[b][center]
3- الذبيحة – Sacrifice
*
هي استحداث وضع ، من خلاله يُمكن أن يُستعلن الله نفسه بقصد تنظيم علاقة
بينه وبين شعبه ، فبواسطة نظام الذبائح في العهد القديم أراد الله أن يكون
له علاقة وتعامل شخصي مع شعبه .
** القصد الأساسي من الذبائح هو الوجود في حضرة الله ( بطهارة ) لتكوين
علاقة روحية سليمة تنمو مع الأيام بسرّ التوبة القائمة على الكفارة
والمقدم فيها سرّ الشكر الدائم .
*** والذبائح المذكورة في العهد القديم هي كالتالي :
1- ذبيحة المحرقة :
وهي ذبيحة تحرق على المذبح بكاملها ماعدا الجلد ، وهي تعبر عن الهبة على وجهٍ خاص ، لأن مقدمها لا يأخذ منها شيئاً .
+ وهي دائماً تُقرب للرضا (( يُقدمه للرضا عنه أمام الرب )) (لا1 : 3 )
+ وهي ترمز للطاعة وتنفيذ مشيئة الله (( ها أنا ذا آجئ لأفعل مشيئتك يا الله )) ( عب10 : 7 )
(( ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني )) ( يو9 : 4 )
(( أطاع حتى الموت موت الصليب )) ( في 2 : 8 )
2- ذبيحة الخطية :
وهي ذبيحة تحرق خارج المحلة ولا تُحرق في الداخل مثل باقي الذبائح ..
(( فإن الحيوانات التي يُدخل بدمها عن الخطية إلى الأقداس بيد رئيس الكهنة
، تُحرق أجسامها خارج المحلة ، لذلك يسوع أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه
تألم خارج الباب ... )) ( عب13 : 11 – 12 )
+ والمقصود بهذه الذبيحة ، إعادة الصلة بالله ، بعد أن قطعت بسبب الخطايا
غير العمد ( أنظر لاويين 4 : 2 ) ، أو بسبب حالة نجاسة ( أنظر لاويين 14 :
19 )
3- ذبيحة الإثم :
وهي ذبيحة تقدم بسبب انتهاك ناموس الله وبسبب إفساد العلاقة بين الله
والإنسان (( إذا خان أحد خيانة وأخطأ سهواً في أقداس الرب يأتي بذبيحة
لإثمه .. )) ( لاويين 5 : 14 و15 )
+++ ملاحظات على ذبيحة الخطية والإثم :
نستطيع من خلال قراءتنا لسفر اللاويين بالنسبة لذبيحة الخطية والإثم ، أن نُقسم الخطية لقسمين كبيرين :
* القسم الأول
: خطايا سلوكية ضد الناس وضد الذات وتشويه صورته من جهة الخلق لأنه خلق
ليسمو في أخلاقه ويسمو في معاملاته لأنه خلق على شبه الله ...
- وهذه هيَّ ذبيحة الخطية
القسم الثاني : خطايا سلوكية ضد الله مباشرة
- وهي ذبيحة الإثم
4- تقدمة القربان :
في الكهنوت ، تدل كلمة ( قربان ) على كل أنواع الذبائح ، حتى على التقدمة الغير ذبائحية ومعناها الحرفي :
ما يُقرب من الله على المذبح
ولكنها اكتسبت معنى :
" التقدمة المقدسة " أو " الشيء المكرس " ( أنظر مت 8 : 4 )
+ التقدمة والذبيحة
ولنلاحظ أن هناك فرق بين " التقدمة " و " الذبيحة "
فالتقدمة تتم أولاً ثم تُرفع كذبيحة أمام الله ، وهذا ورد في التقليد
الليتورجي القديم فإن القداس الإلهي يبدأ بتقديم الحمل ، وهذا عمل ليتورجي
قائم بذاته ، ثم يليه قداس الذبيحة .
وفي تقديم الحمل يتحول الخبز والخمر إلى حمل مهيأ للذبيحة ، وفي القداس
يُذبح الحمل وتُرفع الذبيحة بالتقدمة ( طبعا هذا يتم بالسرّ على أساس عمل
المسيح الذي تممه على عود الصليب وسلمه إلينا يوم خميس العهد ويتم إلى
الآن كما هو – دون أي تغيير – بفعل حلول الروح القدس )
++ والذبيحة ، هي تساوي فعل التقدمة مضافاً إليها عنصر الألم حتى الموت .
5- ذبيحة السلامة :
وتسمى أحياناً ذبيحة " الإتحاد " أو " العهد " ، ويحرق فيها على المذبح
الأجزاء الشحميه ، ويخص الكهنة جزء من لحمها والباقي يأكله مقرب الذبيحة
وعائلته وأصدقاءه .
+ وهي تقدمة شكر لله واعتراف بفضله ، وتعبيراً عن الشركة الحقيقية بين مقرب الذبيحة والله ، وبين الله والشعب .
++ وكان يُقرب معها أقراص فطير ملتوتة بزيت ورقاق فطير مدهونة بزيت ، مع
أقراص خبز خمير ، وكان يجب أن تكون الذبيحة خالية من أي عيب (( أنظر
للأهمية : لاويين 3 : 1 ، 22: 21 ))
[size=25]الخلاصة
+++ إن ذبيحة المسيح على الصليب هي الذبيحة النهائية الكاملة للتكفير
عن الخطية وخلاص الإنسان ، فالذبائح جميعها لم تكن إلا رمز لذبيحة المسيح
الواحدة الوحيدة ، فلم يكن الناموس الطقسي بكل فرائضه وأحكامه " بقادر أن
يُحيي " بل كان الناموس " مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان " ( غلا3
: 21 و 24 )
" لأنه لا يُمكن إن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا ... نحن مقدسون بتقديم جسد
يسوع المسيح مرة واحده . وكل كاهن يقوم كل يوم يخدم ويقدم مراراً كثيرة
تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة أن تنزع الخطية ، أما هذا –
المسيح – فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله
.. لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين " ( عب10: 4 – 14 )
ومن ثًّم فقد أبطلت ذبيحة المسيح كل الذبائح ...
*** سبب تعدد أنواع الذبائح في العهد القديم :
تعددت الذبائح في العهد القديم ، ليس على أساس عدم وحدة الذبيحة ، لأن الذبيحة إشارة إلى ذبيحة المسيح الواحد ...
بل السبب الأساسي أن ذبيحة واحدة في العهد القديم لم تكن كافية لتقدر أن
تُعَبّر عن الجوانب المختلفة لذبيحة ربنا يسوع المسيح ، الذبيحة الواحدة
الغير منقسمة أو متعددة .
*** الذبائح في العهد الجديد:
جميع أسفار العهد الجديد – ما عدا يعقوب ويهوذا – تُشير إلى موت المسيح
كذبيحة كاملة عن الخطية والإثم وجميع جوانب الذبيحة المختلفة ، وقد أشار
الرب بنفسه ثم الرسل إلى ذلك ، لأنها ترمز إلية والعهد الجديد وضح ووضع
الرمز على المرموز إليه فانطبق تما التطابق :
(1) ذبيحة العهد : ((مر14 : 24 – مت26 : 28 – لو22: 20 – عب9: 15 – 22 ))
(2) ذبيحة المحرقة : (( اف5: 2 – عب10: 4 – 9 ))
(3) ذبيحة الخطية : (( رو8: 3 – 2كو 5: 21 – عب13 : 11 – 1بط 3: 8 ))
(4) خروف الفصح : (( 1كو 5: 7 – يو 1: 29 و36 ))
(5) ذبيحة يوم الكفارة : (( عب2 : 17 – عب9 : 12 – 14 ))
وهناك إشارات مختلفة وكثيرة لجميع الذبائح على صفحات العهد الجديد ،
ولكننا سنتركها – رغم أهميتها – إلى أن نكتب بحث متكامل عن الذبائح وعمل
ربنا يسوع وكيف نتذوق عمق عمل الله ونحيا به ..