يكثف علماء بحوثهم من أجل فهم الآليات التي ترتبط بالحياة الجنسية وممارساتها عند الذكور. ويأمل الباحثون في التوصل من خلال ذلك إلى علاج جديد للعجز الجنسي. وكان فريق من الباحثين في جامعة جونس هوبكنز في بالتيمور اكتشفوا قبل عشر سنوات أن الانتصاب يحدث حين تتسبب فكرة مثيرة أو إثارة جسدية في انطلاق مادة أكسيد النيتريك من النهايات العصبية في عضو الذكورة.ويؤدي ذلك إلى حث تدفق الدم نحو العضو الذكري وبالتالي تضخمه. لكن كل تلك الاستجابات المتتالية لا تستغرق أكثر من ثوان. والآن، اكتشف فريق آخر من الجامعة نفسها كيف يمكن الحفاظ على استمرار الانتصاب بعد حدوثه. وبدراسة أجريت على الفئران والقطط، وجد أن الأساس في تلك العملية هو استمرار إنتاج أكسيد النيتريك في الأوعية الدموية.
ويقول الباحث د. أرثر برنيت إن “فيزيولوجية الانتصاب تشبه قيادة السيارات. لا يمكنك إدارة مفتاح السيارة وانتظار أن تذهب بك إلى أي مكان. لا بد أن تتحكم فيها وتوجهها” وفي سياق الموضوع، يعني هذا أن الدفقة الأولى للإثارة، يعقبها تسلم الأوعية الدموية المهمة من الأعصاب، وإطلاق إمداد مستمر من أكسيد النيتريك، للحفاظ على الانتصاب وتقويته. وقال برنيت “بمجرد أن يبدأ تدفق الدم إلى القضيب، ينشط مصدر أكسيد النيتريك في الأوعية الدموية مما يؤدي إلى انطلاق المزيد من هذه المادة، وبالتالي ارتخاء أكبر في أنسجة الأوعية، بما يسمح بمرور دم أكثر وحدوث انتصاب لفترة أطول.” وحين تسير الأمور بشكل طبيعي، فإن تدفق الدم في الأوعية الدموية يحدث ضغطا رقيقا على جدرانها مما ينشط انطلاق مزيد من أكسيد النيتريك من الخلايا البطانية في الأوعية الدموية. ومصدر أكسيد النيتريك في الأوعية الدموية هو إنزيم يدعي “إندوثيليال نيتريك أكسيد سينثاز”، وهو الجزء الذي لا يزال يمثل الحلقة المفقودة في دورة الانتصاب، والذي تنصب عليه جهود الباحثين