لم تكن سوى ساعة واحدة التي افترقا فيها بعد زواج دام 72 عامًا، قضتها "نورما" (90 عامًا) تراقب "جوردون" (94 عامًا) زوجها الذي توقفت أنفاسه، وظلّت ضربات قلبه تنبض على شاشة جهاز تنظيم القلب، وهما متشابكان الأيدي، يعتقد أبناؤهم أنهم اختاروا بعضهم البعض، وأبقوا على وعدهم بالبقاء سويًا، وكانت قصة حب حقيقية، ولم ينفصلا أبدًا، حتى تم نقلهما إلى المستشفى بعد إصابتهما في حادث سيارة مأساوي.
وولد جوردون ونورما في ولاية أيوا، لكن انطلق جوردون إلى مزرعة في ولاية مينيسوتا مع عائلته، إلى أن عاد وهو في الـ16 عامًا للعمل في كراج شفروليه، حتى تقابل بـ"نورما" ووقع في حبها وهو لا يزال يدرس في المدرسة الثانوية، وكان حفل زفاف الصغيرة في نفس يوم الذي تخرجت فيه "نورما" بعد أن طلبها للزواج، وكانت السنوات الأولى القليلة قضياها معاً في كاليفورنيا، وعمل جوردون عامل لحام في أحواض بناء السفن خلال الحرب العالمية الثانية وتطوع ليلاً للمجهود الحربي.
وأربعة أبناء هم ثمار زواجهما، دونا ولد في عام 1940، وروجر عام 1943، وجوردون عام 1946 وأصغرهم دينيس في عام 1949، بعد الاحتفال بعيد زواجهما الـ70، وقال دينيس إن والديه كانا يفضلا قضاء الوقت في مشاهدة الرياضة، والمشي قليلاً معا، وأضاف دينيس أن والده جورودون، دائمًا كان يقول إن عينيّ نورما لم تتركاه حين يذهب لأي مكان، فهي تريده البقاء بجانبها دائمًا وهو أيضًا.
وفي يوم الحادث، كانا معا في رحلة إلى مدينة وأثناء سيرهم اصطدمت السيارة بأخرى أمامهما على الطريق، وقال تقرير الشرطة إن السائق حاول تجنب الاصطدام، ولكنه لم يكن قادرًا على وقف في الوقت المناسب، وبعد نقل جوردون ونورما إلى المستشفى تشاركا في غرفة للعناية المركزة، وحتى توقفت أنفاس جوردون، وهما متشابكان الأيدي، يتشاركان ضربات قلبهما على جهاز القلب، مما أخّر سماع صوت الجهاز لإشارة بوفاته، الأمر الذي أثار دهشة أبنائهما، إلى أن كشفت السر الممرضة، ولم تمر ساعة إلا ورافقته "نورما".