من طقوس كنيستنا القبطية
****** اولئك يارب ******
-----------------------------------
اولا بعض الملاحظات عن المجمع
---------------------------------------
+ لا يقال المجمع والتراحيم فى قداس خميس العهد , لان الكنيسة وهى منشغلة بالام الرب وموته , لا مجال امامها لذكر احد من الراقدين ...
+ لا يقال الترحيم بلحنه الحزين فى ايام الاحاد والاعياد والخماسين , لانها ايام فرح بقيامة الرب ...
وسواء قال الكاهن الترحيم السرى او الجهرى بلحنه الحزين , فلابد ان يصلى بعدها قطعة " اولئك يارب " .. وتسمى " الترحيم الباسيلى " ونصها كالاتى :
" اولئك يارب الذين اخذت نفوسهم , نيحهم فى فردوس النعيم فى كورة الاحياء الى الابد , فى اورشليم السمائية فى ذلك الموضع .. ونحن ايضا الغرباء فى هذا المكان احفظنا فى ايمانك , وانعم علينا بسلامك الى التمام " ...
فى هذه القطعة تتمم الكنيسة واجبها المقدس تجاه بنيها كلهم , الراقدين منهم والاحياء , فتشفع من اجل بنيها الراقدين , ان يسكنهم الله الفردوس محل الفرح والنياحة , وبعد القيامة يهبهم الملكوت الابدى فى اورشليم السمائية حيث مسكن الله مع الناس :
" وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا , والله نفسه يكون معهم الها لهم ويمسح الله كل دمعة من عيونهم , والموت لا يكون فيما بعد , ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد - رؤ 21 :3,4 " ...
وهنا يظهر عظم اهتمام الكنيسة بأولادها , ليس فى حياتهم فقط , بل وبعد انتقالهم ايضا ...
وعقيدة شفاعة الاحياء عن الراقدين هى عقيدة ثابتة فى الكنيسة ...
فيشهد القديس يوحنا ذهبى الفم ان الصلاة على الراقدين هى تسليم رسولى , فيقول " لم يفرض الرسل عبثا اقامة التذكارات عن الراقدين وقت تتميم الاسرار الرهيبة , لانهم يعرفون ان للراقدين ربحا عظيما ونفعا جزيلا من ذلك " ...
+ وكما لا تنسى الكنيسة اولادها الراقدين , طالبة لهم النياح والراحة , فهى لا تنسى الاحياء ايضا , وتطلب الى الله ان يحفظهم فى الايمان المستقيم الى النفس الاخير , وان ينعم عليهم بسلامه الالهى الذى يفوق كل عقل , حتى يحفظ قلوبهم وافكارهم فى المسيح يسوع , فيكملوا جهادهم بسلام ويحصلوا على النصيب المعد لهم فى ملكوت الله مع القديسين المنتصرين .
ونحن ايضا الغرباء فى هذا العالم
--------------------------------------
العالم الذى نعيش فيه , هو ارض غربة بالنسبة لنا , وقد كلم الله موسى قائلا : " وايضا اقمت عهدى معهم ان اعطيهم ارض كنعان ارض غربتهم التى تغربوا فيه " خر 6 - 4 ...
ويقول داود النبى " غريب انا فى الارض , فلا تخف عنى وصاياك - مز119 :19" ...
كما يتضرع الى الله قائلا
" استمع يارب صلاتى , واصغ الى صراخى , ولاتسكت عن دموعى , لانى انا غريب عنك , نزيل مثل جميع ابائى - مز 39 : 12 " ...
والقديس بولس الرسول يقول " نحن واثقون كل حين , وعالمون اننا ونحن مستوطنون فى الجسد , فنحن متغربون عن الرب - 2 كو 5 : 6 " ...
اما موطننا الحقيقى , فهو اورشليم السمائية , حيث نسكن مع الله ابينا الى الابد , وفى هذا يقول القديس بولس الرسول :
" سيرتنا نحن فى السماوات التى منها ننتظر مخلصنا هو الرب يسوع المسيح - فى 3 : 20 " ...
فيا ليتنا نتشبه بأبطال الايمان الذين اقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الارض , وكانوا يبتغون وطنا افضل , اى سماويا , لذلك لا يستحى بهم الله ان يقول انه اعد لهم مدينة " عب 11 : 13 - 16 " ...
ومادمنا غرباء فى هذا العالم , فيجب الا نتشبث به , ونضع كل همنا فيه كأنه هو املنا الوحيد او سعادتنا النهائية ..
يجب ان نسلك بالايمان , لا بالعيان , ونؤمن ان الله قد اعد لنا وطنا افضل , اى سماويا , فنهتم بما فوق , لابما على الارض " كو 3 : 2 "... ونصغى الى نصيحة الرسول القائل " سيروا زمان غربتكم بخوف - 1 بط 1 : 17 ...
اخى الحبيب
--------------
اثناء تلاوة هذه الصلاة الرائعة , حاول ان تعيش مع كلماتها بكل جوارحك , واطلب النياح لاقربائك واصدقائك الذين رقدوا , واذكرهم بالاسم , وقدم اقرارك امام الله انك غريب فى هذا العالم , وانك ستنطلق يوما الى وطنك الحقيقى كما انطلق اولئك من قبل ...
+ بعد انتهاء القطعة , يقول الشعب " كما كان , هكذا يكون , من جيل الى جيل , والى دهر الدهور امين " ...
وهنا يشهد الشعب كله بأنهم غرباء زائلون , اما الازلية , والسرمدية , والبقاء , فلله وحده الذى هو امس واليوم والى الابد " عب 13 : 8 " ...
اما نحن فغرباء ونزلاء فى هذا العالم , فيصرخون بما معناه " الله كما كان منذ الازل , هو كائن الان , وهو كذلك يكون الى ابد الابدين , ودهر الداهرين .. امين " ...
هو الله المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك , ورب الارباب الذى وحده له عدم الموت , الساكن فى نور لا يدنى منه , الذى لم يره احد من الناس , ولا يقدر ان يراه, الذى له الكرامة والقدرة الابدية امين " ذ تى 6 : 15 , 16 " ..
اخى الحبيب
--------------
صل هذا النشيد مع الشعب بفهم ويقظة , مقدما التمجيد اللائق لله الآزلى السرمدى الذى لا بداية له ولا نهاية حياة ..