في عصرنا الحاليّ تنتشر أنواع كثيرة من الأمراض لم تكن موجودة في السّابق. لكن على الرّغم من التطوّر التكنولوجي والطبيّ الآن، إلّا أنّه تقع الكثير من الضحايا حتّى يتمكّن العلم من إيجاد دواء شافٍ لهذا المرض الغريب. من الأمراض التي انتشرت في الآونة الأخيرة مرض إنفلونزا الطيور. فما هو هذا المرض؟ وما هي أسبابه؟ وما هي طرق علاجه والوقاية منه؟
ما هو مرض إنفلونزا الطّيور؟
مرض إنفلونزا الطّيور هو مرض فيروسيّ معدٍ يصيب الطّيور بشكل أساس وقد ينتقل إلى البشر، وقد تتطوّر حالته لتسبّب الوفاة. في البداية ينتشر هذا الفيروس بين الطّيور خاصًة الطّيور الداجنة كالدجاج، والبط، والإوز، والطّيور المائيّة التي تهاجر من مكان لآخر فتحمل معها الفيروس وتنقله من مكان لآخر كالبطّ البريّ. حيث أنّ هذا الفيروس ينتقل عن طريق الهواء، حيث يكمن في البداية في أجسام الطّيور في دمائها، ولعابها، وأنوفها، وحتّى برازها، حيث يمكن أن ينتقل من حيوان لحيوان آخر بهذه الطريقة، وقد ينتقل للإنسان أيضاً. وله عدّة أسماء أخرى منها: خنان الطّيور، وطاعون الطّيور كما كان يسمّى في إيطاليا الذي ظهر في المرض بداية قبل مئة عام. في بداية تاريخ هذا المرض كان مقتصراً على الطّيور فقط، لكن بسبب طفرة جينية حدثت للفيروس أصبح قادراً على إصابة الإنسان، سواء بالتّعرض المباشر للطّيور المصابة بالمرض، أو من عن طريق الهواء المحمّل بالفيروس، أو من خلال تناول الطّيور التي تحتوي على هذا المرض.
ما هي أسباب المرض ومن هم الأكثر عرضة للإصابة به؟
كما قلنا فإنّ هذا المرض ينتقل من الطّير المصاب للإنسان عن طريق الاحتكاك المباشر بالطّيور المصابة، وينتقل أيضاً عن طريق مخلّفات الطّيور نفسها، أو من خلال تناول لحوم الطّيور المصابة دون أن يتم طهيها بشكل جيّد. فهذا النّوع من الفيروسات يستطيع العيش قي درجة حرارة باردة ومعتدلة كذلك، ويتمّ قتل الفيروس على درجة حرارة عالية بين 30 إلى 60 درجة مئويّة.
ما هي أعراض الإصابة بالمرض للإنسان؟
من أعراض الشّخص المصاب بهذا المرض والذي يحتاج لأسبوع على الأقلّ لإحتضان الفيروس، الإحساس بصداع دائم، وهبوط عام في قوى الجسم ورعشات وتعب ، إضافة إلى فقدان الشّهيّة والإصابة بالإمساك وارتفاع في درجة حرارة الجسم، والسعال المستمر وآلام في الجسد والعضلات. وقد تتطوّر الحالة خاصّة لمن بعانون من أمراض مزمنة كمرضى السكّري والربو، مما يزيد من ضيق التنّفس وحدوث إلتهابات رئويّة. أضف إلى ذلك، أن ضعف الجهاز المناعيّ للجسم، عدم الاهتمام بعلاج المرض، وعدم الحصول على التغذيّة المناسبة يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة به ويقلل احتماليّات شفائه.
ما هي طرق الوقاية من المرض؟
تتمّ الوقاية من هذا المرض بالحرص على أخذ لقاحات الإنفلونزا الموسميّة، كما يجب مراجعة الطبيب في أسرع وقت إن كان هناك شكّ للإصابة بالمرض وشرب أدوية احترازيّة ومضادّة للفيروس. وبشكل عام يجب أن يحرص الإنسان على تقوية جهاز مناعته، حيث أنّ جسمه نفسه يساعده في تخطّي المرض، وذلك من خلال الحرص على تغذية سليمة تحتوي على العناصر الغذائيّة التي يحتاجها الجسم، كالفيتامينات، والكالسيوم، والأملاح المعدنيّة، وغيرها من العناصر التي تعمل على تحسين عمل جهاز المناعة في الجسم. إضافةً إلى ذلك، فإنّ سلوكيّات الإنسان تجاه الطّيور وتجاه هذا الفيروس تؤثر في زيادة قوّة المناعة ضدّ المرض، فغسل اليدين دائماً والحرص على النظافة العامّة للجسم يجب عدم إهمالهما، ويجب الحرص على تقليل الاختلاط بالأشخاص المصابين بالمرض، وعدم استعمال أغراضهم الشخصيّة. وعند تناول لحوم الطّير يجب الحرص على طهيه جيداً.
ما هو علاج المرض؟
لم يتمّ إيجاد دواء شافٍ خاصّ بهذا الفيروس نفسه، إلّا أنّ الأطباء يصفون مضادات الفيروسات بشكل عام مثل أدوية "تامافلو" و "ريلينزا"، حيث أنّها تساعد في التخفيف من أعراض المرض ومن حدّته. وينصح المريض بالرّاحة التّامة، وبعض الفيتامينات.