هناك العديد من الأمراض النفسية التي يمكن أن تصيب الإنسان في مختلف مراحل حياته ، و تكون على شكل أزمات و اضطرابات مؤقتة ، تزول مع العلاج المناسب و الإهتمام بالصحة النفسية . أو تكون في شكل مرضي يصاحب الفرد لفترة طويلة من حياته ، و غالباً لا يمكن أن علاج الأمراض النفسية التي تكون لدى الإنسان منذ ولادته بسبب مشاكل جسمانية أو تشوهات جنينية حدثت أثناء الحمل أو بسبب العامل الوراثي و هو أحد أهم العوامل المؤذية غلى الإصابة بالأمراض النفسية المزمنة .
و الإضطراب ثنائي القطب هو أحد الإضطرابات النفسية التي يمكن أن تصيب الإنسان في أي مرحلة من مراحل حياته ، و تعتبر نسب الإصابة متساوية بين الذكور و الإناث . و يعتبر الإضطراب ثنائي القطب أحد أشكال الإكتئاب ، حيث يأخذ شكل هوسي يتميز فيه بحدوث فترات من الكآبة المفرطة يعقبها فترات إبتهاج غير مبررة و بشكل مبالغ فيه يقوم فيها الشخص بالقيام بأعمال طائشة و غير مسئولة بشكل كبير . و تشير الإحصاءات إلى أن الذين يقومون بأعمال متخصصة جداً و تسبب قدراً عالياً من الإرهاق البدني و النفسي مثل الفنانين و العلماء اكثر عرضة للإصابة بهذا المرض .
و تشخيص هذا المرض يتم عن طريق الإشتباه أولاً ثم الملاحظة ثانياً ، حيث يصاب المريض بنوبة إكتئاب حادة يعقبها مباشرة نوبة إبتهاج غير طبيعية كما أسلفنا ، و تختلف أعراض النوبات و درجتها بحسب نوع المرض . و تجدر الإشارة إلى أن تلك النوبات يجب ألا تكون نتيجة لعوامل أخرى كالأمراض الجسمانية أو كأعراض جانبية لعقاقير ، و أن تكون تلك النوبات مؤثرة بشكل سلبي عى الحياة الإجتماعية للشخص و تمنعه عن ممارسة حياته بشكل طبيعي . يمكن للإضطراب ثنائي القطب أن يدفع المصاب به إلى التفكير في الإنتحار ، و تعد نسبة الذين حاولوا الإنتحار من المصابين بهذا المرض واحد إلى كل ثلاثة مصابين ، و معدل الوفيات نتيجة الإنتحار بين المصابين بالإضطراب ثنائي القطب هو ثمانية عشر لكل خمسة و عشرين مريض .
هناك عدّة أساليب للعلاج تستخدم مع هذا المرض ، تتنوع بين أدوية مثبتات المزاج ، و هي تمنع حدوث النوبات المرضية و يضاف إليها أدوية علاج الإكتئاب و لكن بشكل حذر . أيضاً هناك العلاجات السلوكية و المعرفية ، و علاج التنظيم العائلي ، بالإضافة إلى العلاج بالصدمات الكهربائية في الحالات الشديدة او عند النساء في فترات الحمل لأن الأدوية يمكن أن تؤثر بالسلب على الجنين .