حب الشباب الشائع هو مرض جلدي يحدث عندما يحصل انسداد
لجريبات الشعر بالزيوت و الخلايا الميتة، و عادة ما تظهر على منطقة الوجه،
الرقبة، الصدر وأعلى الظهر.
مع أن حدة الحالة قد تختلف من شخص إلى آخر، إلا أنها عادة ما تسبب الضغط
النفسي و العاطفي، كما تتميز ببطء شفائها و استمرارها لفترات قد تكون
طويلة، كما قد تترك بعضها آثارا دائمة على الجلد.
عادة ما تظهر الحبوب أولاً خلال البلوغ، نتيجة لاجتماع عدة عوامل، منها
التحريض الأندروجيني الذي يؤدي إلى إفراز مفرط للشحم وتقرن جريبي، و
الاستعمار بواسطة جرثوم إيجابي الغرام يدعى البروبيونية، والتهاب موضعي،
جرثوم حب الشباب ينتج التهاب من خلال انتاج منتجات خارج خلوية مثل انزيمات
ليباز، بروتياز، وهيالورونيداز وعوامل جانبية كيمائية.
ينتشر عند الذكور أكثر من الإناث من عمر ١٠-١٧، ولكنه قد يتأخر حتى سن ال٢٥ سنة.
الأسباب تنتج حبوب الشباب عادة عند ما يحصل انسداد في جريبات الشعر بسبب
تجمع الزيوت و الخلايا الميتة،حيث تتصل هذه الجريبات بجريبات دهنية تفرز
مادة زيتية أو دهنية تسمى الزهم (سيبم Sebum) و التي تنتقل على طول الشعرة
إلى الجلد لتعمل على ترطيبه. و لكن عندما يفرز الجسم كميات كبيرة من هذه
المادة لسبب أو للآخر، تقوم (مع الخلايا الميتة) بسد الجريبات و القنوات في
تلك المنطقة مهيئة بيئة مناسبة لنوم البكتيريا.
في أغلب الحالات، تعد الوراثة العامل الرئيسي المسؤول عن حب الشباب الشائع،
حيث قد تنتقل الجينات المسببة لللمرض من الآباء إلى الأبناء (وراثة جسمية
متنحية)، إلا أنه و في معظم الحالات تلعب العديد من العوامل الأخرى دورا في
التحريض على الإصابة مثل:
- بعض المواد و المستحضرات التجميلية المستخدمة على البشرة و الشعر
- بعض أنواع الأدوية مثل الستيرويدات، الليثيوم، بعض علاجات الصرع أو الإختلاج، و اليود.
- زيادة إفراز الأندروجين في الدم، كما في حالات إعتلالات الغدة الكظرية، تكيس المبايض، بعض حالات الحمل و غيرها
- وجود جسم أو مادة تسبب انسدادا لمسامات البشرة
- التعرض المفرط لأشعة الشمس: على الرغم من أن أشعة الشمس قد تسبب تحسنا
لبعض حالات حب الشباب إلا أنها قد تسبب تفاقم الحالة في مرضى آخرين.
- التقرن الجريبي،ينجم عن تغير في نموذج التقرن في الوحدة الشعرية الزهمية،
حيص تصبح المادة القرنية أكثر كثافة وتعيق إفراز الزهم. هذه السدادات
القرنية تدعى بالزؤانات. إن السدادات الزؤانية والتأثر المعقد بين
الأندروجينات والجراثيم العدية في الوحدات الزهمية المسدودة يؤدي إلى نشوء
التهاب. وتحرض الأندروجينات الغدد الزهمية على إنتاج كمية أكبر من الزهم.
وتحتوي الجراثيم على الليباز الذي يحول الدسم إلى حموض دسمة ويؤدي لإنتاج
وسائط ماقبل التهابيةمثل الإنتركولين . وتسبب الحموض الدسمة والوسائط قبل
الالتهابية ظهور استجابة التهابية في الوحدة الشعرية الزهمية.وتتمزق جدران
الجريب المتوسع وتدخل محتوياتها إلى الأدمة، محرضة استجابة التهابية مثل
ظهور حطاطات وبثرات وعقيدات، ويؤدي الالتهاب إلى ندبات على سطح الجلد
وتشويه.
- الأدوية مثل الستروئيدات القشرية ومانعات الحمل الفموية والأندروجينات مثل التستوستيرون واليود والبروم والليثيوم والإيزونياسيد
- الشدة العاطفية
الأعراض والعلامات يقسم المرض حسب شدته إلى عدة درجات هي:
- الدرجة الأولى: ظهور رؤوس سوداء متعددة بون أن يرافقها التهاب، و تعتبر المرحلة الأولى التي قد تؤدي إلى المراحل التلية.
- الدرجة الثانية: أو حب الشباب الخفيف أو البسيط و التي تتميز بظهور رؤوس سوداء مع بعض البثور (papulopustules)
- الدرجة الثالثة: أو حب الشباب المتوسط و التي تتميز بظهور رؤوس سوداء،
بثور مع حطاطات (حطاطة وهي البثور المرتفعة عن سطح الجلد)، تتميز هذه
المرحلة بوجود التهاب و بكثرة عدد البثور مقارنة مه الدرجة الأخف.
- الدرجة الرابعة (حب الشباب العقيدي): تتميز بظهور رؤوس سوداء، آفات
جلدية، عقديات كبيرة (بثور كروية الشكل)، هادة ما تكون أكبر من 5 ملم. و قد
تترك آثارا أو ندب دائمة على البشرة أو الجلد.
العلاج لما كان لتندب الشديد للجلد الناجم عن حب الشباب العقيدي الشديد
آثار سلبية كثيرة على الحياة النفسية و الاجتماعية للمريض، لذا يجب دائماً
علاج المرض في مراحله المبكرة.
ينصح المريض بتنب التعرض لأي مادة يشتبه بأنها تسبب الحالة أو تزيد من شدتها.
يستخدم في علاج حب الشباب علاجات موضعية أو علاجات عامة أو جسمية (أقراص أو
كبسولات) أو مزيج منهما. و يعتمد ذلك على درجة المرض و على استجابة
المريض.
العلاج الموضعي:
توجه المعالجة الدوائية لإنقاص إفراز الزيوت أو الدهون و التقرن العقيدي و
لتثبيط الالتهاب، و تستجيب له في العادة الحالات الخفيفة، و يشمل:
المواد المزيلة للرؤوس السوداء و المخففة للالتهاب، مثل بنزوئيل بيروكسيد، سالسيليك أسيد
مشتقات فيتامين أ مثل التريتنوين أو التازروتين و التي تعمل على منع حصول
انسداد في الجريبات الدهنية أو الشعرية و المساعدة على التخلص من
البكتيريا.
المضادات الحيوية الموضعية
العلاجات عامة أو جسمية (أقراص أو كبسولات):
و التي تستخدم في الحالات الأكثر شدة أو التي لم تظهر استجابة للعلاجات الموضعية، و تشمل:
المضادات الحيوية
أيزوتريتنوين
حبوب منع الحمل
علاجات أخرى: قد يلجأ غليها الطبيب في حالات خاصة مثل الجراجات التجميلية و العلاج بالليزر
التشخيص يعتمد التشخيص على الفحص السريري للمريض بدون الحاجة إلى إجراءات أو فحوص مخبرية.
لكن في بعض الحالات قد يقوم الطبيب بطلب بعض الفحوصات المخبرية لاستبعاد
اسباب أو أمراض أخرى مثل فحص التيستوستيرون والهرمون المحرض للجراب
والهرمون الملوتن والديهيدرو إبي أندروستيرون لاستبعاد فرط الأندروجينات.