44- هل للـــــه إبـــــــــــن؟
يؤمن المسيحيون أن الله موجود وهو الخالق العظيم خالق الكون وما فيه، الذي يملأ السموات والأرض، الأزلي الذي لا بداءة له والذي لا نهاية له، غير المحدود في قدرته وسلطانه وفي علمه وحكمته. إن العقل السليم يستطيع أن يعرف وجود الله ولكنه يعجز عن معرفة ذاته و حقيقته، وكيانه وجوهره، لان الله أعظم من أن يحيط به عقل الإنسان المخلوق المحدود. لذا لزم الإعلان الإلهي، لأنه لو لم يعلن الله عن ذاته لنا لما أمكننا أن نعرفه.
إن الله واحد، لا إله إلا هو وإليك بعض الشواهد من الكتاب المقدس :
” فأعلم اليوم وردد في قلبك أن الرب هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه”. (تثنية 39:4).
“أنا الرب صانع كل شيء ناشر السموات وحدي باسط الأرض من معي” (اشعياء 44:24).
“أليس أب واحد لكلنا أليس إله واحد خلقنا” (ملاخي 10:2).
“فقال له الكاتب جيدا يا معلم، بالحق قلت لان الله واحد وليس آخر سواه” (مرقس 32:12).
“كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدا بعضكم من بعض والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه” (يوحنا 44:5).
“أنت تؤمن أن الله واحد حسنا تفعل” (رسالة يعقوب 19:2).
“لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد” (1 تيموثاوس 5:2).
ولكن وحدانية الله تختلف عن وحدانية الإنسان فوحدانية الإنسان تجعله محدودا لا يمكنه أن يوجد في مكانين في نفس الوقت. ولكن الله غير محدود، ولذلك هو في كل مكان. وكذلك جسد الإنسان محدود وخاضع لقوانين الطبيعة التي حددها الله وجعل مخلوقاته خاضعة لها. ولكن الله الذي خلق كل شيء وحدد هذه القوانين لمخلوقاته، ليس هو خاضعا لهذه القوانين. فإن أراد الله أن يكون في السماء، وفي نفس الوقت يأتي إلى هذه الأرض في جسد إنسان، هل هناك من يستطيع أن يمنعه ؟
يحكي لنا التاريخ عن ملوك لبسوا ملابس الفقراء وذهبوا إلى بيوت الفقراء ليتكلموا معهم و ليحسنوا إليهم دون أن يخيفوهم ونحن نعجب بمثل هؤلاء. فإن أراد الله تعالى أن يأتي كإنسان ليزور الإنسان، هل هناك من يستطيع أن يمنعه ؟ كل … وهذا هو ما حدث فعلا. يقول الكتاب المقدس : “عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد” ويقول أيضا : “الكلمة (لقب من ألقاب المسيح) صار جسدا وحل بيننا.
فالقول بأن المسيح ابن الله لا يعني أن الله اتخذ زوجة أو صاحبة، لان الله ليس إنسانا مثلنا، وهو لا يلد. بل يقول الكتاب المقدس أن الله روح ” فبنوة المسيح هي بنوة روحية”. هي علاقة تفوق إدراك العقل البشري، ولكنها حقيقة أكيدة. حين قال الملاك جبرائيل للعذراء مريم : “وها أنت ستحبلين وتلدين ابن وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيما، وابن العلي يدعى” (لوقا 1: 31 و 32) “قالت مريم للملاك : كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلا ؟ فأجابها الملاك وقال لها : الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله” (لوقا 1: 34-36).
وكذلك لمّا كان المسيح مع يوحنا المعمدان وهو المسمى أيضا يحيى ابن زكريا انفتحت السمات وجاء عليه صوت من السماء قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (متى 3: 17). وهذا حدث مرة أخرى حين كان المسيح على الجبل مع ثلاثة من تلاميذه (انظر متى 5:17).
والكتاب المقدس يعلمنا في أماكن كثيرة أن المسيح جاء من السماء وصار إنسانا من أجلنا لكي يحتمل عقاب خطايانا. ومتى اعترفنا بخطايانا وآمنا به، وقبلناه في قلوبنا، ننال غفران الخطايا والحياة الأبدية. لذلك يقول الكتاب المقدس : “هكذا أحب الله العالم، حتى بذل أبنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية”. وليس هناك مؤمن يقول أن الله اتخذ زوجة وولد ولدا، لأن مثل هذا الكلام هو نوع من الكفر والتجديف ضد الله. فالمسيح هو ابنه بنوة روحية، نؤمن بها، لان الله أعلنها لنا، ولو أنها تفوق العقل البشري
—————————–
45- ما هي المعمودية في الديانة المسيحية ؟
المعمودية في الديانة المسيحية هي سر الهي من أسرار الكنيسة ويتوجب على كل مسيحي أن يعتمد كختم لأيمانه . وتعتبر المعمودية أمرا هاما لأنها تأتي ضمن المأمورية العظمى التي أعطاها المسيح لتلاميذه حين قال ( اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن الروح القدس وعلموهم ان يحفظوا جميع ما أوصيتكم به , وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر ) متى 28 : 19 – 20
+ ما هو أساس المعمودية , وهل كانت معروفة قبل الديانة المسيحية ؟
– أن كلمة ( معمودية ) بحد ذاتها تعني ( اغتسالا )أو ( تطهيرا ) يحمل طابعا دينيا , وان بعض أنواع الاغتسال بقصد التطهير كانت معروفة في العهد القديم وهي مذكورة في الكتاب المقدس فنقرأ عن قصة نعمان السرياني , رئيس جيش ملك آرام انه كان مصابا بالبرص وجاء إلى النبي اليشع ليشفيه من برصه , فارسل أليه اليشع رسولا يقول له اذهب واغتسل سبع مرات في نهر الأردن ( 2 ملوك : 5 ) وقد ورد في المزمور 51 مثلا قول داود النبي في تضرعه إلى الله ( طهرني بالزوفا فاطهر , اغسلني فابيض اكثر من الثلج ) .
+ معمودية يوحنا المعمدان الذي كان يمهد الطريق أمام المسيح ؟
– ادخل يوحنا , الذي أرسل من الله لمهد الطريق إمام المسيح , طقس المعمودية ,وكان يعمد الناس في نهر الأردن داعيا إياهم إلى التوبة والإيمان بالمسيح المنتظر وكان يقول (توبوا لانه قد اقترب ملكوت الله ) مر قس 1 : 4 لذلك فان معمودية يوحنا هي ( معمودية التوبة لمغفرة الخطايا والاستعداد لملكوت الله الاتي)
+ ما علاقة معمودية يوحنا بالعهد الجديد من الكتاب المقدس ؟
– معمودية يوحنا هي مقدمة فقط لعصر الخلاص الآتي في المسيح . فلما جاء المسيح أتم معمودية يوحنا . ويقول يوحنا المعمدان نفسه في إنجيل متى ( أنا اعمدكم بماء للتوبة , ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني ..هو سيعمدكم بالروح القدس ونار ) متى 3 : 11
ويصعب تحديد الوقت الذي فيه بدأت المعمودية المسيحية ,وانما بدأت زمن المسيح. يقول البشير يوحنا في إنجيله ( وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه إلى ارض اليهودية ومكث معهم هناك وكان يعمد وكان يوحنا أيضا يعمد في عين نون ) يوحنا 3 : 22 – 23
+ هل أمر المعمودية ضروري بالنسبة للمسيحي ؟
– نعم ففي أمر المعمودية قال يسوع لتلاميذه ( فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس ) متى 28 : 19 والمعمودية ليست مجرد ماء فقط , بل هي الماء المضمون بوصية الله , والمرتبط بكلمته ( اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ….)
أن (المعمودية ) هي طقس العسل بالماء للتطهير الديني ,وكانت معروفة عند اليهود كما نفهم من الكتاب المقدس ( خروج 29 : 4 و 30 : 20 ) ولما جاء يسوع تبنى هذا الطقس وجعله فريضة في الكنيسة المسيحية ( متى 28 : 19 ) اذ انه ج جعل التعميد بالماء باسم الثالوث الأقدس علامة على التطهير من الخطية والنجاسة , وعلامة الانتساب رسميا إلى كنيسة المسيح . أي أن المعمودية في العهد الجديد حلت محل الختان في العهد القديم ,وكلاهما علامة على العهد و يصرح الله للمعتمد بواسطة هذه العلامة بغفران الخطايا ومنح الخلاص . أما المعتمد فيتعهد , هو أو المسؤولون انه بالطاعة لكلمة الله والتكريس لخدمته ( أعمال 2 : 21 – رومية 6 : 3 ) أي أن المعمودية تختم وتشهد على اتحاد المؤمنين بالله والبنوة وغفران الخطايا بموت المسيح وقيامته . إلا أن المعمودية ليست في حد ذاتها سببا للتجديد والولادة الثانية والخلاص . فكرنيليوس مثلا حل عليه الروح القدس وقبل الإيمان من قبل أن يعتمد (أعمال 10 : 44 – 48 )وسيمون الساحر اعتمد ومع هذا طل إنسانا عتيقا واخطأ في عيني الرب ( أعمال 8 : 13 و 21 – 23 ) وقد اختلفت وجهات نظر المسيحيين حول المعمودية وكان الجدال حول قضيتين : نوع المعمودية ومعمودية الأطفال أو الكبار . فقد قال بعض المسيحيين أن المعمودية لا تصح إلا بتغطيس الإنسان كاملا تحت الماء لأنها تشير إلى أن المعتمد دفن مع المسيح وقام معه بناء على الآية القائلة ( أم تجهلون إننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت , حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد آلا هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة ) رومية 6 :3-4 أو بتغطيسه ثلاث مرات على اسم الثالوث الأقدس وليس مرة واحدة , كما قال البعض . إلا أن أغلبية المسيحيين تكتفي برش الماء على الوجه , لان المقصود من وضع الماء هو الإشارة إلى غسل الروح القدس . لذلك فان كمية الماء غير مهمة في الموضوع . وقال بعض المسيحيين انه لا لزوم لتعميد الأطفال , وان الاعتماد للمؤمنين فقط , أي الذين تعدوا مرحلة الطفولة وبلغوا سن الرشد , بحيث يمكن لهم فهم الخلاص والاعتراف بالتوبة بناء على الاية التالية ( من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن ) مر قس 16 : 16 إلا أن أغلبية المسيحيين تعتبر معمودية الصغار واجبة ما داموا أطفالا لمؤمنين. وذلك علامة على الميثاق بين الله وبينهم . أما معمودية الروح القدس والنار فأنها رمز لانسكاب الروح القدس على الرسل في يوم الخمسين . كانت هذه بعض الأفكار العامة عن العمودية قبل المسيحيين وبعدها .
+ ماذا تعلم الكنيسة من الناحية الكتابية بخصوص المعمودية بشكل عام ؟ طبيعتها , معناها , مغزاها , وبركتها
أولا : طبيعية العمودية
ما هي المعمودية ؟ المعمودية ليست مجرد ماء , بل هي الماء المقصود بوصية الله والمرتبط بكلمته .
ما هي كلمة الله هذه ؟ هي ما يقوله ربنا يسوع المسيح في الاصحاح الأخير من إنجيل متى : اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس .
+ ما معنى كلمة ( يعمد ) ؟
كلمة ( يعمد ) تعني استعمال الماء بواسطة الاغتسال ( أو الغسل ) السكب ,الرش أو التغطيس . ( قم واعتمد واغسل خطاياك داعيا باسم الرب ) أعمال الرسل 22 :16 ( هو سيعمدكم بالروح القدس ونار ) متى 3 : 11
+ لماذا لا تعتبر المعمودية مجرد ماء فقط ؟
– أن المعمودية ليست مجرد ماء فقط :
ا – لانه في المعمودية يستعمل الماء حسب أمر الله الخاص .
ب – لان الماء يستعمل باسم الاب والابن والروح القدس , لهذا فانه يرتبط بكلمة الله .
+ من رتب سر المعمودية المقدسة ؟
– أن الله نفسه رتب سر المعمودية المقدسة , لان المسيح وهو الله أمر كنيسته أن تعمد جميع الأمم .
قال يسوع ( دفع الي كل سلطان في المساء وعلى الأرض . فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم , وعمدهم باسم الاب والابن والروح القدس , وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به . وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر ) متى 28 : 18 – 20
+ بواسطة من تقوم الكنيسة بخدمة المعمودية ؟
– تقوم الكنيسة بخدمة المعمودية بواسطة خدام المسيح المدعوين . ولكن في الحالات الطارئة , وفي غياب راعي الكنيسة , يحق لأي مسيحي أن يعمد . ( هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله ) 1 كورنثوس 4 : 1
+ إلى ماذا تشير الكلمات ( عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس )
– تشير إلى إنني بواسطة المعمودية قبلت في شركة الثالوث الأقدس .
+ من يجب أن يعتمد ؟
– يجب أن يعتمد جميع الأمم , أي كل البشر , الصغار والكبار على السواء
+ ما هو التمييز الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في المعمودية ؟
– على البالغين الذين يتمكنون من الحصول على الإرشاد والتعلم أن يعتمدوا بعد دراستهم العقائد الأساسية للديانة المسيحية . فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا ( أعمال الرسل 2 : 41 )
– يجب أن يعمد الأطفال عندما يقدمون لقبول سر المعمودية بواسطة أولياء أمورهم . ( وانتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره )
+ كيف تبرهن بأنه يجب تعميد الأطفال أيضا ؟
– يجب تعميد الأطفال أيضا :
أ – لان كلمة جميع تشملهم .
( فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ) متى 28 : 19 ( فقال لهم بطرس , توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا , فتقبلوا عطية الروح القدس . لان الموعد هو لكم ولأولادكم ) أعمال الرسل 2 : 38 , 39
ب – لان المعمودية هي عادة الوسيلة الوحيدة التي يمكن بواسطتها للأطفال الذين يجب ان يولدوا ثانية أيضا , أن يحصلوا على التجديد ويؤتى بهم إلى الإيمان . ( وقدموا إليه أولادا لكي يلمسهم , واما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم . فلما رأى يسوع ذلك اغتاظ وقال لهم , دعوا الأولاد يأتون الي ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله . الحق أقول لكم ,من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله ) مر قس 10 : 13 – 15
-لان الأطفال أيضا يمكن أن يؤمنوا .
( ومن اعثر هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلق في عنقه حجر رحي ويغرق في لجة البحر ) متى 18 : 6
ثانيا : بركات المعمودية
ما هي فائدة المعمودية ؟
إنها تعمل على غفران الخطايا , تنجي من الموت والشرير وتمنح الخلاص الأبدي لكل الذين يؤمنون بذلك , كما هو معلن في كلام الله ما هو كلام الله ووعوده المشار إليها ؟ يقول المسيح ربنا في الاصحاح الأخير من إنجيل مرقس : من آمن واعتمد خلص , ومن لم يؤمن .
+ ما هي الفوائد العظيمة التي تمنحها المعمودية ؟
أ – أنها تعمل على غفران الخطايا
( توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا ) أعمال الرسل 2 : 38 (لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع . لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح ) غلاطية 3 : 26 , 27
ب – إنها تنجي من الموت والشرير
( أم تجهلون إننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته ) رومية 6 : 3
ج – إنها تمنح الخلاص الأبدي
( من آمن واعتمد خلص , ومن لم يؤمن يدن ) مرقس 16 : 16
( الذي مثاله يخلصنا نحن الآن , أي المعمودية ) 1 بطرس 3 : 21
+ ولكن ألم يحصل المسيح على هذه البركات لأجلنا ؟
– بكل تأكيد أن المسيح بواسطة آلامه وموته حصل على كل هذه البركات لاجلنا ولكن المعمودية هي وسيلة تؤدي عن طريق عمل الروح القدس إلى جعل هذه البركات ملكا لنا . ( لأنكم جميعا أبناء الله بالأيمان بالمسيح يسوع . لان كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح ) غلاطية 3 : 26 , 27 ( لأنكم اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا ) 1 كورنثوس 6 : 11
+ لمن تمنح المعمودية كل هذه البركات ؟
– تمنح هذه البركات لكل من يؤمن , كما هو معلن في كلام الله ووعوده ( كل من آمن واعتمد خلص , ومن لم يؤمن يدن )
+ هل يمن أن يخلص أحد بدون المعمودية ؟
– أن عدم الإيمان فقط يقود إلى الدينونة فمع أن الإيمان الذي يخلص لا يمكن أن يكون موجودا في قلب شخص لم يتمكن من الحصول على المعمودية لسبب ما .
ثالثا : قوة المعمودية
كيف يمكن للماء أن يقوم بأعمال عظيمة كهذه ؟ بالحقيقية أن الماء لا يفعل ذلك , بل كلمة الله الحالة في الماء والفعالة فيه , والإيمان الذي يجعل المؤمن يثق بان هذه الكلمة حالة في الماء .
لان الماء بدون كلمة الله هو مجرد ماء عادي وليس معمودية . ولكن الماء بحلول كلمة الله فيه هو معمودية , أي ماء النعمة للحياة وغسل الميلاد الثاني بالروح القدس , حسب قول بولس الرسول إلى تيطس في الاصحاح الثالث : ( بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا , حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية , صادقة هي الكلمة)
+ كيف يمكن الحصول على مغفرة الخطايا و النجاة من الموت والشرير وعلى الحياة الأبدية بواسطة المعمودية ؟
– أن كلمة الله تضع هذه البركات العظيمة في المعمودية , وبواسطة الإيمان الواثق بكلمة الوعد هذه نقبل البركات التي تمنحها المعمودية : المغفرة ’ الحياة والخلاص ’ ونجعلها ملكا لنا . ( احب المسيح أيضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها لكي يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة ) افسس 5 : 25 , 26
+ لماذا يدعو الكتاب المقدس المعمودية غسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس ؟
– في المعمودية , يحرك الروح القدس الإيمان ’ وهكذا يخلق فينا حياة روحية جديدة
رابعا : مغزى المعمودية بالماء
أيلام تشير المعمودية بالماء ؟ تشير إلى أن آدم العتيق فينا يجب أن يغرق ويموت مع جميع الخطايا والشهوات الشريرة , بالتوبة والندامة اليومية ’ وان يولد فينا يوميا إنسان جديد يحيا أمام الله بالبر والطهارة الة الأبد.
أين دون ذلك ؟
يقول بولس الرسول في رسالته الى أهل رومية الاصحاح السادس : ( فدفنا معه بالمعمودية للموت ’ حتى كما اقيم المسيح من الأموات بمجد الاب ’ هكذا نسلك نحن أيضا في جدة الحياة )
+ ما المقصود بآدم العتيق ؟
– آدم العتيق هو الطبيعة الخاطئة التي ورثناها بسقوط آدم ’ وتولد معنا. ( أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور ) افسس 4 : 22
+ كيف نغرق ( نميت ) آدم العتيق فينا ؟
– نميت آدم العتيق فينا عن طريق الندامة اليومية ( الندم علة الخطية ) والتوبة ( الإيمان ) وبواسطتهما نستطيع مقاومة الشهوات الشريرة والتغلب عليها .
+ ما المقصود بالإنسان الجديد ؟
– الإنسان الجديد هو الحياة الروحية الجديدة التي خلقت فينا بواسطة غسل الميلاد الثاني . ( إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة ) 2 كورنثوس 5 : 17
+ كيف يولد هذا الإنسان الجديد وينمو ؟
– أن الإنسان الجديد يولد وينمو طالما نتغلب على الخطية يوميا ونحيا في القداسة الحقة . ( وتلبس الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق ) افسس 4 : 24
+ كيف تمثل المعمودية بالماء الموت اليومي للإنسان العتيق وولادة الإنسان الجديد ؟
– بواسطة المعمودية نصبح شركاء في المسيح . ونحن الذين اعتمدنا علينا أن نتوب يوميا عن جميع الخطايا ونتجنب كل شر ونسير في جدة الحياة .
+ من نرفض إذا عند معموديتنا ؟
– عند معموديتنا نرفض الشيطان وكل أعماله وطرقه .
+ ما هو الوعد أو العهد الذي نقطعه على انفسنا عند المعمودية ؟
– عند المعمودية نعد ونتعهد أن نخدم الثالوث الأقدس ( الإله المثلث الاقانيم ) وحده دون سواه .
+ متى يجب أن نجدد عهدنا الذي نقطعه عند المعمودية ؟
– علينا أن نجدد هذا العهد يوميا .
—————————–
46- من هم الثلاثة الذين استضافهم أبو الأباء إبراهيم في (تك 18)؟ وهل هم الثالوث القدوس؟ وهل سجوده لهم دليل ذلك؟ ولماذا كان يكلمهم أحياناً بأسلوب الجمع وأحياناً بأسلوب المفرد؟ هل هذا يدل علي التثليث والتوحيد؟
لا يمكن أن نقول إن هؤلاء الثلاثة كانوا الثالوث القدوس… لأن الثالوث ليس فيه هذا الانفصال الواضح. فالابن يقول “أنا والأب واحد” (يو 30:10). ويقول “أنا في الأب، والأب في. من رآني فقد رأى الأب” (يو 10,9:14). كذلك قيل عن الأب “الله لم يره أحد قط” (يو 18:1). أما سجود إبراهيم، فكان هنا سجود احترام، وليس سجود عبادة
وقد سجد إبراهيم لبني حث لما اشتري منهم مغارة المكفيلة (تك 7:23). ولو كان إبراهيم يعرف أنه أمام الله، ما كان يقدم لهم زبداً ولبناً وخبزاً ولحماً ويقول: “اتكئوا تحت الشجرة. فآخذ كسرة خبز، فتسندون قلوبكم ثم تجتازون” (تك 8,5:18). أما الثلاثة، فكانوا الرب ومعه ملاكان.. الملاكان بعد المقابلة ذهبا إلي سدوم (تك 22,16:18-تك 1:19). وبقي إبراهيم واقفاً أمام الرب (تك 22:18)، وتشفع في سدوم (تك 23:18). ولما رأى أبونا إبراهيم من باب خيمته هؤلاء الثلاثة، لم يكونوا طبعاً في بهاء واحد، ولا في جلال واحد، وكان الرب بلا شك مميزاً عن الملاكين في جلاله وهيبته.
ولعل الملاكين كانا يسيران خلفه. ولهذا كان أبونا إبراهيم يكلم الرب بالمفرد، باعتباره ممثلاً لهذه المجموعة… وهكذا يقول له “يا سيد، إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك، فلا تتجاوز عبدك. ليؤخذ قليل ماء، واغسلوا أرجلكم، واتكئوا تحت الشجرة” أي: اسمح يا سيد للاثنين الذين معك، فيؤخذ قليل ماء و اغسلوا أرجلكم. من اجل هذا السبب، كان أبونا إبراهيم يتكلم أحياناً بالمفرد، ويخاطبهم أحياناً بالجمع. مثلما يقابلك ضابط ومعه جنديان، فتكلم الضابط عن نفسه وعن الجنديين في نفس الوقت… قلنا إن الثلاثة كانوا الرب ومعه ملاكان، وقد ذهب الملاكان إلي سدوم (تك 1:19). وبقى الثالث مع إبراهيم… وواضح إن هذا الثالث كان هو الرب.
والأدلة هي: أنه الذي قال لإبراهيم “إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ,ويكون لسارة إمرأتك إبن”(تك 10:18). بل إن الكتاب يقول صراحة فى نفس الإصحاح إنه هو الرب .
فى عبارات كثيرة منها: فقال الرب لإبراهيم “لماذا ضحكت سارة” (تك 13:18) فقال الرب: هل أخفى على إبراهيم ما أنا فاعله (تك17:18). وقال الرب”إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر..” (تك20:18). “وإنصرف الرجال من هناك,وذهبوا نحو سدوم.
وأما إبراهيم فكان لم يزل قائماً أمام الرب” (تك22:18). وقول إبراهيم “أديان الأرض كلها لا يصنع عدلاً” يدل بلا شك على أنه كان يكلم الله وكذلك باقى كلام تشفعه فى سدوم. وأسلوبه”عزمت أن أكلم المولى, وأنا تراب ورماد”. وكذلك أسلوب الرب”إن وجت فى سدوم خمسين باراً …فأنى أصفح عن المكان كله من أجلهم”لا أفعل إن وجت هناك ثلاثين”ولا أهلك من أجل العشرة”… واضح أنه كلام الله الذى له السلطان أن يهلك وأن يصفح …
أما الأثنان الآخرين, فهما الملاكان اللذان ذهبا إلي سدوم … كما هو واضح من النصوص(22,16:18) , (تك1:19). وقصتهما مع أبينا لوط معروفة (تك19). وكون الثلاثة ينفصلون ,دليل على أنهم ليسوا الثالوث القدوس…. الأثنان يذهبان إلى سدوم . ويظل الثالث مع إبراهيم يكلمه فى موضوع إعطاء سارة نسلاًَ ,ويسمع تشفعه فى سدوم. هذا الأنفصال يليق بالحديث مع الرب وملاكين, وليس عن الثالوث..
—————————–