شيري بنت المسيح مشرفة
عدد المساهمات : 1878 نقاط : 8235 السٌّمعَة : 61 تاريخ التسجيل : 06/07/2012
| موضوع: الإيمان والثقة في الله الخميس أبريل 10, 2014 7:02 am | |
|
- [ وقال الله لإبراهيم ساراي امرأتك لا تدعو اسمها ساراي بل اسمها سارة. وأُباركها وأُعطيك أيضاً منها ابناً [ وكانت سراي عاقر – تكوين 11: 30 ]، أُباركها فتكون أُمماً وملوك شعوب منها يكونون. فسقط ابراهيم على وجهه وضحك وقال في قلبه هل يولد لابن مئة سنة وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة. وقال ابراهيم لله ليت اسماعيل يعيش أمامك. فقال الله بل سارة امرأتك تلد لك ابناً وتدعو اسمه اسحق وأُقيم عهدي معه عهداً أبدياً لنسله من بعده ] (تكوين 17: 15 – 19)
انتبهوا جداً يا إخوتي لهذا الحدث الجلل، فالله يعطي وعد ويؤكد على أن يُعطي نسل جديد، ويُعطي لمن ومتى !!!! أنه يُعطي للعاقر التي لن تلد حسب الطبيعة، بل ولم تعد في سن مناسب قط، فسارة وإبراهيم دخلوا في حالة موت الجسد بمعنى عدم القدرة أن يحيا من جهة الطبيعة ليقدر على إنشاء نسلاً، فبعد ما انتهت القوة تماماً ولم يعد هُناك أي أمل قط يُرتجى يأتي الله ليقول سيُعطى له نسل، لذلك فكر إبراهيم في اسماعيل الولد الذي حصل عليه حسب التدبير البشري حينما دفعت سارة جاريتها لتأتي بالولد، وهذا هو حالنا حينما ننغمس في الخطية وحياة الفساد نترجى أن نحيا بقدر الإمكان حسب الوصية والصلاح الأخلاقي الذي نقدر عليه ونبذل كل طاقتنا ونحاول نعمل الأعمال التي نراها مناسبه، ولكننا نُصدم حينما نسمع قول الرب: [ كونوا قديسين كما أن أباكم هو قدوس ] فيعترينا اليأس من هول هذه الوصية واتساعها الذي نراه مستحيلاً على كل وجه من جهة إنسانيتنا، لأن مهما ما بلغت أعمالنا من قوة فهي تظل بشرية لا ترتقي فوق مستوى باقي الناس، فنقول [ نحن نحاول يا رب أن نكون في حالة قداسة فأعنا ] ولنلاحظ إني أقول هنا [ في حالة قداسة ] لكي أوضح أنها ليست حسب قصد الله الذي قاله في الوصية بل من منطوق بشري حسب فكرنا وتصورنا وليس إلهي، وحينما نسمع أيضاً: [ تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم ]، فأننا نقول: نحن نحاول أن نتعلم فنقرأ لندخل في المعارف الروحية وليت ذهننا يتغير، ولكننا نُصدم لأنه يُطالبنا أن نتغير لصورته هو في القداسة والحق والطهارة ونقاوة القلب والوداعة ولبس فكره [ أما نحن فلنا فكر المسيح ]، أي نكون مثله، نلبسه ليكون هو فينا ونحن فيه فنعمل أعماله هو وليست أعمالنا نحن، وهكذا نخور تماماً ونفقد عزيمتنا لأننا نتيقن اننا حتماً فاشلون لا محالة وعن خبرة وتجربة، لأن حينما نفكر في كل طريقة نعرفها، نُصدم بالوصية بما هو أعظم من قدراتنا البشرية التي لم تعد تستطيع أن تعمل ما يطلبه الرب قط !!! فهذا كان حال إبراهيم وسارة حينما ضحكت لتسخر من حالها وحال إبراهيم، لأنهم فقدوا كل قدرة طبيعية على إنشاء نسل، مثل الميت الذي فقد كل نوع من أنواع الحياة !!! يا إخوتي الله لا يطلب حياة توبة عادية في حياة بشرية أثبتت ضعفها بعدم قدرتها على الثبات في الوصية، فقد أُغلق على الكل في العصيان، لأنه ليس بار ولا واحد، وليس من له القدرة على فعل الصلاح حسب ما يطلبه الله كما هو واضح في الوصية، لأن من هو بقادر أن يرتفع للمستوى الإلهي بقدرته الشخصية وهو في الإنسان العتيق الميت الذي ليس له القدرة على أن يرتقي فوق المستوى البشري، لأن من منا يستطيع أن يصعد لله بقوته أو بقادر على استحضاره !!!
- لذلك من الخطأ أن يُقال لشخص بعيد عن الله ويحيا في إنسانيته العتيقة أن حينما يكف عن فعل الخطية ويعمل الأعمال الصالحة يصير مقبولاً عند الله ويتم تعليمه الأعمال الروحية ليتم الرضا عنه، لأن هذا هو نفس قول ابراهيم [ ليت اسماعيل (ابن الجارية) يعيش أمامك ]، لأنه لم يكن هناك أمل أن يأتي الابن الطبيعي من الحُرة، لأن ليس هناك أمل في قدرة على إنشاء نسل جديد !!!
- ونفس ذات الحال حينما نعتقد أن مستحيل أن نتغير تغيير جذري لنُصبح خليقة جديدة فعلاً على مستوى الواقع العملي المُعاش، فنبدأ في أعمال العبيد بحسب قدرتنا ومفهومنا الضيق الواقع تحت سلطان الموت، لأن الظلمة لا تقدر على أن تقبل النور، لأن النور يبدد الظلمة ويُلاشيها !!!
لذلك يا إخوتي لكي نصل للتوبة الحقيقية، بعد أن علمنا يقيناً أن التوبة عطية الله، وهي بمثابة عطية الله لإبراهيم، علينا أن نعي الآن أنها تُعطى بالإيمان، لذلك علينا أن نرى ما حدث مع إبراهيم لكي ندخل في هذا السر العظيم وهو سرّ الإيمان الحي لكي ندخل في البرّ، وذلك حسب المكتوب: [ وأما الذي لا يعمل [1] ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يُحسب له براً ] (رومية 4: 5)
- [ وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار. فرفع عينيه و نظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديــه فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض. وقال يا سيــد أن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجــاوز عبدك. ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة. فأخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون لأنكم قد مررتم على عبدكم فقالوا هكذا نفعل كما تكلمت. فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة وقال اسرعي بثلاث كيلات دقيقاً سميذاً، اعجني واصنعي خبز ملة. ثم ركض ابراهيم إلى البقر وأخذ عجلاً رخصا وجيداً وأعطاه للغلام فأسرع ليعمله. ثم أخذ زبداً ولبناً والعجل الذي عمله ووضعها قدامهم وإذ كان هو واقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا. وقالوا له: أين سارة امرأتك فقال ها هي في الخيمة. فقال إني أرجــع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن، وكانت سارة سامعــة في باب الخيمــة وهو وراءه. وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين في الأيام وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء. فضحكت سارة في باطنها قائلة: "أبعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ". فقال الرب لإبراهيم لماذا ضحكت سارة قائلة أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت. هل يستحيــل على الرب شيء، في الميعــاد ارجــع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابن ] (تكوين 18: 1 – 14)
في الحقيقة أن إيمان إبراهيم بدأ مع الإحساس والتصديق بثقة أن الله أعطى حياة من موت؛ فإيمان إبراهيم بالله لا يختص فقط بمن هو الله، إنما إيمانه يحتوي على علاقة شركة نشأت بين نفسه وبين الله على أساس أتصال موت بحياة، فإبراهيم بالإيمان لم يعد مُماتاً في الجسد، وكذلك سارة، وهذا هو الإيمان الحي الذي ينقل من الموت إلى الحياة.
- وهذا هو واقع الإيمان المسيحي، فإيماننا بقيامة ربنا يسوع المسيح من الأموات كقادر على القيامة من الموت لا يكفي قط لكي يكون عُنصر إيمان كإيمان إبراهيم، إذ لابُدَّ من أن نحس ونشعر ونثق ونتيقن في داخلنا أن قيامة شخص المسيح الرب من الأموات تخصني أنا شخصياً، تخص موتي أنا الذي أعيشه، أي أن المسيح الذي قام من الموت هو نفسه قادراً – بالضرورة – على الإقامة من الموت على مستوى الواقع الاختباري.
فقيامة المسيح من الموت تعني من جهة الإيمان المسيحي الصحيح أنه أقامنا معه [2]، وإلا فلا قيمة حقيقية عندنا لقيامة المسيح من الأموات، وكانه مات لنفسه وقام لنفسه، فأن كنا نؤمن فقط أن المسيح مات وقام من الموت، فنحن لم نؤمن بعد بالمسيح القيامة والحياة [3] أمور التاريخ يا إخوتي، يعرفها الجميع وحتى الشياطين تؤمن بها وتقشعرّ، فمسيح التاريخ معلوم عند المؤرخين وقارئي سيرته من الكتب بل ومن الكتاب المقدس نفسه، لكن هذا يختلف عن من يرى ويلمس شخص المسيح الحي، لذلك إذا آمنت أن المسيح قادر أن يُقيمني أنا من الموت على المستوى الشخصي، يُقيمني أنا من موت الخطية، فهذا هو الإيمان بالله لأنه صار هو حياة نفسي عن يقين إيماني حي.
- [ بالإيمان قدم ابراهيم اسحق وهو مجرب، قدم الذي قبل المواعيد وحيده. الذي قيل له أنه بإسحق يُدعى لك نسل. إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات ] (عبرانيين 11: 17 – 19)
- [ فقال لهم يسوع حينئذ علانية لعازر مات. وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هُناك لتؤمنوا ولكن لنذهب إليه.. فلما أتى يسوع وجد أنه قد صار له أربعة أيام في القبر. فلما سمعت مرثا أن يسوع آتٍ لاقته وأما مريم فاستمرت جالسة في البيت. فقالت مرثا ليسوع يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي. لكني الآن أيضاً أعلم أن كل ما تطلب من الله يُعطيك الله إياه. قال لها يسوع سيقوم أخوكِ. قالت له مرثا أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير. قال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد، أتؤمنين بهذا. قالت له نعم يا سيد أنا قد آمنت إنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم.
- فمريم لما أتت إلى حيث كان يسوع ورأته خرت عند رجليه قائلة له يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي. فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح واضطرب. وقال أين وضعتموه، قالوا له يا سيد تعال وانظر. بكى يسوع. فقال اليهود انظروا كيف كان يحبه. وقال بعض منهم ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمى أن يجعل هذا أيضاً لا يموت. فانزعج يسوع أيضاً في نفسه وجاء إلى القبر وكان مغارة و قد وضع عليه حجر. قال يسوع ارفعوا الحجر، قالت له مرثا أُخت الميت يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام. قال لها يسوع ألم أقل لكِ إن آمنتِ ترين مجد الله. فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعاً ورفع يسوع عينيه إلى فوق وقال أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي. وأنا علمت إنك في كل حين تسمع لي ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا إنك أرسلتني. ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجاً. فخرج الميت و يداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب ] (أنظر يوحنا 11)
- [ ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد، أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل، قال الرب. أوسعي مكان خيمتك ولتُبسط شقق مساكنك، لا تمسكي، أطيلي أطنابك (الحبال) وشددي أوتادك. لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار ويرث نسلك أُمماً ويعمر مُدناً خربة. لا تخافي لأنك لا تخزين ولا تخجلي لأنك لا تستحين، فأنك تنسين خزي صباك وعار ترملك لا تذكرينه بعد. لأن بعلك هو صانعك رب الجنود اسمه ووليك قدوس إسرائيل إله كل الأرض يُدعى. لأنه كامرأة مهجورة ومحزونة الروح دعاك الرب، وكزوجة الصبا إذا رُذِلَتْ قال إلهك. لُحيظة تركتك و مراحم عظيمة سأجمعك. بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة، وبإحسان أبدي ارحمك قال وليك الرب. لأنه كمياه نوح هذه لي كما حلفت أن لا تعبر بعد مياه نوح على الأرض هكذا حلفت أن لا أغضب عليكِ ولا أزجرك. فأن الجبال تزول والآكام تتزعزع أما إحساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب. أيتها الذليلة المضطربة غير المتعزية هائنذا ابني بالإثمد حجارتك وبالياقوت الأزرق أؤسسك. وأجعل شُرفك ياقوتاً وأبوابك حجارة بهرمانية وكل تُخمك حجارة كريمة. وكل بنيك تلاميذ الرب وسلام بنيك كثيراً. بالبرّ تثبتين بعيدة عن الظلم فلا تخافين وعن الارتعاب فلا يدنو منك. ها إنهم يجتمعون اجتماعاً ليس من عندي، من اجتمع عليك فإليكِ يسقط. هائنذا قد خلقت الحداد الذي ينفخ الفحم في النار ويخرج آلة لعمله وأنا خلقت المهلك ليخرب. كل آلة صورت ضدك لا تنجح، وكل لسان يقوم عليكِ في القضاء تحكمين عليه، هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندي يقول الرب ] (إشعياء 54: 1 – 17)
[color=Navy]أنظر الآن في داخلك أيها الخاطي الميت بالذنوب، المغمور في وحل طين الخطية، التي تشعر بالدينونة تُحيط بك من كل جانب، هوذا الرب مُخلصك على باب قبر شهواتك المدفون فيه بالموت، واقفاً الآن بكل ثقل مجده يُنادي بروح الحياة التي فيه، هلم خارجاً، فاسمع نداء الله الحلو لك وأؤمن لأن هذا النداء ندائك الخاص | |
|
ممدوح جابر مشرف
عدد المساهمات : 1630 نقاط : 7569 السٌّمعَة : 37 تاريخ التسجيل : 06/07/2012
| موضوع: رد: الإيمان والثقة في الله السبت أبريل 12, 2014 2:03 pm | |
| | |
|