منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور الحياة

اخبار . رياضة . فن .فيديو. طب. برامج. موضة. طفل. حوادث. بحث. فيس .بوك . تويتر. يوتيوب. جوجل . ادنس. ربح .نت .افلام . ترانيم . مسرحيات. عظات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
الهام بنت المسيحية
مرشح للاشراف
مرشح للاشراف
الهام بنت المسيحية


عدد المساهمات : 1793
نقاط : 7091
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 10/04/2013
العمر : 30

أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها   أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين يونيو 08, 2015 2:54 pm

58- لقب ابن الإنسان: هل يدل علي أنَّ المسيح إنسان فقط ؟

ابن الإنسان كما لُقب به الرب يسوع المسيح نفسه:

لقَّب المسيح نفسه بلقب ابن الإنسان وكان اللَّقب المفضَّل بالنسبة له ولم يُلقِّبه به أحدٌ ولم يأتِ علي لسان أحدٍ غيره في الإنجيل بأوجهه الأربعة إلاَّ مرَّة واحدة عندما سأله اليهود ” من هو هذا ابن الإنسان؟”.

† فما هو مغزى الاسم ؟

† ولماذا استخدمه الرب يسوع المسيح ؟

† وما هي الصفات التي ارتبطت به، وهل يدلّ علي لاهوته أم علي ناسوته فقط، وأنَّ المسيح مُجَرَّد إنسان فقط كما يزعُم البعض ؟

في البداية نقول أنَّ هذا اللقب اُستخدم في العهد القديم سواء في سفر العدد أو سفر المزامير أو سفر أشعياء أو سفر حزقيال ” ابن آدم ” بمعني عام هو الإنسان في إتضاعه وضعفه كالمخلوق من تراب بالمقارنة مع الله الخالق في رفعته وسموه، ولكن عندما جاء علي لسان المسيح ولَقّب به نفسه فقد استخدمه بمعني آخر ومغزي آخر تمامًا، استخدمه ليُشير به إلي نفسه كالمسيح الآتي والمنتظر الذي هو ليس مُجَرَّد إنسان من تراب، بل هو الربّ الذي من السماء، استخدمه ليُعبّر به عن نفسه كالإله المتجسِّد ، الكامل في لاهوته والكامل في ناسوته (إنسانيَّته). فقد كان هو ابن الإنسان الآتي من نسل آدم ” وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي 000 بْنِ آدَمَ ” (لو3/23-38)، كإنسان، ولكنَّه في نفس الوقت هو ” ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ” (مت16/16)، الرب الآتي من السماء، كإله. يقول القديس بولس بالروح في المقارنة بين آدم والمسيح ” الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ. كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هَكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضاً وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هَكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضاً. ” (1كو15/47-48) . فالمسيح إذًا هو ابن الإنسان الذي هو الربّ الآتي من السماء كقولِ الربّ يسوع المسيح

نفسه ” فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِداً إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً ” (يو6/62).

هو كلمة اللَّه الذي تجسَّد وصورة اللَّه الذي إتَّخذ صورة عبد، اللَّه الذي حلَّ بملء لاهوته في الجسد، ظهر في الجسد، يقول الكتاب:

† ” وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ ” (يو1/14) ، وصار جسدا هنا تعني ، اتخذ جسدا ، صار بشرا ” وَالْكَلِمَةُ صَارَ بَشَراً ” .

† ” الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ ” (في2/6-Cool .

† الذي فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً ” فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً. ” (كو2/9) ،

† ” عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ.” (1تي3/16) .

وخلاصة هذه الآيات أنَّ الربّ يسوع المسيح هو كلمة اللَّه وصورة اللَّه، اللَّه بكل ملئه، بكل ملء لاهوته، لكنه أخلي نفسه بمعني حجب لاهوته في ناسوته، افتقر وهو الغني ” فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،

أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ.” (2كو8/9). وقال عن نفسه ” لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ ” (مت8/20). ظهر في الجسد، إتَّخذ جسدًا وصورة العبد، صائرًا في شبه الناس وهيئة الإنسان، وولد من امرأة ” وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ ” (غل4/4)، ودُعي إنسان وابن الإنسان ولكن لم يتغيَّرْ عن كونه كلمة اللَّه وصورة اللَّه، اللَّه بملئه .

كان لقب ابن الإنسان يحمل في ذاته كلّ صفات المسيح اللاهوتيَّة والناسوتيَّة، كالإله المتجسِّد. كان يعني دائمًا، علي فمِّ الربّ يسوع المسيح، المسيح كما هو ؛ المسيح كما تنبَّأ عنه أنبياء العهد القديم والذي هو ابن إبراهيم والكائن قبل إبراهيم ” قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ” (يو8/58)، أي الموجود الدائم، والذي من نسل داود ورب داود ، كقوله ” أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ” (رؤ22/16)، والذي من بني إسرائيل ولكنه الإله القدير ” لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ.” (اش9/6)، ” وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهاً مُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ.” (رو9/5)،

كان لقب ” ابن الإنسان ” هو اللَّقب المفضَّل لدي الربّ يسوع والذي أطلقه علي نفسه ولم يُطلقه عليه أحد لأنَّه كان يؤكِّد دائمًا أنَّه المسيح بكلِّ صفاته كالإله المتجسِّد، فلماذا استخدمه الربّ يسوع المسيح ولم يُعلن صراحةً أنَّه هو المسيح ؟!

لم يُعلن الرب يسوع المسيح عن نفسه أنَّه المسيح الآتي والمنتظر إلا في مرَّات محدودة وخاصَّة جدًا لأنَّ لقب المسيح كان يعني في مفهوم اليهود في عصره، وما يزال، كما تصوَّروا فيما جاء عنه في نبوَّات أنبياء العهد القديم، أنَّه صاحب المعجزات والمحارب القويّ والسياسيّ القدير الذي سيُحَرِّر اليهود من الرومان ويرّد المُلك لإسرائيل (أع1/6)، ويسود علي العالم بالقوَّة ويجعل من أورشليم عاصمة العالم العسكريَّة والسياسيَّة والدينيَّة، ويجعل اليهود سادة العالم عسكرياً وسياسياً ودينياً

بل وفي معظم الأوقات التي تصوَّر فيها اليهود أنَّه هو المسيح الآتي والمنتظر كانوا يلقّبونه فيها بملك إسرائيل وكانوا يحاولون تتويجه ملكًا ! وعلي سبيل المثال فعندما كشف لنثنائيل بعض الأسرار، يقول الكتاب أجاب نثنائيل وقال له” يَا مُعَلِّمُ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!” (يو1/49)، وعندما أشبع الجموع بخمسة خبزات وسمكتين يقول الكتاب “فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!» وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.”(يو6/14- 15) ، وعند دخوله الإنتصاري لأورشليم يقول الكتاب أيضًا:” فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» ” (يو12/13). ولما سأله رئيس الكهنة إنْ كان هو المسيح ابن الله الحي قال له ” أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ»” (مت26/64)، فمزَّق رئيس الكهنة جبَّته وإتَّهمه بالتجديف !! وكانت تهمته التي قدموه بها إلى بيلاطس هي أنه قال أنه ابن الله وأنه ملك اليهود ” ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: «أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟»

أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا». ” (يو18/33-36) .

كان المسيح ملكًا ولكن ليس كما فهم اليهود ومازالوا يتوقَّعون في مسيحيهم الذي ما زالوا ينتظرونه ! وإنما هو ملك الملكوت ” مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ” (رؤ19/16) .

إذًا فماذا يعني لقب ابن الإنسان كما استخدمه الرب يسوع المسيح ؟ يعني اللَّقب كما بينّا أعلاه أنَّه هو المسيح، المسيَّا، الآتي والمنتظر كالإله المتجسِّد، الكامل في لاهوته والكامل في ناسوته:

(1) ابن الإنسان الذي هو رب الملائكة ؛ يقول الكتاب لما رأى الرب يسوع المسيح ” نَثَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ عَنْهُ: «هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقّاً لاَ غِشَّ فِيهِ». قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّينَةِ رَأَيْتُكَ». فَقَالَ نَثَنَائِيلُ: «يَا مُعَلِّمُ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» أَجَابَ يَسُوعُ: «هَلْ آمَنْتَ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَحْتَ التِّينَةِ؟ سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هَذَا!» وَقَالَ لَهُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً وَملاَئِكَةَ اللَّهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ».” (يو1/47-51).

(2) ابن الإنسان الكلي الوجود ، الموجود في كل مكان : في حديثه مع نيقوديموس أحد قادة اليهود قال الربّ يسوع المسيح ” وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.” (يو3/13). وهنا يُؤكِّد أنَّه الموجود في كلِّ مكان في السماء وعلي الأرض في آنٍ واحدٍ، فهو ابن الإنسان النازل من السماء والصاعد إلي السماء والموجود في نفس الوقت في السماء. وقد أكَّد ذلك أيضًا في قوله لليهود ” فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِداً إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً!” (يو6/62).

(3) ابن الإنسان هو ابن الله الذي له كل ما لله الآب من صفات وألقاب ويعمل جميع أعمال الله : يقول الكتاب ” فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ». فَمِنْ أَجْلِ هَذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ بَلْ قَالَ أَيْضاً إِنَّ اللَّهَ أَبُوهُ مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللَّهِ. فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ. لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي كَذَلِكَ الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.

لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الاِبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ000 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللَّهِ وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ كَذَلِكَ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ وَأَعْطَاهُ سُلْطَاناً أَنْ يَدِينَ أَيْضاً لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ. ” (يو5/17-27).

(4) ابن الإنسان النازل من السماء ليعطي الحياة الأبدية: قال الربّ يسوع المسيح ” اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ لأَنَّ هَذَا اللَّهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ» 000 لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ». فَقَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هَذَا الْخُبْزَ». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً. وَلَكِنِّي قُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ قَدْ رَأَيْتُمُونِي وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ 000 لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. “(يو6/27-38).

(5) ابن الإنسان هو ابن الله الحي: يقول الكتاب ” وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» فَقَالُوا: «قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ

وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ». قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. ” (مت16/13-18) .

(6) ابن الإنسان هو رب الملائكة والبشر الذي سيأتي على السحاب عند نهاية العالم ليدين المسكونة بالعدل ويجازي كل واحد بحسب أعماله ” فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ” (مت16/27).

† ” اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ». وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ000 وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدّاً. فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا وَلاَ تَخَافُوا». فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَداً إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ. وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «لاَ تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ». ” (مت 16/28؛17/1-9) .

† ” مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ” (مت19/28) .

† ” يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ.” (مت13/41-43) .

† ” لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ هَكَذَا يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ000 وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.” (مت24/27-31) .

† ” وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ:

تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. 000«ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ 000 فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».” (مت25/31-46) .

(7) ابن الإنسان غافر الخطايا :

† ” وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجاً يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ 000فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: «لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟» فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هَكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ: 000 أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟ وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا» – قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ». فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ الْكُلِّ حَتَّى بُهِتَ الْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا اللَّهَ قَائِلِينَ: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا قَطُّ!». ” (مر2/3-13). وهنا يؤكِّد أنَّه يملك السلطان لغفران الخطايا، في حين أنَّه لا يغفر الخطايا إلاَّ اللَّه وحده مؤكدًا حقيقة لاهوته.

(Cool ابن الإنسان هو الفادي الذي جاء ليبحث عن الضالين وليبذل نفسه ، كالإله المتجسد، عن خطايا العالم ، لذا يقول عنه الكتاب أنَّه

رب المجد الذي صلب ” لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ.” (1كو2/Cool، واللَّه الذي فدي الكنيسة بدمه ” كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.” (أع20/28)؛ والذي إنتصر علي الموت انتصارًا نهائيًا بقيامته من الأموات. وكانت آلامه وصلبه وموته حتميَّة ” لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ.” (مت18/11).” أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ ” (مت20/28) :

† ” وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ. ” (مر8/31).

† ” وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. ” (يو3/14- 15).

(9) أخيراً ابن الإنسان هو رب العالمين : قال الرب يسوع المسيح لتلاميذه قبل صعوده مباشرة ” دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ” (مت28/18-20)،

ويُضيف الإنجيل للقدِّيس مرقس ” ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ. وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ.” (مر16/19-20) .

وهكذا وبعد آلامه وقيامته كابن الإنسان، كالإله المتجسِّد، لم يعدْ يستخدم ذلك اللَّقب الذي كان مُحببًا إليه وإنما استخدم لقبه الأساسي ” الربّ ” والذي استخدم في سفر أعمال الرسل وحده 110 مرة عن المسيح الممجد القائم من الأموات والجالس عن يمين العظمة في السموات كربّ الخليقة ومدبِّرها، كما قال عنه القديس بطرس ” هَذَا هُوَ رَبُّ الْكُلِّ” (أع10/36).

والخلاصة هي أنَّ لقب ابن الإنسان استخدمه الربّ يسوع المسيح وأطلقه علي نفسه ولم يُطلقه عليه أحد ليُعبِّر به عن كونه الإله المتجسِّد، المسيح الآتي والمسيَّا المنتظر، ابن داود وربُّه وابن إبراهيم وهو الكائن الدائم الأبديّ الأزليّ الذي لا بداية له ولا نهاية، المولود من اليهود بحسب الجسد وهو الكائن علي الكلِّ الإله القدير والمبارك إلي الأبد. إنَّه لا يُبرهن أنَّ المسيح مُجَرَّد إنسان فقط وإنما يُبرهن لاهوته كما يُبرهن حقيقة ناسوته، تجسُّده وكونه الإله المتجسِّد الذي فيه يحلّ كلّ مِلء اللاهوت جسديًا، اللَّه بكلِّ مِلْئِه، فهو اللَّه الظاهر في الجسد.

—————————–
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام بنت المسيحية
مرشح للاشراف
مرشح للاشراف
الهام بنت المسيحية


عدد المساهمات : 1793
نقاط : 7091
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 10/04/2013
العمر : 30

أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها   أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين يونيو 08, 2015 2:55 pm

59- هل قال المسيح أنا ربكم فاعبدوني ؟

أو أنا الله ربكم فاعبدوني ؟

وأن كان قد قال ذلك فأين ورد في الأناجيل ؟

وهل قال ذلك بشكل مباشر أم بشكل غير مباشر ؟

وهل قال ذلك صراحة ؟

وأن لم يكن كذلك فلماذا لم يقل ذلك صراحة وعلانية ؟

+ إعلان المسيح عن لاهوته وربوبيّته:

ورغم كل ذلك فقد أعلن الرب يسوع المسيح حقيقة لاهوته وربوبيّته عشرات المرَّات وإنْ كان ذلك بصراحة ووضوح، سواء في الإنجيل للقدِّيس يوحنّا أو في الأناجيل الثلاثة الأخري، كما سنري. ونبدأ بإجابة الرب يسوع المسيح لليهود علي سؤالين ؛ الأول سأله هو نفسه لهم والثاني في إجابة له علي سؤال وجهوه هم له في حوار معهم .

(1) رب داود، ورب الكل ؛ ففي سؤاله لهم ، رؤساء اليهود ،إستشهد الربّ يسوع المسيح بنبوّة داود النبيّ عن لاهوته وربوبيّته وقال لهم : “مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». قَالَ لَهُمْ: « فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً. ” (مت22/42ـ46) .

وهنا يؤكِّد الرب يسوع المسيح في سؤاله لهم أنه ربّ داود الجالس عن يمين العظمة في السموات. فمن هو رب داود ؟ والإجابة هي : رب داود هو الله ! فالكتاب يقول : ” إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.” (تث6/4) ، وأيضًا ” الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ ” (تث6/13؛مت4/10). وقد أكَّد ذلك أيضاً السيد المسيح نفسه في قوله ” إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. ” (مر12/29). والكتاب يقول أيضاً أنَّ الربّ يسوع المسيح نفسه هو هذا الربّ الواحد “لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.” (1كو8/6). ويقول القديس بطرس عنه بالروح ” هَذَا هُوَ رَبُّ الْكُلِّ. ” (أع10/36) .

(2) الكائن قبل إبراهيم وإله إبراهيم وفي حوارٍ له مع رؤساء اليهود يقول الكتاب أنه قال لهم ” اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ000 قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ وَأَنْتَ تَقُولُ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ. وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ0000 أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». “(يو 8/51-56). وهو هنا يؤكِّد ما قاله لتلاميذه ” طُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ وَلِآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَاراً كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا.” (مت13/16- 17)، ” فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا. ” (يو8/57ـ59) .

وهنا أثار قوله ” قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ” غضب اليهود وجعلهم يحنقون عليه ويقرروا موته رجماً بالحجارة ” فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ.”. لماذا ؟ لأنهم اعتقدوا أنه يجدِّف علي الله وينسب لنفسه ما للَّه ويُسَمِّي نفسه باسم اللَّه، أي يقول ” أني أنا الله “. كيف ذلك ؟ لأنَّ كلامه هذا له أكثر من مغزي كلَّها تدلّ علي أنَّه يقول صراحة ” أنَّه اللَّه “!

أولاً : يقول أنه قبل أنْ يُوجد إبراهيم ، منذ حوالي 2000 سنه ق. م ، كان هو موجوداً. أي أنه يؤكِّد علي وجوده السابق، قبل إبراهيم. وبالتالي علي وجوده السابق للتجسُّد والميلاد من العذراء، فقد كان موجودًا قبل أنْ يظهر علي الأرض، وهذا يعني أنه كائناً في السماء.

ثانياً : يقول بالحرف الواحد ” أَنَا كَائِنٌ ” ، وهذا القول يعني حرفياً ” أنا أكون ” و ” الكائن ” وباليونانية ” Ego eimi ـ έγώ ειμί ـI Am ” . وهو هنا يستخدم نفس التعبير الذي عبَّر به اللَّه عن نفسه عندما ظهر لموسي النبيّ في العلِّيقة وعندما سأله موسي عن اسمه فقال ” أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ ” (وَمَعْنَاهُ أَنَا الْكَائِنُ الدَّائِمُ) . وَأَضَافَ : ” هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : ” أَهْيَهْ (أَنَا الْكَائِنُ) ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ ” . ” وَقَالَ أَيْضاً لِمُوسَى : ” هَكَذَا تَقُولُ لِشَعْبِ إِسْرَائِيلَ : إِنَّ الرَّبَّ « يهوه ـ الكَائِنَ” إِلهَ آبَائِكُمْ ، إِلَهَ إبْرَاهِيمَ وَإسْحقَ وَيَعْقُوبَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ . هَذَا هُوَ اسْمِي إِلَى اْلأَبَدِ ، وَهُوَ الاسْمُ الَّذِي أُدْعَى بِهِ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ ” (خر 3/14-15). أي أنَّ الرب يسوع المسيح يُعطي لنفسه نفس الاسم الذي عبَّر به اللَّه عن نفسه ” أنا الكائن الدائم ـ الكائن الذي يكون ” والذي يساوي يهوه ( الكائن ) الذي هو اسم الله الوحيد في العهد القديم. أي أنه يقول لهم ” أنا الكائن الدائم ” الذي ظهر لموسي في العليقة، وهذا ما جعل اليهود يثورون عليه ويحنقون لأنهم أدركوا أنه يعني أنه

هو ” اللَّه ” نفسه ” الكائن الدائم “. وهذا الاسم لا يمكن أنْ يُطلَق علي غير اللَّه ذاته والذي يقول اللَّه عنه ” أَنَا الرَّبُّ( يهوه = الكائن )هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَرَ ” (اش42/Cool.

ثالثاً : كما أنه الرب يسوع المسيح يستخدم في قوله هذا ، الزمن الحاضر (المضارع) ” أكون ـ έγώ ειμί ـI am” والذي يدل علي الوجود المستمر، بلا بداية وبلا نهاية، وهو هنا يعني أنه ” الكائن ” دائماً ، والذي ” كان ” أزلاً ” بلا بداية، والذي سيكون ” يأتي ” أبداً بلا نهاية ، الموجود دائماً في الماضي بلا بداية، والحاضر دائماً، والمستقبل بلا نهاية، كقوله في سفر الرؤيا ” أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ” (رؤ22/13) .

إذًا فهو يُعلن صراحة أنه هو الربّ الإله الواحد المعبود، والكائن الأزليّ الأبديّ الذي لا بداية له ولا نهاية !! ولذلك فعندما قال له تلميذه توما ” رَبِّي وَإِلَهِي ” قال له ” لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا ” (يو20/28-29). وهذا ما أكَّده مرَّات عديدة :

1 ـ فقد أعلن أنه الأزلي الأبدي الذي لا بداية له ولا نهاية (غير المحدود بالزمان) :

حيث يقول هو في سفر الرؤيا ” أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.”(رؤ1/Cool .

† ” أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ.” (رؤ1/11) .

† ” أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً” (رؤ21/6).

† ” أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ” (رؤ22/13) .

† ” لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ” (رؤ1/17) .

2 ـ ويقول” أنا ” و ” أنا ” هو بنفس القوة الإلهية،كما يقولها الله:

فيستخدم تعبير ” أنا” و ” أنا هو έγώ ειμίـ I am“، بمعنى أنا صاحب السلطان علي الكون كله والخليقة كلها، وأنا، الله، الكائن علي الكل ” الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهاً مُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ” (رو9/5) ، بنفس الأسلوب والطريقة التي تكلم بها ، الله في العهد القديم. فعندما سأل موسي النبيّ اللَّه عن اسمه قال له الله: ” اهْيَهِ الَّذِي اهْيَهْ ( أكون الذي أكون )” (خر3/15) والتي تعني ، كما بينا أعلاه ” أنا كائن ” ، “أنا الكائن الدائم ” والإله الوحيد الذي ليس مثله أو سواه ولا يُوجد آخر غيره أو معه، كقوله اللَّه ذاته في العهد القديم :

† ” اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ” (تث32/39) .

† ” مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا الرَّبُّ الأَوَّلُ وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ.” (اش41/4) .

† ” أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ.” (اش43/10) .

† ” أَنَا هُوَوَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِي. أَفْعَلُ وَمَنْ يَرُدُّ؟” (اش43/13) .

† “أَنَا أَنَا هُوَالْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا.” (اش43/25) .

† ” أَنَا هُوَ.أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ” (اش48/12) .

† ” أَنَا أَنَا هُوَ مُعَزِّيكُمْ.” (اش51/12) .

ويستخدم الرب يسوع المسيح تعبير ” أَنَا ” في الموعظة علي الجبل بالمقابلة مع الله، فيقول :

† ” قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ000 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ ” (مت5/21-22) .

† ” قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 000 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ:إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. ” (مت5/27-28) .

† ” وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ000 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.” (مت5/31-32) .

† ” سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ.وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ:لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ” (مت5/33-34) .

† ” سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ:عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ.وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً.” (مت5/38-39) .

† ” سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ ” (مت5/43-44) .

وهو هنا يتكلم كصاحب السلطان علي الشريعة والإله الذي أعطاها وصاحبها.

كما يستخدم تعبير ” أنا هو έγώ ειμί ـ I am“، كما استخدمها اللَّه في العهد القديم، بكل معانيها اللاهوتية التي تؤكِّد لاهوته وكونه هو ذاته اللَّه، اللَّه الكلمة :

† ” فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ.لاَ تَخَافُوا».” (مت14/27).

† ” لأَنَّ الْجَمِيعَ رَأَوْهُ وَاضْطَرَبُوا. فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ: «ثِقُوا. أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا»” (مر6/50) .

† ” فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً فِي سَحَابِ السَّمَاءِ».” (مر14/62) .

† ” فَقَالَ الْجَمِيعُ: «أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ».” (لو22/70) .

† ” فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا هُوَ لاَ تَخَافُوا».” (يو6/20) .

† ” فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً.” (يو6/35) .

† ” فَكَانَ الْيَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ لأَنَّهُ قَالَ: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ».” (يو6/41)

† ” أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ” (يو6/48) .

† ” أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ.إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ».” (يو6/51) .

† ” ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ».” (يو8/12) .

† ” لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ” (يو8/24) .

† ” فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.” (يو8/28) .

† ” أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى.” (يو10/9) .

† ” أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.” (يو10/11) .

† ” قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا” (يو11/25).

† ” أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ.” (يو13/19) .

† ” قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.” (يو14/6) .

† ” فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ» رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. ” (يو18/6) .

† ” أنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.” (رؤ1/Cool .

† ” قَائِلاً لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ” (رؤ1/17) .

† ” أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.” (رؤ2/23) .

† “أنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً ” (رؤ21/6) .

3 ـ ولذا فقد أعلن أنه النازل من السماء :

† ” لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي.” (يو6/38) .

† ” أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ.” (يو6/51) .

† ” هَذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هَذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ ” (يو6/58) .

† وهذا ما جعل اليهود يتذمرون عليه قائلين : ” وَقَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ يَسُوعَ بْنَ يُوسُفَ الَّذِي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. فَكَيْفَ يَقُولُ هَذَا: إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ؟»” (يو6/42) .

† ” فَكَانَ الْيَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ لأَنَّهُ قَالَ: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ».” (يو6/41) .

4 ـ والخارج من عند الله الآب والذي هو من ذات الآب وفي ذات الآب :

† ” فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كَانَ اللَّهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَأَتَيْتُ. ” (يو8/42) .

† ” خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَيْضاً أَتْرُكُ الْعَالَمَوَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ” (يو16/28) .

† ” لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ.” (يو17/Cool .

†” أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي” (يو8/38) .

† ” فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي” (يو10/32) .

† ” لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ.” (يو16/27) .

† ” خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَيْضاً أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ” (يو28:16) .

ويُؤكِّد أنه خرج من عند اللَّه الآب، من قِبَل اللَّه الآب، لأنه هو نفسه من الآب، من ذات الآب، وفي ذات الآب، فهو عند الآب، في حضن الآب.

† ” أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي” (يو7/29) .

† ” أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ ” (يو14/10) .

† ” صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ” (يو14/11) .

فهو كما يقول القديس يوحنا بالروح ” اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ ” (يو1/18)،

كان عند الآب، في ذات الآب ومن ذات الآب لأنه كلمة اللَّه وعقله الناطق ” فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ.” (يو1/1) .

5 ـ والواحد مع الآب في الجوهر :

أنه هو الواحد مع الآب في الجوهر ، الذي من ذات الآب وفي ذات الآب بحسب لاهوته ؛ ” اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ ” (يو1/18)،

” أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ” (يو10/30) ،

” أَنِّي أ َنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ 000صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ” (يو14/10-11) .

6 ـ وأنه الموجود في السماء وعلي الأرض وفي كل مكان في آن واحد (غير المحدود بالمكان) :

يقول عن نفسه ” وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ. ” (يو3/13) .

فهو في السماء وعلي الأرض في آنٍ واحدٍ .

وأيضاً ” لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ” (مت18/20 ) .

أي أنَّه مع كل من يُصلِّي باسمه في كل مكان .

وعند صعوده قال لتلاميذه ” فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». ” (مت28/19-20) .

أي أنه معهم في كل مكان وزمان .

ويقول القديس مرقس بالروح ” ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ. وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. ” (مر16/19-20) .

كان يجلس علي العرش في السماء وفي نفس الوقت كان يعمل مع تلاميذه في كل مكان علي الأرض .

7 ـ والموجود مع الآب وفي ذات الآب قبل كل خليقة :

قال لليهود ” قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». ” (يو8/58) .

أي أنه موجود قبل إبراهيم وموجود دائماً ” أنا كائن ” ، بلا بداية وبلا نهاية .

وخاطب الآب قائلاً ” وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ. ” (يو17/5) . وأيضًا ” لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ” (يو17/24) .

8 ـ وأنه الحي ومعطي الحياة :

وقال عن نفسه أنه هو الحيّ الذي لا يموت كإله ، الذي له الحياة في ذاته ومعطي الحياة ” فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُوَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ ” (يو1/4) ، ” إِنِّي أَنَا حَيٌّفَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ. ” (يو14/19) ،

” كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ ” (يو6/57) ،

“وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ. ” (رؤ1/18) .

9 ـ وأنه هو ملك الملوك ورب الأرباب :

يقول الكتاب عنه أنه هو ملك الملوك ورب الأرباب كإله ” لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ ” (رؤ17/14) ، ” وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ ” (رؤ19/16) . وأكَّد هو ذاته هذه

الحقيقة عندما قال لبيلاطس ” مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا” (يو18/36) .

10 ـ وأنه هو الرب ، الله ، ذاته :

حيث يقول ” لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. ” (مت7/21) .

” كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ ” (مت7/22) .

فهو ربّ الطبيعة والذي تخضع له كل عناصر الطبيعة فقد حوَّل الماء إلي خمر (يو2/1ـ10) ، ومشي علي مياه البحر الهائج (مت14/25؛مر6/49؛يو6/19) ، ” فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ. ابْكَمْ». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. 000فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ هَذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضاً وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ! ” (مر4/39و41) . وعندما مات كإنسان علي الصليب بحسب الطبيعة البشريّة التي له ، أعلنت الطبيعة احتجاجها

” وَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ ” (لو23/45) ، ” وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ.

وَأَمَّا قَائِدُ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوُا الزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ خَافُوا جِدّاً وَقَالُوا: «حَقّاً كَانَ هَذَا ابْنَ اللَّهِ». ” (مت27/51-54) .

11 ـ وأعلن أنه صاحب السلطان علي كل ما في السموات وعلي الأرض :

هو ابن الله الوحيد الجنس الذي في حضن الآب ومن ذات الآب (يو1/18) ،

الذي له السلطان علي كل ما في السماء وعلى الأرض ، كل ما في الكون كما تنبأ عنه دانيال النبي قائلا أنه ” فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ. ” (دا7/14) .

لذا يقول هو نفسه لتلاميذه ” دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ” (مت28/18) ، وأن له السلطان حتى على نفسه ” لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. هَذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي ” (يو10/18) .

12ـ وأنه كلي العلم ، العالم بكل شيء :

يقول الكتاب عن معرفته المطلقة بالإنسان ” فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ” (مت9/4؛مت12/25) ،

” فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ” (مت22/18) ،

” لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ.” (يو2/24) ، ” لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ. ” (يو2/25) ، وقد كشف ما سيحدث في المستقبل لتلاميذه وبحسب تعبيره هو يقول :

†” هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. ” (مت24/25) .

†” أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ” (يو13/19).

†” وَقُلْتُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ. ” (يو14/29) .

† ووصف لهم كل ما سيحدث لهم بعد صعوده وما سيحدث للكنيسة حتي وقت مجيئه الثاني في مجد ” سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً لِلَّهِ. وَسَيَفْعَلُونَ هَذَا بِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ وَلاَ عَرَفُونِي. لَكِنِّي قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا حَتَّى إِذَا جَاءَتِ السَّاعَةُ تَذْكُرُونَ أَنِّي أَنَا قُلْتُهُ لَكُمْ. وَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ مِنَ الْبِدَايَةِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُمْ. ” (يو16/2ـ4) .

† وعندما قابل تلميذه نثنائيل أكَّد له أنه رآه وهو تحت التينة قبل أنْ يأتي إليه: “قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّينَةِ رَأَيْتُكَ». فَقَالَ نَثَنَائِيلُ: يَا مُعَلِّمُ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ! ” (يو1/48-49) ،

† وكشف أسرار المرأة السامرية

” قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هَهُنَا» أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ:

«لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَناً قُلْتِ لَيْسَ لِي زَوْجٌ لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هَذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟ ” (يو4/16-19و29) ،

† وكان يعلم من سيؤمن به ومن لا يؤمن ؛ ” لأَنَّ يَسُوعَ مِنَ الْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُهُ. ” (يو6/64) .

† وكان يعلم ساعته المحتومة ليصلب ” وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا: قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ” (يو12/23) ،” أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ” (يو13/1) ، ” فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ” (يو18/4) ، وكان يعلم من هو الذي يسلمه ” لأَنَّهُ عَرَفَ مُسَلِّمَهُ” (يو13/11) ، وبالتجربة عرف تلاميذه أنه يعلم كل شيء

” اَلآنَ نَعْلَمُ أَنَّكَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ وَلَسْتَ تَحْتَاجُ أَنْ يَسْأَلَكَ أَحَدٌ. لِهَذَا نُؤْمِنُ أَنَّكَ مِنَ اللَّهِ خَرَجْتَ». أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلآنَ تُؤْمِنُونَ؟ هُوَذَا تَأْتِي سَاعَةٌ وَقَدْ أَتَتِ الآنَ تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَاصَّتِهِ وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الآبَ مَعِي. قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».” (يو16/30ـ33) .

ولذلك يقول الكتاب عنه ” الْمَسِيحِ الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ.” (كو2/2-3) . كما يقول الكتاب عنه أيضًا

” يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ. ” (عب13/Cool ، أي غير المتغيِّر .

إعلان أنه المعبود

قال الله في العهد القديم ” الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ. ” (تث6/13) ، وقال الرب يسوع المسيح في العهد الجديد ” لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ ” (مت4/10) . إذًا اللَّه وحده هو المعبود ، والكتاب أيضًا يقول أنَّ الرب يسوع المسيح هو المعبود ، كما سبق وتنبَّأ عنه دانيال النبي قائلاً ” كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ. ” (دا7/13-14) . وقد أعلن هو نفسه أنه الذي يُصلَّي إليه وأنه هو سامع الصلاة، وأنه هو الذي يستجيب للصلاة ، وأنه هو الذي يعطي القوة والغلبة ، الذي يقوي ويجعلنا نغلب الشرير ، فقال:

†” لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ” (مت18/20 ) .

† ” وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذَلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالاِبْنِ.” (يو14/13) .

† “إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئاً بِاسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ” (يو14/14) .

† ” لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.” (مت7/21) .

† ” وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ ” (لو6/46) .

† ولذا فقد صلَّت إليه الكنيسة عند اختيار متياس الرسول بديلاً عن يهوذا قائلة: ” أيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ الْجَمِيعِ عَيِّنْ أَنْتَ مِنْ هَذَيْنِ الاِثْنَيْنِ أَيّاً اخْتَرْتَهُ ” (أع1/24).

† كما يقول القديس بولس بالروح ” مِنْ جِهَةِ هَذَا (آلام شوكة الجسد) تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ ” (2كو12/8-9) .

† كما يشكره لأنه قواه ” وَأَنَا أَشْكُرُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا الَّذِي قَوَّانِي” (1تي1/12) .

† وقال له توما بعد القيامة ” رَبِّي وَإِلَهِي” (يو20/28) .

فقد أعلن هو أنه المعبود ، وبرهن علي أقواله بأعماله ، ومن ثمَّ فقد قدَّم له تلاميذه والمؤمنون به العبادة ووصفوا أنفسهم بعبيده ، وهذا ما أكَّدوه في افتتاحيات رسائلهم للمؤمنين :

† ” يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللَّهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ” (يع1/1) .

† ” يَهُوذَا، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ،” (يه1) .

† ” سِمْعَانُ بُطْرُسُ عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَرَسُولُهُ،” (2بط1/1) .

† ” بُولُسُ عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ” (رو1/1) .

† ” بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (في1/1) .

† ” يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ ابَفْرَاسُ، الَّذِي هُوَ مِنْكُمْ، عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ” (كو4/12) .

† ويقول القديس بولس بالروح ” لأَنَّ مَنْ دُعِيَ فِي الرَّبِّ وَهُوَ عَبْدٌ فَهُوَ عَتِيقُ الرَّبِّ. كَذَلِكَ أَيْضاً الْحُرُّ الْمَدْعُوُّ هُوَ عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ. قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ فَلاَ تَصِيرُوا عَبِيداً لِلنَّاسِ.” (1كو7/22-23) .

ولأنَّ الرب يسوع المسيح هو المعبود فقد قبل السجود من كل من سجدوا له ، وهو نفسه القائل ” لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ ” (مت4/10) ولم يمنع أحداً من السجود له ، يقول الكتاب :

† فعند ميلاده جاء المجوس قائلين : ” أَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ” (مت2/3) . وسجدوا له ” خَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ” (مت2/11) .

† ” وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ ” (مت8/2) .

† ” وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهَذَا إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ” (مت9/18).

† ” وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ ” (مت14/33) .

† ” وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ 000فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!»”(مت15/25) .

† ” والمولود أعمى الذي خلق له المسيح عينين ” وَسَجَدَ لَهُ.” (يو9/38) .

وكما عبده تلاميذه كالرب الإله فقد سجدوا له أيضًا كالرب الإله ، فهم كانوا يعلمون مما تعلموه من الرب نفسه ، وكيهود أصلاً، أنه لا سجود ولا عبادة لغير اللَّه ، وقال الملاك القديس يوحنا في الرؤيا: ” انْظُرْ 000 أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ لِلَّهِ. ” (رؤ19/10؛22/9) ،

† كما منع القديس بطرس قائد المئة الذي حاول أنْ يسجد له قائلاً ” قُمْ أَنَا أَيْضاً إِنْسَانٌ” (أع10/25) .

† ولكن التلاميذ عبدوه وسجدوا له كالرب الإله ، كما قال له توما ” رَبِّي وَإِلَهِي” (يو20/28) .

† ” حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا وَسَجَدَتْ ” (مت20/20) .

† وبعد القيامة ” وَلَمَّا رَأَوْهُ (تلاميذه)سَجَدُوا لَهُ ” (مت28/17؛لو24/25) .

† والمريمتين ” وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِوَسَجَدَتَا لَهُ.” (مت28/9) .

وفي كل هذه الحالات لا توجد أية إشارة أو تلميح في الكتاب علي أنَّ الرب يسوع المسيح قد رفض ولم يقبل السجود له بل على العكس تماماً فهو المكتوب عنه ” وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ” (عب1/6)، وأيضًا ” لأَنَّنَا جَمِيعاً سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «أَنَا حَيٌّ يَقُولُ الرَّبُّ إِنَّهُ لِي سَتَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ وَكُلُّ لِسَانٍ سَيَحْمَدُ اللهَ». ” (رو14/10-11) ، وأيضًا ” لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ” (في2/10) .

—————————–
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام بنت المسيحية
مرشح للاشراف
مرشح للاشراف
الهام بنت المسيحية


عدد المساهمات : 1793
نقاط : 7091
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 10/04/2013
العمر : 30

أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها   أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين يونيو 08, 2015 2:57 pm

60-لماذا الصليب بالذات ؟

لماذا اختار السيد المسيح أن يموت مصلوباً؟

لماذا لم يمت السيد المسيح بالحرق ؟

لماذا لم يمت بالغرق ؟

لماذا لم يمت بطعنة الحربة ؟

لماذا لم يمت بالخنق أو بالشنق ؟

لماذا لم يمت مذبوحاً بالسيف ؟

لماذا الصليب ؟

إن الصليب عمق يتعلق بمفاهيم ومعانٍ فى خطة الله لخلاص الإنسان. فمعلمنا بولس الرسول يقول “إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله” (1كو1: 18). لذلك لم يكن الصليب مجرد وسيلة للإعدام..

إذن ماذا يكون الصليب؟

الصليب روحياً

الصليب يدخل فى أعماق مشاعر الإنسان وفكره الروحى وأبعاد عمل الروح القدس فى داخله. فقد كان الصليب بالنسبة للقديسين هو موضوع عناق قوى فى علاقتهم بالله. وهو موضوع تأمل وممارسة حياة يومية. هو قوة الله للخلاص. فللصليب معانٍ تدخل إلى أعماق النفس بقوة الروح القدس حتى ولو لم يدرك الإنسان تلك المعانى. الصليب هو قوة وغلبة وانتصار وحياة بالنسبة لنا. فلماذا إذاً؟

لماذا مات المسيح مصلوباً ؟

بالصليب صار هو الكاهن والذبيحة

لم يكن السيد المسيح هو مجرد ذبيحة قُدِّمت عن حياة العالم؛ لكنه كان هو الكاهن وهو الذبيحة فى آنٍ واحد. فإذا كان قد تم ذبحه على الأرض مثلاً؛ سيكون فى هذا الوضع ذبيحة وليس كاهناً. ولكن على الصليب هو يرفع يديه ككاهن وهو فى نفس الوقت الذبيح المعلّق. فالناظر إليه يراه ككاهن يصلى وفى نفس الوقت يراه ذبيحاً ويقول “فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا” (1كو 5 : 7). هو يشفع فى البشرية أثناء تقديمه لذاته كذبيحة. لذلك رآه يوحنا الحبيب فى سفر الرؤيا مثل “خروف قائم كأنه مذبوح” (رؤ5: 6)0

الجرح الداخلى أعمق

كان لابد أن يكون السيد المسيح قائماً؛ فلا يمكنه أن يكون ملقياً أثناء ممارسته لعمله كرئيس للكهنة. لذلك فإن عملية الذبح كانت داخلية (بالرغم من وجود جراحات مثل آثار المسامير وإكليل الشوك) لكن الجرح الأساسى كان داخلياً. وهنا تظهر نقطة عميقة فى محبة الله، وهى تتمثل فى شخص السيد المسيح أنه مذبوح فى داخله كما يقول بولس الرسول “فى أحشاء يسوع المسيح” (فى1 :Cool فالذبح الداخلى أصعب بكثير من الذبح الخارجى وفى هذا يقول الشاعر

وظُلم ذوى القُربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحُسام المُهندِ

فوقع السيف الحاد أخف من ظلم ذوى القرابة. ويقول الكتاب فى هذا المعنى “ما هذه الجروح فى يديك؟! فيقول: هى التى جُرِحتُ بها فى بيت أحبائى” (زك13: 6)

النزيف الداخلى

إن السياط التى جُلد بها السيد المسيح كانت مصنوعة من سيور البقر وفى أطرافها عظم أو معدن، لذلك فقد مزّقت الشرايين المحيطة بالقفص الصدرى وأحدثت نزيفاً داخلياً. فلما ضربه الجندى بالحربة كان الدم عندئذ يملأ القفص الصدرى فسال الهيموجلوبين الأحمر (كرات الدم الحمراء) بلون الدم ثم البلازما الشفافة ثم السوائل الخاصة بالأوديما (أى الارتشاح المائى). هذه التى عبّر عنها ببساطة القديس يوحنا أنه بعدما طعن فى جنبه بالحربة “خرج دم وماء” (يو19: 34). وقد رأى القديس يوحنا مركبات الدم مفصولة لأن السيد المسيح كان قد أسلم الروح فى الساعة التاسعة وعندما طعنه الجندى قرب الغروب كان قد مضى حوالى ساعتين

مات ذبيحاً

اهتم القديـس يوحنـا أن يـذكر واقعة خروج الـدم والماء لكى يؤكّد أن السيد المسيح مات ذبيحاً، ويقول “الذى عاين شَهَد، وشهادته حق” (يو19 :35). كانت رقبة السيد المسيح سليمة نسبياً والصدر سليم نسبياً بحسب الظاهر خارجه؛ بينما كان النزيف حادً من الداخل. فى الخارج كانت تظهر آثار ضربات السياط، بالإضافة إلى الجروح التى كانت فى اليدين والقدمين، وقد أحدثت نزيفاً خارجياً لكنه محدود. فالمصلوب كان يمكن أن يبقى معلقاً على الصليب ويتعذب وقد لا يموت إلا بعد ثلاثة أيام. ولكن كان يهّم القديس يوحنا الإنجيلى جداً أن يؤكّد أن السيد المسيح هو خروف الفصح الذى ذُبح لأجلنا، لذلك أكَّد خروج الدم والماء من جنبه لكى نعرف أنه ذُبح

سبب الهبوط فى القلب

لقد نتج عن النزيف الداخلى الحاد الذى تعرَّض له السيد المسيح نقص كبير فى كمية الدم الباقية فى الدورة الدموية، لذلك احتاج القلب أن يعمل بسرعة لتعويض الدم المفقود. ولكى يعمل بسرعة، كان القلب نفسه كعضلة، يحتاج لكمية أكبر من الدم. ولكن الشرايين التاجيّة التى تغذّى القلب لم يكن فى إمكانها أن تقوم بهذا الدور لقلة كمية الدم الواصل إليها نتيجة للنزيف. وإذا كانت سرعة ضربات القلب فى الإنسان الطبيعى هى سبعين نبضة فى الدقيقة؛ ففى حالات النزيف ترتفع إلى 140 نبضة. وكل هذا يجهد عضلة القلب فتصل إلى مرحلة الهبوط الحاد جداً فى الجزء الأيمن منها ويؤدى ذلك إلى الوفاة

صرخة الانتصار

كان السيد المسيح يقترب من هذه اللحظة الأخيرة؛ وهنا وفى آخر لحظة صرخ بصوت عظيم وقال “يا أبتاه؛ فى يديك أستوْدِع روحى” (لو23: 46). وقد كانت هذه الصرخة هى صرخة انتصار. لأنه لأول مرة منذ سقوط أبينا آدم من الفردوس يستطيع أحد أن يخاطب الله ويقول له “فى يديك أستودع روحى” فكل من مات لم يستطع أن يستودع روحه فى يدى الآب بل كان إبليس يقبض على تلك النفوس. وإذ صرخ السيد المسيح بصوت عظيم رغم حالة الإعياء الشديدة التى كان يعانى منها إنما أراد بذلك أن يلفت النظر إلى عبارة الانتصار هذه. وهذه هى أول مرة -منذ سقطة آدم- يضع ذو طبيعة بشرية روحه فى يدى الآب

صار السيد المسيح هو القنطرة أو الجسر الذى يعبر عليه المفديون من الجحيم إلى الفردوس وإلى ملكوته. وقد خاب أمل الشيطان فى هذه اللحظة لأنه رأى أمامه قوة الذى انتصر بالصليب

وفى قداس للقديس يوحنا ذهبى الفم يقول: ]عندما انحدرت إلى الموت أيها الحياة الذى لا يموت حينئذ أمتَّ الجحيم ببرق لاهوتك. وعندما أقمت الأموات من تحت الثرى صرخ نحوك القوات السمائيون أيها المسيح الإله معطى الحياة المجد لك[. فقد أبرق السيد المسيح حينما سلّم روحه فى يدى الآب. وبتعبير آخر: أصبح كالبرق وأفزع كل مملكة الشيطان

أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان وكان يقول “نفسى حزينة جداً حتى الموت” (مر14: 34).كان يجاهد ويأتى ملاك ليقويه فى الصلاة من أجل إخفاء لاهوته عن الشيطان ولكن فى اللحظة التى أسلم فيها روحه على الصليب؛ أى عندما غادرت روحه الإنسانية الجسد، فى الحال أبرق بمجد لاهوته، لذلك يقول “إذ جرّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه (فى الصليب)” (كو2: 15). فقد تحوّل الموقف تماماً وكأن الشيطان يقيم حفلاً أو وليمة وأحضر معه كل بوابات الجحيم وكل قوات الظلمة لتحيط بمنطقة الجلجثة فوقف أمامه من “خرج غالباً ولكى يغلب” (رؤ6: 2) ففزعت من أمامه كل هذه القوات حينما أبصرت مجد لاهوته

2- بالصليب كان هو الميت القائم

كان لابد أن يكون المسيح هو الذبيحة التى ذبحت وهى تصلى؛ أى وهى قائمة. فبعدما مات وسلّم الروح على الصليب كان المشهد فى غاية العجب؛ إنه ميت وقائم فى نفس الوقت؛ ذلك لأن المعلّق على الصليب تحمله رجلاه. لذلك عندما جاءوا ليكسروا ساقى السيد المسيح وجدوه قد أسلم الروح فلم يكسروهما فهو واقف على قدميه فعلاً، وقد سلّم الروح وهو واقف، وهذه إشارة إلى أنه فى أثناء موته هو القائم الحى. ليس معنى هذا أنه لم يمت حقاً لكن هذا إشارة إلى أن “فيه كانت الحياة” (يو1: 4). فهو قد أسلم الروح لكن قوة الحياة كائنة فيه. وحتى وهو قائم من الأموات كان محتفظاً بالجراحات لكى نراه مذبوحاً وهو قائم. أى أنه وهو مذبوح هو قائم، وهو قائم هو مذبوح. كما ورد أيضاً فى سفر الرؤيا أنه “خروف قائم كأنه مذبوح” (رؤ5: 6). فلا يمكن إذاً أن يُحرق أو يموت غريقاً لأن هذه المعانى لن تتفق فى هذه الميتات

3- بالصليب صالح الأرضيين مع السمائيين

هل السيـد المسيـح يمثل الله فى وسط البشر أم يمثل البشر أمام الله؟ بالطبع هو الأمران معاً فى وقت واحد. هو ابن الله وهو ابن الإنسان فى نفس الوقت. بدون التجسد كان السيد المسيح سيبقى ابناً لله، والبشر هم أبناء الإنسان. ولكنه فى تجسده وحّد البنوة لله مع البنوة للإنسان إذ صار هو نفسه ابناً لله وابناً للإنسان فى آنٍ واحد. وأراد أن يجعل هناك صلة بين الله والبشر.متى تصل الصلة إلى ذروة هدفها ؟

تصل الصلة بين الأرض والسماء إلى ذروتها على الصليب. فإن كان السيد المسيح وهو ابن الله الوحيد قد صار بالميلاد ابناً للإنسان لكنه لم يصل بالميلاد وحده إلى عمل علاقة بين الله والبشر.. فهو يريد أن يصالح الله مع البشر. فليس هناك شركة بين الله والإنسان إلا بيسوع المسيح وهو معلَّق على الصليب. فهو الله الظاهر فى الجسد، وهو باكورة البشرية فى حضرة الآب السماوى، والسلم الواصل بين السماء والأرض

عندما ننظر إلى السيد المسيح على الصليب نقول هذا هو الطريق المؤدى إلى السماء وهو نفسه يقول “أنا هو الطريق والحق والحياة” (يو14: 6). كل إنسان ينظر إلى ناحية الصليب لابد أن ينظر ناحية السماء “وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يُرفع ابن الإنسان” (يو3: 14) فلابد أن الناظر إليه ينظر إلى أعلى. هو معلق بين السماء والأرض. فحينما نراه نرى فيه الله الظاهر فى الجسد ونرى حب الله المعلن للبشرية. وفى نفس الوقت حينما يراه الآب من السماء يرى فيه الطاعة الكاملة ورائحة الرضا والسرور التى اشتمّها وقت المساء على الجلجثة. إذاً هو نقطة لقاء بين نظرنا نحن ونظر الآب السماوى. فالآب ينظر إليه؛ فإذا نظر كل منا إلى السيد المسيح فسوف يلتقى بالآب. بتعبير آخر إذا كنت واقفاً بجوار الصليب والآب ينظر من السماء إلى الصليب فسيراك أنت تحته، وإذا أنت نظرت إلى الرب يسوع سترى الآب الذى يتقبل الذبيحة

4- الصليب والأنا المبذولة

علامة الصليب تشير إلى الأنا المبذولة أو الطاعة الكاملة. فإذا أردنا إلغاء أى خط نضع خطاً متعارضاً مع الخط المراد إلغائه. فالصليب فى حد ذاته يُعلن حياة التسليم الكامل لله.كما أن السيد المسيح فى مظهره على الصليب كان واقفاً وأما فى الحقيقة فقد كان كل جزء فى جسده مقيداً لا يستطيع أن يتحرك. معنى هذا أن السيد المسيح يريد أن يقول لنا إنه لابد من “صلب الجسد مع الأهواء والشهوات” ونقول “مع المسيح صُلِبت فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فىّ” (غل 20:2)

تسمّرت على الصليب كل أهواء الجسد ومشيئته الخاصة. لم تكن للسيد المسيح طبعاً رغبات خاطئة؛ حاشا، لكن كانت له رغبات طبيعية مثل الأكل والشرب والراحة. فقد جاع عندما صام مثلاً. ورغبات الجسد هذه غير خاطئة فى حد ذاتها. لكن كانت مشيئة الآب السماوى بالنسبة للسيد المسيح هى أن تبطل هذه الرغبات، فكانت الطاعة الكاملة هى الجواب. لذلك عندما أتى الشيطان ليجرِّبه وهو جائع وقال له “قل أن تصير هذه الحجارة خبزاً” أجابه السيد المسيح أنه “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله” (مت4: 3-4). فكما أن الجسد يقتات بالخبز، فمن الجانب الآخر ستتعطل الروح بسبب إتمام رغبات الجسد حتى لو كانت هذه الرغبات غير خاطئة. فليصلب الجسد إذاً لكى تنفذ المشيئة الإلهية. وأيضاً وهو على الصليب قيل له “إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب” (مت27: 40) فلماذا هذا التعب ولماذا هذه الآلام المريعة ؟ ولكن السيد المسيح لن يطيع الجسد طالما يتعارض هذا مع مشيئة الآب السماوى. وبذلك يكون مفهوم عبارة “لتكن لا إرادتى بل إرادتك” (لو22 :42) هو: لتكن لا رغبات الجسد فى أن يرتاح أو أن يتحرر من الآلام الجسدية أو النفسية، بل لتكن مشيئة الآب فى إتمام الفداء

تعرّض السيد المسيح لآلام نفسية مريرة بجوار الآلام الجسدية. تمثَّلت هذه الآلام النفسية فى الآلام التى عاناها السيد المسيح نتيجة لخيانة يهوذا (فهو إحساس مر أن يهوذا تلميذه يُقبّله ويُسلّمه لأعدائه بهذه الصورة). وأيضاً فى تعييرات الناس الذين أتى لأجل خلاصهم ويقدِّم لهم حبه، فتكون هذه هى مكافأته. إحساس مر لا يُعبَّر عنه. كما أن كونه موضوعاً فى وضع الملعون والمصاب والمضروب من الله ويحمل كل خطايا البشرية لكى يقدّم ثمن عصيان الإنسان وتمرده -كأس مملوءة بالمر

كان من الطبيعى أن النفس والجسد يشعران أنهما أمام اجتياز كأس مريرة جداً لابد أن يشربها إلى نهايتها. فيقول للآب “لتكن لا إرادتى” (لو22: 42). وليس المقصود بالإرادة هنا الإرادة المسئولة عن اتخاذ القرار، لأن القرار هو قرار الثالوث القدوس بإتمام الخلاص الذى أتى المسيح لأجله، إنما المقصود بها هو الرغبة الطبيعية أو الاحتياج الطبيعى الناشئ عن حمل السيد المسيح لطبيعة بشرية حقيقية من خصائصها الشعور بالألم وبالحزن وبالمعاناة. وهكذا فإن السيد المسيح فى معاناته الرهيبة يريد أن يقول للآب: “لن يكون قرارى مبنياً على ما فى هذه الخصائص البشرية من تعب وألم وحزن، لكنه مبنى على ما فى رغبتى الكاملة فى إرضائك وفى تخليص الذين أحببتهم للمنتهى. فهو الذى قيل عنه “أحبَّ خاصته الذين فى العالم، أحبهم إلى المنتهى” (يو13: 1)0

5- بالصليب تمت النبوات

كان الصليب ضرورة لأن فيه تمت النبوات. إذ يقول داود النبى فى المزمور “ثقبوا يدىّ ورجلىّ” (مز16:22) “يقسمون ثيابى بينهم، وعلى لباسى يقترعون” (مز18:22) “وفى عطشى يسقوننى خلاً” (مز69 :21).. وكل هذه النبوات كيف تتم إلا إذا صلب؟.. أو مثلاً عندما قال “كما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يُرفع ابن الإنسان” (يو3: 14). فالمسيح حمل خطايانا التى ترمز إلى الشر (الحية) فصعد على الصليب وسمّر الخطية على الصليب ثم نزل هو وترك الخطية معلقة على الصليب. فلذلك نصلى فى قطع الساعة السادسة قائلين {مزِّق صك خطايانا أيها المسيح إلهنا} ويقول “إذ محا الصك الذى علينا فى الفرائض الذى كان ضداً لنا وقد رفعه من الوسط مُسمِّراً إياه بالصليب” (كو2: 14). فقد سمَّر الخطية على الصليب والحية المُعلقة ترمز إلى حمله خطايا العالم كله. فلابد أن تكون الذبيحة مرفوعة لأعلى لتتم النبوات

وكما شق موسى النبى البحر الأحمر بضرب عصاه ثم ضربه ثانية بعلامة الصليب وأرجعه ثانيةً فغرق فرعون الذى يرمز للشيطان هكذا كان الصليب هو وسيلة الغلبة على مملكة إبليس

6- بالصليب ملك على خشبة

قيل عن السيد المسيح المخلِّص “الرب قد ملك على خشبة” (مز95: 10) (فى صلاة الساعة التاسعة بالأجبية) فلابد أن تكون أداة موته التى يملك من خلالها على قلوب البشر هى خشبة. ولأنه قال “مملكتى ليست من هذا العالم” (يو18: 36) لذلك كان لابد أن تعلّق هذه الخشبة مرفوعة إلى فوق. ويقول “جعلوا فوق رأسه علَّته مكتوبة هذا هو يسوع ملك اليهود” (مت27: 37). لذلك كان الصليب هو عرشه باعتراف الوالى نفسه الذى كتب: “يسوع الناصرى ملك اليهود” (يو19:19) وقد كتبت بثلاث لغات؛ اللاتينية واليونانية والعبرية، بمعنى أن العالم كله قد اعترف رسمياً أن هذا هو ملك اليهود. ولكى تُعلَّق علته فوق رأسه وهو جالس على عرشه كان لابد أن يموت مصلوباً لأن هذه الأمور لن تتوفر إذا مات مثلاً مذبوحاً أو محروقاً أو غريقاً

ما هو سبب الصلب؟

سبب الصلب هو أنه هو ملك اليهود لأن عرشه هو الصليب فملكه هو سبب موته، وسبب موته هو ملكه. أى أن كونه ملكاً كان هو السبب فى أنهم حكموا عليه بالموت. ولكن كيف مَلك؟ مَلك بالموت

7- الصليب أعطى فرصة ثلاث ساعات لإتمام العمل

لا تـوجد وسيـلة موت تستـغرق ثـلاث سـاعات. فـإذا وضعوا شخصاً فى النار سيموت خلال خمس دقائق. وكذلك الموت بالغرق، وكذلك الشنق (فعند إزاحة الشئ الذى يقف عليه المحكوم عليه بالإعدام يصير معلقاً من رقبته فيحدث انفصال للنخاع الشوكى فى ثانية واحدة وبعد دقيقتين يُسلم الروح). ولكن السيد المسيح كان يموت طوال الساعات الثلاثة وقد حدثت أمور هامة وضخمة جداً فى هذه الساعات الثلاثة وهى

أولاً: تذكُّر آدم

صُلِبَ السيد المسيح فى اليوم السادس وفى الساعة السادسة ليذكّرنا بآدم الذى خلق فى اليوم السادس

ثانياً: خروف الفصح

تمت عملية الصلب ما بين الساعة السادسة والساعة التاسعة وكان ميعاد ذبح خروف الفصح حسب ناموس موسى “بين العشائين” (عد9: 3)0

ثالثا: شمس البر “ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة” (مت45:27) لأن الشمس قد أخفت شعاعها. وعلى المستوى الروحى يقول “ولكم أيها المُتقون اسمى تُشرق شمس البر والشفاء فى أجنحتها” (مل4: 2). وبالطبع لا توجد شمس لها أجنحة لكن السيد المسيح وهو معلّق على الصليب كانت الأجنحة، هى الذراعين المبسوطتين، التى تقول “يا أبتاه اغفر لهم” (لو34:23) وهذا هو الشفاء الذى فى أجنحتها. الشمس أخفت شعاعها لتُعلن أن شمس البر هو المعلق على الصليب لأنه لا يصح وجود الشمس فى وجود شمس البر الحقيقى

رابعاً: كلمات السيد المسيح على الصليب

قول السيد المسيح للص “اليوم تكون معى فى الفردوس” (لو23: 43) وما وراء هذه العبارة من إعلان عن فتح الفردوس. وقوله “يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون” (لو23: 34) وما وراء هذه العبارة من مشاعر الحب والغفران لمخلِّص العالم. وأيضاً “أنا عطشان” (يو19: 28) لكى يتم المكتوب. و”قد أُكمل” (يو19: 30) وما تحمله هذه العبارة من تأكيد على إتمام الفداء والنبوات المُختصة به. وقوله للعذراء أمه “يا امرأة هوذا ابنك” (يو19: 26) ويُسلِّمها ليوحنا لكى نعرف أن السيدة العذراء أصبحت أماً روحية لجميع القديسين، والشفيعة المؤتمنة للكنيسة كلها فى شخص يوحنا الحبيب، كما نفهم أن العذراء هى العروس والهيكل والسماء الثانية

خامساً : لقطات من الأبدية

المشهد الأول

فى خلال الساعات الثلاث على الصليب تكلّم السيد المسيح كلمات كثيرة منها أنه قال للص اليمين “اليوم تكون معى فى الفردوس” (لو23: 43). فى بداية الأمر كان اللص اليمين غاضباً جداً ومتفقاً مع اللص الآخر فى تعيير السيد المسيح. ولكن بمرور الوقت بدأ يتحول من التذمر إلى التوبة

وكان لابد أن تكتمل هذه الصورة الجميلة التى رسمها السيد المسيح على الجلجثة. اللص اليمين كان خاطئاً تائباً ذهب إلى الفردوس، وأما اللص الشمال فكان خاطئاً لم يتب وذهب إلى الجحيم. كان المشهد كأنه لوحة فنية متكاملة على الجلجثة: نرى يسوع -ملك البر مخلّص العالم الذى اشترك معنا وحُسِبَ بين البشر وهو الله الكلمة- يقف عن يمينه كل الذين طلبوا الغفران ونالوه، وعن يساره كل الذين رفضوا التوبة أبدياً. فى يوم استعلان ملكوت الله سنرى نفس مشهد الجلجثة عندما قال “متى جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه؛ فحينئذ يجلس على كرسى مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب؛ فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعى الخراف من الجداء . فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار” (مت 25: 31-33). هذا المشهد كان مجرد لقطة من الأبدية فنرى منظر المجيء الثانى أثناء إتمام الفداء على الصليب

يقول القداس الإلهى {فيما نحن نصنع ذكر آلامه المقدسة وقيامته من الأموات وصعوده إلى السماوات وظهوره الثانى المخوف المملوء مجداً..} من هذه العبارة نعرف أن الكنيسة لا تفصل بين أحداث الخلاص وأحداث المجيء الثانى والأبدية لأن كل هذا هو عمل الله الفادى. مثلما قيل عن مجيء إيليا النبى قبل مجيء السيد المسيح وهكذا نرى ما دونته الأسفار المقدسة وهى تشرح ارتباط نبوات المجيء الأول بنبوات المجيء الثانى وهكذا كتب القديس متى “سأله تلاميذه قائلين فلماذا يقول الكتبة إن إيليا ينبغى أن يأتى أولاً. فأجاب يسوع وقال لهم إن إيليا يأتى أولاً ويرد كل شئ. ولكنى أقول لكم إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا” (مت17: 10-12). وفى سفر ملاخى يقول “هأنذا أرسل إليكم إيليا النبى قبل مجيء يوم الرب؛ اليوم العظيم والمخوف” (مل4: 5). لذلك كلما قابل الكتبة والفريسيون التلاميذ كانوا يقولون لهم إن إيليا لم يأت فليس هذا إذاً هو المسيح. فعندما رأى التلاميذ إيليا على جبل التجلى تذكروا كلام الكتبة والفريسيين وسألوا السيد المسيح لماذا يقول الكتبة والفريسيون “إن إيليا ينبغى أن يأتى أولاً” فأجابهم يجب أن تفهموا الكتب. فالنبوة مزدوجة فحينما قال “يتقدّم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكى يُهيئ للرب شعباً مستعداً” (لو1: 17) كان المقصود هو يوحنا المعمدان، وقد قال السيد المسيح بفمه الطاهر “إن إيليا قد جاء.. حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان” (مت17: 12، 13)، إذن النبوة عن مجيئه الأول ولكنها سوف تتحقق أيضاً حرفياً فى مجيئه الثانى

وفى سفر ملاخى ربط أيضاً المجيء الأول بالمجيء الثانى إذ قال “فهوذا يأتى اليوم المتقِّد كالتنور، وكل المستكبرين وكل فاعلى الشر يكونون قشاً. ويحرقهم اليوم الآتى، قال رب الجنود، فلا يُبقى لهم أصلاً ولا فرعاً” (مل4: 1)0

المشهد الثانى

وهو لوحة أخرى جميلة رسمتها العناية الإلهية أثناء أحداث الصلب: عندما خرج بيلاطس البنطى الحاكم الرومانى ليقف فى المنتصف والسيد المسيح من جهة، وباراباس من الجهة الأخرى.. وراء هذا المشهد معنى رهيب، فليس هو وليد الصدفة. فبيلاطس يعتبر مجرد رمز للعدل لأنه يمثّل الحكم فى الإمبراطورية الرومانية وهو يقف فى المنتصف، وملك البر السيد المسيح آدم الثانى يقف من ناحية، وباراباس المجرم والعاتى فى الشر الذى يمثل آدم العتيق يقف من الناحية الأخرى. فى قصة الخلاص لابد أن يموت أحدهما، إذ كان لابد من الاختيار بين الاثنين. طلب الشعب أن يطلق باراباس ولكن ما وراء الأحداث فى قصة الخلاص هو أنه كان لابد أن يُحكم على الرب بالموت لكى يفلت الأثيم الفاجر (الذى يمثل الإنسان الخاطئ) من الهلاك الأبدى

جلسة محاكمة السيد المسيح كانت عجيبة جداً، فهى أعجب محاكمة فى تاريخ البشرية كلها. هل حدث فى التاريخ كله أن القاضى يحكم فى نفس الجلسة على الشخص بالبراءة والإعدام فى نفس الوقت؟ وبعدما حكم بالإعدام “غسل يديه قدام الجمع قائلاً إنى برئ من دم هذا البار” (مت27 :24). لو قُدّر لأحد أن تنكشف عن عينيه ورأى الذين فى الجحيم أو جهنم الأبدية، سيجد بيلاطس مازال يغسل يديه، ويداه ملآنة دماء ولن تطهر إلى الأبد لأن هذه الجريمة لا يغسلها ماء؛ بل تغسلها التوبة أو التراجع عن الشر. وكأن القاضى نطق الحكم ]حكمت المحكمة ببراءة فلان وإعدامه صلباً![. فالسيد المسيح برئ من جهة بره الشخصى، ويحسب خاطئاً لأن الآب وضع عليه إثم جميعنا حسبما هو مكتوب “جَعَلَ الذى لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه” (2كو5: 21)

المشهد الثالث

فى سفر الأعمال عندما يتكلَّم عن حلول الروح القدس فى يوم الخمسين يقول على فم يوئيل النبى: “أسكب روحى على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويحلم شيوخكم أحلاماً، ويرى شبابكم رؤى. وعلى العبيد أيضاً وعلى الإماء أسكب روحى فى تلك الأيام. وأُعطى عجائب فى السماء والأرض؛ دماً وناراً وأعمدة دُخان. تتحوَّل الشمس إلى ظلمة، والقمر إلى دم قبل أن يجئ يوم الرب العظيم المخوف” (يؤ2: 28-31). وهنا يربط بين أحداث يوم الخمسين وأحداث نهاية العالم. فعبارة تتحول الشمس إلى ظلمة والقمر إلى دم قبل أن يجيء يوم الرب العظيم والشهير، المقصود بها هنا هو المجيء الثانى. لكن على الصليب اظلمّت الشمس أيضاً.. إذن ارتبط مشهد الجلجثة بمشهد نهاية العالم. فلولا مراحم الله لانتهى العالم يوم صلب المسيح لأنه كيف تتجاسر البشرية أن تصلب ابن الله الوحيد. لكننا نقول فى المزمور “هذا هو اليوم الذى صنعه الرب، نبتهج ونفرح فيه” (مز118: 24) وهو يوم الرب العظيم المخوف

عندما تكلَّم السيد المسيح عن نهاية العالم قال “تظلم الشمس، والقمر لا يعطى ضوءه، والنجوم تسقط من السماء” (مت24: 29) فموضوع “تتحول الشمس إلى ظلمة والقمر إلى دم قبل أن يجيء يوم الرب العظيم المخوف. ويكون أن كل من يدعو باسم الرب ينجو” (يؤ2 :31-32) إشارة إلى المجيء الثانى أيضاً

كل هذا الربط بين الأحداث والنبوات لا يمكن حدوثه إلا بصلب السيد المسيح ثلاث ساعات، لكى تتم كل هذه الأحداث وهو مُعلَّق على الصليب

8- الصليب شجرة الحياة

يقول القديس مار إفرام السريانى:{ مبارك هو ذلك النجار الذى صنع بصليبه قنطرة لعبور المفديين}. السيد المسيح اختار عدداً كبيراً من تلاميذه من الصيادين، لكن مهنته هولم تكن صيد السمك، بل كانت له وظيفتان (وهذا تعبير مجازى)؛ وظيفة مارسها قبل الفداء (نجار)، والثانية ظهر بهيئته فيها وكأنه هو العامل فى هذا المجال بعد القيامة (بستانى)0

الوظيفة الأولى التى مارسها هى وظيفته كنجار. فهو النجار الذى عمل من الشجرة صليباً لكى يفدى بها البشرية. كانت الشجرة هى سبب سقوط البشرية فكان لابد أن يستخدم نفس الأداة التى سقطت بها البشرية ليُتمم بها الفداء فيكون الصليب هو شجرة الحياة التى لا يموت الآكلون منها من المؤمنين. وكأنه لا يوجد شئ فى الطبيعة يستطيع أن يقف أمام حكمة الله وتدبيره؛ فالحية أيضاً التى كانت السبب فى سقوط البشرية علّقها موسى فى البرية لتكون وسيلة لبعد الناس عن الشر والتخلّص من الخطية. ويقول القديس مار إفرام السريانى:{كما أخفى الشيطان نفسه داخل الحية لكى يُسقط الإنسان هكذا أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان بالناسوت} لأنه حجب مجده بالناسوتية “ركب على كروب وطار.. جعل الظلمة ستره” (مز18: 10، 11)0

عندما عُلِّق السيد المسيح على الصليب كان مثل الشجرة والثمرة معلقة فيها. فإذ نظر إبليس إلى الشجرة ووجد أن الثمرة شهية للأكل وجيدة للنظر، التهم تلك الثمرة وإذ ابتلع الموت ما هو ضده ابتُلِعَ الموت من الحياة كما كتب بولس الرسول “لكى يُبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت؛ أى إبليس” (عب2 :14). أراد الرب يسوع أن يذكّر إبليس بما فعله فى الإنسان وأراد أن يسقيه من نفس الكأس الذى ملأه وجرعه لغيره. لذلك يقول بولس الرسول عن نعمة الخلاص “التى أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة” (أف1: Cool. لم يؤذ أحداً إنما كان يأتى عليه كل الأذى، وهو يحرر البشر من سلطان الموت والخطية. وهذه هى حكمة الله العجيبة، فالشيطان ليست له حجة لأنه هو المعتدِى فعندما قُبض عليه متلبساً بجريمته كان لابد أن يُدان. لذلك كان موت السيد المسيح على الصليب هو أحد مراحل دينونة الشر والخطية. “لأنه ما كان الناموس عاجزاً عنه، فى ما كان ضعيفاً بالجسد. فالله إذ أرسل ابنه فى شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية فى الجسد” (رو8: 3). فأدين الشيطان على الصليب

والخلاصة أنه كان لابد للسيد المسيح أن يعمل نجاراً لكى نعرف أنه صانع الفداء على الصليب ولهذا كان لابد أن يموت على خشبة

9- الصليب فتح باب الفردوس

اختار السيد المسيح أن يكون قبره فى بستان، واختار أن يظهر لمريم المجدلية فى البستان. وحينما رأته مريم المجدلية التى تمثّل البشرية “ظنت تلك أنه البستانى” (يو20: 15). وإذ ظهر لها فى هذه الهيئة أراد بذلك أن يذكّرها بالجنة وحادثة سقوط البشرية ليفهمها أن الصليب فتح الفردوس، لذلك قصد أن يكون لقاؤه معها فى بستان. فى البستان الأول ظهر إبليس لحواء فى صورة الحية ولكن الذى قابل المجدلية هو السيد المسيح المخلِّص آدم الجديد لكى يقول لها “إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم” (يو20: 17) وليبشرها أنه كما أن الله هو أباه بالطبيعة فسوف يصير لنا أباً بالتبنى. فالذى يكلِّمها ليس هو إبليس الذى كلّم حواء فى الجنة لكنه كلمة الله الآب الذى يبشرها بالحياة الجديدة التى “كانت عند الآب وأظهرت لنا” (1يو1: 2)0

10- الصليب محا اللعنة

ورد فى سفر التثنية “المعلّق ملعون من الله” (تث21: 23) لذلك أصّر اليهود على أن يموت السيد المسيح صلباً، لكى يثبتوا عليه اللعنة بحسب الناموس ولا يجرؤ أحد أن يقول إنه بار أو قديس لأن الناموس يقول “إن المعلّق ملعون من الله”. مع أن الله وضع هذه الآية فى الناموس لكى يُعلّق الله الكلمة على الصليب ويرفع لعنة الخطية، لذلك أكمل أشعياء النبى المعنى قائلاً “لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها. ونحن حسبناه مُصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا؛ مسحوق لأجل أثامنا؛ تأديب سلامنا عليه؛ وبحبره شُفينا” (أش53: 4-5) اعتقدوا أنه ملعون لكنه حمل لعنة خطايا آخرين وحمل خطايا كثيرين وشفع فى المذنبين حاملاً آثامهم. لذلك لا ينبغى أن تؤخذ آية واحدة بدون النظر إلى ما يُكمل المعنى من آيات أخرى فى الكتاب

محا السيد المسيح لعنة الخطية بقيامته من الأموات كما قال معلمنا بولس الرسول “وتعيَّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات” (رو1: 4). لذلك يقول أيضاً “الذى أُسلِمَ من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا” (رو4: 25). وأكد أهمية الصليب كوسيلة لرفع اللعنة عن المفديين فقال إن “المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا. لأنه مكتوب: “ملعون كل من علّق على خشبة”. لتصير بركة إبراهيم للأمم فى المسيح يسوع، لننال بالإيمان موعد الروح” (غل3: 13، 14)0

11- الصليب والعرش الإلهى

الصليب كعلامة له أربعة فروع أو أجنحة ويرمز للعرش الإلهى الذى حوله الأربعة الأحياء غير المتجسدين. والعرش السماوى ليس عرشاً مادياً لكنه عرش روحى وهو يتصل بالصليب بالرقم أربعة. فالرقم أربعة واضح فى العرش السماوى وفى الصليب جداً. الصليب يرمز إلى انتشار الخلاص فى العالم كله. لأن به كان الخلاص من مشارق الأرض إلى مغاربها ومن الشمال إلى الجنوب. كما أن الأربعة الأحياء التى حول العرش ترمز للخلاص. فصورة الإنسان ترمز للتجسد، وصورة العجل ترمز للذبيحة أو الصلب، وصورة الأسد ترمز للقيامة والقوة لأن المسيح بقيامته من الأموات أعلن سلطانه الإلهى على الموت. لأنه هو ملك الملوك ورب الأرباب. وصورة النسر ترمز للصعود لأن النسر يحلِّق فى السماء. فالأحياء الأربعة ترمز لتجسد الكلمة وصلبه وقيامته وصعوده

ولكى ينتشر الإنجيل فى العالم كله؛ انتشر من خلال أربع بشائر: متى ولوقا ومرقس ويوحنا. وهذا الترتيب هو ترتيب الأربعة الأحياء الحاملين للعرش الإلهى. فهذا هو الترتيب اللاهوتى للبشائر الأربعة. لم يكن عدد الأناجيل ثلاثة أو خمسة ولكنها كانت أربعة ولم يكن هذا بمحض الصدفة إنما كان نتيجة لارتباط الأناجيل بفكرة الصليب وبفكرة العرش أيضاً الذى حوله الأحياء الأربعة

يتكلم إنجيل متى عن السيد المسيح ابن داود أو ابن الإنسان وذُكِرَ لقب ابن الإنسان 33 مرة فى إنجيل متى، لذلك يرمز إليه بالإنسان. أما إنجيل لوقا فيتكلم عن السيد المسيح الخادم وعن عمله فى تقديم نفسه كذبيحة لذلك اهتم جداً بأحداث الختان فى اليوم الثامن والذهاب للهيكل لتقديم الذبيحة (فرخى الحمام) وذهابهم للهيكل أيضاً فى اليوم الأربعين. ففى إنجيل لوقا نجد معانى كثيرة تشير إلى الذبيحة لذلك يرمز إليه بالعجل. وإنجيل مرقس من بدايته يتكلم عن الصوت الصارخ فى البرية ثم عن معجزاته وقوته لذلك يرمز إليه بالأسد. أما إنجيل يوحنا فيتكلم عن لاهوت السيد المسيح والإلهيات لذلك يرمز إليه بالنسر المحلق فى السماويات. لذلك فإن الأربع بشائر تشير إلى عمل الله فى خلاص البشرية وخبر انتشاره فى العالم كله

فلكى تتحقق كل الرموز الخاصة بالفداء وكل المعانى الروحية؛ كان لابد للسيد المسيح أن يموت مصلوباً وليس بأى ميتة

حتى أن السيد المسيح تكفن بالطيب قبل موته لكى يكون ميتاً وهو حى، وحياً وهو ميت. وهكذا مات قائماً لكى نرى القيامة فى الصليب ونرى الصليب فى القيامة

الأحياء الأربعة ومراحل الفداء

رأى حزقيال النبى مركبة الشاروبيم ورأى كل من الأحياء الأربعة له أربع وجوه. ونحن أيضاً ينبغى أن نرى فى كل حدث من أحداث الخلاص باقى الأحداث. فعندما ننظر للتجسد نرى فيه الفداء: فقد ولد السيد المسيح فى مزود فى وسط الغنم والبقر والعجول لكى نعرف أنه منذ ميلاده هو ذبيحة وقد جاء ليذبح. كما لا يمكن فصل التجسد عن الصليب أو القيامة. التركيز على الصليب وحده ربما يقود إلى الشك لذلك قال السيد المسيح لتلاميذه “كلكم تشكُّون فىّ فى هذه الليلة” (مر14: 27). فالذى ينظر إلى الصليب بدون القيامة يتشكك. لذلك قال لهم إن ابن الإنسان “يُسلّم إلى الأمم.. ويجلدونه ويقتلونه وفى اليوم الثالث يقوم” (لو18: 32، 33). كان لابد أن يؤكد لهم القيامة كما قال لبطرس “طلبت من أجلك لكى لا يفنى إيمانك” (لو22: 32). لذلك كل واحد من الأحياء الأربعة له أربع وجوه فعندما ننظر بروح الرؤيا النبوية نرى مع حزقيال الثلاثة وجوه الأخرى (الأسد والعجل والنسر) أى أننا عندما نتأمل فى ميلاده نتأمل ضمناً فى صلبه وقيامته وصعوده للسماء

كانت مريم المجدلية تريد القيامة بدون الصعود فرفض السيد المسيح هذه الرغبة لتتذكر قوله للتلاميذ “خير لكم أن أنطلق. لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى” (يو16: 7).. وكأنه يقول كيف يمكنكم أن تولدوا ولادة جديدة وتصيروا أولاداً لله وتغتسلوا من خطاياكم؟ كيف تصيرون أعضاءً فى جسدى وتتناولون من جسدى ودمى؟ وكيف تكونون هياكل لله؟

هذا هو عمل الروح القدس فى الكنيسة، والروح القدس لن يأتى إلا بعد الصعود. كان لابد أن يصعد السيد المسيح إلى السماء بعد أن تمم الفداء لأن بركات الفداء لن تصل إليهم إلا بالصعود للسماء. كان لابد أن يذهب إلى المقادس العلوية لكى يخدم كرئيس كهنة، وهناك أمام الله الآب يشفع فينا من أجل غفران خطايانا. ومنذ القديم كان صعود الذبيحة يعنى أنها قُبلت، لذلك كان ينبغى للصعيدة أن تصعد. إذا رفضنا صعوده نكون مثل من يقدّم الصعيدة للآب السماوى وعندما يمد الآب يده ليقبلها؛ يريد مقدمها أن يستردها ثانية

مريم المجدلية كانت تفكر بهذه الطريقة: فرحتها بالقيامة جعلتها تريد أن تمسك بالسيد المسيح. فقال لها “لا تلمسينى لأنى لم أصعد بعد إلى أبى. ولكن اذهبى إلى إخوتى وقولى لهم إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهى وإلهكم” (يو20 :17) وهذا شرط استمرار العلاقات بيننا. بالطبع كان قوله لها “لا تلمسينى” بمثابة صفعة على وجهها. ففى أول لقاء عندما ظهر لها فى البستان بعد قيامته من الأموات أمسكت قدميه وسجدت له لكن قوله لها “لا تلمسينى” هنا معناه أنه لا يريدها أن تمسك به. وعند الرجوع إلى المعنى اليونانى للفظة “لا تلمسينى” نجد أنها تعنى بداية اللمس للإمساك بالشىء وليس مجرد اللمس فقط

رؤيا حزقيال ورؤيا يوحنا

رأى حزقيال النبى الأحياء الأربعة بأربعة وجوه وأما يوحنا فقد رآها بوجه واحد. وليس معنى هذا أن رؤيا حزقيال النبى كانت أوضح من رؤيا يوحنا لأن يوحنا رأى أكثر مما رآه حزقيال مع أن المنظر الذى رآه حزقيال كان منظراً رهيباً جداً: البكرات والنار والمركبة النارية الشاروبيمية. لكن عندما رأى يوحنا الرؤيا كان قد تم التجسد والصلب والقيامة والصعود فدخلت هذه الأمور فى مجال الزمن وأصبح التجسد فى وقت والصلب فى وقت ثانٍ والقيامة فى وقت ثالث والصعود فى وقت رابع، وأصبحت أحداثاً متتالية كل حدث منها له معالمه البارزة التى تحدده. فلم تحدث القيامة فى يوم الصلب ولم يحدث الصلب فى يوم الميلاد ولم يحدث الصعود فى يوم القيامة. لذلك كان لابد أن يكون بين الصعود والقيامة أربعون يوماً لأنه إذا حدث الصعود فى يوم القيامة لن نفهم ما معنى القيامة ومعنى الصعود. وكان يمكن أن يحدث مزج بين المعنيين. القيامة حدث مستقل بذاته دون أن ينفصل عن الصعود والصلب والميلاد، أى أنه لا يمتزج ويذوب فى أحداث أخرى، لكن بدون انفصال، أى أن له ملامحه المحددة القائمة بذاتها. ولهذا رآى يوحنا وجه واحد لكل من الأحياء الأربعة. أما حزقيال النبى فقد رأى أربعة وجوه للواحد منهم: لأن الأحداث لم تكن قد تمت بعد؛ فيراها حزقيال بروح النبوة كأحداث متلازمة يُكمل بها الأربعة معاً عملية الفداء

رأى حزقيال النبى الأحياء الأربعة من بعيد، لذلك رأى لكل منها أربعة وجوه، لكن يوحنا عندما نظر عن قرب، رأى وجهاً واحداً فقط. فعندما وصف يوحنا العرش الإلهى أبرز تمايز أحداث التجسد والصلب والقيامة والصعود وهى أحداث عايشها يوحنا الإنجيلى فى مراحلها المتمايزة، لكن حزقيال الذى رأى من بعيد كانت الأحداث تتراكم مع بعضها فى نظره وتلاشت الفوارق الزمنية بينها لأنه يراها بروح النبوة وليس كأحداث حدثت فعلاً. ولتقريب المعنى نورد المثال التالى: إذا نظرنا إلى أى شئ من بعيد نرى له وجوهاً كثيرة، لكن إذا وضعناه أمام أعيننا لن نرى سوى الوجه المقابل لنا فقط

والمجد لله إلى الأبد آمين

—————————–
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام بنت المسيحية
مرشح للاشراف
مرشح للاشراف
الهام بنت المسيحية


عدد المساهمات : 1793
نقاط : 7091
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 10/04/2013
العمر : 30

أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها   أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين يونيو 08, 2015 2:58 pm

61- ألا تكفي التوبة للغفران دون الحاجة إلى الصلب؟

يقول المعترضون: أما كان يكفي أن الإنسان يتوب فيقبل الله توبته ويغفر ذنبه، عملا بقول الآية القرآنية التالية:

سورة البقرة 37: “فتلق آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه التواب الرحيم”.

الـرد

الواقع أن عملية غفران الذنب لها جوانب متعددة منها:

الجانب الأول

التوبة والندامة

الواقع أنه لابد أن يتوب المخطئ ويندم على خطيته وإلا فلن يغفر له ذنبه. والكتاب المقدس يوضح ذلك بقول المسيح:”إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون” (لوقا 13: 3).

والقرآن أيضا يوافق على ذلك من أجل هذا جاءت الآية القرآنية السابقة “فتلق آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه التواب الرحيم” (سورة البقرة 37).

ولكن هل التوبة كافية وحدها للغفران؟

الواقع أنه بالرغم من أن التوبة هي عمل ضروري للغفران ولكنها تمثل الندامة على ما فعله الإنسان وعزمه على عدم عودته إلى ذلك مرة أخرى في المستقبل. ولكن بقى جانب آخر هام وهو علاج ما فعله الإنسان في الماضي حتى يغفر له.

دعني أوضح لك القصد من هذا الكلام بإعطاء مثال من واقع الحياة ثم أطبق ذلك على موضوع حديثنا. فمثلا إن حطم شخص سيارتك بعربته، فيأتي إليك ويعتذر لك قائلا أنا أتوب أن أحطم سيارتك فيما بعد، فهل هذا يكفي لتصفح عنه؟ وهل هذا الاعتذار سيعوض لك سيارتك؟ أم لابد له أن يعطيك اسم شركة تأمين سيارته لتقوم الشركة بعمل الإصلاحات اللازمة لسيارتك أو إعطائك مبلغ التأمين لتشتري غيرها إن كانت إصابتها شديدة؟!

والآن دعني أطبق الأمر على موضوع حديثنا، فالسيئة التي يرتكبها الإنسان لا يكفي أن يقدم عنها اعتذار أو مجرد توبة بل لابد من تقديم كفارة أو فداء أو ضحية حتى يمكن غفران الماضي. وهذا ما سوف نتكلم عنه فيما يلي:

الجانب الآخر

الكفارة أو الفداء أو الضحية

موضوع الكفارة والفداء أمر حتمي للمغفرة وهذا واضح في المسيحية والإسلام.

ففي المسيحية تقول الآية صريحة في الإنجيل في رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الثاني في الآية الأولى والثانية:”يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا، وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا.

ولكن ما هي أنواع الكفارة في الإسلام يا ترى؟

الواقع أن هناك أنواع عديدة من الكفارة في الإسلام، ذكرت بعضها في الآية التالية:

1ـ سورة المائدة آية 89 “لا يؤاخذكم الله باللغو (أي غير المقصود) في أيْمانكم (القَسَم أي الحلفان) ولكن يؤاخذكم بما عقدتم (أي عن عمْد) الأيْمان(القسم) فكفارته إطعام عشرة مساكين… أو كسوتهمأو تحرير رقبة (تحرير عبد) فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيْمانكم…”

واضح من هذه الآية أنه لابد وأن تكون هناك كفارة للسيئات، فالسيئة المذكورة في هذه الآية هي تعمد الأيْمان، والكفارة المطلوبة لمغفرتها هي: إما إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو إطلاق عبد وتحريره، أو صوم ثلاثة أيام.

أما إذا كان الذنب من الكبائر فلابد أن الله هو الذي يكفر عنه بحسب ما جاء بالآية القرآنية التالية:

سورة التغابن آية9 قوله:”ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار….” من هذا يتضح أن الله لابد أن يكفر عن السيئات حتى يغفرها.

والواقع أن الكفارة الحقيقية للخطايا في الإسلام هي كما أشرنا إليها سابقا في صدد الحديث عن عيد الضحية، فدعني أذكرك بها ثانية:

2ـ ذبائح عيد الأضحى:

فعيد الأضحى يعرف باسم (عيد التضحية والفداء) والذبائح التي تنحر فيه هي بقصد الفداء أو الكفارة كما يتضح مما يلي:

+ كتاب دين الإسلام : يسمى عيد الأضحى في بلاد الفرس (عيد القربان) أي الذبيحة، ويقال أثناء الوضوء في هذا العيد هناك: (اللهم اجعل هذه الذبيحة كفارة عن ذنبي وانزع الشر منى. (ص367)

+ كتاب الفقه: روى مسلم عن أنس رضى الله عنه قال: ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده الكريمة (جزء1ص711)

+ كتاب مشكاة المصابيح: ذكر أن النبي وهو يذبح الكبشين قال: “اللهم هذا عنى وعمن لم يضح من أمتي” (ص42)

+كتاب إحياء علوم الدين: روى البزار وأبو الشيخ عن أبى سعيد قالا: “قال رسول الله (ص) يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فأشهديها، فان لك بأول نظرة من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك. (جزء1 ص 243)

+كتاب إحياء علوم الدين: جاء فيه:”وأما ذبح الهدى (أي الضحية) هو تقرب إلى الله تعالى. فعليك أن تكمل الهدى (الضحية) واطلب أن يعتق الله بكل جزء منه (أي من الهدى أو الضحية) جزءا منك من النار. فكلما كان الهدى (أو الضحية) أكبر وأجزاؤه أوفر كان فداؤك من النار أعم”(جزء 1صفحة 243)

من كل هذا يتضح لك جيداً أن ذبائح عيد الضحية يقصد بها الفداء والتكفير وبهذا قد اتضح لنا إقرار الإسلام بفكرة الفداء.

وهكذا نرى أن مجرد التوبة لا تكفي للغفران، بل يلزم الفداء ، ولهذا جاء المسيح ليفدينا من خطايانا ويكفر عنها حتى تغفر لنا معاصينا.



—————————–

62- ما ذنب المسيح ليصلب عن الناس ؟

وقد يعترض أحدهم قائلا “ما ذنب المسيح البريء حتى يدفعه الله لأن يقتل؟ ألا يتنافي هذا مع حقيقة (الله محبة)؟”

الـرد

للرد على هذا الاعتراض نوضح أمرين هامين:

1ـ قتل الأنبياء الأبرياء.

2ـ قتل النفس الطاهرة (أي المسيح).

أولاً: قتل الأنبياء الأبرياء

لماذا يستغرب المعترض من قتل النفوس البريئة والقرآن مليء بالآيات القرآنية التي تشهد على ذلك. دعني أذكر لك آيتين فقط:-

(1) في سورة البقرة آية (60) “كانوا (أي اليهود) يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق”.

(2) وفي سورة البقرة آية 86 “أ فكلما جاءكم رسول بما لا تهوي أنفسكم (يقصد اليهود) استكبرتم ففريقاٌ كذبتم وفريقاٌ تقتلون”.

إذن فهناك نفوس نبيين تقتل بغير الحق أي لم يفعلوا شيئا يستحقون عليه القتل فهم أبرياء. وقد سمح الرب بذلك ليوضح مدى شر اليهود بقتلهم الأنبياء الأبرار الأطهار!!!.

وبالتأكيد سوف يعاقب الله هؤلاء القتلة الأشرار، في حين أنه سوف يكافئ الأنبياء على تضحياتهم وصبرهم وتحملهم القتل في سبيل الله.

ثانياً: قتل النفس الطاهرة

علاوة على ما ذكر عن قتل الأنبياء، نرى القرآن يذكر بمنتهى الصراحة قتل النفس البريئة الطاهرة، لذلك فإني أندهش من المعترضين على قتل المسيح الطاهر البريء!!!

اسمع ما يقوله القرآن في:

+ (سورة المائدة 32): “من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس ( أي من قتل نفساً بريئة لم تقتل نفسا ) أو فساد في الأرض (أي نفسا طاهرة لم تفسد في الأرض) فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.

الواقع أن هذه الآية توضح ثلاثة أمور هامة جدا هي:

الأمر الأول هو: قتل النفس البريئة الطاهرة. إذ يقول: “من قتل نفسا بغير نفس، أو فساد في الأرض”. والمقصود من ذلك كما سبق أن أوضحنا هو قتل نفس بريئة، أي لم تقتل نفسا أخرى. وأيضا المقصود هو أن هذه النفس البريئة هي كذلك نفس طاهرة أي لم ترتكب فسادا في الأرض.

والمسيح بشهادة القرآن وعلماء المسلمين هو هذه النفس الطاهرة البريئة، وإليك هذه الشهادات:

+ سورة مريم، التي سبق ذكرها من قبل يقول فيها الملاك: “قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا (أي طاهرا)” فالمسيح بشر طاهر. وفي:

+ سورة آل عمران “وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها(أي المسيح) من الشيطان الرجيم”.

+ وقال الإمام الرازى في تفسير كلمة (المسيح) “أنه مسح من الأوزار والآثام … مسحه جبريل بجناحه وقت ولادته ليكون ذلك صوناً من مس الشيطان ] (تفسير الرازى جزء 3 ص 676).

+ وعن أبى هريرة قال [ سمعت رسول الله (ص) يقول ما من مولود من بنى آدم إلا نخسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من لمسه إياه، إلا مريم وابنها ]

+ وجاء في صحيح البخاري ” ابن آدم يطعنه الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب (الشيطان) ليطعن فطعن في الحجاب. أي لم يمسه بشيء”.

من هذا يتضح لنا جلياً أن المسيح هو وحده النفس الطاهرة البريئة، والتي من قتلها فكأنما قتل الناس جميعا.

(2) الأمر الثاني هو: إحياء هذه النفس الطاهرة البريئة. يتضح ذلك من قوله: ” ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”. وهنا ينبغي أن نقف لنتأمل مليا، من هذه النفس الطاهرة البريئة التي قتلت ثم أحييت؟؟؟ أليس هو المسيح بحسب شهادة القرآن القائل: “سلام عليَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا” (سورة مريم 33)

ألم يشهد علماء المفسرين المسلمين لذلك؟ إليك بعض هذه الشهادات:

1ـ عن ابن حميد … عن ابن إسحق عن وهب ابن منبه أنه قال: “توفي المسيح ثلاثة ساعات ثم رفعه” (جامع البيان)

2ـ وقال محمد ابن اسحق: “توفي سبع ساعات ثم أحياه الله ورفعه”

3ـ والإمام البضاوي:

“قيل أماته الله سبع ساعات ثم رفعه إلى السماء “

ومن آراء علماء المفسرين المسلمين الأفاضل ما جاء في:

4ـ في تفسير ابن كثيرعن إدريس أنه قا ل: “مات المسيح ثلاثة أيام ثم بعثه الله ورفعه”

إذن يتضح من ذلك أن المسيح هو النفس البريئة الطاهرة التي قتلت ثم أحييت.

(3) الأمر الثالث هو: توجيه هذا الكلام لبني إسرائيل.

لماذا يوجه هذا الكلام لبني إسرائيل بالذات؟ لماذا لا يوجه لكل البشرية؟؟

أتدري لماذا؟ لأن بني إسرائيل هم الذين قتلوا النفس البريئة الطاهرة دون غيرهم!! هم الذين قتلوا السيد المسيح، الذي أقامه الله من الأموات.

فيكون موت المسيح هو موت للناس جميعا، وإحياء المسيح هو إحياء للناس جميعا!!!

رأيت إذن يا أخي المحبوب كيف أن المسيح قد تقدم بحب وتحمل هذا الموت لأجل جميع الناس. وهذا لا يتعارض مع محبة الله، بل إنها المحبة المضحية الباذلة، تلك التي تتحمل فدية الإنسان بدافع الحب لأجل الغفران. هذا هو المبدأ الذي نحن نؤمن به، وتؤمن به المسيحية في قضية الفداء والغفران.

—————————–
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهام بنت المسيحية
مرشح للاشراف
مرشح للاشراف
الهام بنت المسيحية


عدد المساهمات : 1793
نقاط : 7091
السٌّمعَة : 12
تاريخ التسجيل : 10/04/2013
العمر : 30

أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها   أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها - صفحة 4 I_icon_minitimeالإثنين يونيو 08, 2015 2:59 pm

63-هل الاعمال الصالحة مثل الصلاة والصوم والصدقة وزيارة الاماكن المقدسة تصلح للتكفير عن خطيئة الانسان ؟

الواقع أن هناك أربعة أسباب رئيسية لذلك :

1ـ أن الأعمال الصالحة التي نقوم بها، مهما عظمت، قيمتها محدودة لأنها صادرة من الإِنسان المحدود. بينما حق الله الذي أسئ إليه بسبب الخطية لا حد له. والمحدود لا يمكن قط أن يغطى غير المحدود.

2ـ أن هذه الأعمال الصالحة إذا كان بوسعنا حقاً أن نعملها ليست تفضلاً منا على الله، بحيث نستحق الجزاء عليها. بل هي واجب علينا، والتقصير فيه يستوجب العقاب.

3ـ لأن أجرة الخطية هي موت رومية 6 : 23 ، وليست أعمالاً صالحة. فكما لا يصلح أن يتعهد القاتل أمام المحكمة بأنه تاب ولن يعود إلى القتل مرة أخرى، وأنه يتعهد مثلاً أمام المحكمة ببناء ملجأ للأيتام مقابل أن تسامحه المحكمة، هكذا لا تصلح الأعمال أن تكون مقابل أجرة الخطية وهى الموت.

4ـ لأن الأعمال التي نقول نحن عنها إنها صالحة، ليست هي كذلك في نظر الله، بل إنها ملطخة بنقائص وعيوب الطبيعة البشرية الساقطة. تذكّر قول النبي إشعياء كثوب عدة أي خرق نجسة كل أعمال برنا

إذاً فمن يتجاهل تعليم الكتاب المقدس الصريح بهذا الخصوص، ويصر على الاقتراب إلى الله بأعماله، فإنه يتبع قايين في طريقة، طريق الأعمال، إذ يظن أن الإِنسان إذا عمل أفضل ما عنده فإنه بذلك ينال القبول عند الله.

وبالأسف الشديد يوجد اليوم الملايين، في كل العالم، الذين يتبعون قايين في طريقة، وعنهم تقول كلمة الله ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين يهوذا 11 .

لا مفر إذاً من الطريق الذي رسمه الله، فالأعمال لا تصلح للتكفير، إنها طريق قايين المرفوض.

—————————–

64- ما رايكم فى القول ان انجيل المسيح ( علية السلام ) الصحيح هو انجيل برنابا ؟ ولماذا لا تعترفون بانجيل برنابا ؟

بدايةً أقول أن الكثيرين يذكرون هذا الكتاب بهذا الاسم وكأنه انجيل حقيقي بينما في الواقع أكثر من 99 % من هؤلاء لم يقرأوه ولم يَرَوْهُ ومع ذلك فأثناء بحثهم وجدالهم مع الغير يستشهدون به دون علمٍ بمحتواه وبأصلهِ وفصله ، وبحقيقة مُؤَلِّفه … وأيضاً بدون الاطلاع على رأي العلماء الأجلاء من مسلمين ومسيحيين الذين اطلعوا على الكتاب وأعلنوا رأيهم فيه ونَبَذوه. وقبل أن ندخل في التفاصيل في تحليل هذا الكتاب المزيف المسمى ” انجيل برنابا ” أريد أن أقول أنني أتحدَّى أن يكون هناك إنسانٌ فردٌ واحد يؤمن حقيقةً بهذا الكتاب ، ومقتنعٌ فعلاً بما ورد فيه جملةً وتفصيلاً !… ولماذا أقول هذا ؟

أقوله أولاً : لأن من اطلع على هذا الكتاب لا يمكنه أن يجازف فيقرن نفسه بعقيدةِ كتابٍ هشٍّ يحمل في ذاته وبين سطوره علاماتِ زيفه ، فيقع المدافع عنه في مواقف حرجة ومطباتٍ مربكة لا يعرف كيف يخرج منها بسلام . وأقول ثانياً : ان من يريد أن يدافع عن هذا الكتاب عليه أن يقف موقف الرجال في دفاعه عما يؤمن به ، فيقول ما عنده ويبدي ملاحظاته المؤكَّدة لديه ثم يصغي لما لدى الطرف الآخر من رأيٍ حين توضع النقاط على الحروف وحين يُسَلِّطُ الغير الأضواء الكاشفة على الزوايا المعتمة في هذا الكتاب وهي كثيرة . لذلك أقول أنه على مدى التاريخ كله لا يوجد من يَتَبَنَّى حقيقة الإيمان بهذا الكتاب في نقاشه كانجيلٍ حقيقيٍ موحىً به من الله . ولكن يُلاحظ أنَّ من يطرح اسم هذا الكتاب في نقاشه أو جداله إنما يطرحه فقط لأجل الجدال ، أو لذرِّ الرماد في العيون أو كمن يفجر قُنبلةً دخانية في وجه غيره لأجل المشاغلة فقط وليس في عملية جادة للوصول إلى الحقيقة ، لأن من يطّلع على هذا الكتاب المزيف لا تفوته السخافات الواردة فيه إلا من تغابى عن الحق ، وسنشير إلى عينةٍ من ما ورد فيه من سخافات .

صديقي الكريم …

الحقيقة تقال أن المسمى انجيل برنابا لا يمت للمسيحية بصلة ، فهو شهادة زور على انجيل الله،وهو مؤلف كاذب مزور تماماً كما ألّف مسيلمة الكذاب والفضل بن الربيع قرآنيهما . والآن ، يا صديقى اليك المعلومات التالية :

أول ما نلاحظه في هذا البحث أنه لم يكن وجودٌ أو ذكرٌ لهذا الكتاب المزوّر المسمى انجيل برنابا قبل القرن الخامس عشر للميلاد ، أي خلال الألف خمسماية سنة بعد موت برنابا . إلى أن جاء أحدهم في القرن الخامس عشر ونبش القبور ووضع القلم والأوراق في عظامٍ بالية بيد برنابا الذي شبع موتاً وقال له : اكتب لنا إنجيلاً نسميه باسمك !…. يا ناس حرام عليكم ، اذكروا أن شهادة الزور هي من بين الجرائم المنهي عنها في الوصايا العشر . أعود فأقول انه لو كان وجود لما يسمى بانجيل برنابا في الخمسة عشر قرن الأولى من التاريخ الميلادي لظهر له اسم ولو على هامش كتب التاريخ أو في الأوراق والوثائق العديدة التي تعد بعشرات الألوف من المخطوطات المحفوظة اليوم في متاحف العالم ، أو على الأقل لكان فيه نسخاً بأيدي بعض المسلمين القدماء . ثم لو كان لهذا الكتاب وجود في التاريخ لما اختلف علماء المسلمين كالطبري والبيضاوي وابن كثير والرازي في شرح وتفسير آخرة المسيح على الأرض ومن هو الذي صلب فعلاً على الصليب ذلك لأن المسمى انجيل برنابا يوضح أن الذي صُلب هو يهوذا الاسخريوطي وليس المسيح ، بينما العلماء المذكورون أشاروا إلى غير ما أشار إليه الكتاب المذكور بدليل عدم تواجده في زمنهم وإلا لاسترشدوا برأيه واهتدوا بهديه واتفقوا على رأيٍ واحد بخصوص صلب المسيح. ثم يلاحظ أن العلماء الأجلاء من المسلمين كانوا قد أشاروا فيما أشاروه في كتاباتهم فذكروا انجيل متى وانجيل مرقس وانجيل لوقا وانجيل يوحنا . وليس بينهم من أشار إلى ذكر اسم برنابا بين كتّاب الإنجيل . فهذا أيضاً دليل بين أدلة كثيرة بأن هذا الكتاب المزوّر هو كتاب لم يكن له وجود في القرون الخمسة عشر الأولى من التاريخ الميلادي . وعندما أُثير اسم انجيل برنابا لأول مرة في الأوساط الأورويبية في القرن الخامس عشر قام بعض العلماء والمتخصصين بالبحث والتنقيب فوجدوا أن راهباً اسمه مارينو كان قد أسلم في القرن الخامس عشر للميلاد وتسمى باسم جديد هو ” مصطفى العَرَنْدي ” وهو الذي ألّف الكتاب وادعى أنه ترجمها عن نسخةٍ إيطالية بينما لوحظ أن النسخة الإيطالية نفسها منقولة عن أصل عربي وأن محتويات الكتاب منسجمة مع العقيدة الجديدة لمارينو … فهو بعد إسلامه درس القرآن وتعلم العربية فحاول أن يلائم بين عقيدته الجديدة والكتاب الذي ألفه ظناً منه أن كتابه الجديد يمكن أن ينافس أو يحل محل الانجيل الصحيح المنتشر بين جميع المسيحيين على اختلاف لغاتهم وشعوبهم ، ولكن كتاب مارينو /أو مصطفى العرندي أُجهض لسخافته ولم ير النور وفشل في أن يشق طريقه بين الناس أمام شموخ ومجد وجلال انجيل الله / انجيل الوحي الذي صمد بعزمٍ وثبات قبل وبعد مارينو بزمن طويل وما زال وسيبقى في قمة مجده لأنه ذِكْرُ الله والله له حافظ يحميه ويحرسه من عبث العابثين .أما برنابا فيمكن أن يَصْدُقَ عليه القول بحق أنه المتهم البريء ، فهو لم يؤلف كتاباً لا في حياته ولا بعد موته (طبعاً) ولم يكن له علم بهذا الكتاب ، إنما اسم الكتاب أُلصق به زوراً بعد وفاته بألفٍ وخمسماية سنة .

وبرنابا هذا كان يهودياً من جزيرة قبرص آمن بالمسيح بعد صعود المسيح إلى السماء بتسع سنوات، فهو لم ير المسيح بعينيه ولم يسمع منه كلمة ولا تكليفاً بكتابة أي شيء . ولكنه سمع عن المسيح وآمن به وأخلص لله وشارك في نشر الدعوة المسيحية في البلاد الأوروبية برفقة بولس رسول المسيح . وكان قد تعرف على بولس الرسول ورافقه لبعض الوقت في جولاته التبشيرية . ومن الطريف أن يذكر أن المدعو مرقس كاتب انجيل مرقس هو ابن أخت برنابا ، وقد ورد ذلك في سفر أعمال الرسل من الانجيل ويتضح هناك اهتمام برنابا بابن أخته مرقس وتشجيعه له إذ أخذه معه ورافقه في إحدى جولاته التبشيرية . إذاً برنابا خال مرقس / ومرقس هو كاتب انجيل مرقس ، فالمطّلع المفتّش عن الحقيقة يلاحظ أن الفرق بين انجيل مرقس وما يسمى بانجيل برنابا كالفرق بين الثرى والثريا مما ينفي علاقة برنابا بما نُسِبَ إليه .

ثم هناك ملاحظة ملفتة للنظر بسبب الأخطاء الواردة في الكتاب المنسوب إلى برنابا ومنها يُستدل أن كاتب الكتاب كان يجهل جغرافية فلسطين وبلدان الشرق فيقول في الفصل العشرين من الكتاب : وذهب يسوع إلى بحر الجليل ونزل في مركبٍ مسافراً إلى الناصرة . ولما بلغ مدينة الناصرة أذاع النوتيه في المدينة كل ما فعله يسوع . وهنا غاب عن ذهن مؤلف الكتاب أن مدينة الناصرة تقع على جبلٍ عالٍ في قلب فلسطين بعيدة عن البحار وعن الشواطىء . ويقول في الفصل الثالث والستين أن الله طرح يونان في البحر فابتلعته سمكة وقذفته على مقربة من نينوى . والقارىء العاقل يتساءل : أين نينوى من البحار أو لعل في نينوى حيتاناً تمشي على الأرض بأرجلها كالجمال ؟ ويقول في الفصل الثالث أن المسيح ولد في عهد بيلاطس الحاكم بينما الحقيقة أن بيلاطس حكم البلاد من سنة ستٍ وعشرين إلى ستٍ وثلاثين للميلاد أي بعد ميلاد المسيح بأكثر من ربع قرن من الزمن . كما يورد الكتاب خرافة مضحكة في الفصل الخامس والثلاثين يقول فيها : أن الشيطان بصق على كتلةٍ من التراب فأسرع جبريل ورفع البصاق مع شيءٍ من التراب فصار للإنسان بسبب ذلك سُرَّةً في بطنه ‍‍‍ ألا توافقني يا صديقى الكريم على أن هذه وحدها كافية بأن يُلْقى بهذا الكتاب في سلة المهملات؟‍.. لذلك أقولها صراحةً : أتحدّى بعالي الصوت أن يكون هناك إنسان واحد في الوجود من يستطيع أن يتبنَّى هذا الكتاب ككتاب وحيٍ حقيقي ، ويقف ليدافع عنه .

وهناك أخطاء خرافية مماثلة وكثيرة في هذا الكتاب لا يتسع المقام لسردها والتعليق عليها ، فمن تلك على سبيل المثال لا الحصر : يقول في الفصل الحادي والخمسين أن المسيح طلب من الله أن يرحم الشيطان فاعترض الشيطان رافضاً هذه الوساطة . هذا كلام سخيف أستغرب إن كان يستهوي أو يؤثر حتى على الجهال أو ذوي العقول الضعيفة أو الغبية ‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!!. كتاب خرافي لا يستحق حتى مجرد الحديث عنه لولا أن بعضاً من الأعزاء الزائرين رغبوا الاستيضاح عما قيل ويقال عن هذا الكتاب وها نحن نقولها صريحة ونتحدى على سمع الملايين من زائرينا إن كان هناك انسان واحد على وجه الأرض يمكن أن يتبنّى هذا الكتاب كوثيقةٍ صحيحة يؤمن بها ويثبت ذلك . صديقى العزيز : الأستاذ عباس محمود العقاد مفكّر كبير وهو صاحب كتب العبقريات المعروفة لدى الكثيرين منا من محبيِّ المطالعة . الأستاذ العقاد كتب في صحيفة الأخبار الصادرة في 26 / 10 / 1959 . يقول : تتكرر في هذا الكتاب بعض الأخطاء التي لا يجهلها اليهودي المطّلع ، ولا يقبلها المسيحي المؤمن و لا يتورط بها المسلم الفهيم ، لما فيها من مناقضةٍ بينه وبين القرآن . كما قال الدكتور محمد شفيق غربال في الموسوعة العربية ” الميسرة ” تحت كلمة برنابا ما يلي : الكتاب المنسوب إلى برنابا كتاب مزيف وضعه أوروبي في القرن الخامس عشر . وفي وصفه للوسط السياسي والديني في أيام المسيح أخطاءٌ جسيمة .

أيها الأصدقاء .. والصديقات ..

الحديث الصريح الذي نعرضة في هذا البحث لا نتحدى به أحداً سوى الشيطان مثير الفتن ومبلبل العقول الضغيفة التي هي على استعداد أن تَهُبَّ مع هبِّ الريح فتميل حيثما مال وهذه يصعب عليها أن تستقبل الأشعة الفضية لنور المسيح الحي بل تتدثر في العتمة ولا تعمل إلا في الظلام .

—————————–

65- كيف تقولون “من ضربك على خدك فاعرض له الخد الآخر ايضاً..”هل قضية الكرامة منعدمة لديكم يا معشر المسيحيين؟

جاءت هذه الآية (لوقا 29:6) في موعظة الرب يسوع المسيح على الجبل، وتبدأ من آية 17 وتنتهي في آية 49 من الإصحاح السادس. ويمكننا تقسيم هذه الموعظة إلى عدة فقرات. فمثلاً ممكن أن نقول أن آية 29 جاءت في فقرة تبدأ من آية 27 إلى 42.

وأعتقد أن رأس الموضوع في هذه الفقرة هي: المحبة، والرحمة، وعدم إدانة الغير بل الغفران. فيقول الرب يسوع المسيح في آية 27 : “.. أحبوا أعداءكم، أحسنوا معاملة الذين يبغضونكم، باركوا لاعينيكم، صلوا لأجل الذي يسيئون إليكم”. ونرى الرب يسوع يشرح هذه النقطة في الآيات التالية ثم يؤكدها مرة أخرى في آية 35 : “.. أحبوا أعداءكم ونرى أيضا أن الرب يسوع يؤكد ضرورة الرحمة في آية 36وينهي عن إدانة الغير في آية 37 ، ويوصي بالمغفرة في نفس الآية.

إذن مقاييس ووصايا الرب يسوع أعلى جداً وأسمى جداً من مقاييس البشر. فمن طبيعتنا نحن البشر أن نحب من يحبوننا، ونحسن معاملة الذين يحسنون معاملتنا، وندين عيوب الآخرين دون فحص عيوبنا، ولا نرحم من يسيء إلينا. ولكن الرب يسوع يضع أمامنا مقاييس الله السامية ويريد من “أبناء العلي” أن يرفعوا أعينهم إلى أبيهم السماوي ويتمثلوا به. فيقول في آية 35 ، 36 : “ولكن، أحبوا أعداءكم، وأحسنوا المعاملة، وأقرضوا دون أن تأملوا استيفاء القرض، فتكون مكافأتكم عظيمة، وتكونوا أبناء العلي، لأنه يُنعم على ناكري الجميل والأشرار. فكونوا أنتم رحماء، كما أن أباكم رحيم”

ألا ترى يا عزيزي أن المحبة والرحمة والغفران أعلى كثيراً من مسألة الكرامة؟ فالكرامة تعير الذات أعظم أهمية، وتعزز الذات وتضعها في أعلى مقام فوق الآخرين، وهي إلى حد ما نوع من الأنانية والكبرياء. هذه هي طبيعة النفس البشرية. وينهي الكتاب المقدس في عدة أماكن عن تعزيز النفس ووضعها في أعلى إعتبار. فنقرأ في الرسالة إلى مؤمني فيلبي 3:2 “لا يكن بينكم شيء بروح التحزب والإفتخار الباطل، بل بالتواضع ليعتبر كل واحد منكم غيره أفضل كثيراً من نفسه، مهتما لا بمصلحته الخاصة بل بمصالح الآخرين أيضاً. فليكن فيكم هذا الفكر الذي هو أيضاً في المسيح يسوع”

ماذا يا عزيزي فعل الرب يسوع من أجلي وأجلك نحن الخطاة؟ لقد أنكر ذاته وضحى بنفسه من أجل فدائنا وخلاصنا نحن البشر من عقاب الخطية في الجحيم. أخذ عقاب خطايا كل البشر على عاتقه هو، هذا البار القدوس الذي لم يقترف أية خطية قط. وتذكر يا أخي صلاة الرب يسوع وهو على الصليب من أجل من عذبوه وصلبوه في إنجيل لوقا 34:23 “يا أبي إغفر لهم، لأنهم لا يدرون ما يفعلون!”. ونقرأ في الرسالة إلى مؤمني فيلبي 6:2ـ11 في الكتاب المقدس عن الرب يسوع: “إذ إنه، وهو الكائن في صورة الله، لم يعتبر مساواته لله خلسة، أو غنيمة يتمسك بها، بل أخلى نفسه، متخذا صورة عبد، صائراً شبيهاً بالبشر، وإذ ظهر بهيئة إنسان، أمعن في الإتضاع، وكان طائعاً حتى الموت، موت الصليب. لذلك أيضاً رفعه الله عالياً، وأعطاه الإسم الذي يفوق كل إسم، لكي تنحني سجوداً لإسم يسوع كل ركبة، سواء في السماء أو على الأرض أو تحت الأرض، ولكي يعترف كل لسان بأن يسوع المسيح هو الرب لمجد الله الآب”

وأنا أعلم يا عزيزي علم اليقين إن هذا المثل وهذا المستوى الذي وضعه الرب يسوع المسيح أمام أعيننا ليس في طبيعتنا وليس في مقدرتنا نحن البشر. فما العمل إذن؟ ذلك هو عين السبب أن الرب منحنا روحه القدوس ليعطينا المقدرة والقوة على إطاعة وصاياه والسلوك حسب تعاليمه السامية وليس حسب طبيعـتنا الجسدية التي ترتكز على محبة الذات. فنقرأ في الرسالة إلى مؤمني روما 9:8،11 “وأما أنتم، فلستم تحت سلطة الجسد بل تحت سلطة الروح، إذا كان روح الله ساكناً في داخلكم حقاً. ولكن، إن كان أحد ليس له روح المسيح، فهو ليس للمسيح.. وإذا كان روح الذي أقام يسوع من بين الأموات يسكن فيكم، فإن الذي أقام المسيح من بين الأموات سوف يحي أيضاً أجسادكم الفانية بسبب روحه الذي يسكن فيكم”

إذن، روح الله الساكن في المسيحي يحي أفكاره ومشاعره وإرادته حتى يمكنه من السلوك حسب مشيئة الله الطاهرة السامية. ويؤكد الكتاب المقدس ذلك في عدة أماكن منها الرسالة إلى مؤمني فيلبي 13:2 “لأن الله هو الذي ينشيء فيكم الإرادة والعمل لأجل مرضاته”

—————————–

66- ما معنى قول : “أحبوا أعداءكم” (مت 44:5).. وكيف يمكن تنفيذ ذلك..؟

محبة الصديق شئ عادى يمكن أن يتصف به حتى الوثني والملحد.. أما محبة العدو، فهي الخلق السامي النبيل الذي يريده الرب لنا.. إنه يريدنا أن نكره الشر وليس الأشرار..نكره الخطأ وليس من يخطئ.. فالمخطئون هم مجرد ضحايا للفهم الخاطئ أو الشيطان علينا أن نحبهم ونصلى لأجلهم، لكي يتركوا ما هم فيه. أما كيف ننفذ ذلك، فيكون باتباع النقاط الآتية: 1- لا نحمل في قلبنا كراهية لأحد مهما أخطأ إلينا.. فالقلب الذي يسكنه الحب، لا يجوز أن نسكنه الكراهية أيضاً. 2- لا نفرح مطلقاً بأي سوء يصيب من يسئ إلينا.. وكما يقول الكتاب: “المحبة لا تفرح بالإثم” (1كو 6:13).. بل نحزن إن أصاب عدونا ضرر. 3- علينا أن نرد الكراهية بالحب و بالإحسان.. فنغير بذلك مشاعر المسيء إلينا.. وكما قال القديس يوحنا ذهبى الفم: “هناك طريق تتخلص بها من عدوك، وهي أن تحول ذلك العدو إلى صديق”. 4- مقابلة العداوة بعداوة تزيدها اشتعالاً.. والسكوت على العداوة قد يبقيها حيث هي بلا زيادة.. أما مقابلة العداوة بالمحبة، فإنه يعالجها ويزيلها. 5- لذلك لا تتكلم بالسوء على عدوك، لئلا تزيد قلبه عداوة.. ومن الناحية العكسية إن وجدت فيه شيئاً صالحاً امتدحه.. فهذا يساعد على تغيير شعوره من نحوك. 6- إن وقع عدوك في ضائقة تقدم لمساعدته.. فالكتاب يقول: “إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فأسقه” (رو 20:12). 7- يقول الكتاب المقدس أيضاً “لا يغلبنك الشر، بل اغلب الشر بالخير” (رو 21:12).. إنك إن قابلت العداوة بعداوة، يكون الشر قد غلبك.. أما إن قابلتها بالحب فحينئذ تكون قد غلبت الشر بالخير.

—————————–

67 – كيف يتفق قول الكتاب إن الله خلق العالم في ستة أيام، مع آراء علماء الجيولوجيا التي ترجع عمر الأرض إلي آلاف السنين؟

إعلم أن أيام الخليقة ليست أياما شمسية كأيامنا… بل يوم الخليقة هو حقبة من الزمن لا ندرى مداها، قد تكون لحظة من الزمن، وقد تكون آلافاً أو ملايين من السنين، اصطلح علي بدايتها ونهايتها بعبارة “كان مساء وكان صباح”… والأدلة على ذلك كثيرة، نذكر منها: 1- اليوم الشمسي هو فترة زمنية محصورة ما بين شروق الشمس وشروقها مرة أخرى أو غروب الشمس وغروبها مرة أخرى. ولما كانت الشمس ام تخلق إلا في اليوم الرابع (تك 16:1-19).. إذن الأيام الأربعة الأولي لم تكن أياما شمسية، لأن الشمس لم تكن قد خلقت بعد، حتى يقاس بها الزمن. 2- اليوم السابع لم يقل الكتاب إنه انتهي حتى الآن… لم يقل الكتاب “وكان مساء وكان صباح يوماً سابعاً”. وقد مرت آلاف السنين منذ آدم حتى الآن، دون أن ينقضي هذا اليوم السابع. فعلى هذا القياس، لا تكون أيام الخليقة أياماً شمسية وإنما هي حقب زمنية مجهولة المدى. 3- وبكلمة إجمالية، قال الكتاب عن الخليقة كلها، بأيامها الستة: 4- “هذه مبادئ السموات والأرض حين خلقت. (يوم) عمل الرب الإله الأرض والسموات” (تك4:2). وهكذا أجمل في كلمة (يوم) أيام الخليقة الستة كلها… إذن فليقل علماء الجيولوجيا ما يقولون عن عمر الأرض، فالكتاب المقدس لم يذكر عمراً محدداً للأرض يتعارض مع أقوال العلماء. بل إن نظرة الله إلي مقاييس الزمن، يشرحها الرسول بقوله: “إن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة. وألف سنة كيوم واحد” (2بط 8:3). متى خلق النور؟ سؤال ورد في سفر التكوين أن الله خلق النور في اليوم الأول (تك 3:1). بينما ورد إنه خلق الشمس والقمر والنجوم في اليوم الرابع (تك 14:1-18). فما الفرق بين الأمرين؟ ومتي خلق النور: في اليوم الأول، أم في اليوم الرابع؟ الجواب خلق الله النور في اليوم الأول، حسبما قال الكتاب. ولكن أي نور؟ إنه مادة النور. كتلة النار المضيئة التي صنع منها الله في اليوم الرابع الشمس والقمر والنجوم. وفي هذا اليوم الرابع أيضاً وضع الله قوانين الفلك والعلاقات الثابتة بين هذه الأجرام السمائية..

—————————–
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أسئلة يسألها المسلمين والرد المسيحي عليها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 6انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» المحبة سر انتصار الإيمان المسيحي
»  المسيحي الحقيقي
» الخطبة في المفهوم المسيحي♥ ♥ ♥
» مضمون الايمان المسيحي مهم جدا
» صفات مميزة للبيت المسيحي الحقيقي.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور الحياة  :: المنتديات المسيحية العامة - Christian public forums :: معلومات دينية-
انتقل الى: