خوف ومخافة الرب!!!
بقلم القس ميلاد يعقوب
خوف الرب ام الخوف من الرب؟ هل على شعب الرب ان يخاف الرب ام يخاف من الرب؟؟؟
الكلمة "خوف" الرب في اللغة الاصلية تحل المشكلة.... عندما يتكلم الكتاب المقدس عن الخوف من الرب يستخدم كلمة رعب الرب وهيبته.. اما عندما يتكلم عن مخافة او خوف الرب لدى شعب الرب يستخدم الكلمة العبرية "يِرآة ادوناي" ولا تعني خوف بل رؤية الرب في كل الامور...
الانسان المتقي او الخائف الرب هو الشخص الذي يرى الرب في كل الامور.. مهما فكر او تكلم او عمل، يرى الرب امامه.. وهو واع ان الرب امامه، يعلم ويرى كل شيء، يرى حتى الدوافع والنوايا والمقاصد الدفينة وراء كل فكرة او كلمة او خطوة او موقف...لو ان كل انسان فكّر او تكلّم او كتب او عمل وهو واع لحضور الرب وهيبته وعظمته ، لغيّر الانسان افكاره وكلامه وردود فعله.... لكن يبدو ان الانسان يعمل متجاهلا للرب وغير واع لحضوره في كل مكان، ويتجاهل ان "الرب يطلب ما قد مضى" (سفر الجامعة) و"ان كل ما يزرعه الانسان، فاياه يحصد ايضا" (غلا 6)...
المؤمن التقي والناضج والامين هو الذي يرى الرب بينه وبين الاخرين، فعندما يحكم على الاخرين، يرى الرب وفكره المعلن في الكتاب، فيفكر ويحكم ويتكلم بما يتوافق مع افكار الرب في الكتاب المقدس.. فهو لا يهمه البشر، بل يهمه الرب، ولا يهمه ردود فعل البشر بل كل همّه حكم الرب.... مَن يرى الرب في كل شيء وفي كل وقت، لا يخشى انسانا ولا يخاف امرا طارئا.. بل يرى الامور الكبيرة صغيرة اذا قاسها بالرب القدير ويرى الامور المعقدة محلولة اذا قارنها بالرب العظيم ويرى جليات الجبار حقيرا امام العلي ويرى الجيوش جنادب اذا رآها من خلال اعين السماء.. هل لديك خوف الرب وهل مخافة الرب هي الدافع لكل تحركاتك ومواقفك وكلامك وافكارك؟؟؟!