كل علاقة زوجية ناجحة، يجب أن تسودها المودة والحب والاحترام والمصداقية وإلا تحولت الحياة بين الزوجين إلى جحيم من المعاناة. هناك العديد من الأزواج لا يتعاملون مع زوجاتهم بالشكل الذي يليق بهذه العلاقة السامية والعكس بالعكس. لعل أكثر ما يفسد العلاقة الزوجية هو الغيرة الزائدة التي تصل حد المرض والوسواس.
ما مدى تأثير الغيرة المرضية على العلاقة الزوجية؟
الغيرة هي ملح العلاقة ودليل على الحب المتبادل. لكن، أحياناً قل تصل إلى حد المرض النفسي في هذه الحالة نتحدث عن الغيرة المرضية أو متلازمة عطيل نسبة إلى عطيل الشخصية الرئيسية في مسرحية شكسبير الشهيرة الذي قتل زوجته متوهماً أنها قد خانته.
هنا يصبح الزوج مشغولاً بأفكار ضلالية حول خيانة شريكته له، بدون أن يكون معه دليل حقيقي على ذلك. تصاحب هذه الأفكار تصرفات غير أخلاقية لا تليق بجوهر العلاقة الزوجية مثل المطاردة والتلصص على الزوجة ومراقبتها. في بعض الأحيان قد يصل الأمر إلى التعنيف والتجريح.
كيف تتأكدين إن كان زوجكِ يغار عليكِ بشكل مرضي؟
إذا قام زوجكِ بتوجيه إتهام مباشر أو غير مباشر لكِ بكونكِ تهتمين بشخص آخر أو تنظرين له بشكل عاطفي ورومانسي، هذا دليل على غيرته المرضية. أيضاً سؤال زوجكِ لكِ المستمر عن مكان تواجدكِ وعن المتواجدين معكِ.
يقوم زوجكِ غالباً باستجوابكِ بشكل يشبه تحقيقات النيابة عن مكالماتكِ الهاتفية أو الأرقام التي اتصلتِ بها أو حول الأصدقاء الذين تقومين بإضافتهم إلى حساباتكِ الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي أو أن يحظر عليكِ استخدام هذه المواقع أو أن يطالبكِ بحذف بعض الأشخاص من قائمة أصدقائكِ دون سبب مقنع.
اتهامه لكِ بالتوقف عن حبه خاصة إن كانت العلاقة الجنسية بينكما تعرف بعض الفتور. كذلك إذا بدء زوجكِ بتعنيفكِ جسدياً أو التلفظ بكلام جارح في حقكِ مع أول مشاجرة بينكما.
طرق علاج الغيرة المرضية
من أجل علاج الغيرة المرضية، يجب أولا أن يتم تقييمها بشكل صحيح عن طريق معرفة معلومات عن الشريك كمعرفة تاريخه المرضي وحالته النفسية. إجراء فحوصات على حالته العقلية للتأكد من أنه غير مصاب بأمراض نفسية أخرى قد أدت إلى ظهور الغيرة كعرض لها.
علاج الغيرة المرضية عن طريق العلاج النفسي
تتم أولاً محاولة علاج الشخص المصاب عن طريق تعريفه بالحالة المصاب بها ومدى خطورتها عليه وعلى شريكته والمحيطين به. بعد ذلك يتم استخدام العلاج السلوكي والعلاج المعرفي الإدراكي في محاولة لتقويم حالته النفسية، يتم ذلك عن طريق حضور جلسات فردية مع الطبيب النفسي المختص أو بحضور الزوجة، في بعض الأحيان بحضور بعض أفراد عائلته.
علاج الغيرة المرضية عن طريق الأدوية
إذا لم ينجح العلاج عن طريق العلاج النفسي، يمكن اللجوء إلى بعض الأدوية التي تكون بالطبع تحت إشراف طبيب مختص وليس أن يقوم المصاب بتعاطي الأدوية بنفسه، لما تسببه من خطورة شديدة. غالباً ما تكون هذه الأدوية من فئة الأدوية المضادة للذهان والمضادة للاكتئاب.
كيف تتصرفين مع زوجكِ الغيور؟
من أفضل الطرق أن تأكدتِ أن زوجكِ مصاب بالغيرة المرضية هي عدم محاولة إشعال نيران الغيرة في قلبه، كيف ذلك؟ الأمر بسيط !حاولي عدم إثارة المزيد من شكوكه لا تضعي أرقاماً سرية على مدخل هاتفكِ المحمول وغيرها من الأمور، كما ننصحكِ بأن تتمالكين أعصابكِ وتحاولي الإجابة على كافة أسئلته بصدر رحب في محاولة لامتصاص غضبه وشكه لأن امتناعكِ عن إجابته سيزيد من شكه ووسواسه طمئنيه أنكِ تحبينه وستظلين بجانبه.