براهين القيامة : رابعاً ظهورات السيد المسيح المتعددة بعد القيامة
لا نستطيع أن نحدد بالضبط عدد المرات التي ظهر فيها السيد المسيح للتلاميذ بعد قيامته وحتى صعوده إلى السموات فالمرات كثيرة ومتعددة ،فالكتاب يقول أنه "كان يظهر لهم أربعين يوما "(أع 1: 3 ) و من خلال هذه الظهورات المسجلة بالكتاب المقدس نستطيع أن نجد دليلا قويا وبرهاًنا أكيداً على قيامة السيد المسيح .
1. ظهورات كثيرة:فلقد سجل لنا الكتاب المقدس أحد عشر ظهوا على الأقل للسيد المسيح، ترتيبها على الأرجح، كما يلي:
-1 ظهر للمجدلية بمفردها : "وبعدما قام باكرا في اول الاسبوع ظهر اولا لمريم المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين "(مر 16 : 9) . -2 ظهر للمريمات : و فيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه اذا يسوع لاقاهما و قال سلام لكما فتقدمتا و امسكتا بقدميه و سجدتا له (مت 28 : 9)-3 ظهر لتلميذي عمواس : ( لو 24 : 14 – 35 )
و بعد ذلك ظهر بهيئة اخرى لاثنين منهم و هما يمشيان منطلقين الى البرية (مر 16 : 12)-4 ظهر للتلاميذ في علية أورشليم يوم القيامة بدون توما (مر 16: 14 ) ، ( لو 24 : 36 ) " و لما كانت عشية ذلك اليوم و هو اول الاسبوع و كانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع و وقف في الوسط و قال لهم سلام لكم " (يو 20 : 19 - 23)
-5 ظهر لسمعان : " وهم يقولون إنّ الرب قام وظهر لسمعان " (لوقا 34:24) ، " و انه ( أى السيد المسيح ) ظهر لصفا ثم للاثني عشر " (1كو 15 : 5)-6 ظهر ليعقوب : " وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين " (1 كورنثوس 7:15 ).-7 ظهر مرة أخرى للتلاميذ ومعهم توما في الأحد التالي للقيامة: و بعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا و توما معهم فجاء يسوع و الابواب مغلقة و وقف في الوسط و قال سلام لكم ، ثم قال لتوما هات اصبعك الى هنا و ابصر يدي و هات يدك و ضعها في جنبي و لا تكن غير مؤمن بل مؤمنا (يو 20 : 26 - 27)-8 ظهر للتلاميذ على جبل الجليل : " و اما الاحد عشر تلميذا فانطلقوا الى الجليل الى الجبل حيث امرهم يسوع ، و لما راوه سجدوا له و لكن بعضهم شكوا "( مت 28: 16 – 17 )-9 ظهر لسبعة تلاميذ على بحيرة طبرية : " فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب فلما سمع سمعان بطرس انه الرب اتزر بثوبه لانه كان عريانا و القى نفسه في البحر " (يو 21 : 7 - 22)-10 ظهر لأكثر من خمسمائة أخ دفعة واحدة : أكثرهم عاش حوالي ربع قرن بعد صعوده، وشهد لقيامته " وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة أخ وأكثرهم باقٍ إلى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا ".( 1 كو 6:15 )
-11 ظهر لتلاميذه على جبل الزيتون يوم صعوده : و اخرجهم خارجا الى بيت عنيا و رفع يديه و باركهم ، و فيما هو يباركهم انفرد عنهم و اصعد الى السماء ، فسجدوا له و رجعوا الى اورشليم بفرح عظيم "(لو 24 :50 - 52) وكذلك فى ، (أع 1 : 9 – 12 ) .
2. ظهر لأشخاص كثيرين
كانت هذه الظهورات لأشخاص كثيرين، منهم النسوة والرجال، المصدقون بسهولة، والشكاكون، لشخص واحد أو لاثنين، أو لبضعة أشخاص أو لجماعة التلاميذ، أو لمئات مرة واحدة. وهذا يؤكد صدق القيامة، لأنه لايمكن أن تتفق هذه الأعداد كلها إلا على أمر حقيقى .
3. ظهر فى أماكن كثيرة:
تمت الظهورات في أماكن متعددة، في القبر، وخارج القبر، وفي الطريق إلى عمواس، وفي علية أورشليم، وفي بحر طبرية، وفي جبل الجليل، وفي جبل الزيتون، إذن، فقد تنقل التلاميذ كثيرا ليشاهدوا هذه الظهورات الحية، وكانوا حتما في صحو ويقظة.
4. حوار طويل :لقد تم في هذه الظهورات حوار طويل بين الرب وتلاميذه وقال لهم :
"سلام لكم... كما أرسلني الآب أرسلكم أنا" (يو 20: 21 )" ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (مت 28 : 20 )"وكان يتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله" (أع 1 )." أقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي" (لو 24: 49 )أليست هذه كلها أحاديث صحو وانتباه؟
5. لمس حسي:يورد العهد الجديد لنا قصة التغيير العجيب الذي طرأ على حياة تلاميذ المسيح. فأولئك الخائفون صاروا شجعاناً لأنهم عرفوا أن يسوع حي. ويقول لوقا الرسول إن المسيح أراهم نفسه حياً ببراهين كثيرة (أعمال 1: 3).
وكلمة أراهم تعني الدليل الملموس القوي، فقد آمن الرسل بالقيامة بعد أن رأوا ولمسوا بحواسهم، ونقلوا شهادتهم لنا ، وعلى هذا فالقيامة قصة تاريخية صادقة - بكل المقاييس - وهي حافز قوي على الإيمان بالمسيح مخلّصنا.
لقد سمح الرب لهم بأن يلمسوه، مكسبا جسده النوراني أبعادا حسية حتي يتأكدوا من قيامته، بنفس الجسد الذي مات به، "جسوني وانظروا، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" (لو 24: 39 )،
هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمًنا" (يو 20: 27 )
"فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له" (مت 28: 9 )6. أكل قدامهم:عدة مرات، وذلك تأكيدا لقيامته المجيدة، بنفس الجسد الذي مات به... فطلب طعاماً
"و بينما هم غير مصدقين من الفرح و متعجبين قال لهم اعندكم ههنا طعام "، "فناولوه جزءا من سمك مشوي، وشيئًا من شهد عسل، فأخذ وأكل قدامهم" (لو 24 : 41 - 42) ، تماما كما أكل الملاك مع إبراهيم في العهد القديم
وعلى بحر طبرية سأل التلاميذ: "ياغلمان ألعل عندكم إداما"؟... ولما أعلموه بأنهم لم يصطادوا شيئًا، ووهبهم سمكا كثيرا بقوة لاهوته وعندما وصلوا إلى الشاطيء، ووجدوا حجرا موضوعا عليه سمك وخبزا "(يو 21 : 5 - 9 )
الإيمان للعالم عبر خلال التلاميذ .
وبينما غير مصدقين من الفرح ومتعجبون كانوا فرحين ولكن مترددين لأن أمراً غير مصدق قد حدث! أولاً ثم امنوا أخيراً ليس مما عاينوه بعيونهم فحسب بل ومما لمسته أيديهم. وهكذا دخل الإيمان قلوبهم عن طريق الحواس لكي يكرز بهذا الإيمان فيما بعد للعالم أجمع فجميع الذين لن يروا ولن يلمسوا ومع هذا يؤمنون بغير تردد .
"أعندكم ها هنا طعام!" قال الرب وكم كان البناء الصالح(يسوع) يضيف بهذا بناء لإيمانهم فإنه لم يكن جائعاً ولكنه طلب طعاماً تناول منه بهذه المناسبة ولكن ليس عن احتياج وهكذا آمن التلاميذ أن الرب أمامهم بالجسد حقاً فآمن العالم بكرازتهم (بقيامته)...
دروس عقائدية من الظهورات:
1. إن الرب قام... بالحقيقة قام... وظهر لكثيرين.. رأوه.. ولمسوه.. وتحادثوا معه.. وأكل قدامهم.2. إن جسد القيامة جسد نوراني روحاني، لا يلمس ولا يحس، لا يمرض ولا يجوع، لا يخطي ولا يموتوإننا سنلبس نفس هذا الجسد، حين نقوم مع الرب.3. إن للرب أحاديث طويلة عن ملكوت الله لم تدون في الأناجيل المقدسة، ولكننا تسلمناها من خلال التقليد الرسولي. وكما ان الإنجيل سلمته لنا الكنيسة كتقليد رسولي ثابت، هكذا بقية التقاليد تسلمناها في يقين يدا بيد، وهي لا تعارض إطلاًقا مع روح الإنجيل ونصوصه، وهو الفيصل النهائي في كل شيء.كل يوم، كلمة شهادة، وخدمة خلاص، فهذا أقوى براهين القيامة وأبقاها...