منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور الحياة

اخبار . رياضة . فن .فيديو. طب. برامج. موضة. طفل. حوادث. بحث. فيس .بوك . تويتر. يوتيوب. جوجل . ادنس. ربح .نت .افلام . ترانيم . مسرحيات. عظات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 5 ... 7, 8, 9 ... 14  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27504
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 4:11 pm

وماذا يعني ذلك في واخذ حياتنا المسيحية؟

1- الروح القدس هو حضور الله نفسه في الكون
يمكن الإنسان أن يؤمن بوجود الله وبأنّ الله قد خلق العالم، ولكنّ هذا الإيمان قد يبقى بعيداً عن الحياة. فالفلاسفة العقلانيّون الألوهيّون في القرن الثامن عشر (من أمثال فولتير) كانوا يؤمنون بإله كهذا، إلاّ أنّهم كانوا يعتقدون أنّ هذا الإله بعد خلقه العالم لم يعد مرتبطاً به بأي علاقة.
إلى جانب هذه الفئة الأولى من المؤمنين بالله يمكننا أن نجد فئة ثانية من أمثال ميخائيل نعيمة، تؤمن بأنّ الله قد أرسل ابنه يسوع المسيح معلِّماً للإنسانية على غرار سائر المعلّمين والأنبياء، وتعتقد أنّ يسوع مات كسائر الأنبياء ولم يبقَ أنه بعد موته إلاّ تعاليمه يقرأها الناس فيتّعظون بها ويحاولون تطبيقها في حياتهم.
إنّ المسيحية هي أعمق من ذلك، ترى في يسوع المسيح ليس معلّماً ومثالاً وحسب بل أيضاً مخلِّصاً، وتؤمن أنّ يسوع المسيح بعد موته قام من أن الأموات ودخل في مجد الآب وأرسل إلينا روحه القدّوس ليمكث فينا ويعمل فينا. ففي المسيحيّة لا يُترك الإنسان لقواه الذاتية، إنّما يستقرّ الله فيه ليعمل وإيّاه على تحقيق كماله الشخصي وكمال الإنسانيّة.
هذا هو معنى إيماننا بالروح القدس الذي به يكتمل وحي الثالوث الأقدس وتظهر صورة الله الحقيقيّة. إنّ تاريخ الفكر البشري بأسره هو بحث مستمرّ عن الله. وفي المسيحيّة الله نفسه هو الذي يأتي إلينا "في ملء الأزمنة" في شخص يسوع المسيح ويمكث فينا بروحه القدّوس. لذلك يدعو بولس الرسول الروح القدس "روح الله" و "روح المسيح" و "روح الرب"، لأنّه به يستقرّ عمل المسيح الحيّ مدى الدهر. بهذا الروح وحده نستطيع بلوغ الإيمان، وبه وحده "نصير للمسيح" (رو 8: 9) وأبناء الله (غلا 4: 6)، وبه وحده نعرف ما أنعم به الله علينا فينكشف لنا سرّه وطبيعته، لأنّ روح الله وحده يعرف ما في الله (1 كو 2: 10- 12).
من هنا تتّضح لنا أهمية ما قامت به الكنيسة الأولى في المجامع المسكونية لتأكيد ألوهية الروح القدس. فالإيمان بتلك الألوهية لا يعني عودة إلى تعدّد الآلهة بل تأكيداً لقرب الله من الإنسان. فكما أنّ الإيمان بألوهية يسوع المسيح ابن الله لا يعني ازدواجية في الله بل قرب الله من الإنسان إلى حدّ أنّه صار واحداً منّا في شخص ابنه يسوع المسيح، هكذا الإيمان بألوهية الروح القدس يعني أنّ الله ليس سيداً عن الإنسان بل يمكث فيه ويحييه ويعمل به. فتأكيد ألوهية الابن هو تأكيد أنّ الله نفسه صار إنساناً، وتأكيد ألوهية الروح القدس هو تأكيد أنّ الله نفسه هو الذي لا يزال يمكث في الإنسان والتاريخ على مدى الزمن.

2- مصدر عقيدة الثالوث الأقدس في المسيحية: الله كما ظهر لنا

استناداً إلى ما قلناه عن الابن والروح القدس يظهر لنا بوضوح أنّ مصدر عقيدة الثالوث الأقدس في المسيحية لن نجده في أيّ من الديانات القديمة بل في ظهور الله نفسه في تاريخ الخلاص. إنّ عقيدة الثالوث لم تُعلن في الإيمان المسيحي انطلاقاً من تخيّلات أسطورية ولا من نظريات فلسفية ماورائية، بل اعتَلَنت بظهور الله في تاريخ الخلاص آباً وابناً وروحاً قدساً. ففي تاريخ الخلاص ظهر يسوع ابن الله متميّزاً عن الآب، فكان في صلاته يخاطب الله داعياً إيّاه أباه، وكان في أعماله يغفر الخطايا ويصنع المعجزات بقدرة الله، فاعترف به الرسل وآمنوا انه "ابن الله" و"الكلمة الذي كان في البدء عند الله" (يو 1: 1، 2).
ليست عقيدة التجسّد حكاية نزول إله من السماء إلى الأرض ليقضي فيه بضع سنوات ثم يعود إلى حيث كان. تلك الأسطورة بجد أمثالها في ديانات الهند. إنّما عقيدة التجسّد تأكيد إيماني أنّ الإنسان يسوع المسيح الذي وُلد وعاش ومات في حقبة معيّنة من التاريخ ليس مجرّد إنسان نقل إلينا كلام الله كما ينقله نبيّ ويبقى في كيانه مستقلاً عن الله. إنّ "ههنا أعظم من نبيّ" (راجع متى 12: 41، 42). إنّ يسوع هو، في عمق كيانه وفي جوهره وفي حياده وموته وقيامته، "كلمة الله"، أي به وفيه ظهر الله نفسُه وأوحى بذاته كما هو. إنّ الأنبياء كلّهم نقلوا إلى البشر كلام الله، أمّا يسوع فهو في ذالّه "كلمة الله". وبما أنّ "كلمة الله" التي من "ذات الله" لا يمكن أن تكون مخلوقة، اعترفت المسيحية بألوهية يسوع المسيح. إلاّ أنّها أصرّت على تأكيد تميّزه عن الله الآب الذي أرسله وبه تكلّم وبه أوحى بذاته إلى العالم.
وكذلك القول عن الروح القدس الذي ظهر متميّزاً عن الآب والابن. فالآب أرسله. وهو "ينبثق من الآب"، ويسوع يرسله إلى التلاميذ "من لدن الآب" (يو 15: 26).
فانطلاقاً ممّا نقرأ في الكتاب المقدّس عن ظهور الله نفسه في تاريخ الخلاص آباً وابناً وروحاً قدساً، عبّر اللاهوت المسيحي في القرن الرابع عن إيمانه بالله بقوله: إله واحد، أبَ طبيعة واحدة في ثلاثة أقانيم. لقد استقى اللاهوت لفظتَي طبيعة وأقنوم من الفلسفة اليونانية وحدّد معناهما بالنسبة إلى الثالوث الأقدس. وقد أراد بتلك العبارة التوفيق بين ما يبدو لعقل البشر متناقضاً: التوحيد والتثليث. إنّ اللاهوت المسيحيّ لم يختلق صورة الله انطلاقاً من تصوّرات العقل البشري، بل عبّر عما اختبره الإنسان في ظهور الله نفسه، الآب والابن والروح القدس.
والآن لنتوسعّ قليلاً في ما ينتج من تلك العقيدة بالنسبة إلى معرفتنا لسرّ الله وسرّ الإنسان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27504
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 4:13 pm

3- عقيدة الثالوث الأقدس تعريف بالله وبالإنسان

نتحدّث مراراً عن
سرّ الله ونؤكّد أنّ عقيدة الثالوث الأقدس في الديانة المسيحية لا تفهمنا
الكثير من هذا السرّ. ولكنّنا ننسى أنّ في الإنسان أيضاً سرًّا يستحيل
علينا إدراكه. وعقيدة الثالوث الأقدس، وإن لم تحلّ سرّ الله ولا سرّ
الإنسان، إلاّ أنّها تدخلنا في السرّين معاً فتلقي عليهمَا بعض الأضواء
وتتيح لنا أن نتّخذ منهما موقفاً. ليست عقيدة الثالوث الأقدس عقيدة نظرية
بل عقيدة ديناميكية، أي إنّها لا تهدف إلى كشف غوامض الماورائيّات وحلّ
ألغاز الكون، بل إلى الدخول في عمق هذا العالم وهذه الحياة لاكتشاف مما
فيهمَا من معنى. إذّاك يتجلّى لنا الله نفسه غاية العالم القصوى والمعنى
العميق لحياة الإنسان.

هكذا تلقي عقيدة الثالوث الأقدس الضوء على
الله والإنسان معاً، بحيث يمكننا القول إنّ أي تعريف بالإنسان لا يتضمّن
علاقة الإنسان بالثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس، هو تصغير
وتشويه للإنسان. لذلك لا نستطيع نحن المسيحيين أن نكتفي فنعرّف الإنسان
بقولنا إنّه "كائن عاقل" أو "كائن اجتماعي"، ففي هذين التعريفين نقص أساسي
هو ارتباط الإنسان بالله. إنّ الإنسان مرتبط بالله في عمق كيانه. لذلك رأى
آباء الكنيسة الشرقيّة أن تجسّد ابن الله لم يكن حادثاً عارضاً في تاريخ
الخلاص تمّ بسبب خطيئة الإنسان وللتكفير عنها، إنا هو أمر أساس في تصميم
الله منذ الأزل وفي عمق إرادته، أي في صميم كيان الله وكيان الإنسان.
يقول
سفر التكوين في العهد القديم إنّ الإنسان خُلق على صورة الله. ويمكننا أن
نضيف اليوم، بعد أن اكتمل الوحي في العهد الجديد، أنّ الإنسان خُلِق على
صورة الله الثالوث، الآب والابن والروح القدس. فالإنسان مرتبط بالآب الذي
خلقه وبالابن الذي خلَّصه وبالروح القدس الذي يؤلّهه. والصورة التي خُلق
عليها الإنسان بنوع خاص هي صورة ابن الله الذي تدعوه الرسالة إلى
العبرانيين "ضياء مجد الله وصورة جوهره وضابط كل شيء بقدرته" (عب 1: 3).
فالإنسان إذاً حاضر منذ الأزل في ابن الله وكلمته وصورته، حاضر منذ الأزل
في الله.
إنّ ارتباط الإنسان بالله في أصل كيانه يجعلنا نجرؤ على
القول من ناحية أخرى إنّه لا يمكننا التعريف بالله منفصلاً عن الإنسان،
ولا سيّمَا بعد أن اختبرنا كلمة الله يتجسّد ويصير إنساناً، وروحَ الله
يحلّ على الإنسان مكث فيه.

نعود فنؤكّد أنّنا بقولنا هذا لا ننظر إلى
الله نظرة الفلسفة الماورائية الميتافيزيقية، بل نظرة الكتاب المقدّس
الوجوديّة الظهورية التي تبرز لا كيان الله كما يمكننا أن نتصوّره في ما
وراء هذا الكون، بل كيان الله كما ظهر في تاريخ الخلاص.
إنّ إله
الماورائيّات هو إله بعيد عن الإنسان، إنه القدرة والعظمة والسيادة، الإله
الذي يتسلّط على الإنسان ويسخّره لإرادته وأهوائه. على هذا الإله ثار،
وبحقّ، الفلاسفة الملحدون من أمثال فويرباخ وماركس ونيتشه. أمّا إله يسوع
فلا يمكن أن يطاله أيّ نقد من إنسان، والملحدون لا يمكنهم التعرّض له
لأنّهم لم يختبروه. هذا الإله الحيّ الحقيقي هو الإله القريب من الإنسان
الذي اختبره رجال الله ورجال الروح، الأنبياء والرسل والقدّيسون، في
الكتاب المقدّس وعلى مدى تاريخ المسيحية. هؤلاء اختبروا في الله عمق
حياتهم ومعنى وجودهم وكمال ذاتهم.

إنّ التزام الله بالإنسان في هذين
الحدثين الأساسين من تاريخ الخلاص، حدث تجسّد كلمة الله وحدث حلول روح
الله على الإنسان، ينتج منه بالنسبة إلى كيان الله وكيان الإنسان نتائج
جوهرية تتخطّى كلّ ما جاءت به الديانات التوحيدية كاليهودية والإسلام
والفلسفات الماورائية التي أقرّت بوجود إله واحد خالق ومنظّم للكون. إنّ
القول بالإله الواحد الأحد يجعل الله منعزلاً عن الإنسان والإنسان منعزلاً
عن الله. أمّا القول بالإله الواحد الثالوث فيجعل الله في صلب تحديد
الإنسان كما يجعل الإنسان في صلب تحديد الله. لذلك ليس الله في نظر
المسيحية فقط الخالق الذي يرتبط بالإنسان ارتباط السيّد بعبيده، كما يقول
الإسلام، وليس هو فقط الخالق الأب الذي يعتني بشعبه عناية الأب بأبنائه،
كما تقول اليهودية، ففي هاتين الديانتين يبقى الله منفصلاً عن الإنسان،
وإن اتّصل به بواسطة أنبيائه ورُسله وأوحى إليه بأنّه الرحمن الرحيم.
المسيحية
وحدها، بقولها إنّ الابن الذي هو أقنوم في الإله الواحد تجسّد وصار
إنساناً ومات على الصليب حبًّا بالإنسان، وإنّ الروح القدس الذي هو أقنوم
في الإله الواحد حلَّ على الإنسان مكث فيه ويعمل معه، أدركت أنّ عظمة الله
لا تكن في بُعد كيانه عن العالم والإنسان بل في اتّحاده بالعالم والإنسان
في أقنومَي الابن والروح القدس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27504
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 4:15 pm

4- سموّ الله وتعاليمه في عقيدة الثالوث الأقدس

ولكن
أليس من خطر في أن يفقد الله، في النظرة المسيحية إلى الإله المتجسّد، صفة
جوهرية من صفاته هي سموّه وتعاليه عن العالم والإنسان؟ أليس من خطر في أن
نرى الله يندمج بالعالم بحيث لا يعود هناك فرق بين الاثنين؟
إنّ هذين
الخطرين يزولان في التفسير الصحيح لعقيدة الثالوث الأقدس التي تتضمّن
ثلاثة أمور: شخصانية الله، وألوهية الأقانيم الثلاثة، وتميّز الأقانيم
أحدها عن الآخر.
أ) شخصانية الله: الله يتميّز عن العالم
الأمر
الأوّل هو تأكيد شخصانيّة الله، أي إنّ الله شخص وليس بمجرّد قوة مبهمة
تعمل في الكون. فالقول إنّ الله قوّة بهمة تعمل في الكون يقود حتماً إلى
دمج هذه القوّة بالكون وعدم تمييزها عنه. أمّا القول إنّ الله شخص في
أقانيم ثلاثة فيزيل هذا الخطر ويبقي على تميّز الله عن الكون. فكما أنّنا،
عندما نقول إنّ الإنسان هو شخص، نعني أوّلاً أنّه متميّز عن سائر الأشخاص،
له كيانه الخاص وحرّيته الخاصة، بهما يمكنه الدخول في علائق مع سائر
الأشخاص، كذلك بطريقة مماثلة، عندما نؤكّد شخصانية الله، نحافظ على
تميّزِه عن الكون وعلى إمكان دخوله في حوار حريّة ومحبة مع الكون والإنسان.
إنّ
مفهوم عقيدة الثالوث الأقدس على هذا النحو يظهر الله مرتبطاً بالعالم
والإنسان دون أن يتطابق معهما كما تقول الحلولية التي ترى تطابقاً بين
الله والكون، فتعتبر أنّ القوّة الكونيّة هي نفسها الله. إنّ المسيحية
تؤكّد أنّ الله مرتبط بالعالم والإنسان ولكنّه يتميّز عنهمَا.
ب) ألوهية الأقانيم: الله يسمو الكون
الأمر
الثاني هو تأكيد ألوهية الأقانيم الإلهية. فالآب هو الله، والابن هو ابن
الله، والروح القدس هو روح الله. والابن والروح لم يخلقه الله، بل هما من
جوهر الله بالولادة والانبثاق. بهذا التأكيد تحافظ عقيدة الثالوث الأقدس
على سموّ الابن والروح وتعاليهما فوق العالم والتاريخ، رغم دخولهما في
العالم والتاريخ. واستناداً إلى هذا التأكيد لا نستطيع القبول بنظرية
الفيلسوف الألماني هيجل (1770- 1831) الذي يعتبر الله روحاً مطلقاً
مندمجاً بالتاريخ إلى حدّ أنّ التاريخ، بتطوّره وتفاعل عناصره بعضها مع
بعض، يصيّره ما هو عليه ويوصله إلى المطلق. فالله، في المسيحية، يعمل في
التاريخ، إلاّ أنّه يسمو التاريخ. إنّ المحافظة على سموّ الله وتعاليه
بالنسبة إلى العالم والإنسان والتاريخ تبقي الإيمان الذي هو لقاء بين الله
الذي يكلّم الإنسان والإنسان الذي يجيب الله، وتحافظ على إمكان حوار
الحرّية والمحبة بين الله والإنسان.
ج) تميّز الأقانيم أحدها عن الآخر
الأمر
الثالث الذي يؤكّد سموّ الله هو تميّز أقنوم الآب عن أقنومي الابن والروح
القدس. هذا ما أعلنته الكنيسة عندما حرمت بدعة الشكلانية التي تقول إنّ
الآب والابن والروح القدس ليسوا سوى أشكال مختلفة رأى فيها البشر الله
الواحد حسب تطوّر عقليتهم البشرية، وإن الأقانيم لا وجود لها إلاّ في
فكرنا نحن لا في طبيعة الله الواحدة. وهناك صيغة أخرى للشكلانية ترى
تطوّراً وتحوّلاً في الله وتقول إنّ الله كان في العهد القديم آباً، ثم
صار بالتجسّد ابناً، وأخيراً بعد قيامته صار روحاً قدساً.
إنّ كلتا
الصيغتين تنفي سموّ الله وتشوّه عقيدة الثالوث الأقدس. فالآب يتميّز عن
الابن والروح القدس بأنّه هو الذي أرسلهما. إنّ سموّ الآب يكمن هنا في
كونه لم يتجسّد. هناك بُعد في الله لا نستطيع الوصول إليه، وهو في الله
الآب مصدر أقنوم الابن وأقنوم الروح القدس.
ثمّ إنّ الله لا يمكن أن
يتطوّر ويتحوّل بظهوره في الزمن. إنّه "هو هو أمس واليوم وإلى الدهور"،
"إذ ليس فيه ظلّ دوران ولا تحوّل". لذلك فإن كان ظهر لنا في التاريخ آباً
وابناً وروحاً قدُساً، فهو هكذا في ذاته منذ الأزل وإلى الأبد.
ينتج من
ذلك التمييز أنّه لا يمكننا القول إنّ يسوع المسيح هو "إله" دون أن نوضح
ماذا نعني بلفظة "إله". فإذا عنينا بها "الله الآب" كان قولنا بدعة
وانحرافاً عن الإيمان المسيحي، لأنّ يسوع المسيح والله الآب ليسا الأقنوم
نفسه بل هما أقنومان متميّزان، أمّا إذا عنينا بها جوهر الألوهة وأكّدنا
أنّ يسوع المسيح هو ابن الله المتجسّد ومن جوهر الآب كان قولنا قويماً.
هذا ما أكّدته المجامع المسكونية التي حرمت بدعة التبنّوية التي كانت
تعتبر يسوع المسيح مجرّد إنسان تبنّاه الله.
فالتمييز إذاً بين أقنومي
الآب والابن لم نصل إليه انطلاقاً من تفكير نظري حول كيان الله بل من كيان
الله نفسه كما ظهر لنا في تاريخ الخلاص.
وكذلك القول بالنسبة إلى
التمييز بين أقنوم الروح القدس وأقنومي الآب والابن، إذ لا نستطيع تأكيد
هذا التمييز إلاّ من خلال ما ظهر لنا في تاريخ الخلاص من امتلاء يسوع من
الروح القدس حتى إرسال الروح القدس على التلاميذ وعلى العالم ليقدّسهم
ويؤلّههم.
هذا هو السبيل الوحيد للتوفيق بين سموّ الله وتعاليه من
جهة ودخوله عالمنا البشري دخولاً حقيقياً أي ذاتياً وجوهرياً من جهة أخرى.
فسموّ الله وتعاليه تعبّر عنهما عقيدة الثالوث الأقدس بقولها إنّ الله لم
يتَّحد بالعالم في أقنوم الآب بل في أقنومي الابن والروح. ودخول الله
العالم واتّحاده به اتّحاداً حقيقياً أي ذاتياً وجوهرياً تعبّر عنهمَا
عقيدة الثالوث الأقدس بقولها إنّ الابن والروح القدس هما من ذات جوهر الله
الآب. والعهد الجديد يميّز بين هذين الأمرين، فلا يطلق اسم "الله" (مع أل
التعريف وباليونانية ) إلاّ على الله الآب؛ أمّا عن الابن فيقول إنه "ابن
الله" و"كلمة الله" و"الرب" و"إله" (دون أل التعريف)، وعن الروح إنّه "روح
الله" و"روح المسيح"، و"الرب".
إن اللاهوت المسيحي، بعودته إلى أصالة
عقيدة الثالوث الأقدس كما عبّر عنها الكتاب المقدّس، يتيح للإنسان المعاصر
تقبّل العقيدة كأمر بنسجم وتطلّبات عقله البشري في توقه إلى اللانهاية وفي
رغبته في عدم التخلّي عن هذا العالم. ففي هذا العالم يلتقي الإنسان الله
الواحد الذي ظهر لنا في شخص ابنه يسوع المسيح مخلصاً وفادياً، وفي روحه
القدّوس ربًّا محيياً ومؤلّهاً. وفي هذا العالم يلتقي الله الإنسان ويعمل
فيه وبه على خلق بشرية جديدة على صورة الثالوث. إنّ عمل الله هذا هو
"النعمة"، والبشرية الجديدة هذه التي على صورة الثالوث هي "الكنيسة".
والنعمة والكنيسة ستكونان موضوعي أبحاثنا في الفصول اللاحقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27504
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 4:17 pm

الباب الثانـــــي
النعـمة والتأله
======
"النعمة"
كلمة ورد استعمالها مراراً في الكتاب المقدّس، ولا سيّمَا في العهد
الجديد، وتحدّث عنها آباء الكنيسة، وكتب فيها اللاهوتيون مؤلَّفات كثيرة،
وحدثت بشأنها خلافات عقائدية بين المسيحيين منذ القرون الأولى حتى الإصلاح
البروتستنتي.
كل ما يعرفه عامّة المسيحيين عن النعمةّ أنها مساعدة
خارجية يمنحنا إياها الله لتسهيل سيرنا في الفضيلة وعمل الخير. إلاّ أنهم
لا يهتمّون لها كثيراً، بل يتكلّمون على جهودهم الخاصّة وأعمالهم الصالحة
للحصول على الخلاص، معتقدين ان الإنسان إنما يستحق الخلاص ويحصل على
الحياة الأبدية بأعماله الصالحة، وهكذا يقعون على غير علم منهم، في هرطقة
بيلاجيوس.
إنّ هذا الموضوع أساسيّ في الديانة المسيحية لأنه يعنى
بعلاقة الإنسان بالله، بخلاصه وتبريره من الخطيئة. لذلك سنحاول في هذا
البحث استجلاء مدلول النعمة والإحاطة بكل معانيها، مبتدئين من مفهوم
النعمة في الكتاب المقدّس (الفصل الأوّل)،
ثم في تاريخ الفكر المسيحي عند الآباء واللاهوتيِّين على مرّ العصور (الفصلان الثاني والثالث)،
وأخيراً في الفكر اللاهوتيّ المعاصر (الفصل الرابع).



الفصل الأول
النعمة في الكتاب المقدس
=========

إنّ أيّ بحث في المواضيع
اللاهوتيّة يجب أن ينطلق من الكتاب المقدّس. ففيه أوحى الله بذاته وبقصده
الأزليّ في ما يختصّ بالإنسان. وفيه عبّر شعب العهد القديم تم الرسل
والمسيحيّون الأوّلون عن إيمانهم بالله وبالعلائق التي يريد إنشاءها مع
البشر.
القسم الأول: العهد القديم
إن المسيح هو "كمال الناموس
والأنبياء"، وفيه "حصلنا على النعمة والحق"، وتحقّق رجاء العهد القديم.
ماذا كان يرجو العهد القديم، وكيف عبّر عن علاقة الله بالإنسان؟ هذا ما
سنحاول توضيحه انطلاقاً من الألفاظ والرموز التي استعملها العهد القديم
للتعبير عن مفهوم النعمة.
أولاً: الألفاظ المستعملة للتعبير عن النعمة
إن
أسفار العهد الجديد قد كتبت باليونانية. إلاّ أن اللغة التي استخدموها قد
تأثّرت كثيراً بالترجمة اليونانيّة للعهد القديم المعروفة "بالترجمة
السبعينيّة"، التي تعود إلى القرن الثالث قبل المسيح. لذلك لا يمكننا فهم
الألفاظ المستعملة في العهد الجديد إن لم نرجع إلى أصلها السامي الغبريّ
كما ورد في أسفار العهد القديم.
أ) الألفاظ التي تعبّر عن محبّة الله ورحمته
1- حِينّ
معناها في اللغة العبرّية واستعمالها في العهد القديم:
تعني هذه الكلمة: الحسن والجمال الذي يجده إنسان في شخص آخر، ثم الحظوة والنعمة. فيقال مثلاً "لقي حظوة في عيني فلان".
وهذه
الكلمة مشتقّة من فعل (حنان) الذي يعني "انحنى بنظره على" ومن ثم "تحنّن
على" ثم تفضّل، منّ على، أحسن إلى، أنعم على، وهب، أعطى.
عندما تستعمل
هذه اللفظة للتعبير عن موقف الله من الإنسان، تعني أنّ الله ينحني على
الإنسان ويتحنّن عليه، فينال الإنسان حظوة لدى الله، مثل نوح وموسى (تك 6:
8؛ 33: 10؛ خر 33: 12).
وموقف الله هذا عطية مجانيّة من قبله، كما يقول
في سفر الخروج "أتحنّن على من أتحنّن وأرحم من أرحم" (33: 19). إلاّ أن
عمل الخير يجلب حنان الله، كما يقول النبيّ عاموس: "أبغضوا الشر وأحبّوا
الخير، وأقيموا الحكم في الباب، فعسى الرب إله الجنود يحنن على بقية يوسف"
(5: 15).
ونجد مراراً هذه اللفظة مقترنة بلفظة "رحوم" في العبارة
التالية "" (رحوم وحنون): "الرب إله رحوم وحنون، طويل الأناة كثيرة
المراحم والوفاء" (خر 34: 6).
* ترجمة هذه اللفظة إلى اليونانية وسائر اللغات
-
لقد ترجمت السبعينية هذه اللفظة بكلمة ، التي تعني في اليونانية
العامّة حسن الجمال، والحظوة عند الناس (الاصل  يعني اللمعان، ومنه
الفرح )، وفي اللغة الدينيّة تعني الحظوة عند الله.
- أمّا كلمة
نعمة في العربية فمشتقة من فعل نَعِمَ أي رَفَهَ. فيقال نَعِمَ عيشه أي
طاب ولان واتّسع. و"نَعِمْتُ بهذا عيناً" أي سررت به وفرحت. وأنعم الله
النعمة عليه أي أوصلها إليه. وفي العبريّة كلمة مشابهة في الأصل وهي
(نُعَم) وتعني أيضاً الحسن والسرور واللطف والفضل، وقد جاءت في المزمور
89: 17 "ولتكن نعمة الرب إلهنا علينا، وعملَ أيدينا وفّقْ لنا". وقد
ترجمتها السبعينية بكلمة  أي "بهاء".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علا المصرى
مشرفة
مشرفة
علا المصرى


عدد المساهمات : 18120
نقاط : 27504
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/05/2014
العمر : 30

 "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"     "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"  - صفحة 8 I_icon_minitimeالأحد أغسطس 10, 2014 4:19 pm

- الترجمة اللاتينية استعملت كلمة gratia ومنها أتت كلمة grace الفرنسية.
1- (حيسيد)
تعني
هذه الكلمة: الصلاح والرأفة والنعمة، وتتضمّن دوماً معنى الأمانة في محبة
الله لشعبه. لذلك ترتبط مراراً بالعهد، كما يقول أشعيا: "إن الجبال تزول
والتلال تتزعزع، أمّا رأفتي فلا تزول عنك، وعهد سلامي لا يتزعزع، قال
راحمكِ الرب" (54، 10)، "إنّي أعاهدكم عهداً أبديّاً على مراحم داود
الأمينة" (55: 3؛ راجع أيضاً 54: 8؛ مز 50: 1).
وتدل على ذلك اللازمة التي تعود بعد كل آية من المزمور 136 "فإنّ إلى الأبد رحمته".
وهذه
الأمانة نفسها يطلبها الله من الإنسان، كما في النبيّ هوشع: "ليس في الأرض
حقّ ولا رحمة ولا معرفة الله" (4: 1)، "إنّي أريد رحمة لا ذبيحة، ومعرفة
الله أكثر من المحرقات" (6: 6).
نشير إلى وجود فرقة من اليهود تدعى
"حسّيديم"، أي الأتقياء الأمناء، أسّسها في أوكرانية وبولندة رابي بعلشيم
طوف (1699- 1760). ثم انتشرت في أنحاء أوروبة الشرقية وانتقلت إلى أوروبة
الغربية، وبعد الاضطهاد النازيّ إلى الولايات المتّحدة.
السبعينية ترجمت هذه الكلمة بلفظة ، واللاتينية misericordia ومنها أتت كلمة misericorde الفرنسية.
العربية ترجمتها بلفظة "رحمة" أو "رأفة". إلاّ أنّ هاتين اللفظتين لا تؤدّيان جميع معاني الكلمة العبرية.
3- (ريحيم)
تعني
في الأصل رحم المرأة وأحشاءها، مركز العطف والرحمة. تشير هذه الكلمة إلى
الشعور والتأثّر في التعبير عن الحبّ، ولا سيّمَا بين الوالدين والأولاد
وبين الأخوة والأخوات.
السبعينية ترجمت هذه العبارة بلفظة  وأحياناً بلفظة 
اللاتينية ترجمتها بلفظة misericordia والفرنسية بلفظة pitie

العربية
تؤدّيها أحياناً بلفظة "رحمة"، وأحياناً أخرى بلفظة "رأفة". ولفظة رحمة
أقرب إلى الكلمة العبريّة. إلاّ أنّ "الرأفة" أقرب إلى المعنى. لأنّ فعل
"رئف به" يعني، حسب القاموس، "رحمه أشدّ رحمة" (المنجد).
إنّ هذه الكلمات قريبة بمعناها، تدلّ كلّها على محبة الله ورحمته وعطفه ونعمته، ولا سيّمَا تجاه الفقراء والضعفاء والخطأة.
ب) ألفاظ أخرى متّصلة برحمة الله
1- (إيمت)
تعني
الأمانة الثبات في العلاقة بين الأشخاص، والحقّ والصدق. وقد ترجمتها
السبعينية بلفظة  التي تعني "غير الخفيّ" أي الحق، من الناحية
الفلسفية. فبينما تركّز اليونانية على الناحية الفكرّية والعقليّة، تشير
العبريّة إلى العلاقات بين الأشخاص. وتلك العلاقات هي علاقات حقّ وأمانة.
فالله
أمين في مواعيده: "إعلم أنّ الربّ إلهك هو الله الإله الأمين، يحفظ العهد
والرحمة لمحبّيه وحافظي وصاياه إلى ألف جيل" (تث 7: 9).
وترتبط هذه اللفظة مراراً بلفظة (حيسيد= رحمة) للدلالة على أن رحمة الله هي أمينة ثابتة إلى الأبد:
- "الرحمة والحق" تلاقيا، العدل والسلام تلاثما" (مز 84: 11).
- "وأمّا النعمة والحق فبيسوع المسيح قد حصلا" (يو 1: 17).
2- (مشباط)
تعني
العدل (تصيدق) أي الصدق والبرّ. الكلمة الأولى تعني عدل الله وحكمه لإحلال
السلام وتثبيت النظام. والكلمة الثانية تعني الالتزام بالنظام أو بالعهد
أو بالشريعة.
ترتكز هاتان اللفظتان على فكرة العهد المأخوذة من
الحضارات المجاورة للشعب اليهوديّ. فنجدها مثلاً في حضارة الحثّيّين (سكان
شمالي سوريا وأواسط تركيا). فكان الملك يقوم بمعاهدة مع قبيلة عائشة على
حدود مملكته. وتتضمّن تلك المعاهدة بعض الأحكام والشرائع التي يجب
اتّباعها. ومن يخالفها يقع تحت العقاب الشديد. ويتعهّد الملك من جهته
بالأمانة والحماية. وقد اتبعت العهود بين الله وإبراهيم وموسى المنهج
نفسه. فمن جهة يلتزم الشعب بإتباع وصايا الله وشرائعه، ومن جهة أخرى يعد
الله الشعب بأن يكون معه ويحميه وينصره على أعدائه.
لذلك لعبت الشريعة
دوراً كبيراً وكان لها شأن هام في حياة الشعب اليهوديّ الدينيّة. فالإنسان
الصدّيق هو الذي يحفظ بدقّة أحكام الشريعة.
اليونانيّة ترجمت هذه
الكلمة بلفظة ، وتعني المحافظة على قوانين المدينة وعوائدها.
وهذه من علامات الحضارة. أمّا الشعوب البربريّة فليس لها أنظمة وقوانين
تتبعها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 8 من اصل 14انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 5 ... 7, 8, 9 ... 14  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» سيرة الراهب المتوحد المعاصر ابونا عبد المسيح الاثيوبى
»  أسرار اللاهوت
»  علم اللاهوت الطقسي
» اللاهوت الإفتراضى
»  اللاهوت العقلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور الحياة  :: المنتديات المسيحية العامة - Christian public forums :: الطقس والعقيده والاهوت-
انتقل الى: