يعتبر مرض الأنيميا أو "فقر الدم" من أكثر الأمراض المنتشرة حول العالم، ويعانى منه أكثر من 70% من سكان العالم، فكيف نصاب به؟ وكيف يمكن علاجه؟.
أكد الدكتور عبد العظيم رمضان طبيب ممارس عام محاضر فى التنمية البشرية والعلاج بالطاقة، أن الكثيرين يخلطون بين الأنيميا والضعف العام، فالأنيميا ليس لها علاقة بحجم الجسم أو الوزن، كما هو شائع ولكنه مرتبط بمكونات الدم.
وأوضح أن فقر الدم ينتج عن نقص الهيموجلوبين "صبغة الدم" فى كرات الدم الحمراء، أو يكون فقر الدم ناتج عن قلة عدد كرات الدم الحمراء ككل ويسمى مرض الأنيميا "القاتل الصامت".
وتعمل كرات الدم الحمراء على نقل الأوكسجين من الرئتين إلى الخلايا المختلفة وذلك لاستخدامه فى التمثيل الغذائى "التنفس الخلوى لإنتاج الطاقة"، وتعتبر تلك العملية الحيوية الأهم لاستمرار حياتنا.
وأضاف عبد العظيم تختلف أعراض الأنيميا وتأثيرها على الجسم وعلى النشاط اليومى للإنسان باختلاف درجتها، وتظهر الأعراض فى هيئة ضعف المجهود وسرعة التعب إلى الذبحة الصدرية والوفاة مرورا بالصداع، وسرعة ضربات القلب، وانخفاض ضغط الدم وزغللة العينين وضيق النفس وضعف القدرات العقلية، وكثرة النسيان خاصة فى الأطفال وكبار السن نتيجة لضعف توصيل الأكسجين للدماغ، وذلك يتوقف على الحالة العامة للجسم ودرجة الأنيميا والسبب الذى يقف وراءها.
وأشار إلى أن هناك أنواعا عديدة منها سواء على مستوى التحاليل المعملية أو على مستوى السبب، فأغلب العامة يعلمون أن علاج الأنيميا هو "الحديد" الموجود فى العسل الأسود واللحوم والأكباد والتفاح، مضيفا أن علاج الأنيميا فى الأصل يأتى بعد معرفة السبب فى الإصابة بمرض الأنيميا، ولا يمكن الوصول للمعدلات الطبيعية من مكونات الدم دون تسديد كافة مسببات الأنيميا، موضحا أن الأنيميا فى حد ذاتها ليست عبارة عن نقص الحديد فقط، و لكن هذا هو الأشهر بالنسبة للعامة لكن كل مادة تدخل فى طريق صناعة خلايا الدم الحمراء لو نقصت من الممكن أن تتسبب فى الأنيميا مثل حمض الفوليك فيتامين ب 12 والحديد.
واستكمل أن النزيف المزمن المستمر قليل الكمية كالنزيف من البواسير أو النزيف من الأنف أو من الرحم أو من القولون أو من قرحة المعدة مثلا كلها تسبب الأنيميا المزمنة، لذلك لابد من علاج النزيف وبعدها علاج الأنيميا.
وأضاف أن من أشهر أنواع الأنيميا التى تواجهنا فى طب الأطفال فى مصر هى الأنيميا الناشئة عن الطفيليات التى تتغذى على غذاء الطفل، وبالتالى لا يمكن إعطاؤه العناصر التى يحتاجها دون القضاء على الطفيلى لديه.
كما أن الأغلبية من الناس لديها أنيميا التغذية خاصة الأطفال والحوامل والمرضعات وهذا لأنهم فى مرحلة استهلاك شديد للمواد الغذائية.
وعلاج الأنيميا قد يستمر لشهور دون نتيجة واضحة بسبب خطأ تشخيص نوع الأنيميا بطريقة صحيحة، كما يمكن أن يعانى الفرد من أعراض كثيرة دون محاولة اللجوء للاستشارة الطبية أو الفحص الطبى المعملى الدورى والذى يساعدنا كثيرا على اكتشاف الأمراض فى بدايتها وتصحيح الأوضاع.