حديث الايمان
*الايمان علاقه مع الله في صلاه وسلوك
ليس الايمان مجرد اعتقاد بوجود الله لان هذا عمل يشترك فيه المؤمن مع غير المؤمن ، بل ان الكتاب يقول : " الشياطين تؤمن وتقشعر " فهي تؤمن ولاتحب ، ولكن الايمان الحقيقي ان يكون لنا علاقه مع الله في صلاه او سلوك ، ويكون هذا الاله الذي نؤمن به حالا فينا ، فاذا ضعفت الفضائل عند الانسان فهذا نتيجه لضعف الايمان .
* اذن ماهو الايمان الذي يتكلم عنه الكتاب ؟ !!!
* الايمان في الكتاب المقدس
( 1 ) الايمان ثقه
يحدد الكتاب المقدس الايمان بانه ثقه بالامور التي لاتري كانها تري وبالآتيه كانها حاضره ، هو قفزه من المنظور الي اللامنظور ومن الحاضر الي الآتي وهذه القفزه هي عمليه ثقه .
ومن يثق في احد فهو يجعل علاقه شخصيه بينه وبين من يثق به ، يجعله في قلبه ويدخله الي نفسه وحياته .
( 2 ) الايمان محبه
انا اؤمن بالله اذن اقبله سيدا علي وبالتالي اخضع لما يريد واقيم علاقه شخصيه بيني وبينه واعتبره صديقا، اي ان الايمان ان اجعل الله مأمنا اي ملجأ اطمأن اليه فلا اخاف.
لذلك فالايمان بمعناه اللغوي امن فهو يطل علي المحبه " لاخوف في المحبه " (يوحنا الرسول )
والمؤمن هو من انتقل من الملاجئ التي له في الدنيا ( مثل طفل ملجأه هو امه او كبير ملجأه هو امواله او اشخاصا بشر يثق فيهم ) الي هذا الملجا الوحيد وهو الله .
( 3 ) الايمان بالله اطمئنان اليه
المؤمن هو من يطمأن فقط الي الله ، ماذا يعني هذا ؟ !!
يقول الكتاب : " الرب عن يميني كي لا اتزعزع " ، " الرب صخرتي " ، " الرب حصني وملجأي الهي فأتكل عليه " ، لذلك لايقدر النسان ان يكون مؤمنا ويطمأن للمخلوق ( اي يري فيه راحته وسلامه الكامل ) .
حتي لو كان انسانا به فضيله فيمكن ان ارتاح اليه ولكن حتي فضيلته هذه ليست كامله وهذا يعني اني لا استطيع ان ارتاح اليه مئه بالمئه ، صحيح يجب ان نشجع انسانا تائبا ونجعله يكتشف الخيرات في نفسه ولكن طبعا لانستطيع ان نثق فيه كليا .
وعندما نثق في انسان نكون واثقين في النعمه الالهيه التي فيه اي في الله الذي في هذا الانسان ويمده بهذا الخير وهذه الفضائل ، فاذا انسحب الله منه بابتعاده عن الله يكون كالعشب اليابس " كالهباء الذي تذريه الريح عن وجه الارض " .
وهذا يجعلنا كمسيحيين نختار اصدقائنا بالمعني الصحيح اي لاتقوم الصداقه بيني وبين شخص الا اذا كان عنده الله والله هو الذي يقيم الصداقه ويؤسسها .
اذن فالايمان هو ان نطمأن الي الله كالمرجع الوحيد .
( 4 ) الايمان يحمي من الخطيه
ان الانسان يخطئ لانه يحب ذاته ويجب ان يفرض ذاته ويثبت وجوده من خلال ذاته اي بالكبرياء وتثبيت الانا مقابل الله والناس ، ولكن اذا كان الانسان مجردا عن التعلق بالمخلوقاتوكان شاخصا الي الله بكل جوارحه ويعترف بان الوجود هو الله فقط ، ومن يعترف بالتالي انه ابن لله فهذا الايمان يقيمه ويثبته ، هذا النسان الذي يري بنوته لله باستمرار مولودا بالنعمه فلايخطئ ، فعندما نخطئ فقد تزعزع ايماننا.
والخطيه هي ان الانسان لايدري اين يتوجه ، حيث ان الله هو الجهه الوحيده القائمه الثابته التي لاظل فيها ولادوران ، فاذا لم نكن متجهين الي الله فاننا نصير مشتتين اي متجهين الي اي اتجاه ، وهذا ينطبق علي اي نوع من الخطايا ، فكل انواع الخطايا هي مظاهر لوا قع واحد :
ان الانسان ليس شاخصا الي الله وبالتالي ليس قائما علي صخر فهو عرضه للامواج .
( 5 ) الايمان يفرض سلوكا
لايمكن للانسان ان يكون رايه مستقيما الا عندما يكون متصلا شخصيا بالرب فلابد من الايمان حتي يكون الانسان علي استقامه الراي ، فمثلا لكي يسلك الانسان بالصدق لابد من الايمان اذ ان الصدق الكامل يتطاب شجاعه هائله واحيانا ينبذ الانسان من المجتمع ، ولكي يضبط الانسان نفسه يحتاج الي اليمان بوجود السماء ووجود الجحيم والا يتمتع بكل متع الحياه ويقول : "نأكل ونشرب لاننا غدا نموت " .
( 6 ) الايمان ان المسيح هو مخلص العالم
الايمان ان المسيح هو مخلص العالم وان عمل الخلاص اتي في التجسد والموت والقيامه ، لذلك فقد برهن الله انه يستحق ثقتنا به لانه لم يشفق علي ابنه الوحيد ، اي اظهر لنا محبته التامه الكامله المطلقه ولذلك اثار فينا الايمان .
وعندما نؤمن بهذا الاله المتجسد الفادي المحب ، يصير هينا ان نفهم العقائد المسيحيه التي تبدو للوهله الاولي متشعبه وصعبه ، كيف هو اله ويتانس ويبقي الها وهو انسان ؟ ، وكيف بعد الموت هو اله وعلي الصليب وفي القبر وخارجه ايضا ؟ ، انها اسئله شرعيه ويمكن ان ترد ، ولكن لايمكن ان يجيب عليها الا من اعتبر الرب ملجأه وسلك بموجب هذا .
فبتسليم حياه الانسان الي المسيح وتطهير السلوك تهون عليه بقيه الامور ، ويراها مربوطه متماسكه ، ويري ان العقيده المسيحيه ليست الا توضيحا للفداء الذي تم علي الصليب وفي القبر .
فالمسيح المخلص اله كامل وانسان كامل معا ، لانه ان لم يكن الها فمعني ذلك ان الخلاص لم يتم ، وان لم يكن انسانا اي لا احد صلب والفداء ايضا لم يتم ، ولكن الفداء تم ، لذلك فالمسيح اله وانسان معا ، وهذا الفعل الخلاصي الذي جري في المسيح يجعل الله مأمنا لنا او ملجأ .
ولا يؤمن بالله الا الالهي اي المقتبس من نور الله ، الله هو هذا الاكسير الحقيقي الذي اذا مس انسانا آخر يجعله كائنا الهيا .
( 7 ) الايمان ان نحول انفسنا باستمرار
الايمان هو ان نحول انفسنا باستمرار ونتوب حتي نكون قادرين ان ندخل الله الي النفس ، هذه هي الضمانه لكي يكون فكرنا سليما ورأينا صحيحا .
ونحن لانتطهر علي اساس القرار الذي نتخذ بان نتطهر ، بل بالشخوص اليه تعالي نتطهر بالحقيقه فيكون رأينا سليما وارثوذكسيتنا قائمه .
وعلي هذه الطريقه بالصلاه وقراءه الكتاب المقدس وملاحظه السلوك ، يبقي الله هو المصدر الوحيد المنقذ لحياتنا