[center][b]
موسوعة المصطلحات اللاهوتية والكنسية
1- التدبير Economia
* هي كلمة عبرانية – يونانية ، بمعنى سياسة الله وعمله وحكمته في كل أعمال الثالوث القدوس وبخاصة " التجسد الإلهي "
فهي خطة الله الموضوعة ، يشرف عليها بنفسه ويقوم بتنفيذها . وهذه الخطة
وضحت في الكتاب المقدس منذ سقوط آدم في الفردوس ، فكان الهدف منها هو خلاص
الإنسان من ورطة السقوط المؤلمة التي تذوقها وانحصر في دائرتها المميتة
باختياره الحرّ :
[ اختطفت لي قضية الموت ] [ أجرة الخطية هي موت ]
* وكلمة التدبير في تحليل معناها اليوناني ، استخدامها يُفيد معنى :
[ البناء الرعائي ] وهذا هو عمل المسيح كراعٍ يسعى في طلب الضال .
* والتدبير الإلهي بدأ في العهد القديم ثم اكتمل بتفاصيله في العهد الجديد
حيث تجسد ربنا يسوع المسيح إلهنا الحي ، وقد أُعلن هذا التدبير بالميلاد
وحياة الله الكلمة في الجسد والصليب والقيامة والصعود وحلول الروح القدس
على الكنيسة وعلى كل من ينضم لها بالمعمودية ومسحة الميرون .
* فحسبما وُلِدَ المسيح وعاش تمارس الكنيسة حياتها وفقاً للتدبير :
" فأما أنتِ يا بيت لحم أفراته وأنتِ صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنكِ
يخرج لي ( مدبر ) الذي يكون متسلطاً على إسرائيل ومخارجه منذ القديم "
(ميخا 5: 2)
" وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لستِ الصغرى بين رؤساء يهوذا . لأن منكِ يخرج [ يخرج لي ] مُدبرّ يرعى شعبي إسرائيل " (مت 2: 6 )
* الكنيسة تعيش التدبير كحياة ممتدة من حياة المسيح في الجسد ، لأنها جسد المسيح الحي ...
فالمسيح اعتمد ، لذلك نحن نعتمد
المسيح دُهن أو مُسح بالروح القدس ، لذلك نحن نُمسح بالميرون
المسيح أعطى جسده ودمه لذلك يتضمن كل قداس في العالم كلمات تأسيس السرّ
لأنها دعوة المسيح نفسه التي لا يُمكن أن تُستبدل بأي كلمات أخرى مهما
كانت .
المسيح مات ولذلك نشاركه الدفن والموت في المعمودية .
المسيح قام ولذلك سوف نقوم في اليوم الأخير :
" فقال لها يسوع أنا هو ( إيجو إيمي – أهيه أشير أهيه = I am ) القيامة
والحياة من آمن بي ( believing ) ولو مات فسيحيا ، وكل من كان حياً وآمن
بي فلن ( never ) يموت إلى الأبد . أتؤمنين بهذا ( believe this ) " (
يو11 : 25 و26 )
ويقول العالم القبطي زكريا ابن سباع ( القرن 13 ) :
[ إن درجات الكهنوت الثلاثة مؤسسة على حياة المسيح نفسه وهو في الجسد – أي
بحسب التدبير – فهو قارئ ( أغنسطس ) لأنه قرأ في السفر في المجمع ( يو4: 6
)
وهو كذلك خادم أي شماس ( ذياكون ) لأنهُ خدم ( لو22 : 27 ) ، وكاهن ( عب7: 26 و27 ) .
فإن وُجِدَ أي شيء في الكنيسة غير مرتبط بما تم في المسيح [ أي كالتدبير ] نتأكد أنهُ وضع بشري لا لزوم له .]
* هذه هي روح الكنيسة الأرثوذكسية في تدبير الله في المسيح لهُ المجد ، إذ
أن حياتها تدبير ، وتدبيرها حياة معاشة في الأسرار والاجتماعات ، وترفض
وتقبل أي شيء فيها بحسب التدبير وليس بحسب آراء شخصية أو مفاهيم بشرية أي
كان معناها أو مدى صحتها ، طالما أن جوهرها من خارج التدبير الإلهي .