بكلمات قليلة أثرت مشاعر كثيرة عوضا أن تطفيء وتهدأ ألمها .. زادت جروحها ونيران غضبها .
فضيلة شيخ الأزهر إلقاء التهم جزافا علي المسيحية يشعرنا بتبرير الجرائم الإرهابية لا بإدانتها ...
فضيلة شيخ الأزهر لن أكلمك عن الأسباب التي دعت الفرنجة القيام بحروبهم ..
فلن أكلمك عن غزو دمشق وانطاكيا والقدس والاسكندرية وقبرص وجنوب ايطاليا المسيحية ولا فتح اسبانيا ومحاولات فتح فرنسا وصقلية وروما ...
لن أكلمك عن سبي النساء والتنكيل بالرهبان والرجال
ولن اكلمك عن القتل لعشرات الألوف ولا عن هدم الكنائس في عهد الحاكم بأمر الله ومنها كنيسة القيامة بالقدس التي كانت الشعلة الأخيرة التي أشعلت بدء هذه الحروب ....
فلن أتكلم عن كل هذا مما سبق حروب الفرنجة هذه فأنا لا يهمني كثيرا الدفاع عنهم ولا تبرير حربهم .. فنحن كأقباط كنا أيضا مضطهدين منهم لأننا في نظرهم مخالفين في الإيمان العقيدي من بعد الإنشقاق في القرن الخامس ...
ولكن ..
فضيلة شيخ الأزهر لو كانت حروب الفرنجة المسماه في عصور متأخرة كذبا بالحروب الصليبية هي منهجا مسيحيا وقناعة دينية لكانت بدأت مع المسيحية منذ ٢٠٠٠ سنة واستمرت معها للآن
ولكن كونها حقبة في سنوات عجاف من الحق ضل فيها الغرب
وتمسحوا بالصليب دون الإستناد علي آية واحدة أو تعليم ديني واحد ولا عن منهجا مستلما من آبائهم تلاميذ ورسل المسيح له كل المجد الذين استشهدوا جميعا عدا واحد مات بعد عودته من النفي ..
فقيامها نتيجة أذهانهم الخاصة لهو دليل علي انها ليست منهجا مسيحيا ..
فضيلة شيخ الأزهر
حروب الفرنجة المسماه بالصليبية أو أي حروبا شبيهه أخري لم تكن حروبا إرهابية لجماعات إرهابية ولكنها كانت حروبا بين دولا وجيوشا مسلحة .. ردا علي فتوحات وإعتداءات ..
فضيلة شيخ الأزهر نحن ندين هذه الحروب لمجرد وضع الصليب شعارا علي ملابس جنودها قبلما تدينها فضيلتك ..
فالصليب عندنا حمله فادينا وصلب عليه ولم يستخدمه ليصلب عليه أحدا أو يقتله ....
فضيلة شيخ الأزهر إنك لن تجدنا ندرسها في كتب الدين لدينا كفتوحات وانتصارات وقدوة نتمثل بها ونعلمها لأولادنا ...
قد تجدها في كتب تاريخ الدول كحروب إسترداد بلدان وما شابه ذلك لكنك لن تجدها في العالم أجمع في كتب تدريس الدين أو المعاهد الدينية ..
فضيلة شيخ الأزهر الحروب هذه لم تكن لعمل فتوحات مسيحية ولزيادة أعداد المسيحيين ولسلب الغنائم وسبي النساء ..
لم تكن لنشر الدين ولا لتكوين دولة خلافة مسيحية ..
فضيلة شيخ الأزهر لا أريد الإطالة في فتح جروح ماضي ففتحها قد يجلب المزيد من الألم ويسبب المزيد من الإنشقاقات والخلافات ...
إنه من المؤسف أن توضع مقارنة بين سنوات معدودات غير مؤيدة بتعليم وبين تاريخ طويل وقرون طويلة ممتدة للآن بل تزداد شراسة وعنفا نراها مجسدة في داعش ..
كان الأجدر بفضيلتك ادانة الخطأ وإثلاج صدور كل المتألمين بإدانتك للجرم عوضا عن حرق القلوب المتبقية بهذه الكلمات التي لن تأتي إلا بنتيجة عكسية ليست في صالح الجميع الآن ..
أصلي أن يحفظ الله بلادنا الحبيبة من كل شر وشبه شر وأن يعطي الغلبة لرئيسنا المحبوب في حربه علي إرهاب أسقط دولا وجيوشا كبار وبحماية الله ومعونته من السماء صمد هو بجيشنا أمامه .. ونترجي الله أن يديم ستره وحمايته وحفظه لبلادنا التي قدسها المسيح له كل المجد وباركها بنفسه في رحلة العائلة المقدسة