعَلُوا ٱلصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ ٱلْحَيَاةِ وَٱلَّذِينَ عَمِلُوا ٱلسَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ ٱلدَّيْنُونَةِ» (يو ٥: ٢٨ و٢٩).
وجاء المسيح وتلاميذه إلى بيت عنيا.
«فَلَمَّا سَمِعَتْ مَرْثَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ لاَقَتْهُ، وفَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ: يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ هٰهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي» (يو ١١: ٢٠ و٢١). ونحن نلمح عتاباً رقيقاً في كلمات مرثا، وكأنها تقول: أنت صديق أسرتنا. بيتنا مكان راحتك. تتركنا وحدنا في محنتنا وأحزاننا؟ ويجيب المسيح مرثا قائلاً: «سَيَقُومُ أَخُوكِ».
قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلأَخِيرِ».
وينطق المسيح بأسمى إعلاناته عن نفسه قائلاً: «أَنَا هُوَ ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى ٱلأَبَدِ» (يو ١١: ٢٥ و٢٦).
وكلمات المسيح هذه تنطبق على لحظة الاختطاف.
«ٱلأَمْوَاتُ فِي ٱلْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً» (١ تس ٤: ١٦). وهذا يقابل الكلمات: «مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا».
«ثُمَّ نَحْنُ ٱلأَحْيَاءَ ٱلْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعاً مَعَهُمْ فِي ٱلسُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ ٱلرَّبِّ فِي ٱلْهَوَاءِ» (١ تس ٤: ١٧) وهذا يقابل الكلمات: «وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى ٱلأَبَدِ».
قال المسيح لمرثا: «أَتُؤْمِنِينَ بِهٰذَا؟ قَالَتْ لَهُ: نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ، ٱلآتِي إِلَى ٱلْعَالَمِ» (يو ١١: ٢٦ و٢٧).
«وَلَمَّا قَالَتْ هٰذَا مَضَتْ وَدَعَتْ مَرْيَمَ أُخْتَهَا سِرّاً، قَائِلَةً: ٱلْمُعَلِّمُ قَدْ حَضَرَ، وَهُوَ يَدْعُوكِ. أَمَّا تِلْكَ فَلَمَّا سَمِعَتْ قَامَتْ سَرِيعاً وَجَاءَتْ إِلَيْهِ... ثُمَّ إِنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ كَانُوا مَعَهَا فِي ٱلْبَيْتِ يُعَّزُونَهَا، لَمَّا رَأَوْا مَرْيَمَ قَامَتْ عَاجِلاً وَخَرَجَتْ، تَبِعُوهَا قَائِلِينَ: إِنَّهَا تَذْهَبُ إِلَى ٱلْقَبْرِ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ. فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ، خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً لَهُ: يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ هٰهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي. فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، ٱنْزَعَجَ بِٱلرُّوحِ وَٱضْطَرَبَ، وَقَالَ: أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟ قَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَٱنْظُرْ» (يو ١١: ٢٨ - ٣٤).
وهنا يسجل يوحنا الرسول أصغر آيات الكتاب المقدس، وأعمقها، وأصدقها تعبيراً عن مشاعر المسيح في كلمتين «بَكَى يَسُوعُ» (يو ١١: ٣٥). إن هاتين الكلمتين أعمق من المحيط، وأرحب من العالم الفسيح، إننا نرى فيهما هنا، وشفقة، ومشاركة قلب المسيح للحزانى والمتألمين.
ولما رأى اليهود دموع المسيح قالوا: «فَقَالَ ٱلْيَهُودُ:ٱنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ. وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: أَلَمْ يَقْدِرْ هٰذَا ٱلَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ ٱلأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هٰذَا أَيْضاً لاَ يَمُوتُ؟» (يو ١١: ٣٦ و٣٧).
إنه يقدر أن يقيمه من الموت.
جاء يسوع إلى القبر، وكان مغارة قد وضع عليه حجر وقال: «ٱرْفَعُوا ٱلْحَجَرَ. قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ ٱلْمَيْتِ: يَا سَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ» (يو ١١: ٣٩).
أجل تعفنت الجثة.. فاحت الرائحة النتنة من الجسد المائت. مسكين الإنسان.. إنه تراب وإلى تراب يعود.. وأجمل امرأة تخطر في مشيتها على الأرض تتعفن وتفوح منها رائحة تزكم الانوف عندما يتلقفها القبر كفريسة من فرائس الموت.
ومرثا وهي تردد كلماتها «يا سيد قد أنتن» كانت كأنها تقول: «يا سيد أنا لا أريد أن أرى لعازر ميتاً» منتناً إن في ذهني صورة لعازر الحي الممتلئ حيوية. وأريد أن تستمر صورته الجميلة أمام عيني. لا أريد أن أشم بأنفي عفونة الموت.
ويرد عليها المسيح بكلماته: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ ٱللّٰهِ؟. فَرَفَعُوا ٱلْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ ٱلْمَيْتُ مَوْضُوعاً» (يو ١١: ٤٠ و٤١)، وشم الناس الرائحة النتنية رائحة الموت.
وصرخ يسوع بصوت عظيم: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجاً» (يو ١١: ٤٣).
«فَخَرَجَ ٱلْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ» (يو ١١: ٤٤) نعم انتزع المسيح لعازر من بين أنياب الموت وأقامه بعد أن أنتن ولا يستطيع أحد أن يحي العظام وهي رميم سوى الله.
يقول دوايت لايمان مودي: «لو أن الرب يسوع لم يدعُ لعازر باسمه لقام جميع من في القبور من قوة صوت الرب القادر على كل شيء. فإن صوت المسيح قادر على إقامة جميع من في القبور من تراب الموت» (اقرأ يوحنا ٥: ٢٨ و٢٩).
وهنا لا بد من ملاحظة جديرة بالاعتبار وهي أن المسيح لم يقم بعمل معجزة واحدة في حياته لمصلحته الخاصة أو لإنقاذ نفسه من ألم تعرض له، فقد أبى أن يسمع لصوت إبليس ويصنع الحجارة خبزراً ليشبع جوع جسده (اقرأ متى ٤: ١ - ٤)، وأبى أن ينزل عن الصليب ليخلص نفسه من عذابه (اقرأ متى ٢٧: ٣٩ - ٤٣)، فمعجزاته كلها كانت لتطهير أبرص، أو شفاء مريض، أو إغاثة ملهوف أو إعادة البصر إلى أعمى، أو إقامة ميت من قبره. كانت كلها لخير غيره. كانت لإظهار حب الله وحنانه وقدرته التي تستطيع أن تنقذ كل من يلجأ إليه.
ويختتم يوحنا إنجيله بالكلمات: «وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هٰذَا ٱلْكِتَابِ. وَأَمَّا هٰذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِٱسْمِهِ» (يو ٢٠: ٣٠ و٣١). فأنا أومن أن المسيح هو الله على أساس قدرته لعمل المعجزات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مريم بنت العدرا
نائبة المدير
نائبة المدير
مريم بنت العدرا


عدد المساهمات : 4605
نقاط : 11089
السٌّمعَة : 65
تاريخ التسجيل : 02/08/2012
العمر : 34
الدولة : مصر

هل المسيح هو الله - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل المسيح هو الله   هل المسيح هو الله - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 28, 2016 3:53 pm

(٧) أنا أومن بأن المسيح هو الله على أساس سلطانه المطلق لغفران الخطايا: لا يستطيع إنسان على الأرض أن يغفر خطايا الناس لأن الله وحده عنده المغفرة، كما تقول كلمات المزمور: «لأَنَّ عِنْدَكَ ٱلْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ» (مز ١٣٠: ٤) وكما يقول دانيال: «لِلرَّبِّ إِلَهِنَا ٱلْمَرَاحِمُ وَٱلْمَغْفِرَةُ» (دا ٩: ٩)، وكما نقرأ في سفر ميخا «مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ ٱلإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ ٱلذَّنْبِ» (ميخا ٧: ١٨). ويعلن العهد الجديد أن المسيح له السلطان المطلق لغفران خطايا الراجعين إليه، ولهذا فأنا أومن أنه الله.
ذات يوم كان المسيح في كفرناحوم، وسمع الناس أنه في بيت «وَلِلْوَقْتِ ٱجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ ٱلْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِٱلْكَلِمَةِ» وحيثما وجد المسيح نفوساً تجتمع حوله فإنه يخاطبهم بالكلمة لأنه: «لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱللّٰهِ» (مت ٤: ٤).
وهناك «وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجاً يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ. وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْجَمْعِ، كَشَفُوا ٱلسَّقْفَ حَيْثُ كَانَ» وبعدما نقبوه دلوا السرير الذي كان المفلوج مضطجعاً عليه والذين زاروا فلسطين يدركون أن عملية كشف السقف ونقبه في كثير من بيوتها ليست صعبة، فالسقوف في المباني العادية مبنية من جذوع الشجر المغطاة بطبقة من الخشب الرقيق، عليها طبقة من القطع الخزفية، يمكن رفعها بسهولة، وإنزال ما يريدون إنزاله من بين العروق بالحبال.
«فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ. وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هٰذَا هٰكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ ٱللّٰهُ وَحْدَهُ؟» (مر ٢: ٥ - ٧).
ولو كان المسيح مجرد إنسان لاعتبرناه وهو يغفر خطايا ذلك المفلوج مجدفاً، إذ أن أي إنسان من البشر يدعي أن في قدرته أن يغفر الخطايا يجدف. أجل، أي إنسان مهما كان مركزه الديني يدعى أنه يستطيع أن يحل إنساناً من خطاياه يجدف.
لقد دهشت وأنا أقرأ الفصل الثاني من كتاب «اغتيال» الذي كتبه الكاتب الأمريكي المؤرخ «جون كوترل» عن مصرع كيندي هذه العبارات: «وقبل الساعة الواحدة بدقائق قليلة جاء قسيسان من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية هما الأب أوسكار هيوبر والأب جيمس طومسون ليكونا إلى جوار كيندي وسحب الأب هيوبر الغطاء عن وجه الرئيس، ثم رفع يده اليمنى وقال باللاتينية.. إذا كنت حياً فإنني أحلك من كل لوم وخطايا»
«لأن عندك المغفرة لكي يخاف منك»
ولأن المسيح هو الله فله سلطان الغفران، وقد شعر بروحه أنهم يفكرون في أنفسهم هكذا فقال لهم: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهٰذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟ أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱمْشِ؟» (مر ٢: ٨ و٩).
إن غفران الخطايا أصعب جداً من شفاء المرض، لأن الغفران اقتضى أن يموت المسيح على الصليب «لأن أجرة الخطية هي موت» بينما شفاء هذا الرجل من مرضه المستعصي تم بكلمة من بين شفتيه المباركتين.
«َلٰكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ ٱلإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى ٱلأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ ٱلْخَطَايَا» - قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ». فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ ٱلسَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ ٱلْكُلِّ، حَتَّى بُهِتَ ٱلْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا ٱللّٰهَ قَائِلِينَ: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هٰذَا قَطُّ!» (مرقس ٢: ١٠ - ١٢).
لقد شفى المسيح ذلك المفلوج ليؤكد سلطانه لغفران الخطايا، ولا يقدر أحد أن يغفر خطايا إلا الله وحده.
ومرة ثانية يمارس المسيح سلطانه للغفران فقد «سَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ ٱلْفَرِّيسِيِّ وَٱتَّكَأَ. وَإِذَا ٱمْرَأَةٌ فِي ٱلْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً، إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ ٱلْفَرِّيسِيِّ، جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً، وَٱبْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِٱلدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِٱلطِّيبِ» (لو ٧: ٣٦ - ٣٨).
وتضايق سمعان الفريسي - مضيف المسيح - أن تدخل بيته امرأة خاطئة فتلوثه بنجاسة حياتها، وسمعتها الرديئة، وتضايق بالأكثر أن يسمح لها المسيح أن تلمسه بيديها وأن تمسح قدميه بشعرها، وتكلم في نفسه قائلاً: «لَوْ كَانَ هٰذَا نَبِيّاً لَعَلِمَ مَنْ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئِةٌ» (لو ٧: ٣٩).
وعرف فاحص القلوب أفكار قلب سمعان، وأراد أن يظهر له شر بره الذاتي فقال له: «يَا سِمْعَانُ عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ لَكَ. فَقَالَ: قُلْ يَا مُعَلِّمُ. كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ. عَلَى ٱلْوَاحِدِ خَمْسُ مِئَةِ دِينَارٍ وَعَلَى ٱلآخَرِ خَمْسُونَ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعاً. فَقُلْ: أَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبّاً لَهُ؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ: أَظُنُّ ٱلَّذِي سَامَحَهُ بِٱلأَكْثَرِ» (لو ٧: ٤٠ - ٤٣).
وهنا قام الرب بمقارنة بين سمعان الفريسي المتكل على بره الذاتي، وبين المرأة الخاطئة التي عزمت أن تتوب توبة حقيقية. فقال لسمعان: «بِٱلصَّوَابِ حَكَمْتَ. ثُمَّ ٱلْتَفَتَ إِلَى ٱلْمَرْأَةِ وَقَالَ لِسِمْعَانَ: أَتَنْظُرُ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ، وَمَاءً لأَجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ. وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِٱلدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا. قُبْلَةً لَمْ تُقَبِّلْنِي، وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ رِجْلَيَّ. بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي، وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ دَهَنَتْ بِٱلطِّيبِ رِجْلَيَّ» (لو ٧: ٤٣ - ٤٦).
ثم قال للمرأة: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ» (لو ٧: ٤٨).
«فَٱبْتَدَأَ ٱلْمُتَّكِئُونَ مَعَهُ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: مَنْ هٰذَا ٱلَّذِي يَغْفِرُ خَطَايَا أَيْضاً؟» (لو ٧: ٤٩).
ولم يعتذر المسيح، ولم يتراجع إنه «الله الابن» الذي له سلطان الغفران.
«لأَنَّ ٱلآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ٱلدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ» (يو ٥: ٢٢).
لقد أكد المسيح سلطانه المطلق لغفران الخطايا، وعلى أساس هذا السلطان أنا أومن أن المسيح هو الله.
(٨) أنا أومن بأن المسيح هو الله على أساس طلبه الولاء المطلق من الذين يريدون أن يتبعوه: لم يجرؤ نبي أن يطلب الولاء المطلق من أتباعه لشخصه.
لم يطلب موسى النبي الولاء لنفسه من شعب إسرائيل، لكنه قال لهم: «يُقِيمُ لَكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لَهُ تَسْمَعُونَ. حَسَبَ كُلِّ مَا طَلَبْتَ مِنَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ ٱلاجْتِمَاعِ قَائِلاً: لاَ أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِي وَلاَ أَرَى هٰذِهِ ٱلنَّارَ ٱلْعَظِيمَةَ أَيْضاً لِئَلاَّ أَمُوتَ قَالَ لِيَ ٱلرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلَّمُوا. أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. وَيَكُونُ أَنَّ ٱلإِنْسَانَ ٱلَّذِي لاَ يَسْمَعُ لِكَلاَمِي ٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِٱسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ» (تث ١٨: ١٥ - ١٩).
وقد أكد استفانوس في خطابه لليهود أن موسى كان يشير بهذه النبوة إلى شخص المسيح (اقرأ أع ٧: ٣٧) فموسى لم يطلب لنفسه الولاء لأنه إنسان، لكنه أشار إلى ذاك النبي الآتي.. إلى شخص المسيح الذي يستحق كل ولاء لأنه ابن الله الذي قال عنه كاتب الرسالة إلى العبرانيين: «اَللّٰهُ كَلَّمَنَا فِي هٰذِهِ ٱلأَيَّامِ ٱلأَخِيرَةِ فِي ٱبْنِهِ» (عب ١: ١ و٢).
وإيليا النبي حين تحدى أنبياء البعل وصلى فوق جبل الكرمل لم يطلب الولاء لنفسه بل قال: «أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، لِيُعْلَمِ ٱلْيَوْمَ أَنَّكَ أَنْتَ ٱللّٰهُ فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا عَبْدُكَ، وَبِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ. ٱسْتَجِبْنِي يَا رَبُّ ٱسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هٰذَا ٱلشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ» (١ ملوك ١٨: ٣٦ و٣٧).
ولكننا نرى أن المسيح يطالب تابعيه بالولاء المطلق لشخصه، ولو لم يكن هو «الله الابن» لكانه طلبه تعدياً صريحاً على حقوق الله.
- اصغ إليه وهو يطالب بتكريس كل الحب لشخصه قائلاً: «مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ٱبْناً أَوِ ٱبْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا» (مت ١٠: ٣٧ - ٣٩).
إنه يطالب في كلماته هذه بأن نحبه أكثر من الأب والأم، والابن والابنة، وأن نتبعه حتى الموت حاملين الصليب، وأن نضيع حياتنا من أجله وفي خدمته.
أيمكن أن تكون هذه المطاليب من مجرد إنسان؟
يقيناً لا.
- ثم اصغ إليه وهو يطالب من يريد أن يأتي وراءه بإنكار ذاته وحمل الصليب ولسير وراءه فيقول: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا» (مت ١٦: ٢٤ و٢٥).
وقد جاءت هذه الكلمات بعد اعتراف بطرس للمسيح بأنه «ابن الله الحي».
أجل لقد طلب إنكار الذات، وحمل الصليب، وإهلاك النفس من أجله.. فلو لم يكن هو الله المتجسد فبأي حق يطلب كل هذه التضحيات وهذا الولاء؟!
- وأخيراً اصغ إليه وهو يطالب ببغضة كل من له علاقة قوية بنا من أجله. إنه يطالب بتركنا لكل أموالنا في سبيله: «وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ، فَٱلْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَٱمْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً. وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً. فَكَذٰلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ، لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً» (لو ١٤: ٢٥ - ٢٧ و٣٣).
إن المسيح يطالبنا بأن نحبه أكثر من محبتنا لأي شخص آخر في هذا الوجود، مهما كانت علاقة القربى التي تربطنا به.. يطالبنا بأن نتألم لأجله حتى الموت.. يطالبنا بالتضحية بكل أموالنا من أجله. بأن نبغض حتى أنفسنا في سبيله.
إنه يقيناً ليس مجرد إنسان. إنه ابن الله والله الابن. إنه المستحق كل ولاء، وهو لم يقبل قط أن يتبعه الناس بسبب مصالحهم الشخصية، أو أهدافهم المادية.
ذات يوم أطعم الجماهير الجائعة من خمسة أرغفة وسمكتين، فقال الناس بعد أن أكلوا: «إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم».
وعلم المسيح أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً، فانصرف إلى الجبل وحده. وبحث الناس عنه حتى وجدوه. ولما وجدوه قالوا له: «يَا مُعَلِّمُ، مَتَى صِرْتَ هُنَا؟» أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: أَنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي لَيْسَ لأَنَّكُمْ رَأَيْتُمْ آيَاتٍ، بَلْ لأَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ مِنَ ٱلْخُبْزِ فَشَبِعْتُمْ. اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ ٱلْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ ٱلْبَاقِي لِلْحَيَاةِ ٱلأَبَدِيَّةِ ٱلَّذِي يُعْطِيكُمُ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ، لأَنَّ هٰذَا ٱللّٰهُ ٱلآبُ قَدْ خَتَمَهُ» (يو ٦: ٢٦ و٢٧).
لقد طالب المسيح أتباعه بالولاء المطلق له، وعلى أساس قانونية مطاليبه فأنا أومن أن المسيح هو الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مريم بنت العدرا
نائبة المدير
نائبة المدير
مريم بنت العدرا


عدد المساهمات : 4605
نقاط : 11089
السٌّمعَة : 65
تاريخ التسجيل : 02/08/2012
العمر : 34
الدولة : مصر

هل المسيح هو الله - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل المسيح هو الله   هل المسيح هو الله - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 28, 2016 3:54 pm

(١٠) أنا أومن أن المسيح هو الله على أساس تصريحاته الصادقة عن نفسه: يحتفظ لنا التاريخ بقصة عن رجل من رجال الله زار شخصاً من العصريين الذين ينكرون لاهوت الرب يسوع المسيح، وكان الرجل على فراش المرض، وأراد رجل الله أن يقدم لذلك الشخص المسكين ابن الله المخلص من الخطية، ودارت بينهما المناقشة الآتية:
رجل الله: ماذا تظن في المسيح؟
الرجل العصري: في اعتقادي أن المسيح كان إنساناً أميناً ومعلماً صادقاً. لكنه ليس أكثر من ذلك.
- إذاً كان المسيح معلماً صادقاً كما تعتقد، فهل تظن أن مثل هذا المعلم يكذب؟
- المعلم الصادق لا يكذب.. وأعتقد أن المسيح لم يكذب قط.
- إذاً دعني أقرأ لك بعض ما قاله المسيح عن نفسه.
وفتح رجل الله الكتاب المقدس وشرع يقرأ هذه الآيات:
- «لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ» (يو ٨: ٢٤). وتعود بنا العبارة «أنا هو» إلى سفر إشعياء حيث نقرأ «اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ. وَإِسْرَائِيلُ ٱلَّذِي دَعَوْتُهُ. أَنَا هُوَ. أَنَا ٱلأَوَّلُ وَأَنَا ٱلآخِرُ، وَيَدِي أَسَّسَتِ ٱلأَرْضَ وَيَمِينِي نَشَرَتِ ٱلسَّمَاوَاتِ» (إش ٤٨: ١٢ و١٣).
- «خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى ٱلأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي ٱلَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. أَنَا وَٱلآبُ وَاحِدٌ» (يو ١٠: ٢٧ - ٣٠).
- «لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللّٰهِ فَآمِنُوا بِي... لَو كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً. وَمِنَ ٱلآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ. قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: يَا سَيِّدُ، أَرِنَا ٱلآبَ وَكَفَانَا. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هٰذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا ٱلآبَ؟ أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي ٱلآبِ وَٱلآبَ فِيَّ؟ ٱلْكَلاَمُ ٱلَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لٰكِنَّ ٱلآبَ ٱلْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ ٱلأَعْمَالَ. صَدِّقُونِي أَنِّي فِي ٱلآبِ وَٱلآبَ فِيَّ، وَإِلاَّ فَصَدِّقُونِي لِسَبَبِ ٱلأَعْمَالِ نَفْسِهَا» (يو ١٤: ١ و٧ - ١١).
وكأن الرب يسوع يقول بكلماته الصريحة. إن كلامي هو كلام الآب.. إن أعمالي هي أعمال الآب.. وأعمالي خير دليل على لاهوتي.
- ثم يصرح المسيح عن نفسه بهذه التصريحات:
«أَنَا هُوَ خُبْزُ ٱلْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَداً» (يو ٦: ٣٥).
«أَنَا هُوَ نُورُ ٱلْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي ٱلظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ ٱلْحَيَاةِ» (يو ٨: ١٢).
«أَنَا هُوَ ٱلْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى» (يو ١٠: ٩).
«أَنَا هُوَ ٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ، وَٱلرَّاعِي ٱلصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْخِرَافِ» (يو ١٠: ١١).
«أَنَا هُوَ ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا» (يو ١١: ٢٥).
«أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلآبِ إِلاَّ بِي» (يو ١٤: ٦).
«أَنَا وَٱلآبُ وَاحِدٌ» (يو ١٠: ٣٠).
ولايمكن لواحد من البشر أن يدعي لنفسه هذه الأوصاف الفائقة، إلا إذا كان مجدفاً من طراز فريد، أو مضلاً من طراز فريد.. أو إذا كان هو «ابن الله» بالحق والمحبة.
وتابع رجل الله حديثه للرجل العصري قائلاً: وبحسب اعتقادك أن المسيح معلم صادق. فتصريحاته الصادقة تؤكد لاهوته.
فلما سمع الرجل العصري شهادة كلمة الله قبل المسيح مخلصاً وتجدد ونال غفراناً لخطاياه.
أجل مَن من البشر يستطيع أن يقف وسط هذا العالم المظلم قائلاً: «أنا هو نور العالم»؟ لا أحد! لأن الكتاب يقول «إِذْ ٱلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ ٱللّٰهِ» (رو ٣: ٢٣). الله وحده هو نور السموات والأرض، فإذا قال المسيح عن نفسه أنا هو نور العالم فهذا يعني يقيناً أنه الله.
ولقد قال المسيح ما هو أكثر من ذلك إذ فتح ذراعيه للمتعبين والمثقلين بأوزار الإثم، وأثقال الحياة قائلاً: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (مت ١١: ٢٨).
في سفر دانيال نقرأ عن مؤامرة قام بها الوزراء في مملكة داريوس ضد دانيال بسبب تفوقه عليهم، فقد رأوا أن دانيال متمسك بشرعية إلهه، فأرادوا أن يقضوا عليه عن طريق أمانته وطاعته لهذا الإله.
والآن تعال معي لنقرأ تفاصيل القصة في الكلمات:
«حِينَئِذٍ ٱجْتَمَعَ هَؤُلاَءِ ٱلْوُزَرَاءُ وَٱلْمَرَازِبَةُ عِنْدَ ٱلْمَلِكِ وَقَالُوا لَهُ: «أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ دَارِيُوسُ، عِشْ إِلَى ٱلأَبَدِ! إِنَّ جَمِيعَ وُزَرَاءِ ٱلْمَمْلَكَةِ وَٱلشِّحَنِ وَٱلْمَرَازِبَةِ وَٱلْمُشِيرِينَ وَٱلْوُلاَةِ قَدْ تَشَاوَرُوا عَلَى أَنْ يَضَعُوا أَمْراً مَلَكِيّاً وَيُشَدِّدُوا نَهْياً، بِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَطْلُبُ طِلْبَةً حَتَّى ثَلاَثِينَ يَوْماً مِنْ إِلَهٍ أَوْ إِنْسَانٍ إِلاَّ مِنْكَ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ، يُطْرَحُ فِي جُبِّ ٱلأُسُودِ. فَثَبِّتِ ٱلآنَ ٱلنَّهْيَ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ، وَأَمْضِ ٱلْكِتَابَةَ لِكَيْ لاَ تَتَغَيَّرَ كَشَرِيعَةِ مَادِي وَفَارِسَ ٱلَّتِي لاَ تُنْسَخُ». لأَجْلِ ذَلِكَ أَمْضَى ٱلْمَلِكُ دَارِيُوسُ ٱلْكِتَابَةَ وَٱلنَّهْيَ» (دا ٦: ٦ - ٩).
مسكين هذا الملك.. خدعه مشيروه.. فأوقف نفسه في موقف أكبر من قدرته.. أرادوا أن يجعلوا منه إلهاً لمدة ثلاثين يوماً، فأظهرت هذه المدة القصيرة أنه إنسان عاجز، ضعيف.
لكن هل يستطيع ملك - مهما بلغت عظمته - أن يكون إلهاً لمدة ثلاثين يوماً يستمع فيها إلى أنات المرضى وصرخات المظلومين.. وتوسلات المتضايقين؟
كلا. إن الملك «داريوس» لن يستطيع ومن ذا الذي يستطيع ذلك إلا الله القادر على كل شيء؟
ولم يعبأ «دانيال» الشاب الأمين لله، بأمر الملك.. أدرك أن الملك وقع فريسة في أيدي وزرائه ومشيريه.. ورفض أن يرفع طلباته إلى الملك خلال ثلاثين يوماً.. رفض أن يصلي إليه.
ولا شك أن أسئلة كثيرة ملأت رأس دانيال: هل يستطيع الملك إذا طلبت منه أن يريحني من آلامي الجسدية؟ أن يريحني في أزماتي النفسية؟ أن يشبع احتياجاتي الروحية؟ وهل يستطيع أن يستمع إلى طلبات الملايين من شعبه في وقت واحد؟ يقيناً أنه ملك مخدوع.. واحد فقط أرفع إليه الصلاة. هو الله الذي قال عنه داود «يَا سَامِعَ ٱلصَّلاَةِ، إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ» (مز ٦٥: ٢).
وأعلن دانيال تحديه العلني لأمر الملك.
«فَلَمَّا عَلِمَ دَانِيآلُ بِإِمْضَاءِ ٱلْكِتَابَةِ ذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ، وَكُواهُ مَفْتُوحَةٌ فِي عُلِّيَّتِهِ نَحْوَ أُورُشَلِيمَ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي ٱلْيَوْمِ، وَصَلَّى وَحَمَدَ قُدَّامَ إِلَهِهِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذَلِكَ» (دا ٦: ١٠).
وهنا كشف المتآمرون عن نواياهم.
«فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْمَلِكُ هَذَا ٱلْكَلاَمَ ٱغْتَاظَ عَلَى نَفْسِهِ جِدّاً، وَجَعَلَ قَلْبَهُ عَلَى دَانِيآلَ لِيُنَجِّيَهُ، وَٱجْتَهَدَ إِلَى غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ لِيُنْقِذَهُ» (دا ٦: ١٤).
إيه أيها الملك. ها أنت قد وقعت في الفخ الذي نصبه لك وزراؤك واكتشفت الخدعة الكبرى التي خدعك بها مشيروك.. وها هو دانيال أحد أفراد دولتك العظمى في خطر الموت.. وها أنت عاجز عن إنقاذه.. فكيف تصورت أن تجيب طلبات المحتاجين والمتضايقين والمتألمين في أمبراطوريتك المترامية الأطراف؟
وأوقف الوزراء الملك الذي «ألهّوه» موقفاً حرجاً فاجتمع أولئك الرجال إلى الملك وقالوا للملك اعلم أيها الملك أن شريعة مادي وفارس هي أن كل نهي أو أمر يضعه الملك لا يتغير.
وعجز «الملك الإله» عن إنقاذ دانيال من براثن أعدائه.
«حِينَئِذٍ أَمَرَ ٱلْمَلِكُ فَأَحْضَرُوا دَانِيآلَ وَطَرَحُوهُ فِي جُبِّ ٱلأُسُودِ. وَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِدَانِيآلَ: «إِنَّ إِلَهَكَ ٱلَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِماً هُوَ يُنَجِّيكَ». وَأُتِيَ بِحَجَرٍ وَوُضِعَ عَلَى فَمِ ٱلْجُبِّ وَخَتَمَهُ ٱلْمَلِكُ بِخَاتِمِهِ وَخَاتِمِ عُظَمَائِهِ، لِئَلاَّ يَتَغَيَّرَ ٱلْقَصْدُ فِي دَانِيآلَ» (دا ٦: ١٦ و١٧).
وتعال معي لترى «الملك الإله» وترثي له.
«حِينَئِذٍ مَضَى ٱلْمَلِكُ إِلَى قَصْرِهِ وَبَاتَ صَائِماً، وَلَمْ يُؤْتَ قُدَّامَهُ بِسَرَارِيهِ وَطَارَ عَنْهُ نَوْمُهُ. ثُمَّ قَامَ ٱلْمَلِكُ بَاكِراً عِنْدَ ٱلْفَجْرِ وَذَهَبَ مُسْرِعاً إِلَى جُبِّ ٱلأُسُودِ. فَلَمَّا ٱقْتَرَبَ إِلَى ٱلْجُبِّ نَادَى دَانِيآلَ بِصَوْتٍ أَسِيفٍ: يَا دَانِيآلُ عَبْدَ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ، هَلْ إِلَهُكَ ٱلَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِماً قَدِرَ عَلَى أَنْ يُنَجِّيَكَ مِنَ ٱلأُسُودِ؟ فَتَكَلَّمَ دَانِيآلُ مَعَ ٱلْمَلِكِ: يَا أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ، عِشْ إِلَى ٱلأَبَدِ! إِلَهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ ٱلأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي، لأَنِّي وُجِدْتُ بَرِيئاً قُدَّامَهُ وَقُدَّامَكَ أَيْضاً أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ. لَمْ أَفْعَلْ ذَنْباً» (دا ٦: ١٨ - ٢٢).
لقد ثبت عجز البشر عجزاً تاماً.. حتى ولو كانوا ملوكاً.. في إراحة المتعبين.
أما الرب يسوع المسيح فيقف في قدرة لاهوته قائلاً «تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم».
ويقيناً.
لو أن الاسكندر في أيام أبهته نطق بهذه الكلمات لأصبح أضحوكة.
ولو قالها نابليون في أيام جبروته لأضحى سخرية. ولو قالها هتلر في أيام مجده لصار هزءاً.
ذلك لأن أحداً من البشر لا يقدر أن يريح المتعبين والثقيلي الأحمال.
أما المسيح الرب فهو ينادي كل متعب بكلماته الرقيقة قائلاً:
تعال ضع يا أيها المتعب
ضع رأسك
ضعه على صدري وفي قربي
أرح نفسك
إنه يقول: أيها المتعب بالهموم والأحزان. أيها المثقل بالأوزار والآثام. تعال إليّ وأنا أريحك.
وكل الذين ذهبوا إليه بأتعابهم وأثقالهم.. أراحهم.
أجل.. فقد أراح السامرية من ثقل ماضيها الأسود الأثيم، وأراح زكا رئيس جباة الضرائب من ثقل ظلمه الأثيم وأراح نازفة الدم من مرضها المستعصي، وأراح توما من الشك الذي أقض مضجعه وما زال إلى اليوم يريح المتعبين.
كما قال عنه كاتب الرسالة إلى العبرانيين «يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَٱلْيَوْمَ وَإِلَى ٱلأَبَدِ» (عب ١٣: ٨).
ومع كل ما تقدم فقد صرح المسيح عن نفسه بعد صعوده إلى السماء لعبده يوحنا قائلاً: «أَنَا هُوَ ٱلأَلِفُ وَٱلْيَاءُ. ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ» (رؤ ١: ١١).
«أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ، وَٱلْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ ٱلْهَاوِيَةِ وَٱلْمَوْتِ» (رؤ ١: ١٧ و١٨).
«أَنَا ٱلأَلِفُ وَٱلْيَاءُ، ٱلْبِدَايَةُ وَٱلنِّهَايَةُ، ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ» (رؤ ٢٢: ١٣).
وعلى أساس تصريحات المسيح الصادقة عن نفسه فأنا أومن أنه «الله».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مريم بنت العدرا
نائبة المدير
نائبة المدير
مريم بنت العدرا


عدد المساهمات : 4605
نقاط : 11089
السٌّمعَة : 65
تاريخ التسجيل : 02/08/2012
العمر : 34
الدولة : مصر

هل المسيح هو الله - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل المسيح هو الله   هل المسيح هو الله - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 28, 2016 3:55 pm

(١١) أنا أومن أن المسيح هو الله على أساس قيامته الفريدة من بين الأموات: لقد أقام الرب يسوع المسيح أثناء وجوده بالجسد على الأرض ثلاثة أشخاص.
أقام ابنة «يايرس» أحد رؤساء المجمع، ذلك الرجل الذي جاء «وَلَمَّا رَآهُ خَرَّ عِنْدَ قَدَمَيْهِ، وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً قَائِلاً: ٱبْنَتِي ٱلصَّغِيرَةُ عَلَى آخِرِ نَسَمَةٍ. لَيْتَكَ تَأْتِي وَتَضَعُ يَدَكَ عَلَيْهَا لِتُشْفَى فَتَحْيَا» (مر ٥: ٢٢ و٢٣). ولما وصل المسيح إلى بيت يايرس كانت الفتاة قد فارقت الحياة لكن الرب «أَمْسَكَ بِيَدِ ٱلصَّبِيَّةِ وَقَالَ لَهَا: طَلِيثَا، قُومِي. (ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا صَبِيَّةُ، لَكِ أَقُولُ قُومِي). وَلِلْوَقْتِ قَامَتِ ٱلصَّبِيَّةُ وَمَشَتْ، لأَنَّهَا كَانَتِ ٱبْنَةَ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. فَبُهِتُوا بَهَتاً عَظِيماً» (مر ٥: ٤١ و٤٢).
وأقام شاباً وحيداً لأمه الأرملة في مدينة نايين نقرأ عنه الكلمات: «وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي ذَهَبَ إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى نَايِينَ، وَذَهَبَ مَعَهُ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٌ كَثِيرٌ. فَلَمَّا ٱقْتَرَبَ إِلَى بَابِ ٱلْمَدِينَةِ، إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ ٱبْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ، وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ. فَلَمَّا رَآهَا ٱلرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا: لاَ تَبْكِي. ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ ٱلنَّعْشَ، فَوَقَفَ ٱلْحَامِلُونَ. فَقَالَ: أَيُّهَا ٱلشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ قُمْ. فَجَلَسَ ٱلْمَيْتُ وَٱبْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ، فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. فَأَخَذَ ٱلْجَمِيعَ خَوْفٌ، وَمَجَّدُوا ٱللّٰهَ قَائِلِينَ: قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَٱفْتَقَدَ ٱللّٰهُ شَعْبَهُ» (لو ٧: ١١ - ١٦).
وأقام لعازر من بيت عنيا بعد أن أنتن (يو ١١).
وفي هذه الصور الثلاث نتلقى أثمن الدروس، فالصبية ابنة يايرس أقامها الرب بعد موتها مباشرة والشاب ابن الأرملة كان قد مات منذ وقت وكانوا في طريقهم لدفنه، والرجل لعازر كان قد دفن منذ أربعة أيام ودب الفساد في جسده.
ثلاث صور للموت: فتاة صغيرة.. وشاب.. ورجل كامل الرجولة.
والموت هو صورة مجسمة للخطية، وهؤلاء الموتى هم نماذج للخطاة.
- فالفتاة كانت قد ماتت في تلك اللحظة ولم تظهر عليها بعد أية علامة من علامات التعفن والفساد. كان جسدها ما زال حاراً، ولم تجف بعد قطرات العرق من فوق جبينها. إنها ترينا صورة للخاطئ المؤدب المتدين.. فهذا الشخص لا تظهر عليه أية آثار خارجية للموت الذي يكمن داخله. وإذا أخذنا بالمظهر الخارجي وحده خيل إلينا أن هذا الخاطئ ليس ميتاً، لأن حياته الأدبية والدينية تبدو في صورة حسنة، تماماً كصورة الذين يعترفون بأنهم أحياء في المسيح وأحياناً أفضل.. ولكن الفتاة كانت ميتة رغم كل مظهر.. وكانت تحتاج إلى المسيح ليقيمها من الموت.
- وشاب نايين يصور لنا درجة مختلفة لمظاهر الموت الخارجية فهذا الشاب مات ربما منذ يوم أو يومين. لقد تقلص جلده، وغارت عيناه، وسرت البرودة في جسده.. إن كل علامات الموت قد ظهرت عليه، بعكس صورة الفتاة الصغيرة التي ماتت قبل أن يصل المسيح بدقائق.. ولكن الحقيقة: أن هذه الفتاة الصغيرة كانت ميتة تماماً كذلك الشاب، مع أن مظهرها لم يكن يدل على ذلك.. فهل لاحظت الدرس هنا.. إن الشاب يرينا صورة الخاطئ الذي لفظه المجتمع وبدأ في إخراجه بعيداً عنه كشخص غير جدير بالحياة فيه.
- ولكن الميت الثالث هو لعازر، لقد دفن وأنتن. صارت رائحته كريهة، وها هو في قلب الأرض ينهشه الدود، وهذه صورة للخاطئ الذي حطم كل القيود والقوانين والمثل العليا، وتدهور حتى وصل إلى الجريمة والانحلال الخلقي الظاهر، حتى اضطر المجتمع إلى عزله وسجنه، وتقييد حريته لأنه خطر عليه.
ولكن التفت إلى هذه الحقيقة، فمع أن هناك اختلافاً كبيراً في مظهر الموت في هذه الحالات الثلاث، ولكننا لا نجد فرقاً في درجة الموت فيها. فالفرق موجود في المظهر فقط، ولكن الثلاثة كانوا أمواتاً كل واحد كالآخر، وبعد شهور قليلة لن يكون بإمكانك التفريق بينهم من حيث المظهر كذلك.
وهذا ما قاله الله عن البشر، «لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ ٱلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ ٱللّٰهِ» (رو ٣: ٢٢ و٢٣). والناس قد يختلفون في درجات مظاهر الخطية والشر من الخارج، ولكن الناس جميعاً بدون المسيح أموات على مستوى واحد، المؤدب والمتدين.. كالخليع والخائن.. كما يقول بولس الرسول «وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتاً بِٱلذُّنُوبِ وَٱلْخَطَايَا» (أف ٢: ١) الكل يحتاجون أن يعودوا إلى الحياة بالمسيح.
وفي كل حالة من حالات الموت هذه، لم يكن هناك سوى واحد فقط هو الذي في قدرته الإنقاذ من الموت هو المسيح الرب.
وفي كل حالة قام الميت من الموت بكلمة الرب.
فقد قال للفتاة الصغيرة: «طَلِيثَا، قُومِي» (مر ٥: ٤١).
وقال للشاب في نايين: «أيها الشاب لك أقول قم» (لو ٧: ١٤).
وقال للعازر: «لعازر هلم خارجاً» (يو ١١: ٤٣).
وفي كل حالة حدثت القيامة بكلمة الله، لأن الذي تكلم هو «ابن الله» و «الله الابن» لقد قام هؤلاء الثلاثة بقوة رب الحياة، ومعطي الحياة، ولكنهم ماتوا ثانية بحكم فساد طبيعتهم وابتلعهم القبر من جديد.
تماماً كما عاد إلى الموت ابن الأرملة الذي أقامه إيليا بالصراخ للرب، وابن المرأة الشونمية الذي أقامه إليشع بالصلاة للرب.
أما الرب يسوع المسيح فقد قام من الأموات بصورة فريدة لم يسبقه إليها غيره، وهو لن يموت أيضاً ولن يسود عليه الموت بعد كما قال بولس الرسول: «عَالِمِينَ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضاً. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ ٱلْمَوْتُ بَعْدُ» (رو ٦: ٩).
وهناك عدة حقائق تتعلق بقيامة المسيح الفريدة:
وأول حقيقة هي أن جسد المسيح لم يتعفن بعد موته:
وهذه الحقيقة يقررها بطرس الرسول في كلماته: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱسْمَعُوا هٰذِهِ ٱلأَقْوَالَ: يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ بِقُّوَاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا ٱللّٰهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. هٰذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ ٱلسَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ ٱللّٰهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ ٱلْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ. لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى ٱلرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي، لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ. لِذٰلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضاً سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي ٱلْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً. عَرَّفْتَنِي سُبُلَ ٱلْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُوراً مَعَ وَجْهِكَ» (أع ٢: ٢٢ - ٢٨).
ويتابع بطرس الرسول كلماته مقرراً أن هذه النبوة ليست عن داود شخصياً، وإنما عن المسيح الذي جاء من نسل داود فيقول: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَاراً عَنْ رَئِيسِ ٱلآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. فَإِذْ كَانَ نَبِيّاً، وَعَلِمَ أَنَّ ٱللّٰهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ ٱلْمَسِيحَ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ ٱلْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي ٱلْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً. فَيَسُوعُ هٰذَا أَقَامَهُ ٱللّٰهُ، وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذٰلِكَ. وَإِذِ ٱرْتَفَعَ بِيَمِينِ ٱللّٰهِ، وَأَخَذَ مَوْعِدَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ مِنَ ٱلآبِ، سَكَبَ هٰذَا ٱلَّذِي أَنْتُمُ ٱلآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ. لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى ٱلسَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي، ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ ٱللّٰهَ جَعَلَ يَسُوعَ هٰذَا، ٱلَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبّاً وَمَسِيحاً» (أع ٢: ٢٩ - ٣٦).
إن هذه العبارات تؤكد في وضوح لا غموض فيه أن جسد المسيح لم ير فساداً، لم يتعفن كما تتعفن أجساد البشر أجمعين. لقد بقي في كل بهائه وجماله. لأنه خلا من كل عناصر الخطية.
الحقيقة الثانية هي أن الثالوث الأقدس قد اشترك في قيامة المسيح.
- فالآب قد أقام المسيح كما قال بطرس الرسول: «فيسوع هذا أقامه الله» (أع ٢: ٢٤).
- والمسيح قد أقام نفسه، وهذا الحق واضح في كلماته: «فَسَأَلَهُ ٱلْيَهُودُ: «أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هٰذَا؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «ٱنْقُضُوا هٰذَا ٱلْهَيْكَلَ وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». فَقَالَ ٱلْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هٰذَا ٱلْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. فَلَمَّا قَامَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هٰذَا، فَآمَنُوا بِٱلْكِتَابِ وَٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ» (يو ٢: ١٨ - ٢٢).
لقد أعلن المسيح عن قدرته في إقامه جسده من بين الأموات، وأكد هذا بكلماته «لِهٰذَا يُحِبُّنِي ٱلآبُ، لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضاً. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً» (يو ١٠: ١٧ و١٨).
- والروح القدس قد أقام المسيح كما قال بولس الرسول: «بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلْمَدْعُّوُ رَسُولاً، ٱلْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ ٱللّٰهِ، ٱلَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي ٱلْكُتُبِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، عَنِ ٱبْنِهِ. ٱلَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ ٱلْجَسَدِ، وَتَعَيَّنَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ بِقُّوَةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ ٱلْقَدَاسَةِ، بِٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ» (رو ١: ١ - ٤). وكلمة «تعين» معناها «ظهر بالدليل الواضح» دليل القيامة من الأموات أنه «ابن الله» كما ظهر أن روح القداسة أو الروح القدوس قد اشترك في قيامته.
فالثالوث الأقدس «الآب والابن والروح القدس» قد اشترك في قيامة المسيح من بين الأموات.
الحقيقة الثالثة أن المسيح عندما قام خرج من قبره وهو مغلق: إن كثيرين يتصورون أن ملاك السماء جاء ودحرج الحجر عن باب القبر ليساعد المسيح على الخروج منه، وهذا تصور خاطئ، لقد قام المسيح وخرج من القبر وهو مغلق، ثم جاء الملاك ودحرج الحجر وقال للمرأتين - مريم المجدلية ومريم الأخرى - «لَيْسَ هُوَ هٰهُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا ٱنْظُرَا ٱلْمَوْضِعَ ٱلَّذِي كَانَ ٱلرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ» (مت ٢٨: ٦). لقد خرج الرب من القبر وهو مغلق. خرج متحدياً أختام الأمبراطورية الرومانية وقوتها العسكرية. تماماً كما دخل إلى العلية التي في أورشليم والأبواب مغلقة (يو ٢٠: ١٩ - ٢٩). ولقد كانت قيامة المسيح هي الدليل الساطع على نصرة الحق على الباطل، والنور على الظلام وإله السلام على إله هذا العالم الأثيم.
الحقيقة الرابعة أن قيامة المسيح هي الدليل المؤكد لقيامة المؤمنين به: وهذه حقيقة يؤكدها بولس الرسول في كلماته: «لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذٰلِكَ ٱلرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ ٱللّٰهُ أَيْضاً مَعَهُ» (١ تس ٤: ١٤).
وهنا يخطر على الذهن سؤالاً لا بد أن نجيب عنه في هذا المقام وهو: كيف يُقام الأموات وبأي جسم يأتون؟ كيف يمكن أن يعيد الله إلى الوجود أجساد الذين أكلتهم الأسماك في البحار، وأحرقتهم النار، وتحللوا وصاروا جزءاً من أديم الأرض؟
ولو أدركنا أن الله يحتفظ في سجلات السماء بصورة فوتوغرافية لكل واحد من سكان الأرض، وبصورة بالأشعة للعظام والأحشاء، لعرفنا كيف سيعود كل واحد بنفس ملامحه إلى الوجود.
وليس هذا الكلام خيال كاتب، وإنما هو حقيقة كتابية صريحة تؤكدها كلمات داود القائلة «لأَنَّكَ أَنْتَ ٱقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ. نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي. أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ ٱمْتَزْتُ عَجَباً. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذٰلِكَ يَقِيناً. لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي حِينَمَا صُنِعْتُ فِي ٱلْخَفَاءِ وَرُقِمْتُ فِي أَعْمَاقِ ٱلأَرْضِ. رَأَتْ عَيْنَاكَ أَعْضَائِي، وَفِي سِفْرِكَ كُلُّهَا كُتِبَتْ يَوْمَ تَصَّوَرَتْ، إِذْ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهَا» Sadمز ١٣٩: ١٣ - ١٦) فصورتنا، وملامحنا، وتفاصيل عظامنا وأحشائنا موجودة في سجلات السماء، ومن السهل أن تستخرج صورة طبق الأصل عند أي مصور إذا كانت لديك الصورة الأصلية.
وعلى هذا فإن قيامة المسيح تؤكد قيامة المفديين في القيامة الأولى، ثم قيامة الأشرار للدينونة بعد ملك الألف السنة كل واحد بذات الملامح والقامة والصورة التي عاش بها.
وعلى أساس قيامة المسيح الفريدة أنا أومن بأن المسيح هو الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مريم بنت العدرا
نائبة المدير
نائبة المدير
مريم بنت العدرا


عدد المساهمات : 4605
نقاط : 11089
السٌّمعَة : 65
تاريخ التسجيل : 02/08/2012
العمر : 34
الدولة : مصر

هل المسيح هو الله - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل المسيح هو الله   هل المسيح هو الله - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 28, 2016 4:00 pm

(١٢) أنا أومن بأن المسيح هو الله على أساس سلطانه وعمله المعجزي وتأثير اسمه في الأرواح والأجساد بعد صعوده إلى السماء: كل نبي عاش على الأرض، انتهت معجزاته بموته، فموسى الكليم صنع في حياته معجزات كثيرة بقوة الله الذي أمره بصنعها، لكنه مات «وَلَمْ يَعْرِفْ إِنْسَانٌ قَبْرَهُ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ» (تث ٣٤: ٦) وانتهت معجزاته بموته تماماً كما انتهت معجزات سائر الرسل والأنبياء.
أما الرب يسوع فقد ظل اسمه وما زال يعمل بقوة في الأرواح والأجساد.
لقد وعد تلاميذه في حديثه الأخير معهم قائلاً: «لٰكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ ٱلْحَقَّ، إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ ٱلْمُعَّزِي، وَلٰكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ ٱلْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ. أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً. وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ قَدْ دِينَ» (يو ١٦: ٧ - ١١).
وما وعد به الرب يسوع أكمله، وهذا ما يؤكده سفر أعمال الرسل بالكلمات «وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ ٱلْخَمْسِينَ كَانَ ٱلْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ ٱلْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَٱسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَٱمْتَلأَ ٱلْجَمِيعُ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَٱبْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ ٱلرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا. وَكَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ سَاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. فَلَمَّا صَارَ هٰذَا ٱلصَّوْتُ، ٱجْتَمَعَ ٱلْجُمْهُورُ وَتَحَيَّرُوا، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ يَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَتِهِ» (أع ٢: ١ - ٦).
ولما اجتمع هذا الجمهور وقف بطرس مع الأحد عشر، وكلمهم عن حقيقة هذا الصوت، مؤكداً أنه «الروح القدس» الذي سكبه يسوع الذي صعد إلى السماء، بعد أن صلبوه وقتلوه، إذ أنه قام من الأموات «وَإِذِ ٱرْتَفَعَ بِيَمِينِ ٱللّٰهِ، وَأَخَذَ مَوْعِدَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ مِنَ ٱلآبِ، سَكَبَ هٰذَا ٱلَّذِي أَنْتُمُ ٱلآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ» (أع ٢: ٣٣).
فالمعزي الذي تحدث عنه المسيح لتلاميذه، لم يكن نبياً آتياً بعده، وإنما كان الروح القدس كما أوضح له المجد بفمه المبارك قائلاً: «وَأَمَّا ٱلْمُعَّزِي، ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، ٱلَّذِي سَيُرْسِلُهُ ٱلآبُ بِٱسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ» (يو ١٤: ٢٦).
فالمسيحيون لم ينتظروا نبياً آخر يأتي بعد المسيح، بل كان رجاؤهم وما زال في عودة المسيح ثانية بعد صعوده إلى السماء كما وعدهم «وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعاً وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ» (رؤ ٢٢: ١٢). ولذا فإن صلاة المسيحيين الحقيقيين في كل العصور تركزت في الكلمات: «آمين تعال أيها الرب يسوع» (رؤ ٢٢: ٢٠). وهي آخر كلمات اختتم بها سفر الرؤيا، أخر أسفار الكتاب المقدس.
ولقد استمر تأثير المسيح قوياً وفعالاً بعد صعوده إلى السماء، وسفر أعمال الرسل يحمل أصدق الأدلة على ما نقول.
- ففي يوم الخمسين أي بعد صعود المسيح إلى السماء بعشرة أيام، عمل المسيح بروحه وبكلمته في قلوب نحو ثلاثة آلاف نفس فتجددوا واعتمدوا، وانضموا إلى الكنيسة التي أسسها المسيح في أورشليم، فبعد أن وعظهم بطرس بكلمة الرب. نقرأ الكلمات: «فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ، وَسَأَلُوا بُطْرُسَ وَسَائِرَ ٱلرُّسُلِ: مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَةُ؟ فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى ٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ... فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ، وَٱعْتَمَدُوا، وَٱنْضَمَّ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ» (أع ٢: ٣٧ و٣٨ و٤١).
فمن الذي أعطى القوة لبطرس الجبان الذي أنكر المسيح ثلاث مرات لتؤثر كلماته في القلوب هذا التأثير الفعال؟
ومن الذي نخس قلوب هؤلاء سوى الروح القدس الذي أرسله المسيح بعد صعوده إلى السماء!
إن تجدد هذا العدد الضخم دفعة واحدة دليل على فاعلية عمل المسيح في القلوب بعد صعوده إلى السماء.
- ولقد شفى اسم المسيح رجلاً أعرج من بطن أمه: أجل بعد أن صعد المسيح إلى السماء ظل اسمه قوياً فعالاً يشفي الأمراض، ويجري المعجزات، لأنه الله الموجود في كل مكان، القادر على كل شيء.. وهذه كلمات سفر أعمال الرسل عن شفاء ذلك الإنسان: «وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى ٱلْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ ٱلصَّلاَةِ ٱلتَّاسِعَةِ. وَكَانَ رَجُلٌ أَعْرَجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يُحْمَلُ، كَانُوا يَضَعُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ بَابِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِي يُقَالُ لَهُ «ٱلْجَمِيلُ» لِيَسْأَلَ صَدَقَةً مِنَ ٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ ٱلْهَيْكَلَ. فَهٰذَا لَمَّا رَأَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا مُزْمِعَيْنِ أَنْ يَدْخُلاَ ٱلْهَيْكَلَ، سَأَلَ لِيَأْخُذَ صَدَقَةً. فَتَفَرَّسَ فِيهِ بُطْرُسُ مَعَ يُوحَنَّا وَقَالَ: ٱنْظُرْ إِلَيْنَا!> فَلاَحَظَهُمَا مُنْتَظِراً أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمَا شَيْئاً. فَقَالَ بُطْرُسُ: لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلٰكِنِ ٱلَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلنَّاصِرِيِّ قُمْ وَٱمْشِ. وَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ ٱلْيُمْنَى وَأَقَامَهُ، فَفِي ٱلْحَالِ تَشَدَّدَتْ رِجْلاَهُ وَكَعْبَاهُ، فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي، وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى ٱلْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ ٱللّٰهَ» (أع ٣: ١ - ٨).
ولما اجتمع الجمهور الذي رأى هذه المعجزة حول بطرس ويوحنا، أعلن لهم بطرس أن شفاء الرجل قد تم باسم يسوع المسيح فقال: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِسْرَائِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ تَتَعَجَّبُونَ مِنْ هٰذَا، وَلِمَاذَا تَشْخَصُونَ إِلَيْنَا كَأَنَّنَا بِقُّوَتِنَا أَوْ تَقْوَانَا قَدْ جَعَلْنَا هٰذَا يَمْشِي؟ إِنَّ إِلٰهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، إِلٰهَ آبَائِنَا، مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ، ٱلَّذِي أَسْلَمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ أَمَامَ وَجْهِ بِيلاَطُسَ، وَهُوَ حَاكِمٌ بِإِطْلاَقِهِ. وَلٰكِنْ أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ ٱلْقُدُّوسَ ٱلْبَارَّ، وَطَلَبْتُمْ أَنْ يُوهَبَ لَكُمْ رَجُلٌ قَاتِلٌ. وَرَئِيسُ ٱلْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ، ٱلَّذِي أَقَامَهُ ٱللّٰهُ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذٰلِكَ. وَبِٱلإِيمَانِ بِٱسْمِهِ، شَدَّدَ ٱسْمُهُ هٰذَا ٱلَّذِي تَنْظُرُونَهُ وَتَعْرِفُونَهُ، وَٱلإِيمَانُ ٱلَّذِي بِوَاسِطَتِهِ أَعْطَاهُ هٰذِهِ ٱلصِّحَّةَ أَمَامَ جَمِيعِكُمْ» (أع ٣: ١٢ - ١٦).
فالمسيح هو الله الحي الموجود بقوته في كل مكان. ولذا فإن اسمه المبارك العجيب فيه القدرة لإعطاء الصحة والحياة.
- وقد جدد المسيح بعد صعوده إلى السماء شاول الطرسوسي:
يشهد شاول الطرسوسي - الذي صار بعد تجديده بولس الرسول - عن نفسه قائلاً: «أَنَا ٱلَّذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفاً وَمُضْطَهِداً وَمُفْتَرِياً» (١ تي ١: ١٣). وقد اضطهد شاول كنيسة أورشليم، والمسيحيون الذين عاشوا في تلك الجهات، وعن هذا نقرأ الكلمات: «أَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّداً وَقَتْلاً عَلَى تَلاَمِيذِ ٱلرَّبِّ، فَتَقَدَّمَ إِلَى رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ وَطَلَبَ مِنْهُ رَسَائِلَ إِلَى دِمَشْقَ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ، حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاساً مِنَ ٱلطَّرِيقِ، رِجَالاً أَوْ نِسَاءً، يَسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ» (أع ٩: ١ و٢).
هذه هي الصورة الكتابية لاضطهاد شاول للمسيحيين والكتاب المقدس يرينا أن المسيحيين الحقيقيين الأتقياء يجب أن يتوقعوا الاضطهاد في كل مكان كما يكتب بولس الرسول لتيموثاوس قائلاً: «وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي، وَسِيرَتِي، وَقَصْدِي، وَإِيمَانِي، وَأَنَاتِي، وَمَحَبَّتِي، وَصَبْرِي، وَٱضْطِهَادَاتِي، وَآلاَمِي، مِثْلَ مَا أَصَابَنِي فِي أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَّةَ وَلِسْتِرَةَ. أَيَّةَ ٱضْطِهَادَاتٍ ٱحْتَمَلْتُ! وَمِنَ ٱلْجَمِيعِ أَنْقَذَنِي ٱلرَّبُّ. وَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِٱلتَّقْوَى فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ» (٢ تي ٣: ١٠ - ١٢).
«لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ ٱلْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ» (في ١: ٢٩).
إن المسيحيين الأمناء يضطهدون في كل بقعة من بقاع الأرض، لأن حياتهم المنيرة تؤلم عيون الناس، توبخ خطاياهم، فيحاولون القضاء عليهم.. ولكن هيهات!! لأن المسيح رأس الكنيسة حي في السماء يحس بآلام شعبه على الأرض ويتقدم لإنقاذه وحمايته.
لقد كان «شاول» يظن أنه يقدم خدمة لله، وأنه يقضي على شرذمة ضالة تؤمن بأن المسيح هو «ابن الله» وكان المسيح في اعتقاد شاول مضلاً أفاكاً ظهر على أرض اليهودية.
وبينما شاول يقترب إلى دمشق، وقد أعمى التعصب عينيه، تستمر القصة قائلة: «وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ ٱقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، فَسَقَطَ عَلَى ٱلأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتاً قَائِلاً لَهُ: شَاوُلُ، شَاوُلُ، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ فَسَأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ ٱلرَّبُّ: أَنَا يَسُوعُ ٱلَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ. فَسَأَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟ فَقَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ: قُم وَٱدْخُلِ ٱلْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ. وَأَمَّا ٱلرِّجَالُ ٱلْمُسَافِرُونَ مَعَهُ فَوَقَفُوا صَامِتِينَ، يَسْمَعُونَ ٱلصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَداً. فَنَهَضَ شَاوُلُ عَنِ ٱلأَرْضِ، وَكَانَ وَهُوَ مَفْتُوحُ ٱلْعَيْنَيْنِ لاَ يُبْصِرُ أَحَداً. فَٱقْتَادُوهُ بِيَدِهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى دِمَشْقَ. وَكَانَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يُبْصِرُ، فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ» (أع ٩: ٣ - ٩).
وتفاصيل القصة تؤكد أن المسيح حي في السماء.
فقد ظهر بنوره الوضاح لشاول
وناداه باسمه
وأراه أنه صعب عليه أن يحاربه.
ويقيناً أن من يحارب المسيح يجرح نفسه. إنه تماماً كمن يرفس مناخس الخيل، يمتلئ جسمه بالجراح ولا تتأثر المناخس وأمام نور المسيح، وتحت تأثير صوته قال شاول الطرسوسي: «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟».
عجيب أن يقول شاول للمسيح «يا رب» فشاول رجل يهودي، فريسي، يعرف كتابه المقدس جيداً ويذكر كلمات سفر الخروج: «أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي» (خر ٢٠: ٢ و٣). ما الذي حدث لك يا شاول حتى تنادي المسيح قائلاً: «يا رب» ويردعلينا شاول بالكلمات: «لٰكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحاً فَهٰذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضاً خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ ٱلأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ ٱلْمَسِيحَ وَأُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي ٱلَّذِي مِنَ ٱلنَّامُوسِ، بَلِ ٱلَّذِي بِإِيمَانِ ٱلْمَسِيحِ، ٱلْبِرُّ ٱلَّذِي مِنَ ٱللّٰهِ بِٱلإِيمَانِ. لأَعْرِفَهُ، وَقُّوَةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهاً بِمَوْتِهِ» (في ٣: ٧ - ١٠).
لقد تيقنت أن تلاميذ المسيح لم يسرقوا جسده، لقد قام وقبره خال من جسده، ولذا أشرق علي بنوره من السماء، لقد آمنت أنه «ابن الله الحي» «فَمَا أَحْيَاهُ ٱلآنَ فِي ٱلْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي ٱلإِيمَانِ، إِيمَانِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ، ٱلَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي» (غلا ٢: ٢٠).
دخل شاول المدينة كما أوصاه الرب، وكما كلم الرب يسوع شاول من السماء، كلم حنانيا في رؤيا لمقابلة شاول. فلما جاء حنانيا إليه قال له «أَيُّهَا ٱلأَخُ شَاوُلُ، قَدْ أَرْسَلَنِي ٱلرَّبُّ يَسُوعُ ٱلَّذِي ظَهَرَ لَكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي جِئْتَ فِيهِ، لِكَيْ تُبْصِرَ وَتَمْتَلِئَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَلِلْوَقْتِ وَقَعَ مِنْ عَيْنَيْهِ شَيْءٌ كَأَنَّهُ قُشُورٌ، فَأَبْصَرَ فِي ٱلْحَالِ، وَقَامَ وَٱعْتَمَدَ» (أع ٩: ١٧ و١٨). وهكذا تجدد شاول، وصار إناء مختاراً ليحمل اسم المسيح أمام أمم وملوك وبني إسرائيل.
وتجديد شاول اليهودي المتعصب، المجدف والمضطهد والمفتري، وحديث المسيح معه من السماء، واعترافه بلاهوت المسيح، هذا كله يحمل أصدق الدليل على أن المسيح هو «ابن الله» و «الله الابن».
ونستمر في سفر أعمال الرسل لنرى الرب يسوع المسيح:
- عاملاً بروحه في السامرة (أع ٨).
- وفي قلب الوزير الحبشي (أع ٨).
- وفي قلب كرنيليوس ومن حضروا في بيته (أع ١٠).
- ونراه يشفي إينياس (أع ٩: ٣٢ - ٣٥).
- ويقيم التلميذة الخادمة طابيثا (أع ٩: ٣٦ - ٤٢).
- ويزعزع أساسات سجن فيلبي ويجدد حافظ السجن (أع ١٦: ١٩ - ٣٤).
- وينقذ بولس في قلب العاصفة (أع ٢٧: ١٤ - ٤٤).
وما زال إلى اليوم يغير قلوب الذين يقبلونه مخلصاً في أنحاء الأرض، وينير بروحه قلوب وعقول المؤمنين به، ويرشدهم إلى أنفع الاكتشافات والاختراعات العلمية لخير البشرية، فقد أرشد «أديسون» لاكتشاف الكهرباء، وأرشد «فلمنج» لابتكار البنسلين الذي أنقذ حياة الملايين. وأرشد العلماء المسيحيين لابتكار كل ما هو لخير الإنسان. فعلى أساس سلطان المسيح وتأثير اسمه على الأرواح والأجساد بعد صعوده إلى السماء أنا أومن أنه «الله».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل المسيح هو الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 7انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» هل المسيح هو الله-7
» هل المسيح هو الله-5
» هل المسيح هو الله-6
» هل المسيح هو الله-4
»  هل المسيح هو الله-10

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور الحياة  :: المنتديات المسيحية العامة - Christian public forums :: معلومات دينية-
انتقل الى: