أوّلاً: النبوّات
فقد جاءت في الكتب المقدَّسة نبوّات كثيرة عن أحداث تقترن بموت المسيح الفدائيّ على الصليب، وتمّت كلّها بالحرف.
النبوّة: يُباع بثلاثين من الفضّة:
فَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي... فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ» (زكريّا ١١: ١٢).
إتمامها
«حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلٱثْنَيْ عَشَرَ، ٱلَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا ٱلإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَقَالَ: مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟ فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ» (الإنجيل بحسب متّى ٢٦: ١٤ و١٥).
النبوّة: يُشرى بثمنه حقل يُدعى حقل الفخّاري:
َقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: «أَلْقِهَا إِلَى ٱلْفَخَّارِيِّ، ٱلثَّمَنَ ٱلْكَرِيمَ ٱلَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ. فَأَخَذْتُ ٱلثَّلاَثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى ٱلْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ» (زكريّا ١١: ١٣).
إتمامها
«حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا ٱلَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ ٱلثَّلاَثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخِ قَائِلاً: قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً. فَقَالُوا: مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ! فَطَرَحَ ٱلْفِضَّةَ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَٱنْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْفِضَّةَ وَقَالُوا: لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي ٱلْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ. فَتَشَاوَرُوا وَٱشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ ٱلْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ» (الإنجيل بحسب متّى ٢٧: ٣ - ٨).
النبوّة: يُنكَّلُ به ويُصلَب:
«أَحَاطَتْ بِي كِلاَبٌ. جَمَاعَةٌ مِنَ ٱلأَشْرَارِ ٱكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي، وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ» (مزمور ٢٢: ١٦ - ١٧).
إتمامها
«فَمَضَى بِهِ ٱلْعَسْكَرُ إِلَى دَاخِلِ ٱلدَّارِ... وَجَمَعُوا كُلَّ ٱلْكَتِيبَةِ. وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُواناً، وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ، وَٱبْتَدَأُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: ٱلسَّلاَمُ يَا مَلِكَ ٱلْيَهُودِ! وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ. وَبَعْدَمَا ٱسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ ٱلأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ» (الإنجيل بحسب مرقس ١٥: ١٦ - ٢٠).
النبوّة: يُثخن بالجراح:
«وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا» (إشعياء ٥٣: ٥).
«عَلَى ظَهْرِي حَرَثَ ٱلْحُرَّاثُ. طَوَّلُوا أَتْلاَمَهُمْ» (مزمور ١٢٩: ٣).
إتمامها
«وَٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ كَانُوا ضَابِطِينَ يَسُوعَ كَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَهُمْ يَجْلِدُونَهُ، وَغَطَّوْهُ وَكَانُوا يَضْرِبُونَ وَجْهَهُ وَيَسْأَلُونَهُ: تَنَبَّأْ! مَنْ هُوَ ٱلَّذِي ضَرَبَكَ؟» (الإنجيل بحسب لوقا ٢٢: ٦٣ - ٦٤).
النبوّة: - يتقبّل الآلام بصمت:
«ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ، كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى ٱلذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ» (إشعياء ٥٣: ٧).
إتمامها
«ٱلَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ. ٱلَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ» (بطرس الأولى ٢: ٢٣ و٢٤).
النبوّة: يُضرَب ويُبصَق في وجهه:
«بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ ٱلْعَارِ وَٱلْبَصْقِ» (إشعياء ٥٠: ٦).
إتمامها
«وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ... حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ» (الإنجيل بحسب مرقس ١٥: ١٩، ومتّى ٢٦: ٦٧).
النبوّة: يُستهزأ به:
«كُلُّ ٱلَّذِينَ يَرُونَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي. يَفْغَرُونَ ٱلشِّفَاهَ وَيُنْغِضُونَ ٱلرَّأْسَ قَائِلِينَ: ٱتَّكَلَ عَلَى ٱلرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ. لِيُنْقِذْهُ لأَنَّهُ سُرَّ بِهِ» (مزمور ٢٢: ٧ - ٨).
إتمامها
«وَكَانَ ٱلْمُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ قَائِلِينَ: يَا نَاقِضَ ٱلْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ فَٱنْزِلْ عَنِ ٱلصَّلِيبِ!. وَكَذٰلِكَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ أَيْضاً وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلشُّيُوخِ قَالُوا: خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا» (الإنجيل بحسب متّى ٢٧: ٣٩ - ٤٢).
النبوّة: يتعجّب لماذا تركه الآب:
«إِلٰهِي! إِلٰهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيداً عَنْ خَلاَصِي عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟» (مزمور ٢٢: ١).
إتمامها
«وَنَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: إِلٰهِي إِلٰهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟» (الإنجيل بحسب متّى ٢٧: ٤٦).
النبوّة: يُسقى خلاًّ:
«وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَماً، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاًّ» (مزمور ٦٩: ٢١).
إتمامها
«بَعْدَ هٰذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ، فَلِكَيْ يَتِمَّ ٱلْكِتَابُ قَالَ: أَنَا عَطْشَانُ. وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعاً مَمْلُوّاً خَلاًّ، فَمَلأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ ٱلْخَلِّ، وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ» (الإنجيل بحسب يوحنّا ١٩: ٢٨ و٢٩).
النبوّة: يتقاسم الجند ثيابه بالقرعة:
«يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ» (مزمور ٢٢: ١٨).
إتمامها
«ثُمَّ إِنَّ ٱلْعَسْكَرَ لَمَّا كَانُوا قَدْ صَلَبُوا يَسُوعَ، أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ، لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْماً. وَأَخَذُوا ٱلْقَمِيصَ أَيْضاً. وَكَانَ ٱلْقَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ، مَنْسُوجاً كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لاَ نَشُقُّهُ، بَلْ نَقْتَرِعُ عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ» (الإنجيل بحسب يوحنّا ١٩: ٢٣ - ٢٤).
النبوّة: لا تُكسَر عظامه:
«يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ» (مزمور ٣٤: ٢٠).
إتمامها
«فَأَتَى ٱلْعَسْكَرُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ ٱلأَوَّلِ وَٱلآخَرِ ٱلْمَصْلُوبَيْنِ مَعَهُ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ» (الإنجيل بحسب يوحنّا ١٩: ٣٢ - ٣٣).
النبوّة: يُطعَن بحربة:
«َيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، ٱلَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ» (زكريّا ١٢: ١٠).
إتمامها
«لٰكِنَّ وَاحِداً مِنَ ٱلْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ» (الإنجيل بحسب يوحنّا ١٩: ٣٤).
النبوّة: يموت بين أشرار ويُكرَم عند موته:
«وَجُعِلَ مَعَ ٱلأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ» (إشعياء ٥٣: ٩).
إتمامها
«حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ ٱلْيَسَارِ... وَلَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ، جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ ٱلرَّامَةِ ٱسْمُهُ يُوسُفُ - وَكَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْمِيذاً لِيَسُوعَ. فَهٰذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى ٱلْجَسَدُ. فَأَخَذَ يُوسُفُ ٱلْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي ٱلصَّخْرَةِ» (الإنجيل بحسب متّى ٢٧: ٣٨، ٥٧ - ٦٠).
ثانياً: إعلانات المسيح
في مناسبات عديدة، صرّح المسيح لتلاميذه بأنّ عمله الخلاصي يستلزم موته على الصليب. وأبرز تصريح جاء في خطابه الوداعيّ، الذي ألقاه على مسامعهم في الليلة التي أُسلِم فيها، والذي يعدّ بحقّ روعة الإنجيل. فيما يلي بعض إعلاناته الخاصّة بموته على الصليب لفداء الجنس البشريّ:
- «مِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ ٱبْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومَ» (الإنجيل بحسب متّى ١٦: ٢١).
- «فِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي ٱلْجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي ٱلنَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومُ» (الإنجيل بحسب متّى ١٧: ٢٢ و٢٣).
- «وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلأَقْوَالَ كُلَّهَا قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ ٱلْفِصْحُ، وَٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ» (الإنجيل بحسب متّى ٢٦: ١ و٢).
- «وَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً، وَيُرْفَضَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ» (الإنجيل بحسب مرقس ٨: ٣١).
- «كَانَ يُعَلِّمُ تَلاَمِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي ٱلنَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ، وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ» (الإنجيل بحسب مرقس ٩: ٣١).
- «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى ٱلأُمَمِ، فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومُ» (الإنجيل بحسب مرقس ١٠: ٣٣ - ٣٤).
- «يَنْبَغِي أَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيراً، وَيُرْفَضُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ يَقُومُ» (الإنجيل بحسب لوقا ٩: ٢٢).
- «وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى ٱلْحَيَّةَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ هٰكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ» (الإنجيل بحسب يوحنّا ٣: ١٤ - ١٥).
ثالثاً: شهادة الرسل
كلّ مَن يقرأ سفر أعمال الرسل ورسائلهم، يلاحظ أنّ التعاليم التي نشروها وبشّروا بها في كلّ العالَم قامت على المناداة بالمسيح مصلوباً من أجل خطايا العالَم. فيما يلي مقتطفات من أقوال الرسل التي بعد أن نادوا بها، كتبوها مسوقين بالروح القدس، لأجل تعليمنا.
قال بطرس لليهود: «يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ... هٰذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ ٱلسَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ» (أعمال ٢: ٢٢ - ٢٣).
وقال بولس: «لٰكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ ٱلْكَامِلِينَ، وَلٰكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هٰذَا ٱلدَّهْرِ، وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هٰذَا ٱلدَّهْرِ، ٱلَّذِينَ يُبْطَلُونَ. بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ ٱللّٰهِ فِي سِرٍّ: ٱلْحِكْمَةِ ٱلْمَكْتُومَةِ، ٱلَّتِي سَبَقَ ٱللّٰهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ ٱلدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، ٱلَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هٰذَا ٱلدَّهْرِ -
لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ ٱلْمَجْدِ» (كورنثوس الأولى ٢: ٦ - ٨).
وقال الرسول يوحنّا: «وَلٰكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي ٱلنُّورِ كَمَا هُوَ فِي ٱلنُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱبْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (يوحنّا الأولى ١: ٧).
اقرأ أيضاً أعمال ٢: ٣٦ ، رومية ٦: ٥ - ٦ ، كورنثوس الأولى ١: ١٧ - ١٨، ١: ٢٢ - ٢٤، ٢: ١ - ٢، كورنثوس الثانية ١٣: ٣ - ٤، غلاطية ٣: ١٣، فيلبّي ٢: ٥ - ٨، عبرانيّين ١٢: ٢.
رابعاً: العجائب التي رافقت موت المسيح
يخبرنا متّى البشير أنّه حين أسلم يسوع الروح أظلمت الشمس وانشقّ حجاب الهيكل إلى اثنين، من فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت، والقبور تفتّحت (الإنجيل بحسب متّى ٢٧: ٥٠ - ٥٤). فقد حدثت ظاهرة في الطبيعة، أثارت عناصرها. ونجم عن فعلها تأثير في النفس البشريّة، حتّى أنّ قائد المئة الرومانيّ الوثنيّ المكلّف بتنفيذ حكم الإعدام في المسيح ومَن معه، اندهشوا وآمنوا بالمصلوب. وقالوا: «حقّاً كان هذا ابن الله» لأنّ هذه الظاهرة الفريدة لم تحدث من قبل ولا من بعد عند موت إنسان.
خامساً: قيامة المسيح
هذا الحادث العجيب جدّاً، تمّ وفقاً لقول الربّ يسوع للفرّيسيّين والكتبة «ٱنْقُضُوا هٰذَا ٱلْهَيْكَلَ وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ» (الإنجيل بحسب يوحنا ٢: ١٩).
في الواقع أنّه في فجر اليوم الثالث وهو الأحد، حدثت آية الآيات على الإطلاق. فقد قام ربّ المجد، من بين الأموات. وأعلنت السماء نفسها هذا الحدث العجيب. فقبيل الفجر حدثت زلزلة عظيمة، لأنّ ملاك الربّ نزل من السماء ودحرج الحجر الضخم عن باب القبر. وكان منظره كالبرق ومن خوفه ارتعد الحرّاس، الذين كُلِّفوا بأمر من بيلاطس بحراسة القبر. وذلك بناء على طلب رؤساء الكهنة، الذين أشاعوا أنّ تلاميذ يسوع مزمعين على سرقة جسده وإخفائه والمناداة بقيامته.
في ذلك الصباح المجيد، جاء نفر من السيّدات ومعهنّ طيوب وحنوط لدهن جسد يسوع كإكرام أخير. وكان أوّل من وصلت إلى القبر مريم المجدليّة ومريم أمّ يعقوب. وإذ وجدتا الحجر مدحرجاً عن باب القبر، والقبر فارغاً اندهشتا جدّاً. ولكن فيما هما تتساءلان، ظهر لهما ملاك الربّ، وقال لهما «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ ٱلْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ هٰهُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا ٱنْظُرَا ٱلْمَوْضِعَ ٱلَّذِي كَانَ ٱلرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ. وَٱذْهَبَا سَرِيعاً قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ» (الإنجيل بحسب متّى ٢٨: ١ - ٧).
«وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكُمَا. فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى ٱلْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي» (الإنجيل بحسب متّى ٢٨: ٩ - ١٠).
هذه حادثة القيامة وقد كُتِبَت في الإنجيل بالوحي، ولا يمكن لمصدّقِ كلمة الله أن ينكرها. وإذا تجرّأ أحد على نكرانها، فكأنّه يزعم أنّ الله والملائكة ويسوع تواطأوا معاً لخداع الناس.
سادساً: شهادة التاريخ
إنّ موت المسيح على الصليب يؤيّده المؤرّخون القدماء من وثنيّين ويهود، وقد كتبوا عنه بكلّ إيضاح:
[list=orderedlist]
[*]تاسيتوس الوثنيّ، سنة ٥٥ ميلاديّة، كتب هذا المؤرّخ في مجلداته الضخمة فصولاً ضافية عن صلب المسيح، والآلام التي تجرّعها.
[/list]
[list=orderedlist]
[*]يوسيفوس اليهوديّ، الذي وُلِدَ بعد الصلب ببضع سنوات. هذا كتب تاريخ أمّته في عشرين مجلّداً، وقد أورد في كتاباته بياناً مفصّلاً عن صلب السيح بأمر من بيلاطس.
[*]لوسيان اليونانيّ، سنة ١٠٠ ميلاديّة. هذا كان أحد مؤرّخِي اليونان البارزين. وقد كتب عن موت المسيح وعن المسيحيّين. وإذ كان من مذهب الأبيقوريّين، لم يستطع فهم إيمان المسيحيّين واستعدادهم للاستشهاد في سبيل يسوع. وقد سخر في كتاباته من اعتقادهم بخلود النفس وشوقهم إلى السماء. وحسبهم شعباً مخدوعاً يتعلّق بأهداب ما بعد الموت، بدلاً من التمتّع بالوقت الحاضر. وأبرز ما جاء في مؤلَّفاته في صدد المسيح قوله: «إنّ المسيحيّين ما زالوا يعبدون ذلك الرجل العظيم، الذي صُلِب في فلسطين لأنّه أدخل إلى العالَم ديانة جديدة».
[/list]
سابعاً: شهادة الوالي بيلاطس
فهذا الطاغية أرسل إلى طيباريوس قيصر تقريراً ضافياً، عن صلب المسيح ودفنه وقيامته. وقد حُفظ هذا التقرير في سجلاّت رومية. وكان من الوثائق، التي استند إليها العالِم المسيحيّ ترتليانوس في دفاعه المشهور عن المسيحيّين.
ثامناً: شعار الصليب
هذا دليل مادّيّ، لا يجوز لأحد أن ينكره، لأنّ لكلّ دين شعاره كالنجمة السداسيّة لليهود، والهلال للمسلمين. وإشارة الصليب عُرِفَت من أقدم عهود المسيحيّة، وقد نقشها المسيحيّون الأوائل على أضرحة الموتى وفي السراديب التي كانوا يجتمعون فيها في زمن الاضطهاد.
تاسعاً: شهادة التواتر
في ممارسة المسيحيّين فريضة العشاء الربّانيّ التي تذكّرهم بموت المسيح على الصليب شهادة حيّة على مرور الزمن أنّ المسيح مات مصلوباً. ويقيناً أنّ هذه الفريضة التي رسمها المسيح في الليلة التي أُسلِمَ فيها، وأوصى تلاميذه بممارستها تذكاراً لموته الكفّاريّ لدليل قويّ لا يمكن نقضه. وقد مارس الرسل الأطهار هذه الفريضة، وسلّموها للكنيسة منذ البداية، وفقاً لقول الرسول بولس: «لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ ٱلرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضاً: إِنَّ ٱلرَّبَّ يَسُوعَ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَالَ: خُذُوا كُلُوا هٰذَا هُوَ جَسَدِي ٱلْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. ٱصْنَعُوا هٰذَا لِذِكْرِي. كَذٰلِكَ ٱلْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلاً: هٰذِهِ ٱلْكَأْسُ هِيَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ بِدَمِي. ٱصْنَعُوا هٰذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي» (كورنثوس الأولى ١١: ٢٣ - ٢٦).
عاشراً: شهادة التلمود اليهوديّ
من المعروف أنّ التلمود كتاب مقدّس في نظر اليهود. وقد جُمِع في مجلّدات ضخمة، يستطيع أيّ باحث أن يطّلع عليها. ففي النسخة التي نُشِرت عام ١٩٤٣ في أمستردام، يُقرأ على الصفحة ٤٢ هذه العبارات: لقد صُلِب يسوع قبل الفصح بيوم واحد. ونودي أمامه أربعين يوماً أنّه سيُقتَل لأنّه ساحر قصد أن يخدع إسرائيل ويضلّه. وطلب إلى مَن يشاء الدفاع عنه. ولمّا لم يتقدّم أحد صُلِب في مساء الفصح. وهل يجرؤ أحد على الدفاع عنه؟ أَلَم يكن مفسداً؟ وقد قيل في الأنبياء أنّ شخصاً مثل هذا «لاَ تَسْمَعْ لَهُ وَلاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ وَلاَ تَرِقَّ لَهُ وَلاَ تَسْتُرْهُ، بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ» (تثنية ١٣: ٨).