الله ليس نظريه جدليه يمكن ان نطرقها علي مراحل او نقترب اليها عقلياً من ناحية دون ناحية , هذه هي خطية الابحاث العقليه في لاهوت الله .
الله حقيقه شخصيه بسيطه كلية , إذا اقتربنا اليه اقتراباً صحيحاً فإننا نستوعبه وجدانياً و عقلياً مرة واحدة ... و نحسه إحساساً حياً و ننفعل به انفعالاً كاملاً لا يقبل الشك ولا يحتاج إلي برهان .
يوحنا الرسول يحقق لنا هذا تحقيقاً ملموساً بقوله : ( الحياة اُظهرت و قد رأينا و نشهد و نخبركم ) ( 1 يو 1 : 2 )
و انجيل يوحنا الرسول يشهد قائلاً ( رأينا مجده ) ( يو 1 : 14 )
و الرب نفسه عيَّن وسيلة الرؤيا و المقابله معه شخصياً : ( إن امنت ترين مجد الله )( يو 11 : 40 )
و الرب يسوع لم يترآي بعد قيامته إلا للذين امنوا به :
( و أُعطي ان يكون ظاهراً ليس لجميع الشعب بل لشهود سبق الله فانتخبهم ) ( اع 10 : 40 , 41 )
و هو بذلك يكشف عن استعلانه انه ليس علي اساس الإجتهاد العقلي و لكن عن طريق الايمان البسيط ...
الروح القدس يحل في قلب الانسان اذا امن , ليقوده الي المقابله و الرؤيا ثم الإتحاد .
اذا اعوذنا الروح القدس فجهادنا العقلي يكون كالهباء الذي تذر به الريح , و لن تتم المقابله و لن نبلغ الرؤيا و لن نصل الي حالة إتحاد مهما درسنا و بحثنا .
( لا تطرحني من قدام وجهك , و روحك القدوس لا تنزعه مني ) ( مز 51 : 11 )
إذا انتُزع منا الروح القدس طرحنا من امام وجه الله لا محاله . و إذا اخذنا الروح القدس و بلغنا الملء , دخلنا الحضره الالهيه و تراءينا امام وجه الله لا محاله .
اللاهوتيه العقليه الخاليه من منهج النسك و العباده و التأمل هي بعينها الوثنيه الحديثه .
لقد اختفي شيطان الاوثان و انخذل امام فاعلية إيمان المسيحيه الاولي التي كانت ببرهان الروح تحيا و تعمل .
و لكن شيطان الاوثان لم ينته بعد , لقد عدَّل منهجه تجاه المسيحيه و نظم صفوفه و ظهر مرة اخري في هيأة اوثان عقليه , لها شكل المسيحيه و صورتها , و تُري عقلياً كملاك نور !!
اللاهوت العقلي يبحث بإجتهاد شديد عن إله يتناسب مع العقل و المنطق . و لكن ليس بين عقل الانسان و الله نسبة علي الإطلاق , و منطق البشريه بعيد عن منطق الله .
اللاهوت العقلي الذي يشغل اذهان غير الروحيين يحاول ان يشكل مسيحاً جديداً , فهو يضيف علي المسيح ما ليس له , و يحذف من المسيح ما له , حتي يصنع مسيحا مناسباً ممع فكر الانسان .
و فكر الانسان ليس واحداً في كل مكان , فعند اليونان فكر و عند الرومان فكر و عند القبط فكر و عند الغرب فكر , و هيهات إن اتحدت الافكار .
الروح القدس هو الذي يوحد الافكار , فلا سبيل الي تقابل الناس جميعاً في المسيح الواحد الحقيقي إلا إذا تقابل الناس بالروح اولاً علي صعيد المحبه .
اللاهوت العقلي نحت للمسيح تماثيل كثيره , و كل لاهوتي عقلي يسجد لتمثاله و يجحد تمثال غيره .
اللاهوتيون العقليون قسموا المسيح الواحد و مزقوا الكنيسه .
الروح القدس املنا الوحيد لتجميع القلوب في شخص يسوع .