الخيانة الزوجية أحد الأسباب الرئيسية لإنتهاء الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة. فبمجرد أن تعلم الزوجة بخيانة زوجها لها قد يصيبها حالة من الصدمة الشديدة، وتصبح تائهة بين مشاعر الحيرة والحزن باحثة عن الأسباب التي تجعل الزوج يخونها. وتظل الزوجة صامتة لفترة طويلة أو قصيرة، هذا على حسب مقدرة الزوجة، ولكنها في النهاية ستنفجر وتخرج كل ما بداخلها وتبدأ المواجهة بينها وبين زوجها.
يهدد الطلاق حياتهما لأن الخيانة مرض نفسي يخترق جسد الحياة الزوجية ينهكه ثم يهلكه. كما أنها أيضاً بمثابة رصاصة خارقة تقتل مشاعر الحب والوفاء بين الطرفين. ولكن، هل يمكن للمرأة أن تسامح زوجها بعد خيانته؟ وإذا سامحته! ماهي الحالات التي تجعلها متسامحة مع خيانة الرجل؟ وماهي الطريقة الصحيحة التي يمكن للزوجة أن تتعامل بها مع الرجل بعد خيانته؟ تابعوا معنا هذا المقال وسوف نجيب على هذه الأسئلة.
ماهي أسباب خيانة الرجل
هناك عدة أسباب تجعل الرجل خائن لزوجته وللحظاته الرومانسية معها. وعلى الرغم من تعدد الأسباب التي تدفع الزوج إلى الخيانة إلا أنه ليس مبررًا على الإطلاق لإرتكابه هذا الفعل المدمر للحياة الزوجية بأكملها. ومن أبرز هذه الأسباب إهمال الزوجة لزوجها وانشغالها أكثر بأولادها ومتطلباتهم ومسؤولياتها المتعددة داخل المنزل التي لا حصر لها.
فإلى جانب كل هذا يشعر الزوج بالإهمال؛ فهو يحب أن يكون رقم واحد لإهتمامات زوجته. لذلك، فقد يضطر للبحث عن هذا الإهتمام مع امرأة أخرى. ومن أسباب خيانة الزوج أيضاً عدم تعبير الزوجة عن حبها له بين حين وأخر، وعدم اظهارها لمشاعرها له مما تسود حالة من الفتور والبرود في علاقتهما، ويبدأ الزوج بالبحث عن هذه الأشياء التي يفتقدها في زوجته مع امرأة أخرى. وهناك نوع من الأزواج الذين يشعرون بالحنين إلى الماضي وإلى أيام ما قبل الزواج التي ينعدم فيها المسؤولية أو تحمل أي أعباء مادية، مما تجعلهم يشعرون بأنهم مازالوا أحراراً ويمكنهم فعل أي شيء.
هل تسامح الزوجة الرجل الذي خانها؟
في البداية وقبل كل شيء لابد وأن ندرك جيدًا أنه إذا سامحت المرأة زوجها بعد معرفتها بخيانته، فإنها لا تشعر بالثقة اتجاهه أبداً. لأن الخيانة كسرت شيئاً كبيرًا بداخلها وهي انعدام الثقة بزوجها مهما كثرت أعذاره أو مبرراته.
لذلك، يمكنني أن أقول لكم أن المرأة يمكنها أن تسامح زوجها من أجل استمرار العلاقة الزوجية، لأنه من الصعب هدمها، خاصة مع وجود الأطفال. لكن، هناك بعض الحالات والأوضاع الخاصة التي تسامح فيها المرأة زوجها بعد خيانته، وتعود الحياة بينهما مثلما كانت ومن أهمها:
اعتراف الزوج بخطئه وشعوره بالندم الشديد على ارتكابه مثل هذا الفعل البشع ألا وهو الخيانة. يحاول الزوج بعدها، بشتى الطرق، التعبير عن ندمه وحبه الكبير لزوجته وأن خيانته لها كانت مجرد نزوة عابرة. يكشف لها الأسباب التي دفعته لخيانتها والتي من أهمها تقصيرها واهمالها له. ومن الأوضاع الأخرى التي يمكن للمرأة أن تسامح زوجها على ارتكابه لفعلته هذه هي أن يتوفر لدى الزوجة القناعات المؤكدة بأن زوجها يستحق أن يسامح وأن تلك الخطيئة لن تتكرر في المرات القادمة.
كما ولابد وأن تشعر الزوجة زوجها بخطئه الفج في حقها وأنه سبب لها آلام نفسية كبيرة، ولابد أن يبذل قصارى جهده حتى تخف هذه الآلام وتعيد ثقتها الكاملة به مثلما كانت عليه. كما ويجب أن تتأكد المرأة من شعوره بالندم لضمان عدم تكرار هذه الغلطة مرة أخرى.
لكن، هناك بعض الحالات الأخرى التي لا تستطيع فيها المرأة أن تسامح زوجها بعد خيانتها، ويكون الحل وقتها هو الطلاق. ومن أهم هذه الحالات استمرار الزوج بخيانتها دون أن يشعر بالندم أو ارتكاب الخطأ بحق زوجته. حتى لو أدركت الزوجة أنها ربما تكون السبب الذي دفع الزوج لخيانتها، وحاولت اصلاح ذلك وأن تكون أمينة مع نفسها،
وأن تحاول اكتشاف الدافع وراء خيانة الزوج بمنتهى الصراحة، وتحاول أن تقضي على هذا الدافع، ولكن دون جدوى... يستمر الزوج بارتكابه لهذا الفعل المدمر، فيكون هنا انسحاب الزوجة وابتعادها هو الحل الأفضل حفاظًا على كرامتها وحياتها.