منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور الحياة

اخبار . رياضة . فن .فيديو. طب. برامج. موضة. طفل. حوادث. بحث. فيس .بوك . تويتر. يوتيوب. جوجل . ادنس. ربح .نت .افلام . ترانيم . مسرحيات. عظات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 6, 7, 8 ... 10 ... 14  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27508
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 3:48 pm

ب) نتائج النظرة على لاهوت الكنيسة
1) إنّ التركيز في لاهوت
الثالوث على وحدة الطبيعة أو على وحدة الذات الإلهية يقود إلى رؤية
وحدويّة وسلطويّة للكنيسة: إله واحد، مسيح واحد، رئيس واحد للكنيسة (بطرس
الرسول، ومن بعده بابا رومة). وفي هذه النظرة الوحدويّة تبدو الطاعة
للسلطة الكنسيّة الركيزة الأساسيّة لبنية الكنيسة.
أمّا رؤية الوحدة
في تثليث الأقانيم فأكثر انسجاماً مع الله المحبة، وينتجَ منها نظرة
للكنيسة مبنيّة، لا على السلطة والطاعة، بل على الحوار والوفاق، وعلى عمل
الروح في الكنيسة.

2) وفي هذه النظرة الثالوثيّة يبدو ملكوت الله تحقيق ملك الآب والابن والروح القدس.
يقوم
ملك الآب على خلق عالم منفتح على المستقبل، لتمجيد الله الثالوث. فالخلق
منذ البدء ليس إلاّ بداية عمل الله الخلاّق، الذي يمتدّ حتى نهاية
التاريخ. وهكذا يتّخذ مفهوم العناية الإلهية بعداً جديداً، هو بعد
الانفتاح على المستقبل. فالله الآب يعتني بأبنائه، ليس فقط في الحاضر، بل
فتحهم على المستقبل. وملك الآب ليس فقط ملك قدرة، بل هو ملك رجاء يظهر في
محبة الله وصبره وقبوله بإمكانيّة ابتعاد خلائقه عنه وانغلاقها على ذاتها.
هكذا يفسح الآب المجال لحرّية خلائقه: فهو يملك بخلق كيانها وإفساح المجال
لحرّيتها، حتى ضمن العبوديّة التي هي ذاتها مسؤولة عنها.
أمّا ملك
الابن فيقوم في سيادة المصلوب التي تحرّر الناس من عبوديّة الخطيئة ومن
سلطة الموت، وتدخلهم في حرية أبناء الله المجيدة، إذ تجعلهم على صورته.
لقد خلق الإنسان على صورة الله لينال البنوّة الإلهية. فهو من ذاته منفتح
على مستقبل إلهيّ سيحقّق فيه كمال كيانه. فإن هو ابتعد عن الله، انغلق
بالفعل عينه على ذاته وقتل فيه كل إمكانيّة إلهيّة مستقبليّة. والابن هو
المصلوب الذي يحرّر الإنسان بالألم الذي يقبله طريقاً إلى القيامة.
وأخيراً
ملك الروح يختبره المسيحيّ الذي حرّره الابن وصار ممتلئاً من مواهب الروح.
وفي هذا الامتلاء يختبر المسيحيّ أن الله قريب منه: فهو في الله، والله
فيه. وتلك الخبرة يدعوها الصوفيّون "ولادة الله في النفس".
وفي الروح
تولد جماعة جديدة، هي العلامة المسبقة للخليقة الجديدة التي سوف تجد
كمالها في ملك المجد في مشاهدة الله وجها لوجه في حياة الثالوث الأبدية.

3- هانس كونج (Hans Kung)

أوضح
هانس كونج نظرته اللاهوتية إلى سرّ الثالوث الأقدس في آخر كتابين له:
"هوّية المسيحيّ"، الذي نشر بالألمانية سنة 1974، وترجم إلى الفرنسيّة سنة
1978، و "أموجود الله؟" الذي نشر بالألمانيّة سنة 1978، وترجم إلى
الفرنسية سنة 1981.
وقد أثار الكتابان ضجة كبرى في الأوساط
الكاثوليكية، بسبب مواقف المؤلف المتطرّفة، لا سيّما في تفسيره لألوهيّة
المسيح. وهذا الموضوع يمتّ بصلة وثيقة إلى موضوع الثالوث الأقدس. لذلك
سنوجز فكرته في هذين الموضوعين اللذين يحاول أن يعبّر من خلالهما عن
العقيدة المسيحية بطريقة تتلاءم وعقليّة الإنسان المعاصر.

أ) ألوهيّة المسيح
عن
ألوهيّة المسيح، يعتبر كونج أولا ان الإله واحد. لذلك لا يمكن أن يكون
"ابن الله" الذي تجسّد في يسوع المسيحٍ إلهاً آخر إلى جانب الله، كما تقول
الآريوسية. ويرفض من ناحية أخرى الشكلانيّة، مؤكّدا أنّ "ابن الله" ليس
مجرّد شكل لله، بل هو كائن متميّز عنه، وإن ارتبط به ارتباطاً وثيقاً في
علاقة فريدة لا نجدها عند أيّ من الناس.

وتلك العلاقة الفريدة بين يسوع الناصريّ والله، يراها كونج في الوحي،
ويصوغها على النحو التالي: إن يسوع الناصريّ، الإنسان الحقيقي، هو،
للمؤمن، الوَحي الصحيح للإله الحقيقيّ الأوحد". وتتضمّن هذه العبارة كلّ
ما جاء في العهد الجديد عن الوحدة بين الآب والابن، كما في الأقوال
التالية ليسوع: "الآب يعرفني، وأنا أعرف الآب" (يو 10: 15)، "إنّ الآب
فيّ، وأنا في الآب" (يو10: 38)، "أنا والآب واحد" (يو10: 30)، "من رآني
فقد رأى الآب" (يو 14: 9).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27508
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 3:52 pm

في هذه التصريحات لا يرى كونج أيّ تأكيد ما ورائيّ حول كيان الله، بل
مجرّد تعبير عن شخص يسوع ودوره بالنسبة إلى الله وبالنسبة إلينا. يقول
كونج:
"ففي عمل يسوع وفي شخصه يأتي الله لملاقاتنا ويتجلّى تجلّياً
محسوساً، ليس للمراقب المحايدة بل للإنسان الذي يؤمن بيسوع ويسلّم له ذاته
بثقة. فني يسوع إذاً يظهر الله على حقيقته. وفي يسوع يُظهر الله، على نحوٍ
ما، وجهَه... لذلك يمكننا أن ندعو يسوع وجه الله، أو حسب قول العهد الجديد
ذاته، "صورة الله" (كو 1: 15). وهذا معنى عبارتي "كلمة الله" و"ابن الله".
فهذه التعابير هي صور لا تعني سوى العلاقة الفريدة التي تربط يسوع بالآب
وبالبشر: إنّ عمل يسوع وأهميّة شأنه يقومان على أنَه هو وحي الله لأجل
خلاص العالم"

أمّا عن وجود ابن الله منذ الأزل مع الله قل التجسّد
فيقول كونج إنّه أمر يصعب اليوم قبوله. انه مجرّد انعكاس في اللاهوت
المسيحيّ لاعتقادات يهوديّة في وجود الحكمة الإلهية والتوراة، كلام الله،
منذ الأزل مع الله. إن تفكير العهد الجديد قد انتقل من الآخر إلى الأوّل،
من النهاية إلى البداية. فإذا كان يسوع المصلوب الذي أقامه الله هو هدف
التاريخ ونهايته، فلا بدّ أن يكون منذ البداية ومنذ الأزل مع الله. فالآخر
هو أيضاً الأوّل.
ويضيف أنّ تلك التصوّرات لا تعني لنا اليوم سوى
التأكيد على "أن العلاقة بين الله ويسوع لم تنشأ عن طريق الصدفة، بل هي من
المعطيات الأوليّة، وأساسها في الله نفسه". ذلك "أنّ الله هو منذ الأزل،
وسيبقى إلى الأبد، كما أوحى بذاته في يسوع".
أمّا عن المجامع
المسكونيّة، فيرى كونج أنّ مجمع نيقية (325)، في رفضه نظرّية آريوس،
وإعلانه أنّ يسوع هو "من ذات جوهر الآب"، أراد التأكيد على أن يسوع ليس
إلهاً آخر إلى جانب الله، ولا إلهاً بين الله والإنسان. بل إنّ الله
الواحد الحقيقيّ قد ظهر ظهوراً حقيقياً في شخص يسوع. وهذا أيضاً معنى
تصريح مجمع خلقيدونية (451) أنّ يسوع هو إله حقيقيّ وإنسان حقيقيّ. وهذا
التصريح يجب تأكيده اليوم أيضاً، بمعنى أنه لا يمكننا القول إن يسوع هو
"إله وحسب"، ولا إنّه "إنسان وحسب". بل هو في آنٍ معاً إله وإنسان.

لكن
كونج يفسّر ألوهية المسيح في منظار وظيفيّ، لا في منظار ماورائيّ. أي إنّ
الله قد تكلّم وعمل وأوحى ذاته الوحي النهائيّ في شخص يسوع وعمل يسوع.
فيسوع هو موفد الله ووكيله وممثّله ونائبه، وقد أثبت الله دور يسوع هذا
عندما أقامه من بين الأموات. وكل التصريحات حول البنوّة الإلهية ووجود ابن
الله منذ الأزل ووساطته في الخلق وتجسّده، إنّما هي وليدة فكر أسطوري، ولا
تهدف إلاّ إلى إعلان الصفة الفريدة التي يتمتّع بها يسوع في دعوته
وتطلباته، والتأكيد على أنّ تلك الدعوة والتطلّبات لم تأتِ من مصدر بشريّ
بل من مصدر إلهيّ.
لذلك يقول كونج إنه لا يرفض أي شيء ممّا أعلنته
المجامع المسكونية في موضوع ألوهية المسيح، ولكنّه يضيف أنّه يجب التعبير
عن تلك التعاليم في إطار مفاهيمنا وثقافتنا المعاصرة.
ويعود في كتابه "أموجود الله؟" إلى الموضوع نفسه، فيقول:
"إنّ
القول بأن الله صار إنساناً في يسوع يعني الأمر التالي: إنّ كلام الله
وإرادة الله قد اتّخذا وجهاً إنسانياً في جميع أقوال يسوع، وكرازته،
ومسلكه ومصيره. إن يسوع، في أقواله وأعماله، في آلامه وموته، وفي شخصه
كلّه، قد أعلن وأظهر وأوحى كلام الله وإرادته: ففيه يتطابق تمام المطابقة
الكلام والفعل، التعليم والحياة، الكيان والعمل. إنه جسدياً، في وجه
بشريّ، كلمة الله وإرادة الله وابن الله"
وهذا هو المعنى الأخير
للتعابير الكتابيّة التي تتكلّم عن ألوهيّة المسيح، ولا سيما في انجيل
يوحنا (1: 1- 14، 5: 17- 18، 10: 33- 38، 19: 7). كما أنّ هذا هو ما نعنيه
اليوم، عندما نعلن في قانون إيمان نيقية أنّ يسوع المسيح هو "ابن الله
الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق،
مولود غير مخلوق، من ذات جوهر الآب". لذلك يعود كونج فيوجز إيمانه بقوله:
"إنّ الإنسان الحقيقيّ يسوع الناصريّ هو، للمؤمنين، الوحي الفعلي للإله
الحقيقيّ الأوحد، وفي هذا المعنى هو ابن الله وكلمته".
ثم يضيف: إنّ كل
التصريحات التي نقرأها في إنجيل يوحنا عن ألوهيّة المسيح تجد معناها في
هذا القول المقتضب والأساسي: "ان الله نفسه يظهر ذاته ظهوراً فريداً
ونهائياً في شخص يسوع وفي عمله".
ثم يسأل نفسه: "ماذا يعني اليوم كل
هذا بالنسبة لي أنا؟". ويجيب: ان كل ما اكتشفه الفلاسفة عن الله وكل ما
اعتقدت به الديانات لا يعطيني الصورة الحقيقية الواضحة عن الله. تلك
الصورة لا يمكننا أن نجدها إلاّ في الكتاب المقدّس: أولاً في العهد
القديم، وبشكل نهائيّ في العهد الجديد في شخص يسوع وعمله وموته. يقول كونج:
"حيث
يسوع، هناك أيضاً الله، فهو الذي يعرّفنى إرادة الله. حيث يتكلّم يسوع
ويعمل، هناك أيضاً الله إلى جانبه. وحيث يتألم ويموت، هناك أيضاً الله
حاضر حضوراً خفيًّا. لذلك أستطيع أن أدعوه وجه الله وصورته، وأيضاً كلمة
الله وابنه... بالنسبة لي يسوع الناصري هو ابن الله... ففيه ظهر كلام الله
وعمل الله ظهوراً نهائياً. لذلك هو بالنسبة إليّ مسيح الله، ووحيه،
وصورته، وكلمته، وابنه. إنّه هو الابن الوحيد لله، ولا أحد سواه".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27508
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 4:04 pm

هكذا ينظر كونج إلى يسوع المسيح ابن الله نظرة
خلاصية، وليس نظرة مما ورائيّة وكيانية. إنّ كيان ابن الله يقتصر، في
نظره، على عمله الخلاصىّ بالنسبة إلى الإنسان، فهو الله للإنسان وهو كلمة
الله للإنسان، وهو صورة الله التي يبحث عنها الإنسان منذ القديم وفي جميع
الديانات والفلسفات، والتي لا يمكنه أن يراها إلاّ في المسيح. وبهذا فقط
هو ابن الله.
تلك هي النقطة الأساسية التي رأت السلطة التعليميّة في
الكنيسة الكاثوليكيّة أنّ هانس كونج قد حاد فيها عن تعليم الكنيسة
الكاثوليكيّة التقليديّ وعن تعليم المجامع المسكونيّة وعن تعليم العهد
الجديد ذاته. فحسب تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة، يسوع المسيح هو ابن الله
لجأ فقط لأنّه يوحي الله، بل أيضاً لأن ابن الله الأقنوم الثاني من
الثالوث الأقدس، الكائن منذ الأزل مع الله وفي الله، هو نفسه قد أخذ جسداً
من مريم العذراء، وصار إنساناً دون أن يفقد شيئاً من ألوهيّته. فهانس كونج
يفسّر وجود ابن الله منذ الأزل بقوله إنه مجرّد تعبير لا يعني سوى أنّ
الله الموجود منذ الأزل قد أوحى لنا ذاته في يسوع الإنسان الوحي الكبير.
في
هذا الموضوع يؤكّد كارل راهنر بدوره ضرورة القول بوجود ابن الله منذ الأزل
قبل التجسّد في الله. ويؤيّد قوله استنادًا إلى الإيمان بأن يسوع هو وحي
الله ذاته، وإلى مبدإه اللاهوتيّ القائل إنّ الله قد ظهر لنا في يسوع
المسيح كما هو في ذاته. فمن ظهوره لنا كلمة الله نستنتج انه موجود في الله
منذ الأزل ككلمة الله والأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس.

ب) الروح القدس
إنّ
نظرة هانس كونج إلى الروح القدس هي أيضاً نظرة خلاصيّة، وليس ماورائيّة.
فيقول إنّ الروح القدس هو "الله نفسه من حيث إنّه يملك بقوته وقدرة نعمته،
على الإنسان كله، وعلى عمق كيانه وعلى قلبه، ويحضر إليه حضوراً حقيقياً،
ويتجلّى له هو ذاته تجلّياً فعّالاً".
"إنّ الروح القدس ليس سائلاً
سحرّيًا، جوهرّيًا، سريًّا، وفائق الطبيعة. إنّه الله نفسه، الله القريب
من الإنسان ومن العالم كقوة وقدرة تدرك الإنسان، دون أن يتمكّن الإنسان من
إدراكها، وتقدّم ذاتها للمرء دون أن يتاح للمرء التصرّف بها على هواه.
تخلق الحياة، ولكنها أيضاً تدين الإنسان.
"المهم هو أنّ الروح القدس
ليس عنصراً ثالثاً، شيئاً بين الله والإنسان. إنّه القرب الشخصيّ الذي به
يقترب الله من الإنسان. وكلّ سوء فهم للروح القدس يأتي من أننا نفصل بفكر
أسطوريّ الروح القدس عن الله لنجعله مستقلاً عنه. فالروح القدس هو الله
نفسه، من حيث إنّه يملك عليّ ويسكن فيّ. إنّه يملك على قلي دون أن يصير
ملكي الخاص لأتصرّف به على هواي. إنّ تقبّل الروح لا يعني اختبار حدث
سحريّ، بل الانفتاح لقبول البشرى الصالحة التي جاءنا بها المسيح".
ج) الثالوث الأقدس
لقد
عبّر التقليد اللاهوتي، منذ القرن الرابع، عن سرّ الثالوث الأقدس بقوله:
"إله واحد أي جوهر واحد في ثلاثة أقانيم". يقول كونج إن لفظتي جوهر وأقنوم
قد استخدمهما اللاهوت. الفلسفة اليونانية وقد لا يعنيان الشيء الكثير
للإنسان المعاصر. لذلك يجب إهمالهما والعودة إلى بساطة التعابير التي
نجدها في العهد الجديد. يقول:
"إن الله قد ظهر لنا في ابنه يسوع
المسيح. فيسوع المسيح هو الحي الحقيقيّ للإله الحقيقيّ. ولكن كيف يصير
يسوع حضور الله بالنسبة إلى الكنيسة وبالنسبة إلينا اليوم؟ الجواب الذي
نقراه في العهد الجديد هو التالي: إن حضور يسوع من بعد قيامته لم يعد
حضوراً ماديًّا، بل صار حضوراً بالروح. فالروح القدس هو إذاً حضور الله
وحضور المسيح الممجّد لجماعته ولكل مؤمن بمفره. في هذا المعنى الله نفسه
هو الذي يوحيّ ذاته بيسوع المسيح في الروح".
تلك هي عقيدة الثالوث
الأقدس التي تلزمنا في آن معاً أن نميّز بين الآب والابن والروح القدس،
وأن نجمع بينهم في وحدة لا تنقسم ولا تنفصل. يقول كونج: "ان وحدة الآب
والابن والروح القدس يجب أن تُعتبر حدث وحي ووحد وحي".
في نظرة كونج
إلى المسيح، وإلى الروح القدس، وإلى الثالوث الأقدس، نرى تركيزاً على وحي
الله للإنسان، وإهمالاً للبحث في كيان الله في ذاته. فني وحي الله للإنسان
ظهر الآب، بالابن، في وحدة الروح القدس. خلاصة القول ان نظرة كونج للثالوث
هي نظرة خلاصيّة، وليست نظرة ماورائيّة. لذلك حكمت عليه الكنيسة
الكاثوليكيّة بأن تعليمه ناقص، لأنه يبرز جزءاً من العقيدة ويهمل الجزء
الآخر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27508
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 4:06 pm

الفصل الرابع
الثالوث الأقدس في واقع حياتنا المسيحية
==========

في
نهاية هذا البحث، الذي عرضنا فيه للثالوث الأقدس في الكتاب المقدّس وآباء
الكنيسة واللاهوت المعاصر، تفسيراً لقانون الإيمان، الذي يعلن الإيمان
المسيحيّ بالآب الضابط الكل، وابن الله الوحيد، والروح القدس الربّ المحي،
يجدر بنا أن نتساءل: ماذا يعني هذا الإيمان بالنسبة إلى واقع حياتنا
المسيحية؟
نبدأ أوّلاً بتفسير الجملة الأخيرة التي وردت في قانون
الإيمان عن "الروح القدس، الناطق بالأنبياء"، فنبيّن أنّ الروح القدس لا
يزال اليوم أيضاً ينطق بالأنبياء من المؤمنين بالمسيح.
ثم نشرح كيف أنّه، بحلول الروح القدس، اكتمل ظهور الثالوث الأقدس، وانكشف لنا سرّ الله في علاقته بالإنسان وفي حياته الذاتية.
أولاً- "الروح القدس الناطق بالأنبياء"
لماذا
يعود قانون الإيمان إلى ذكر الأنبياء بعد ذكر المسيح؟ ألم يقل لنا الروح
القدس كلّ شيء في المسيح؟ وماذا يعني اليوم الإيمان بالروح القدس في واقع
حياتنا؟ بعد الجولة التي قمنا بها في الطرق المختلفة التي عبّر بها آباء
الكنيسة واللاهوت المسيحي عن إيمانهم بالروح القدس عبر القرون، قد يبدو
الحديث عن الروح وليد نظريات لاهوتية عفا عنها الزمن وهي بعيدة عن واقع
الحياة المسيحية المعاصرة.
ما نقصد إثباته هنا هو أنّه لا يمكن المسيحي
أن يفهم معنى عمل الله في العالم أو أي شيء عن كيان الله في ذاته وفي
علاقته بالإنسان ما لم يتعمّق في لاهوت الروح القدس، لأنّه بالروح القدس
يتَّحد الله بالإنسان ويصل الإنسان إلى الله. فالروح القدس هو الإله الذي
كلَّمَ الإنسان بواسطة الأنبياء، وكلَّمَ الإنسان بالمسيح، ولا يزال اليوم
يتكلَّم بالوجود المسيحي على مدى الزمن. وهكذا بالروح القدس يكتمل وحي
الله الثالوث ووحي عمله في العالم.
1- الروح القدس والأنبياء
يقول
بطرس الرسول في رسالته الثانية "لم تأتِ نبوّة قطّ عن إرادة بشر، إنما
بإلهام الروح القدس تكلَّمَ رجال الله القدّيسون (2 بط 1: 21). ويردّد
يسوع جواباً على التجربة الأولى قول تثنية الاشتراع: "الإنسان لا يحيا
بالخبز وحده، بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله" (متى 4: 4). فإنّ كلمة الله
التي تحي الإنسان هي كلام الروح، والأنبياء هم الأناس الذين أصغوا إليها
واستقوا من منهلها وكرزوا بها.
فالإله الذي بشّروا به ليس بصنع
مخيّلتهم، بل هو الإله الحيّ الحقيقي الذي منه يستقون الحياة والحقيقة. هو
الذي ألهمهم وملأهم من روحه وأرسلهم لإعلان اسمه وإرادته بين الأم. لذلك
يبدأون نبؤاتهم بإعلان ارتباط كلامهم بالله: "هكذا يقول الرب". فهم موفدو
الرب ينطقون باسمه ويتكلّمون لا لكشف غوامض المستقبل بل لإعلان إرادة الله
في الماضي والحاضر والمستقبل وتأكيد محبته الأزلية للبشر.
يعلن بولسّ
الرسول أنّ "ما لم تره عين وما لم تسمع به أُذُن ولا خطر على قلب بشر هو
ما أعدّه الله لمحبِّيه". ثمّ يضيف: "وهذا قد أعلنه لنا الله بروحه، لأنّ
الروح يفحص كلّ شيء حتى أعماق الله. فمَن مِن الناس يعرف ما في الإنسان
إلاّ روح الإنسان الذي فيه؟ فهكذا أيضاً ليس أحد يعرف ما في الله إلاّ روح
الله". ويردف: "ونحن لم نأخذ روح العالم، بل الروح الذي من الله، لكي نعرف
ما أنم به الله علينا من النِعَم، ونتكلّم عنها لا بأقوال تعلِّمها الحكمة
البشرية، بل بما يعلِّمه الروح، معبّرين بالروحيّات عن الروحيّات" (1 كو
2: 9- 13).
وعلى نقيض الذين يعلنون اليوم موت الله أو عدم وجوده أو
مضرّة التفكير به وعدم جدوى التحدّث عنه، ويقنعون بالكبرياء الإنسانية،
يقول النبي مع أشعيا: "السيّد الرب ينبّه أُذنيّ صباحاً فصباحاً لأسمع
كالعلماء" (أش 50: 4)، وما يسمعه "يَنْبَأ" في مخدعه الداخلي "ينادي به
على السطوح" (متى 10: 27)، فهو يتكلّم كلام الله ويحيا حياة الله، والكلام
والحياة عنده لا ينفصلان، فالله هو حبّه الأوحد سواء تكلّم أم عاش.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27508
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 7 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 4:08 pm

2- الروح القدس ويسوع
===========

"إنّ الله بعد أن كلَّمَ الآباء قديماً بالأنبياء مراراً عديدة وبشتّى الطرق كلَّمنا في هذه الأيام الأخيرة بالابن الذي جعله وارثاً لكلّ شيء، وبه أيضاً أنشأ العالم، الذي هو ضياء مجده وصورة جوهره، وضابط كلّ شيء بكلمة قدرته" (عب 1: 1- 3).
إنّ يسوع، كلمة الله النهائيّة للبشر، كان ممتلئاً من الروح القدس في عمق كيانه. فقد حُبل به بواسطة الروح القدس، وبقوّة الروح القدس صنع العجائب وطرد الأرواح الشرّيرة وغفر الخطايا، وأعلن معنى ما يقوم به: "إن كنت أنا بروح الله اخرج الشياطين، فذلك أنّ ملكوت الله قد انتهى إليكم" (متى 12: 29).
والروح القدس هو الذي أقام ِيسوع من بين الأموات بعد موته: "إنّ ابن الله الذي وُلد بحسب الجسد من ذريّة داود قد أُقيم بحسب روح القداسة في قدرة ابن الله بقيامته من بين الأموات" (رو 1: 4). لقد خضع ابن الله للموت على غرار كلِّ الناس الذين صار واحداً منهم، لكنّه بموته أمات الموت وقام بقدرة الروح الذي كان متحداً به اتحاداً جوهرياً. فالروح الذي أقام يسوع هو نفسه الذي كان يسوع ممتلئاً منه في حياته. إنّه روح الله، روح الحياة وروى القيامة.

3- الروح القدس ينطق بالوجود المسيحي على مدى الزمن
"إنّ يسوع هذا قد أقامه الله، ونحن جميعاً شهود بذلك. وإذ قد ارتفع بيمين الله، وأخذ من الآب الروح القدس الموعود به، أفاض ما تنظرون وتسمعون" (أع 2: 31، 33). هكذا فسّر بطرس الرسول لليهود حلول الروح القدس على التلاميذ يوم العنصرة.
وعندما نسأل اليوم ماذا يعني الإيمان بالروح القدس في واقع حياتنا؟ نجيب درن تردد أنّ الله الذي كلَّم الإنسان قديماً بالأنبياء، وملأ يسوع في حياته، وأقامه من الأموات بعد مماته، وملأ التلاميذ يوم العنصرة وفي كرازتهم حتى الاستشهاد، لا يزال يكلِّمنا ويملأنا من حياته الإلهية. فالله ليس فكرة منعزلة في عالم آخر، بل إنّه في عالمنا منذ أن صنعه. وفي ضمير كلّ إنسان منذ أن خلقه. لقد كلّم البشر في داخلهم كما كلَّمهم بواسطة أنبيائه، ثم كلَّمهم في شخص ابنه يسوع، وأخيراً أرسل إليهم روحه القدّوس مكث فيهم يحييهم.
"لا أحد يستطيع أن يقول: "يسوع رب" إلاّ بالروح القدوس" (1 كو 12: 3). فكلّ فعل إيمان هو عمل الله في الإنسان، وكلّ عمل خير هو عمل الله في الإنسان. إنّ إيماننا بالروح القدس يعني اليوم في واقع حياتنا أنّ الله غير بعيد عنّا، يعمل في الإنسان وبعمل في الكون ليقود ذاك إلى الخير وهذا إلى الكمال.
نحن مدعوّون بحسب بولس الرسول إلى أن نكون روحانيين ممتلئين من الروح القدس فنحيا في حياتنا بحسب الروح، ليس فقط في المواهب الخارقة من صنع المعجزات والأشفية والتكلُّم بالألسنة والنبوّة وتمييز الأرواح والحكمة والعلم (راجع 1 كو 12: 7- 11)، بل أيضاً في الحياة اليومية الاعتيادية حيث يجب أن تظهر تمار الروح: "المحبة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف والصلاة والأمانة والوداعة والعفاف" (غلا 5: 22، 23). ففي داخل كلّ إنسان يحيا بالروح يبدأ عالم جديد، عالم الحياة الحقّة، عالم الله وعالم ابنه يسوع المسيح وعالم روحه القدّوس الذي يصرخ فينا "أبّا أيّهاٍ الآب" (غلا 4: 6).
إنّ إيماننا بالروح القدس هو الإيمان بأنّ الله حاضر في العالم وحاضر في كنيسته يعمل في إيمانها أسرارها، وتبقى محبته أمينة رغم عدم أمانة أبنائه له. لقد رافق الله الكنيسة عبر القرون وتكلّم في مجامعها ولا يزال يحملها على إدراك ما ينقص في مؤسّساتها وتوضيح تعاليمها.
وإنّ إيماننا بالروح القدس هو الإيمان بأنّ الله حاضر في قدّيسيه، في كلّ الذين يحيون حياة الله ويعكسون صورته. هؤلاء هم الأنبياء المعاصرون الذين ينطق الروح بكلامهم وحياتهم، وحياتهم هي ذاتها نبوّة حيّة تنبئ بحياة الله، ووجودهم هو ذاته كرازة تعلن وجود الله، من يراهم يدرك أنّه في المسيح يسوع ظهرت خليقة جديدة لا يمكن إلاّ أن تكون عمل الله نفسه.
وإنّ إيماننا بالروح القدس هو أخيراً رجاء بمستقبل البشرية. لا شكّ أنّ البشرّية تتخبّط اليوم في تناقضات لا تعرف كيف تحلّها: بين الفرديّة والجماعيّة، وقيمة الشخص البشري وضرورة الروابط الاجتماعيّة. لكنّنا نؤمن أنّ روح الله حاضر فيها بواسطة كلّ إنسان يحيا حياة الروح ويسعى إلى نشر المحبة والسلام في العالم، وهو الذي سيقود البشر إلى حلّ تناقضاتهم فيصيرون على صورة الله. إنّ الإيمان بالروح القدس يشمل التاريخ برمَّته وعمل الله فيه في ماضيه وحاضره ومستقبله.

ثانيًا- بالروح القدس يكتمل وحي الثالوث الأقدس

إنّ حقيقة الثالوث الأقدس قد عاشتها الكنيسة الأولى في صلواتها وأسرارها قبل أن تعلنها عقيدة إيمانيّة، فكانت تعمّد "باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 28: 18). ففي هذه العبارة التي يضعها إنجيل متّى على لسان يسوع نفسه وتعود إلى القرن الأوّل، نجد بوضوح ذكر الأقانيم الإلهية الثلاثة. كذلك يذكر سفر أعمال الرسل: "لمّا سمع الرسل الذين في أورشليم أنّ السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا. فانحدرا وصلَّيا لأجلهم لكي ينالوا الروح القدس، إذ لم يكن بعد قد حلَّ على أحد منهم، بل كانوا قد اعتمدوا فقط باسم الرب يسوع. عندئذٍ وضعا أيديهمَا عليهم فنالوا الروح القدس" (أع 8: 14- 17). ففي هذا الحدث تمييز واضح بين الرب يسوع والروح القدس، وتأكيدٌ أنّ المسيحي لا يكتمل إيمانه بمجرّد الإيمان بالربّ يسوع، أي "إنّ يسوع المسيح هو ابن الله" كما ورد في معموديّة قيّم ملكة الحبشة على يد فيلبّس (أع 8: 37)، بل بالإيمان بالروح القدس والامتلاء منه. فالإيمان بالآب والابن يكمّله الإيمان بالروح القدس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 7 من اصل 14انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 6, 7, 8 ... 10 ... 14  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» سيرة الراهب المتوحد المعاصر ابونا عبد المسيح الاثيوبى
»  أسرار اللاهوت
»  علم اللاهوت الطقسي
» اللاهوت الإفتراضى
»  اللاهوت العقلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور الحياة  :: المنتديات المسيحية العامة - Christian public forums :: الطقس والعقيده والاهوت-
انتقل الى: