[b][center]
6- إفخارستيا ή εύχαριστία
(أ) كلمة إفخارستيا تعني باليونانية عموماً " الشكر " والمسرة :
1- " ولكن لأجل شكر (εύχαριστίαν ) ( مسرة ) الكثيرين ، نتحمل بسرور هذا العناء الكبير " ( 2مكابيين 2: 27 )
2- " لا تتشاور مع إنسان حاقد في كيفية الشكر (εύχαριστίας ) " ( ابن سيراخ 37: 11)
عموماً الكلمة تعني الشكر ، لأن الفعل الأساسي الذي قدمه المسيح للآب في يوم تأسيسه لهذا السرّ ليلة خميس العهد هو الشكر :
" وشكر فكسر ، وقال : (( خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم . أصنعوا هذا لذكري )) " ( 1كو 11 : 24 )
" وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز ، وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال : ((
خذوا كلوا ، هذا هو جسدي )) ، وأخذ الكأس وشكر ولأعطاهم قائلاً : ((
أشربوا منها كلكم . لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل
كثيرين لمغفرة الخطايا ... )) " ( مت 26: 26 – 28 )
وأيضاً لأن هذا السرّ المقدس هو أعظم تعبير عن الشكر تقدمه الكنيسة للمسيح له كل إكرام ومجد .
(ب) تعود الأصول الأولى لفعل الشكر في الكنيسة إلى التقليد اليهودي
في طقس ( بركة المائدة – Beraka Hamazon ) وهي صلاة شكر لله من أجل هبة
الخلق ، والأرض وثمارها ، حيث ينتقل رب العائلة إلى ذكر تاريخ الخلاص ،
فيذكر العهد مع الآباء ، والخروج من مصر ارض العبودية .
أما الحدث الرئيسي الذي من أجله يُقدم الكاهن في العهد الجديد الشكر لله
فهو تجسد الابن الوحيد وموته وقيامته وصعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين
الآب لتكميل خلاصنا .
عموماً ، استخدمت الكلمة بنوع خاص في حالة شكر الله على خلقه العالم ، أي
شكر الله بلسان الخليقة من أجل خلقه العالم وبركاته ومواهبه وعطاياه
للإنسان ، فكل صلاة تقدم لله فيها شكر من أجل خلقه العالم تُسمى إفخارستيا
(جـ) وأول ذكر لهذا الاسم (( إفخارستيا )) جاء في الديداخي ( تعاليم الرسل ) :
[ فيما يختص بالإفخارستيا ، أشكروا هكذا ... لا يأكل أحد أو يشرب من إفخارستيتكم غير المعتمدين باسم الرب ]
وورد الاسم كذلك في رسائل القديس إغناطيوس الشهيد ، وعند القديس يوستينوس
الشهيد . ( أنظر معجم المصطلحات الكنسية لراهب من الكنيسة القبطية صفحة
109 )
(د) كلمة إفخارستيا تتعلّق بعمل الليتورجية ومنها الفعل ( إفخارستين εύχαρίστειν ) ومشتقاته :
فالفعل (εύχαρίστειν) استخدمه المسيح عندما أمسك بيده الكأس المملوء خمراً ممزوجاً بماء .
" ثم تناول كأساً وشكر εύχαριστήσας ( لو22: 17 و لو22: 19 )
وكلمة شكر هنا لا تُفيد مجرد شكرّ ، بل أنه فعل الشكر الطقسي ، أي أدى
وقدم الشكر من أجل الخليقة وبركة الله لها الخاصة بهذا الموقف .
(هـ) الإفخارستيا ليست نوعاً من ((ذبح ثانٍ))
لأن ذبيحة الصليب ذبيحة واحده كاملة غير متعددة أو متكررة ، والإفخارستيا
هي اشتراك في ذبيحة الصليب في مكان ما وزمان ما كلما أقمنا قداساً ، فهو
السرّ الذي يفوق الزمان إذ هو سرّ المسيح الذي أعطاه لنا عطاء يفوق كل
منطق ومستمر عبر كل زمان ، وستظل الإفخارستيا سرّ غير قابل للفحص ويفوق كل
الزمان ولكنه معلن في القلب وبالإيمان .
(و) الإفخارستيا التعبير السري عن الفداء ، فالخليقة كلها تتبارك في ذبيحة الإفخارستيا والعالم كله يتقدس والإنسان يتذوق عمق قوة الخلاص المتسع .
لذلك تتحتم أن تضم الإفخارستيا في صلواتها ( الأواشي ) كل الأقطار وكل
أجناس الخليقة من كل ما ينبت على الأرض من نبات وكل ما يطير في الهواء
ويدب على الأرض وأيضاً كل فئات الناس حتى الولاة والحكام والملوك ورؤساء
العالم ، فالخليقة كلها والعالم كله مرفوع بالصلوات والبخور ، بل وكافة
أرواح القديسين والملائكة تشترك في الصلاة في هذا السر (( قدوس قدوس قدوس
..)) لأن الجميع داخل في صميم أبعاد الإفخارستيا !!!
( أنظر متى 28: 17 ) + ( أفسس1: 10 )
يا لروعة الإفخارستيا إذ أنها سرّ المسيح والكنيسة التي هي جسده