عندما يقرأ البعض عن هذا الموضوع قد يعتقدون أنّه غير هام ولا يستحقّ الدّراسة أو التفسير، إلّا أنّ هذا الكلام غير صحيح؛ لأنّ العلم يهتمّ بدراسة كافّة السلوكيّات الّتي يقوم بها الإنسان حتّى يصلوا لفهمٍ أعمق في طبيعة شخصيّته، وخاصّةً أنّ الكثير من سلوكيّات الإنسان غير مفسّرة، وغير واضحة، فلماذا يفعل الإنسان شيئاً معيّنا ويترك شيئاً آخراً؟ هذا ما يحاول العلماء والدّارسون تفسيره مهما تقدّم الزّمن؛ لذا يُعتبر من المهمّ جدّاً دراسة سلوكيّات الإنسان وتفسير دواخله بناءً على ما يفعله.
الممارسة الجنسيّ
تهدف الممارسة الجنسيّة حسب ما هو معروف إلى إشباع الحاجة الجنسيّة عند الإنسان (الذكر والأنثى)، واستمراريّة الحياة والتّكاثر، ولكن بعض الأمور الّتي تُرافق الممارسة الجنسيّة قد تكون غير واضحة، فلماذا يحبّ الرّجل ثدي المرأة ويشكّل له مكاناً للإثارة؟ ولماذا يحبّ الرّجل والمرأة التّقبيل بشكلٍ عام؟ ولماذا قد يجد الرّجل والمرأة بعض الأمكان في جسدهما مثيرةً أكثر من غيرها رغم أنّها لا تندرج تحت قائمة الأماكن الحسّاسة.
تفسير فرويد لحبّ الثدي والتّقبيل
يرى عالم النّفس النّمساوي سيجموند فرويد أنّ الطفل يجد في ثدي أمه مصدراً للغذاء أي الإشباع، بالإضافة إلى أنّ الثدي أمّه يقرّبه منها وبالتّالي يشعر بالحنان والدّفء والأمان، وعندما يكبر الطّفل تتحوّل حاجته إلى الثدي بشكلٍ عام إلى رغبةٍ جنسيّة؛ لأنّ العقل الباطن يصوّر للإنسان أنّ هذا الثّدي هو مصدرٌ يمدّه بالرّغبات الّتي يحتاجها دائماً،
بالإضافة إلى أنّ صدر المرأة يُشكّل جزءاً هاماً من تكوينها الأنثويّ، وهو جزءٌ جميل في هذا التكوين، والذّكر بطبيعة الحال يستثار أمام هذا التكوين الأنثويّ، والمراة كذلك؛ فهي مهيّئة طبيعيّاً لأن تُستثار أمام التكوين الذّكوري، فصدر الرّجل الذكوريّ يثيرها أيضاً.
وأشار عالم النّفس فرويد إلى أنّ الفم يشكّل جزءاً هامّاً أيضا من التّشكيل الأنثوي والذكوريّ؛ فالفم هو المنطقة الّتي تُشكّل نقطة الحصول على المتع والحاجات، وهو الجزء المسؤول عن تناول الطّعام، وإشباع هذه الحاجة، والفم أيضاً يعدّ وسيلةً للاستمتاع؛ حيث نجد الأطفال الصغار حتّى يبلغوا سنّ المراهقة يستمتعون في مصّ إبهامهم ويستمتعون بذلك، ولذلك يُعدّ التّقبيل جزءاً من الرّغبة الجنسيّة، بالإضافة إلى أنّه مظهرٌ من مظاهر التقرّب للآخر، والاندماج فيه.
ملخّص
يقوم المفسّرون والعلماء بدراسة السلوكيّات الّتي يفعلها الإنسان وذلك بهدف الوصول إلى فهمٍ أعمق لشخصيّته، وأشرنا في هذا المقال إلى أنّ الممارسة الجنسيّة هي عبارة عن عمليّة تهدف إلى إشباع الحاجة الجنسيّة عند الانسان، ويمكن من خلالها تكاثر النّوع البشري، ومنع انقراضه.
وبينّا أنّ هناك الكثير من الأمور الجنسيّة غير واضحة التفسير كحبّ الرجل لثدي المرأة، وحبّ المرأة لثدي الرّجل، وحبّهما للتّقبيل، ووضّح عالم النفس فرويد ذلك بأنّ كلا الجنسين يُستثار من الآخر، ويبدأ هذا الشعور من مرحلة البلوغ، وهناك بعض الأشخاص قد تثيرهم أماكنٌ لا تعدّ بأنّها حسّاسة وذلك يعود إلى طبيعة كلّ شخصٍ واستثارته؛ وبشكلٍ عام الذّكر بطبيعة الحال يستثار أمام التّكوين الأنثويّ، والمرأة كذلك؛ فهي مهيّئة طبيعيّاً لأن تُستثار أمام التكوين الذّكوري.