إن الرجل الذي يتعود على التعامل مع زوجته حسبما ورد سابقًا من طرق المعاشرة وأساليب التعامل الحسنة أثناء الحيض والحمل والنفاس ويتخطى هذه الحواجز الثلاثة بنجاح؛ فإنه أولًا لن ينقلب فجأة إلى إنسان آخر مختلف عندما تطهر زوجته من الحيض أو من النفاس فيتعامل معها بطرق سيئة.. ثانيًا أن الذي ينجح في المهمات الصعبة وأيام الأزمات لا بد أن ينجح في المهمة الأقل صعوبة في الأيام العادية وهي أيام الطهارة عند الزوجة التي في غير فترة الحمل..لذا فالمعاشرة الحسنة أيام الحيض أو الحمل أو النفاس يجب أن تستمر في أيام الطهر بل تزداد حبًا ومودة ورحمة.. خاصة أن في هذه الفترة أيام هي أيام الخصوبة عند المرأة حيث تنطلق البويضة من المبيض وتشعر المرأة بالرغبة في زوجها فتميل إليه وتقترب منه.. وعلى الرجل أن يدرك هذا الأمر فلا يكن فظًا غليظ القلب فتنفض زوجته من حوله وهي تشعر بالحسرة والألم.. بل عليه أن يبادلها المشاعر نفسها.
وإن أسعد لحظة في حياة المرأة هي عندما تسمع من زوجها كلمة حلوة يعبر فيها عن حبه لها وإعجابه بجمالها، لأن ذلك يشعرها بأنوثتها ومن ثم تفيض بحبها وحنانها على زوجها.. والكلمة الحلوة تسحر المرأة مثل الرجل إلا أنها تمكث عند المرأة فترة أطول مما يجعل أسلوب حياتها قد يتغير لقاء كلمة حب أو إعجاب أو ثناء.. والمرأة قد تنسى كل تعبها وعنائها بكلمة حلوة تسمعها من زوجها بل وتجعلها تعيش سعيدة لأسابيع.. فالمرأة بحاجة مستمرة إلى سماع كلمات الحب والحنان من زوجها لتشعر بأنها ما زالت محبوبة ومهمة عنده كما كانت في بداية حياتها الزوجية معه.
لا بد أن لأي زوجة جوانب إيجابية وصفات حسنة ترضي زوجها، فبالله كم مضى من الزمن على المرة الأخيرة التي أبدى فيها رجل ما إعجابه بجمال زوجته وتغزل بها؟؛ فليعلم الرجل أن مدح المرأة أثناء الخطبة وقبل الزواج هو من قبيل الميل والانعطاف، أما مدحها بعد الزواج فهو من قبيل الضروريات للمحافظة على راحة البال والهناء العائلي؛ ولا يقل: ((أي والله ينبغي أن أفعل هذا)) بل يفعله!.
فالكلمات الحلوة عند المرأة مثل مكعبات السكر تجعل طعم الحياة الزوجية حلوًا وجميلاً وتجدد الحب في عروقها.. وهي أيضًا مثل شحنة الطاقة تزيل هموم الحياة ومتاعبها، وتقوي عزيمة المرأة، وتنعش فؤادها، وتزيد من قدرتها على تحمل المصاعب، وتشجعها على التضحية والبذل والعطاء.. لأن المرأة تحب الثناء والتقدير والإعجاب ويؤثر فيها تأثيرًا بالغًا.. بل إن كل اهتمام بالمرأة ولو كان بسيطًا يمكن أن ينقلب في نفسها إلى حب..
إن الرجل يريد استحسان الناس له، واعترافًا بقدره وقيمته، ويتعطش إلى أن يكون ذا شأن في دنياه الصغيرة، ويرغب في أن يكون أصدقاؤه ومعارفه وزوجته مسرفين في تقديرهم له، مبذرين في مديحهم إياه، فليمنح زوجته ما يحب أن يُمنحه، وقد قال r : (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ))([1]). خاصة إذا أراد أن يحظى براحة البال في حياته الزوجية؛ وليس عليه أن يعَيَّن (دبلوماسيًا) لكي يستخدم هذا المبدأ بل إنه يستطيع أن يفعل به فعل السحر في كل يوم مع زوجته، فعبارات مثل: (هل تسمحي أن تأتيني بكذا..) أو (هل من الممكن أن تفعلي كذا..) و (آسف لإزعاجك) و (شكرًا لك) وغيرها من العبارات تفعل فعل السحر في نفس الزوجة، وتقطر الزيت في عجلة الحياة اليومية التي تدور متشابهة في سأم وملل. وكذلك فليمدح مثلاً الطريقة التي تدبر بها زوجته المنزل، وليمدح طبخها، فقد كان أبناء الطبقة الراقية في عهد القيصرية الروسية إذا استحسنوا طعامًا أصروا على أن يؤتى بالطاهي أمامهم ليسبغوا عليه شكرهم وتقديرهم! أفليست الزوجة أحق بالشكر والتقدير من طاهٍ روسي؟!. وكذلك فليجاهر الرجل بتقدير الملابس والهندام الذي أرهقت زوجته نفسها في إحكامه لتروق في نظره، فالمرأة تبذل جهدًا كبيرًا في سبيل ظهورها المظهر الذي يروق لزوجها.
ولا يتحول من السخط إلى التقدير، من الانتقاد إلى المدح فجأة ودون تمهيد بل يحضر لها الليلة شيئًا من الزهور أو الحلوى، وأفضل من هذا أن يحضر لها كذلك ابتسامة مشرقة وبعض العبارات المخلصة.
كل رجل يستطيع أن يغري امرأته على أن تفعل من أجله أي شيء لو أنه أهداها بين الفينة والفينة شيئًا من الهدايا التي لا تكلف مالاً يُذكر مكافأة لها على حسن تدبيرها للبيت، أو إجادة طهوها لطعامه، وكل رجل يستطيع أن يجعل زوجته لا ترضى أن تستبدل ثوبها بأحدث مبتكرات (الموضة) لو أنه يقول لها: (كم يبدو جمالك رائعًا وضاءًا في هذا الثوب) ؛ فكيف بالله يتكاسل الرجل عن بذل الجهود في سبيل هنائه العائلي؟ وكيف يعزف عن الكفاح من أجل السعادة في الزواج، وهو يركب الصعب، ويخوض الأهوال في سبيل أن يكسب بعض المال؟! فأيهما أجلب للسعادة: أكداس من المال، أم حياة زوجية قائمة على الوفاق والوئام؟!.
فعلى الزوج أن يهتم بهذا الأمر اهتمامًا كبيرًا ولا يهمله بحجة زوال الكلفة بينه وبين زوجته، أو لأنهما قد أنجبا البنين والبنات، أو لأنهما كبرا في السن، أو لأنه قد أمَّن لزوجته كل وسائل الرفاهية ورغد العيش.. فكلمات الحب والعطف والحنان والشكر والتقدير عند المرأة أغلى من الذهب والمجوهرات، والملابس والسيارات، وكل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات.. لأن هذه الأشياء غذاء ومتعة للجسم وتلك الكلمات غذاء للروح وفرحة للقلب.. ولا شك أن الرجل حين يفعل ذلك فإنه يتقي النار وينال الأجر من الله عز وجل كما قال رسول الله r : (( اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة ))([2])(( والكلمة الطيبة صدقة ))([3]). قال ابن بطال: وجه كون الكلمة الطيبة صدقة أن إعطاء المال يفرح به قلب الذي يعطاه ويذهب ما في قلبه، وكذلك الكلام الطيب([4]).
وهناك بعض الأمور التي على الرجل مراعاتها في فترة الطهارة وفي غيرها كذلك وأُجملها فيما يلي:
– حسن الخُلق مع زوجته واحتمال الأذى منها والتغافل عن كثير مما يبدر منها رحمة بها وإشفاقًا عليها.. فالمرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج.. وهي لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها، استمتعت بها وفيها عوج.. فدارِها تَعِشْ بها، وعاشرها بالمعروف فإن لها مثل الذي عليها.
– أن يمازحها ويلاعبها ويضاحكها فذلك يطيب قلبها ويريح نفسها ويجبر خاطرها وينشطها إلى العمل عن رغبة في إرضائه وحب له.. وأن يستمع إلى حديثها، ويحترم رأيها، ويستشيرها في أموره.
– أن لا تجره الممازحة والملاعبة وحسن الخلق إلى اتباع هواها إلى حد يفسد خلقها ويسقط هيبته عندها، بل يراعي الاعتدال فيه فلا يدع الهيبة والانقباض مهما رأى منكرًا، ولا يفتح باب المساعدة على المنكرات البتة، بل مهما رأى ما يخالف الشرع والمروءة تنمر وامتعض.
– الاعتدال في الغيرة: إن الغيرة في محلها لا بد منها وهي محمودة وأما عدمها فمذموم، فعليه أن يغار عليها غيرة تقي عرضه أن يتدنس فلا يسمح لها بالسفور والتبرج والاختلاط.. ولا يبالغ في إساءة الظن والتعنت وتجسس البواطن. كذلك عليه أن يراعي غيرتها التي هي من طبيعة الأنثى وتهيج عند أدنى مثير خاصة إذا كان هذا المثير امرأة؛ فليتجنب النظر إلى النساء وأن لا يذكر أمامها محاسن أحد من النساء سواء اللاتي في الواقع أو في التلفزيون، ولا يُظهر لها اهتمامًا زائدًا بإنسان أو غيره.
– الاعتدال في النفقة فلا ينبغي أن يقتر عليها في الإنفاق، ولا ينبغي أن يسرف، وليجعل نصب عينيه قول الله تعالى: ) ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا [5](، وأهم ما يجب مراعاته في الإنفاق أن يطعمها من الحلال لا من الحرام كالسرقة والربا والغش والرشوة… فإن ذلك جناية عليها لا مراعاة لها فضلاً عن أنه جناية على نفسه في الدنيا والآخرة .
– أن يقيها النار كما أمره الله تعالى: ) يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا… [6](، بتعليمها أحكام الحيض والطهارة والصلاة والحجاب وعدم الاختلاط وإرشادها إلى كل ما تحتاجه من أمور الدين، وتخويفها من عقاب الله إن تساهلت في ذلك، وأن يعينها على طاعة الله. وليعلم أن الشيطان عينه دائمًا على المرأة لأنها سلاحه الفعال في فتنة الرجال وهو كامن لها على الدوام ينتظر اللحظة التي تُترك فيها من قبل مربيها وراعيها ليستحوذ عليها ويربيها لنفسه.. فالزوج في منافسة وتسابق مع الشيطان، والمربي إما الزوج وإما الشيطان إلا من رحمها الله تعالى ووفقها لهدايته. وترك الزوجة للشيطان ظلم لها وسيدفع الزوج ثمنه لأن أهم هدف للشيطان بعد استحواذه على المرأة هو التفريق بينها وبين زوجها.
– أن يطيب خاطرها ويراضيها ولو بالكذب، فقد رخص الشرع له بالكذب عليها لاستمالتها وإرضائها، وعليه بالهدية من وقت لآخر.
– أن يحفظ أسرارها فلا ينشرها خاصة ما يجري بينه وبينها من أمور الجماع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن من أشرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يُفضي إلى امرأته وتُفضي إليه ثم ينشر سرها ))([7]).
– لا يوجد حياة زوجية دون تقصير أو خلافات وهذا أمر طبيعي، ولكن الأمر غير الطبيعي أن يتطور الخلاف، وليس هناك شيء يطوِّر الخلاف ويضخمه ويعرِّض الأساس للخطر مثل خروجه خارج البيت وخاصة إلى الأهل، فعلى الرجل عند وجود أي خلاف أن لا يبيت ليلته إلا وقد فض هذا الخلاف وهذا من أفضل الأسباب لتهدئة النفوس وتصفيتها. وليحتكما دائمًا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
– أن يتطيب ويتزين لها كما يحب أن تتطيب وتتزين له، فهذا يشد المرأة لزوجها ويزيد من تعلقها به وتلهفها عليه. وإذا كان مدخنًا فلا يحاول أن يسألها إذا كان الدخان يؤذيها لأن إجابتها العلنية ستكون غالبًا: (لا)، أو تسكت مجاملة له؛ وتخفي في نفسها الإجابة الحقيقية وهي: (نعم، الدخان يؤذيني؛ ويؤذيني أكثر عندما أشم رائحته الكريهة وهي تملأ فمك؛ فرحمة بي وبالجنين الذي في بطني وبأطفالك الصغار أقلع عن الدخان).
– أن يحرص على إعفافها ونيل حاجتها من الجماع.
– آداب الجماع وشؤونه: التسمية والاستعاذة عملًا بقول النبي r : (( لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله، قال: بسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان، وجنِّب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يُقَدَّر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدًا ))([8]) . وأن ينوِّع في أوضاع الجماع كما قال تعالى : ) نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنَّى شئتم [9](. أي كيف تريدون من أمام أو من وراء أو من جانب ولكن في محل الحرث وهو الفرج من غير تعرض للدبر.. ويستحسن أيضًا تنويع أماكن الجماع داخل البيت.. ويراعي الرجل في بعض أوضاع الجماع أن لا يجثم بثقله على صدر امرأته خاصة إذا كان ثقيل الوزن فيكتم أنفاسها ويضغط ضلوع صدرها ويتحول الأمر من جماع واستمتاع إلى صراع وأوجاع بل يتكئ على ساعديه أو راحتيه .
وإني لأرى أن هناك طريقة تعامل مهمة جدًا وحساسة للغاية يجب أن أضيفها إلى ما سبق من طرق التعامل مع الزوجة ألا وهي طريقة التعامل معها في الجماع وتوضيح بعض الأمور التي تتعلق به في فترة الطهارة، ولا شك أن اتباع هذه الطريقة يبعد النفور بين الزوجين.. ويجلب الحب والإعجاب.. ويغلف الحياة الزوجية بغلاف جميل براق.
فقد اكتشفت عن طريق المقابلات الشخصية أن هناك كثيرًا من الرجال يعتقدون أن هدف الجنس عند المرأة كهدف الجنس عند الرجل، وأن شهوة المرأة الجنسية أقوى من شهوة الرجل، وأن الاستثارة الجنسية عند المرأة مثلها عند الرجل، وأن خطوات الجماع واحدة عند كلاهما وتنحصر في العملية الجنسية نفسها، وهذا كله خطأ محض وجهل بطبيعة المرأة وغريزتها الجنسية. وقد بينت في الفصل السابق الحقائق العلمية حول الجنس عند الرجل والمرأة.
إن الرجل يُثار جنسيًا بسهولة وتتركز الإثارة عنده في الأعضاء التناسلية، ويمكنه أن يمارس الجماع بعد لحظات من التفكير فيه دون حاجة إلى مقدمات، والجماع عنده ينحصر في العملية الجنسية نفسها التي تبدأ بالانتصاب والإيلاج وتنتهي بالقذف وهذا شيء معروف
لكن الشيء الذي لا يعرفه بعض الرجال هو أن الجنس والجماع عند المرأة له ثلاثة مراحل:
فالمرحلة الأولى منه هي: التهيئة، أي إثارتها جنسيًا؛ وهي تثار بالكلمة الحلوة وباللباقة وبالرائحة الزكية … ولهذا فالخطوة الأولى بعد التزيُّن والتطيُّب تكون بتوجيه كلمات الحب والغزل إليها، ووصف محاسنها وجمالها([10]) … فهذا ما تحبه المرأة ويثيرها وهي تحتاج إليه بسبب طبيعتها العاطفية حتى ولو كان هذا الكلام تكلفًا. ثم الخطوة الثانية وهي: إثارتها بدنيًا عن طريق الأماكن ذات الحساسية الجنسية من جسمها .
وهذه تتطلب من الزوج نوعًا من الرقة والحنان وهي من الأعمال الناجحة التي تريح الزوجة نفسيًا، وتؤنسها عاطفيًا، وتمتعها بدنيًا، وتحثها على الاستجابة، وتمكِّن الزوجين من إرواء عاطفي عميق… وتحتاج المرأة إلى وقت من هذه المداعبة حتى تُثار وتتهيأ تمامًا للمرحلة الثانية وهي الجماع، وهذا على عكس الرجل الذي يُثار ويصبح مهيأً للجماع بثواني معدودة هي زمن الانتصاب.
ومن نتائج هذه المداعبة خروج الإفرازات الملينة للمهبل لتسهيل حركة العضو فيه، وإن عدم خروج هذه الإفرازات – بسبب عدم حصول هذه المداعبة أو بسبب عدم رغبة المرأة في الجماع أو لأي سبب آخر – قد يجعل المرأة تشعر ببعض الألم عند الجماع وربما حدثت خدوش في المهبل .
المرحلة الثانية هي: العملية الجنسية نفسها… وعلى الرجل أن لا يكون أنانيًا فيه بحيث لا ينظر إلا إلى استمتاعه هو فحسب، بل عليه أن يأخذ زوجته في الحسبان أيضًا، خاصة إذا شعر برغبتها في الجماع وتصرفها الإيجابي أثناءه… فيحاول السيطرة على نفسه والتحكم في الجماع إلى أن يتأكد من أن زوجته قد قضت حاجتها، لأن الإنزال عند المرأة يأخذ مدة أطول من الرجل. وإذا حصل أن قضى الرجل حاجته قبل زوجته فلا يستعجل في القيام عنها لأن ذلك يؤذيها، بل ينتظر فقد تقضي المرأة حاجتها وهو على هذه الحالة. فالتوافق الجنسي يزيد متعة الزوجين، ويضفي البهجة على عش الزوجية.
المرحلة الثالثة وهي: التهدئة ولا تقل هذه المرحلة أهمية عن المرحلة الأولى، وتزداد أهميتها خاصة في المرات التي يقضي الرجل فيها حاجته دون زوجته؛ فإتمامًا لسعادتها وسرورها على الرجل أن لا يفارقها عقب الانتهاء من الجماع مباشرة، أو يدير ظهره لها ويستغرق في النوم وكأن شيئًا لم يحدث بينهما، فإن ذلك يضايقها… بل عليه أن يواصل لبعض الوقت حديث الحب والغزل، وقبلات الحب، والضم العاطفي، والمداعبات الرقيقة، واللمسات الحانية… فالزوج الذي يفعل ذلك بعد الفراغ من العملية الجنسية إنما يعبر تعبيرًا أكيدًا عن مدى الرابطة والحب الذي يكنه لزوجته، وبالوقت نفسه تشعر المرأة بأنها لم تكن مجرد ملهاة جنس ومتعة لحظات للرجل.
فهذه هي المراحل الثلاثة التي تحتاجها المرأة للوصول إلى الاستمتاع الكامل من الجنس والجماع، وبها يتم إشباع المرأة عاطفيًا وجنسيًا.