الخيانة الزوجية ظاهرة آخذة في الاتساع

اتسعت ظاهرة الجرائم الناتجة عن الخيانات الزوجية في بعض البلاد العربية مؤخرا حتى صارت أخبارها شبه يومية. وتشير دراسة فرنسية حديثة إلى ان 41٪ من الأزواج الذين يقيمون علاقات خارج الزواج يعترفون بالعلاقة غير الشرعية، فيما تتباين المقاربات لقضية الخيانة الزوجية تبعا للمعطيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. ففي فرنسا أكدت الدراسة ان 47 ٪ من الفرنسيين يعتبرون الخيانة الزوجية «مقبولة»، بينما قال 78 ٪ من الأزواج على مستوى العالم انهم يرفضونها باعتبار أنها غير أخلاقية». أما عربيا فلا تتوافر إحصائيات دقيقة بشأن هذه الظاهرة التي أصبحت تثير المزيد من الجدال وخاصة مع الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي.
«القدس العربي» حاورت الدكتور أحمد شوكة استشاري الأمراض النفسية والمحاضر في جامعة ايسيكس في بريطانيا بشأن هذه الظاهرة فقال:
الخيانة الزوجية أو العلاقة خارج الزواج ظاهرة تاريخية عمرها من عمر الزواج نفسه، وهي موجودة في كل المجتمعات والثقافات والحضارات. الشيء الجديد بالنسبة لنا هو ان الناس بدأت تتكلم عن هذه الظاهرة أكثر. أما علماء الاجتماع وعلماء النفس فينظرون إلى هذه الظاهرة كل من زاويته. فالبعض يقول ان الرجل بطبعه وسوسيولوجيته وعقله وكيميائه وفكره يحب التعدد، أما المرأة على العكس تماما فهي تحب الأحادية، وهذا يجرنا إلى نقطتين في غاية الأهمية هما كيمياء العلاقة الزوجية وكيمياء الرغبة. العلاقة الزوجية فيها أمور هامة مثل الانضباط والالتزام والمضمون، فلو إختل أي ضلع يحصل إختلال في العلاقة الزوجية.
أما كيمياء الرغبة العاطفية أو الرغبة الجسدية فلها إرهاصات كثيرة منها الموصلات الكيميائية في المخ، ومنها المستوى الاجتماعي والمستوى الثقافي بين الزوجين.
هناك نظرية تشير إلى انه يحدث بعد فترة من الزواج حالة ركود في العلاقة أو الملل والفتور في منظومة الزواج وهذه يطلق عليها الانكليز «حمى أو مرض السنة السابعة». وهناك دراسات وجدت ان السنة السابعة سنة حساسة ودقيقة جدا في العلاقة الزوجية، والسبب هو ان كل طرف يحاول اكتشاف الآخر ولما يفتر هذا الاكتشاف يبدأ أحد الطرفين البحث عن شيء أو شخص جديد يحاول اكتشافه، وهذا نوع من البحث عن اللذة وعن الرغبة وعن المجهول وعن ما يجلب الإثارة داخل الإنسان.

أسباب الخيانة

وعن الأسباب التي تؤدي إلى العلاقة خارج الزواج، قال الدكتور شوكة: فقدان التناغم الزوجي كأن كل طرف يعزف على آلة مختلفة. الخيانة تحدث عند الرجال والنساء. المشكلة في الرجل هي انه لا يستطيع ان يكذب وتكتشف خيانته بسرعة عكس المرأة فهي أكثر ذكاء وتتحكم في عواطفها ومشاعرها وتعرف ما تريد، وهذا كلام علمي وفسيولوجي. وهناك أبحاث حول مخ الرجل ومخ المرأة تؤكد هذا الإختلاف. وعموما فأساس العلاقة خارج الزواج موجود في كل المجتمعات كأن يشعر الرجل بوجود امرأة مهتمة به فيبادلها الاهتمام لأنه يفتقد هذا الاهتمام في البيت. أو عندما تضيع الثقة بين الزوج والزوجة وتشعر الزوجة بالخيانة كما يشعر الزوج بالخيانة أيضا، ويحصل نوع من تأجج المشاعر والغضب النفسي والنفور، وبالتالي يؤدي ذلك إلى العنف والقتل بدافع الانتقام ويؤدي إلى زيادة معدلات الطلاق.
ويؤكد دكتور شوكة ان بعض الوظائف والأعمال تؤدي وتحفز على بناء علاقات خارج إطار الزوجية مثل: عمل الأطباء في المستشفيات لساعات طويلة واحتكاكهم بالممرضات، 24 ساعة يأكلون ويعملون وينامون في المكان نفسه. القريب من العين قريب من القلب والاختلاط في العمل يؤدي إلى هذه العلاقات، وأيضا في المؤسسات، ففي بريطانيا مثلا معظم حالات العلاقات خارج الزواج تحدث بين المدير والسكرتيرة أو موظفة تعمل معه. وبالطبع الخيانة عن طريق الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

تفادي الخيانة

وبالنسبة لكيفية تفادي وصول الأمور إلى الخيانة، قال الدكتور شوكة: يحضرني هنا المثل المصري الذي يقول (كل حاجة بالخناق إلا الزواج بالاتفاق)، ونصيحتي ان أي اثنين عاشا مع بعض، ولسبب أو لآخر العلاقة بينهم فترت ولم يعد هناك تفاهم فالأفضل الانفصال وبعدها يبحثان عن علاقات أخرى. وليس من الضروري ان يضع كل شخص اللوم على الآخر ويتهمه بأنه المتسبب في الخلافات، فقد يكون الاثنان في منتهى الأخلاق لكن غير مناسبين لبعض ولا توجد كيمياء بينهم وحصل اختلاف وينتهي الموضوع دون خيانة.
والإنسان بطبيعته يحب الاكتشاف ويجب الاعتراف هنا بأن بعض الرجال لا يريدون التخلي عن الراحة في البيت ولا عن الزوجة ولا الأطفال لكن في الوقت نفسه يريدون ان تكون لهم تجارب خارجية، يريدون ان يجمعوا بين الماء والنار وهذا يحصل.
وينصح أخصائيو العلاقات بأن تكون في العلاقة الزوجية مساحة شخصية أو متنفس فتذهب الزوجة مع صديقاتها مثلا وتأخذ فرصة تقوم بأشياء تحبها وتشعرها بكينونتها، والرجل أيضا من حقه ان تتاح له هذه المساحة بأن يسافر في رحلة قصيرة يعود بعدها أكثر نشاطا واشتياقا للزوجة والأبناء. ونصيحتي للزوج والزوجة بعد فترة الإنجاب والتغير الفسيولوجي الذي يحدث لها وله يجب إضافة البهارات لحياتهما الزوجية عن طريق فسحة خروج من البيت، هواية مشتركة، وهناك حقيقة مجموعة أمور ينصح بها لأن الإنسان بطبعه يحب التغيير والتجديد والملل يحصل في علاقة الزواج مثلما يحدث في أي علاقة.

عواقب الخيانة

الخيانة تؤدي إلى القلق والتوتر والشعور بالذنب والاكتئاب وقد تؤدي إلى إهمال الطرف الآخر أو بالعكس يشعر من يخون الطرف الآخر بأنه مهتم به لأبعد الحدود حتى لا يشعر بأنه يخونه.
والمرأة التي تكتشف خيانة زوجها ولا تتركه، هي امرأة قوية… فهي متزنة في مشاعرها لأن المرأة تحب الاستقرار والأحادية في العلاقة وعندها الأولاد الذين يشعرون بالامتدادية والسعادة، وهي متأكدة بأنه سيعود في النهاية لها ولبيته مهما خانها وأخطأ في حقها. العلاقة خارج منظومة الزواج لا تكون طويلة وقد تنتهي خلال سنة أو ثلاث سنوات. وهذا لا يعني ان علاقة الزواج لا تتأثر بهذه الخيانات لأنها تحدث شرخا دائما فنحن في النهاية بشر ومجموعة من الأحاسيس والمشاعر والخلجات.

تجارب حقيقية

السيدة (رانيا) من فلسطين تقول: زوجي خانني على الرغم من انني لم أقصر. كنت الزوجة المثالية أهتم بأولادي وبكل طلباته، واللوم ليس فقط على الرجل المرأة التي يتعرف عليها هي أيضا مشاركة في الخيانة فهي تعرف انه متزوج وان زوجته حامل، الضحية دائما تكون الزوجة خصوصا عندما تسامح لكن هناك شيئا انكسر، وإذا تكررت الخيانة فالطلاق هو أنسب الحلول، وهذا مافعلته على الرغم من إصراره المستمر على العودة لي.
أما السيدة (فيفيان) من العراق فتقول انها اكتشفت خيانة زوجها بالصدفة فطبيعة عمله تتطلب السفر بشكل دائم وقد تعرف زوجها بامرأة أخرى، اكتشفت ذلك من خلال هاتفه المحمول، وهي تشعر بجرح كبير، ولم تعد تثق بالرجال، كما تقول، حتى انها لم تعد تثق بنفسها في اختيار الرجل المناسب بعد ان طلبت الطلاق من زوجها الذي لم يعد يعني لها شيئا، ولم يعد فارس أحلامها ومثلها الأعلى. هو انتهى من حياتها لم يعد يربطها به إلا الأولاد الذين تأثروا بشكل كبير بسبب هذه الخيانة.

رأي الدين

الشيخ أحمد مطر من دار الدعوة الإسلامية في لندن قال لـ «القدس العربي»: الخيانة الزوجية أمر خطير جدا ومحرم شرعا يترتب عليه أحكام شرعية مختلفة. ولا يجوز إطلاقا من الناحية الشرعية ومن الناحية الأخلاقية والإسلامية، وبالطبع نحن ننصح الشخصين الراغبين في الزواج ان تكون علاقة الزواج علاقة دائمة وليست علاقة وقتية، وهي عهد بينهما لتكوين أسرة مستقلة، وكيان إنساني في هذا المجتمع ونفترض فيه الإستمرارية. وأضاف: عملية اكتشاف الخيانة لا تأتي بالشك فقط هذا موضوع عميق جدا ولابد فيه من الأدلة الثابتة، ولا يجوز للزوجة ان تقول انها شعرت ان زوجها يخونها أو سمعت زوجها يتكلم مع أخرى، ويجب إثبات هذا الأمر قبل الشروع في طلب السماح والمعذرة من عدم تكرار ذلك أو الشروع في طلب الطلاق والانفصال.

مشكووووووووووووووووووووور

» كشف الخيانة الزوجية للزوج بالعلاقة الحميمية
» الخيانة الزوجية
» انواع الخيانة الزوجية
» تجنب الخيانة الزوجية
» للتخلص من وساوس الرغبة فى الخيانة الزوجية