منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك

شكرا
منتدى نور الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور الحياة

اخبار . رياضة . فن .فيديو. طب. برامج. موضة. طفل. حوادث. بحث. فيس .بوك . تويتر. يوتيوب. جوجل . ادنس. ربح .نت .افلام . ترانيم . مسرحيات. عظات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل الله ظهر في الجسد-3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن المسيح المخلص
مشرف عام
مشرف عام
ابن المسيح المخلص


عدد المساهمات : 2362
نقاط : 8208
السٌّمعَة : 20
تاريخ التسجيل : 24/12/2012
العمر : 43

هل الله ظهر في الجسد-3 Empty
مُساهمةموضوع: هل الله ظهر في الجسد-3   هل الله ظهر في الجسد-3 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 07, 2016 4:31 pm

السؤال الثالث: ألا يستطيع الرحمن خلاص الناس إلا بإرسال ابنه - على فرض أن لله ابناً كما تزعمون - ليتخذ جسداً ويتجرب بتجاربنا، ثم يقتل بأيدي الأشرار؟

ص. ا. دمشق - سوريا

- ٣ -

(٢٩) يعلم الكتاب المقدس أن الله خلق الإنسان على صورته كشبهه (تكوين ١: ٢٦) وقصد له المجد أن يبقى الإنسان في عدم فساد. ولكن الإنسان انجذب بكبريائه إلى كسر الوصية الإلهية. فعصى ربه وغوى. وتبعاً لذلك صار خاطئاً، وواقعاً تحت حكم الله القائل: «اَلنَّفْسُ ٱلَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ» (حزقيال ١٨: ٢٠) وقد أشار الرسول إلى هذه الحقيقة بقوله: «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ، وَبِٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْتُ، وَهٰكَذَا ٱجْتَازَ ٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ ٱلْجَمِيعُ» (رومية ٥: ١٢).
وتفيدنا كلمة الله أن البشر إذ رفضوا إبقاء الله في معرفتهم؛ وقعوا في العصيان كأبويهم الأولين، فاستحقوا حكم الموت، الذي سبق الإنذار به. ومن ذلك الحين فقدوا الصورة التي خلقهم الله عليها في البر وقداسة الحق. وفسدوا حسبما أرادوا لأنفسهم. أو كما قال سليمان الحكيم: «أَنَّ ٱللّٰهَ صَنَعَ ٱلإِنْسَانَ مُسْتَقِيماً، أَمَّا هُمْ فَطَلَبُوا ٱخْتِرَاعَاتٍ كَثِيرَةً» (جامعة ٧: ٢٩) أو كما قال الرسول بولس: «لَمَّا عَرَفُوا ٱللّٰهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلٰهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ ٱلْغَبِيُّ. وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ» (رومية ١: ٢١ و٢٢).
لقد كان ممكناً للإنسان المخلوق على صورة الله أن يتجنب الفساد. ويحيا في طهارة لو أنه أبقى الله في معرفته. لأن الله لم يكتف بأن يخلقنا من العدم ويعطينا نسمة الحياة، لكنه أيضاً وهبنا إمكانية الحياة في شركة معه. بيد أن الناس إذ تحولوا عن حياة الله، وقبلوا غواية الشيطان، صاروا سبباً لفساد أنفسهم.
(٣٠) ولكن هل يليق بالله، أن يصير الإنسان الذي خلقه على صورته كشبهه إلى الهلاك الأبدي؟ وماذا يصنع الخالق. الذي وصف بأنه صالح وإلى الأبد رحمته؟ أتتحمل محبته الغنية باللطف، أن يرى الفساد يلاشي صورته عن البشر؟ وهل تسر عزته الإلهية بهلاك المجموعة البشرية التي كونها على أحسن تقويم؟ وإن هو تركهم لهذا المصير الشقي، ألا يعد ذلك إهمالاً؟ وهل الإهمال يليق بجلال الله القدوس؟! كلا، كلا! حاشا لله! أليس هو القائل: «حَيٌّ أَنَا يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ ٱلشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ ٱلشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا» (حزقيال ٣٣: ١١).
(٣١) أجل إن الله من أجل محبته الكثيرة، شاء أن يخلص الإنسان. ولكن كيف؟ أبالتوبة؟ ولكن التوبة، لا تستطيع كسر الحكم وبالتالي رفع القصاص، لأنها لا تستطيع أن توفي مطالب عدل الله. صحيح أن التوبة الصادقة، تقف حائلاً بين التائب وارتكاب خطايا جديدة. ولكنها لا تستطيع إزالة أثر الخطايا السالفة وحكم الله عليها. أمام هذا الإشكال أتساءل مرة أخرى: ماذا كان ممكناً أن يفعل الله، «ٱلَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ ٱلنَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ يُقْبِلُونَ» (١ تيموثاوس ٢: ٤). وفي كلمة أخرى أنه يريد أن يبرر الإنسان، لكي يأتي بهذا الكائن الفاسد إلى عدم فساد، وفي ذات الوقت يوفي مطالب العدل الإلهي. وهذا يتفق مع المشورة الإلهية بالفداء. فالكلمة الذي كان في البدء عند الله، وكان الكلمة الله كان هو وحده يليق بطبيعته أن يجدد خلقة كل شيء، في أن يأخذ الجسد ويتحمل قصاص الدينونة عن الإنسان. لأجل ذلك نزل إلى عالمنا «وصَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ ٱلآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً» (يوحنا ١: ١٤).
(٣٢) ويقيناً أن الكلمة منذ البدء كان يعدّ نفسه للتجسُّد، ومن هنا انطلق قول رجل الله ترتليانوس: إن المسيح كان يعدّ نفسه للتجسُّد مدى الأجيال، التي سبقت ظهوره. والواقع أن كل من تأمل في الكتاب المقدس، يتأكد أن الفادي الرب، كان كلمة سرّ همس بها الوحي في آذان أنبياء الله في العهد القديم. ولم تلبث النبوة أن أعلنته بفم إشعياء النبي: «وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ ٱلسَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْناً وَتَدْعُو ٱسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»... (ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللّٰهُ مَعَنَا)» (إشعياء ٧: ١٤ متى ١: ٢٣).
وتخبرنا الكلمة الموحى بها أنه لما جاء ملء الزمان، أتى مولوداً من عذراء طاهرة بلا لوم، لم تعرف رجلاً، «مَوْلُوداً تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ ٱلَّذِينَ تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ، لِنَنَالَ ٱلتَّبَنِّيَ» (غلاطية ٤: ٤ و٥).
هكذا يخبرنا إنجيل الفداء، أنه إذ كان الجميع تحت قصاص فساد الموت، وأن ناموس هذا الفساد لا يمكن إبطاله إلا بموت بار لم يعرف خطية، تطوع الكلمة وأخذ لنفسه جسداً قابلاً للموت. ليتم فيه حكم الموت نيابة عن الكل، ليزيل حكم الدينونة عن كل من يؤمن. هذا السر كشفه لنا الرسول بولس بقوله: «إِذاً لاَ شَيْءَ مِنَ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلآنَ عَلَى ٱلَّذِينَ هُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، ٱلسَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ ٱلرُّوحِ. لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. لأَنَّهُ مَا كَانَ ٱلنَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِٱلْجَسَدِ، فَٱللّٰهُ إِذْ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ ٱلْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ ٱلْخَطِيَّةِ، دَانَ ٱلْخَطِيَّةَ فِي ٱلْجَسَدِ، لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ ٱلنَّامُوسِ فِينَا، نَحْنُ ٱلسَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ ٱلرُّوحِ» (رومية ٨: ١ - ٤) بمعنى أن الفادي الرب، إذ قدم للموت ذلك الجسد الذي أخذه لنفسه كمحرقة وذبيحة خالية من كل عيب، رفع حكم الموت عن جميع الذين ناب عنهم. وهكذا لأنه متعال فوق الكل وبدون خطية، استطاع أن يوفي مطالب العدل الإلهي.
(٣٣) لعلك ستواجه صعوبة في فهم سر الفداء، ولكن حين تتأمل في تعليم الإنجيل عن محبة الله الغنية بالرحمة، تجد أن هذا العمل متفق مع ما اتصف من أسفار العهد الجديد التي كتبت بالوحي لأجل تعليمنا، والتي بمطالعتها سترى إلى أي مدى ذهبت محبة الله لأجل خلاصنا.
«فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ ٱلأَوْلاَدُ فِي ٱللَّحْمِ وَٱلدَّمِ ٱشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذٰلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِٱلْمَوْتِ ذَاكَ ٱلَّذِي لَهُ سُلْطَانُ ٱلْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَوْفاً مِنَ ٱلْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ ٱلْعُبُودِيَّةِ» (عبرانيين ٢: ١٤ و١٥).
«مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي قَدَّمَهُ ٱللّٰهُ كَفَّارَةً بِٱلإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ ٱلصَّفْحِ عَنِ ٱلْخَطَايَا ٱلسَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ ٱللّٰهِ» (رومية ٣: ٢٤ و٢٥).
«لأَنَّهُ هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللّٰهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ» (يوحنا ٣: ١٦).
«وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ ٱلْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. فَبِٱلأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ ٱلآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ ٱلْغَضَبِ» (رومية ٥: ٨ و٩).
«اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ٱبْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟» (رومية ٨: ٣٢).
(٣٤) الأدلة النبوية على تجسد الرب
«أَصْغَيْتُ إِلَى ٱلَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا. وُجِدْتُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي. قُلْتُ: «هَئَنَذَا هَئَنَذَا» لأُمَّةٍ لَمْ تُسَمَّ بِٱسْمِي. بَسَطْتُ يَدَيَّ طُولَ ٱلنَّهَارِ إِلَى شَعْبٍ مُتَمَرِّدٍ سَائِرٍ فِي طَرِيقٍ غَيْرِ صَالِحٍ وَرَاءَ أَفْكَارِهِ» (إشعياء ٦٥: ١ و٢).
فهذه الآية تشير إلى تجسد يسوع، بدليل استشهاد بولس بها حين تكلم عن هذا الموضوع، إذ قال: «وُجِدْتُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي، وَصِرْتُ ظَاهِراً لِلَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا عَنِّي». أَمَّا مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ فَيَقُولُ: «طُولَ ٱلنَّهَارِ بَسَطْتُ يَدَيَّ إِلَى شَعْبٍ مُعَانِدٍ وَمُقَاوِمٍ» (رومية ١٠: ٢٠و ٢١) فيسوع هو الذي بسط يديه على الصليب فعلاً.
«هُمْ يَرُونَ مَجْدَ ٱلرَّبِّ، بَهَاءَ إِلَهِنَا. شَدِّدُوا ٱلأَيَادِيَ ٱلْمُسْتَرْخِيَةَ، وَٱلرُّكَبَ ٱلْمُرْتَعِشَةَ ثَبِّتُوهَا. قُولُوا لِخَائِفِي ٱلْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلَهُكُمُ. ٱلٱنْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ ٱللّٰهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ». حِينَئِذٍ تَتَفَتَّحُ عُيُونُ ٱلْعُمْيِ، وَآذَانُ ٱلصُّمِّ تَتَفَتَّحُ. حِينَئِذٍ يَقْفِزُ ٱلأَعْرَجُ كَٱلإِيَّلِ وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ ٱلأَخْرَسِ» (إشعياء ٣٥: ٢ - ٦).
فالنبوة هنا لا توضح فقط أن الله يحل هنا، بل أيضاً تعلن علامات مجيئه، وتصف أعماله، كما ذكرت في الإنجيل تماماً. لأنه حين أرسل يوحنا المعمدان اثنين من تلاميذه يسأل يسوع: «أَنْتَ هُوَ ٱلآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ ٱلرَّجُلاَنِ قَالاَ: «يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ ٱلآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» وَفِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ، وَوَهَبَ ٱلْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ. فَأَجَابَ يَسُوعُ: «ٱذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ ٱلْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَٱلْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَٱلْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَٱلصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَٱلْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَٱلْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ. وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ» (لوقا ٧: ١٩ - ٢٣).
«فِي ٱبْتِدَاءِ تَضَرُّعَاتِكَ خَرَجَ ٱلأَمْرُ، وَأَنَا جِئْتُ لأُخْبِرَكَ لأَنَّكَ أَنْتَ مَحْبُوبٌ. فَتَأَمَّلِ ٱلْكَلاَمَ وَٱفْهَمِ ٱلرُّؤْيَا. سَبْعُونَ أُسْبُوعاً قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ ٱلْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ ٱلْخَطَايَا، وَلِكَفَّارَةِ ٱلإِثْمِ، وَلِيُؤْتَى بِٱلْبِرِّ ٱلأَبَدِيِّ، وَلِخَتْمِ ٱلرُّؤْيَا وَٱلنُّبُوَّةِ، وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ ٱلْقُدُّوسِينَ. فَٱعْلَمْ وَٱفْهَمْ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ ٱلأَمْرِ لِتَجْدِيدِ أُورُشَلِيمَ وَبَنَائِهَا إِلَى ٱلْمَسِيحِ ٱلرَّئِيسِ سَبْعَةُ أَسَابِيعَ وَٱثْنَانِ وَسِتُّونَ أُسْبُوعاً» (دانيال ٩: ٢٣ - ٢٥).
ففي هذه النبوة لا نجد إشارة إلى المسيح فحسب، ولكنها تعلن صراحة أن الذي سيمسح ليس هو مجرد إنسان، بل قدوس القدوسين. والحق أنه لما جاء كانت الرؤيا والنبوة قد توقفت في أمة اليهود، وتلاشت الملكية فيها. لأن الملوك كان يجب أن يمسحوا بينهم إلى أن يمسح قدوس القدوسين. وقد تنبّأ يعقوب بأن ملوك اليهود يبقون إلى مجيء المسيا، إذ قال: «لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ» (تكوين ٤٩: ١٠).
«بِذَبِيحَةٍ وَتَقْدِمَةٍ لَمْ تُسَرَّ. أُذُنَيَّ فَتَحْتَ. مُحْرَقَةً وَذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لَمْ تَطْلُبْ. حِينَئِذٍ قُلْتُ: هَئَنَذَا جِئْتُ. بِدَرْجِ ٱلْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلٰهِي سُرِرْتُ» (مزمور ٤٠: ٦ - ٨).
(٣٥) حين نقابل هذه الآيات بما جاء في الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ٦ - ١٠ نرى تطبيقاً كاملاً لهذا المزمور المجيد على شخص يسوع. فربنا المبارك استعرض جميع ذبائح وقرابين العهد القديم، كذبائح السلامة، وذبائح الإثم والمحرقات، وذبائح الخطية. وبعد استعراضها نطق بحكمة، قائلاً بأنها لم تكن مطلب القدير.
وتخبرنا الكتب المقدسة، أنه كان في مشورة الله الأزلية إعداد ذبيحة أفضل. وإذ ننحني سجداً يقودنا الروح القدس إلى ذاك الماضي الأزلي، الذي إن كنا لا نستطيع إدراكه بحكم قصورنا البشري، إلا أننا نفهم من إعلانات الله في كتابه الكريم أن أقانيم اللاهوت، وهم يتطلعون إلى جنسنا البشري، المزمع أن يأتي إلى الوجود، وإلى الخطية التي ستدخل إلى العالم ومعها الموت، أصدروا المشورة بالفداء. ونتصور أن الله الابن تطوع لعمل الفداء قائلاً: ها أنذا أذهب وأصنع الكفارة لذلك العالم المرتد.
(٣٦) ولسعادة البشرية، أن الرب المتجسد لم يكتف بأن تكون المشيئة الإلهية بالفداء محصورة في شعب، حسب نفسه وارثاً وحيداً لمواعيد الله. بل أراد نشرها إلى العالم أجمع.
ورب سائل يقول: ولماذا تم الموت بالصليب من بين كل أنواع الموت؟ فإلى هذا أقول: هكذا صارت المسرة عند الله أن يفتدينا هو نفسه، وليس من طريقة أخرى أصلح لنا وأليق بالرب! وأنه حسن أن احتمل الرب المتجسد هذا النوع من الموت من أجلنا لأنه إن كان قد أتى ليبررنا من إثم الخطية التي أغلق الناموس علينا تحتها، فكيف كان ممكناً أن يصير خطية من أجلنا، لو لم يمت حاملاً خطايانا على الصليب؟
وأيضاً إن كان موت الرب المتجسد قد صار كفارة عن الجميع، وبموته نقض حائط السياج المتوسط، أي العداوة (أفسس ٢: ١٤) لتصير الدعوة لجميع الأمم، فكيف كان ممكناً أن يدعونا لنتصالح به مع الله لو لم يصلب؟ فشكراً له لأنه هكذا صارت مسرته. ووجد لائقاً أن يتحمل هذا الموت المهين. ويبسط يديه على الصليب، ليجتذب بالواحدة أتقياء الشعب القديم، وبالأخرى الذين هم من الأمم. ويتحد الكل في شخصه المبارك، وفقاً لقوله: «وَأَنَا إِنِ ٱرْتَفَعْتُ عَنِ ٱلأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ ٱلْجَمِيعَ» (يوحنا ١٢: ٣٢).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل الله ظهر في الجسد-3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل الله ظهر في الجسد-1
» هل الله ظهر في الجسد
» هل الله ظهر في الجسد-2
»  لغة الجسد الخاصة بطفلك
»  الاندومي سم يسري في الجسد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور الحياة  :: المنتديات المسيحية العامة - Christian public forums :: الطقس والعقيده والاهوت-
انتقل الى: