[b][center]
2- الشركة Koinonia
* هذه الكلمة نتيجة حتمية لكلمة التدبير
، وهي كلمة تهتز لها المشاعر والأحاسيس البشرية ، لأنها سرّ محبة الله
التي دبرها في ابنه الوحيد يسوع المسيح إلهنا الحي كي ما يوحدنا به .
فقصد الله وتدبيره في عمله الخلاصي ( خطة أو تدبير الخلاص ) هو الوحدة معه
أي شركة الحياة معه . وهذا هو نص الكتاب المقدس عن الشركة :
" كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة (koinonia ) دم المسيح . الخبز
الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح ، فأننا نحن الكثيرين خبز واحد ، جسد
واحد لأننا جميعاً نشترك في الخبز الواحد " ( 1كو10 : 16 و17 )
" أمين هو الله الذي به دُعيتم إلى شركة (Koinonia – fellowship ) ابنه يسوع المسيح " ( 1كو 1 : 9 )
"الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم شركة معنا . وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح " ( يو1 : 3 )
وهذه هي طلبة المسيح وعطيته :
" ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم إنك أرسلتني " ( يو17 : 21 )
* إذن الشركة أو (koinonia) هي علاقة بين الله والإنسان ، علاقة شركة لها
خطة – تدبير – وتقوم على أساس سرّ محبة على مستوى البذل من طرف لا يخون
عهده ووعده أبداً أي الله المحبة ، وهذا هو سرّ التجسد الإلهي .
* عموماً النتيجة الحتمية لسرّ التجسد الإلهي حسب التدبير – حسب خطة الله
– هو الحياة الأبدية ، وهذا لا يتوقف على تغيير الناس ، لأن الله لا
يتراجع عن عهده أبداً ، لأن الله ثابت في عمله ويكفينا أنه اشترك في
بشريتنا واتخذ جسدنا ، ليجعل كل ذي جسد يشترك معه ويكون معه واحداً ، أي
انه اتحد بنا بالتجسد لنصير معه واحداً باستمرار تناولنا جسده ودمه ، وهذا
السرّ في الشركة أبدي لن يتوقف أبداً شرط أن نؤمن ونتناول ، ونطيع وصايا
الله بالنعمة والتوبة المستمرة بلا توقف .
يقول القديس هيلاري ( 367م ) :
[ إن ابن الله قد وُلِدَ كإنسان من العذراء في ملء الزمان لكي يرفع
البشرية في شخصه حتى الإتحاد باللاهوت ( الله ) ] ( في الثالوث 9 : 5 )
ويقول القديس أمبروسيوس :
[ بالروح نقتني صورة الله وننمو إلى مشابهته ، وبالروح كما يقول معلمنا
بطرس – نصير شركاء الطبيعة الإلهية ، وهذه الشركة لا تعطينا ميراثاً
جسدياً ، بل تلك الرابطة الروحية في نعمة التبني ] (على الروح القدس 8 :
94 و 95 )
والشركة :
تعني أيضاً الاشتراك في الأسرار المقدسة وهي قمة الإتحاد بالله في ربنا
يسوع المسيح الذي لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحده ولا طرفة عين ..
وفي هذا السرّ يتم تسليم عنصري الذبيحة المقدسة أي جسد المسيح الحقيقي ودمه الحقيقي .