لأنه وهو الحر والمدعو للقداسة وقبول تاج الإيمان على رأسه والمدعو للبس المسيح عن حق وجدارة، قد جذبه سحر الزمن، ووقع في غواية عبادة حفظ الأيام والشهور والأوقات والسنين، وسحرته عظمة الحجارة المرصوصة في شكل كاتدرائيات فخمة تناطح السحاب بمناراتها وتملأ الفراغ بقبابها المذهَّبة، وظنَّها هي الكنيسة التي يقول عنها الإنجيل،
مع أن الكنيسة هي العروس والجسد وهي المؤمنون الذين فيها خلواً من حجارتها وقبابها وأبوابها. أمَّا زينتها الحقيقية فهي تقواهم وحبُّهم الصادق للمسيح ولبعضهم بعضاً ...
وبغير تقوى المؤمنين وحبهم وإيمانهم المحسوب لهم قداسة وبرًّا لا توجد كنيسة حتى ولو كانوا داخل أبنيتها الفخمة. فالكنيسة الحقيقية هي جسد المسيح وجسد المسيح هو نحن!! إن كنا نحب المسيح حقًّا ونحب بعضنا بعضاً.
يا إخوة كما سيفنى الزمان تفنى الحجارة وتتوه الأسماء والأجساد ولا يبقى لها بقاء، ولن يبقى للإنسان إلاَّ إيمانه وحبه. فإيمانه يحسب له برًّا، والبر برّ المسيح أبديٌ هو، والقداسة ليست من هذا العالم فهي سمة الدهر الآتي وهي هنا قائمة متغربة على أرضنا
أبونا متى المسكين