الراهب القس بطرس البراموسي
لقد ظهر الملاك للمريمات قائلًا لهن: "لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟"
(لو24: 5).
لقد بحثن عنه النساء الصالحات، وذهبن إلى القبر.. "وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ" (مت28: 1)
يطلبن القائم من الأموات.
كانت دموعهن ما زالت تسيل من عيونهن.. بينما كان من الواجب عليهن أن يبتهجن ويفرحن من أجل الذي قام من الموت.
ذهبت مريم المجدلية طالبة إياه، ولكنها لم تجده.. ثم سمعت بعد ذلك من الملائكة أنه قام، وبعدها رأت السيد المسيح.
فقد تمثلث المجدلية بعذراء النشيد عندما قالت: "فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ." (نش3: 1)..
هكذا حدث من المجدلية.. "وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا وَالظّلاَمُ بَاقٍ. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ" (يو1:20).
وعندما رأت المجدلية الملاك قالت له: " إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ" (يو20: 13)
لكن الملائكة عالجوا جهلها بالأمر وبقوة لاهوت السيد المسيح، فقال لها الملاك: "لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟" (لو24: 5).
فيريد أن يقول لها.. لم يقم هو فقط بل قام وأقام معه أمواتًا آخرين، لكنها جهلت الأمر ولم تفهمه أو تصدقه.. وهذا ما قالته عذراء النشيد: "وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ فَقُلْتُ: "أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟" فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلًا حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ، حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي" (نش3: 3-4).
لذلك بعد رؤية الملائكة حضر السيد المسيح بمفرده. إذ يقول الإنجيل:"وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: "سَلاَمٌ لَكُمَا". فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ" (مت28: 9)، وأمسكتا بقدميه لكي يتم ما قيل في نشيد الأنشاد: "فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ" (نش3: 4).
وبعد ذلك قال الملاك لهن: "اذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا" (مت28: 7).
فخرجتا سريعًا لتعلن وتهتف أن الرب قا
وأنت أيها الموت ماذا كان ردك أو موقفك؟
لقد هرول الموت سريعًا.. ارتعب الموت وهو يرى إنسانًا جديدًا نازلًا إلى الجحيم بدون أن يكون مقيدًا بقيوده الموجودة هناك على البشر جميعًا.
فلأي سبب يا حراس الهاوية ترتعبون حينما رأيتموه آتيًا إليكم.. إلى جحيمكم؟
أي خوف غريب قد استحوذ عليكم؟
لقد هرول الموت مسرعًا وهرب. وهذا يدل على جبنه وضعفه.. فهو لم يقدر أن يقف أمام القائم.. لم يقدر أن يمسك مَنْ بيده الموت والحياة.
لقد فدى السيد المسيح جميع الأبرار الذين ابتلعهم الموت، لأنه كان ينبغي لذاك الذي كُرز بأنه ملك يصير محررًا للذين كرزوا به.
فافرحي يا أورشليم بل كل المسكونة وكل نفس بشرية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.. افرحوا يا جميع الذين تحبون يسوع لأنه قام من الأموات.. افرحوا يا مَنْ كنتم قبلًا حزانى وأنتم تسمعون عن كل الشرور والجرائم التي فعلها اليهود بوقاحة، لأن الذي كان مهانًا ومحتقرًا من اليهود قام من بين الأموات.. مثلما كان محزنًا كل ما سمعتموه عند الصليب، هكذا بشارة القيامة الحسنة تملأ كل الحاضرين بالسرور.
ليت الحزن يتحول إلى ابتهاج والنوح إلى فرح.. وليمتلئ فمنا فرحًا وسرورًا لأن الرب بعد قيامته المجيدة قال: "سَلاَمٌ لَكُمَا" (مت28: 9).
حقًا لقد قام الذي مات والحر بين الأموات.. "وَلِصِهْيَوْنَ يُقَالُ: "هَذَا الإِنْسَانُ، وَهَذَا الإِنْسَانُ وُلِدَ فِيهَا، وَهِيَ الْعَلِيُّ يُثَبِّتُهَا" (مز87: 5).
فتعالوا بنا نبشر للجميع ونقول لهم: "اهتفوا لأن الرب قام".. صارخين جميعًا قائلين: "أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟" (1كو15: 55).
أخرستوس آنيستى Χριστός ἀνέστη.. آليثوس آنيستى Ἀληθῶς ἀνέστη
ولإلهنا كل المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين.