إنه من أجل الضَّرورة أو من أجل إرضاء النَّاس، صارت في الكنسية أشياءٌ كثيرة بخلاف القانون الروحاني الذي تسلمناه من الآباء مُسلمي الإيمان من جيل لجيل بنبض روح الحياة الرب المُحيي قائد الكنيسة ومثبت قوانينها التي أساس جوهرها إنجيل مسيح الحياة، حتى أن قوماً بسيرتهم الباطلة بدون ثبات واضح في حياة التوبة وبعد وعظهم زماناً قليلاً وتعليمهم يسيراً، ثم تم إدخالهم إلى الخدمة في كنيسة الله الحي قبل ظهور موهبة الله فيهم. تسببوا في عثرة الكثيرن وانحدار الخدمة وضعفها الشديد، فلأجل هذا وجب علينا أن لا نؤكد على هذا الأمر (من جهة أن يخدموا الآخرين قبل ثباتهم في الحق) وننصح به الآخرين كأنه تعليم، أو نغريهم بالخدمة ومكافآتها العظيمة بدون أن نثبت أقدامهم في حياة التوبة بالوداعة وتواضع القلب كما قصدها الله حتى يكونوا قادرين بما تذوقوا من خبرة روحية ونالوا من نعمة يقدموا ويسلموا الإيمان الحي للآخرين ليكون لهم شركة معهم في حياة التوبة في النور.
فالذي يبدأ في الطريق بالإيمان والتوبة والرجوع لله الحي ينبغي أن يوضع تحت التعليم والوعظ وهو يحتاج إلى زمان يُجرَّب فيه (من الآباء الروحيين مُسلمي الإيمان) بعد أن يتوب، لأن القديسين تكلموا عن هذا بروح الإنجيل ألا يكون الإنسان غرساً جديداً لئلا يستكبر، ويقع في حُكم إبليس متسلطة عليه أهواءه ومتحكمة في اندفاعاته وعواطفة المتقلبة. على أنه بعد زمان، إذا وُجدت فيه خطيئة نفسانيَّة (شهوانيَّة صبيانية) تعصف به وتزعزع توبته وتجعله غير صالحاً للخدمة ووُبخ كثيراً ومن شاهدين أو ثلاثة، بل واستمر في الخطية وبدأ يصنعها بجسارة وعن قصد (وليس عن ضعف) فليُقطع من الخدمة لئلا يوصل الموت إلى من يخدمهم ويبعدهم عن طريق التوبة... أما أن تاب وعاد فهو يُثَبَّتْ لأن بشهادة العودة لمحبته الأولى سيرد الكثيرين فيصير في الكنيسة كلها فرحاً عظيماً جداً، ويكون سبب بركة للكثيرين.