متي
الباب الأول : الإنجيل لمعلمنا القديس متى البشير
- إنجيل متي الإصحاحين 1 ، 2 عن نسب وميلاد المسيح .
- والإصحاح الثالث عن العماد.
- والرابع عن التجربة في البرية وبدء الكرازة.
- والأصحاحات 5 ، 6 ، 7 عن العظة علي الجبل.
- الإصحاحين 8 ، 9 عن المعجزات.
- وفي الإصحاح 13 ضرب أمثالاً كثيرة لملكوت.
أكبر الأناجيل من جهة عدد الإصحاحات
+ إنجيل متي هو أكبر الأناجيل من جهة عدد الإصحاحات وليس من جهة عدد الآيات . فهو يشمل 28 إصحاحاً ، يليله إنجيل لوقا 24 إصحاحاً ، فإنجيل يوحنا 21 إصحاحاً . وأصغر الأناجيل هو مرقس 16 إصحاحاً .
الثاني من جهة عدد الآيات
+ إنجيل لوقا يشمل 1149 ىية ، وإنجيل متي 1068 آية ، وإنجيل يوحنا 866 آية ، وإنجيل مرقس 661 آية .
أكثر الأناجيل إحتواء علي كلام السيد المسيح
+ إنجيل متي أكثر الأناجيل إحتواء علي كلام السيد المسيح . إذ أن كلمات السيد المسيح فيه تشمل 644 آية أي حوالي ثلاثة أخماس الإنجيل . وهنا نذكر ملاحظة هامة وهي أن إنجيل متي ومثله إنجيل يوحنا ، قد إهتما بأحاديث المسيح أكثر من القصة والوقائع . وعكس ذلك كان إنجيل مرقس وإنجيل لوقا . وقد قال بابياس أحد آباء القرن الثاني أن القديس متي الرسول جمع أقوال المسيح باللغة الأرامية في كتاب إسمه Logis أي الأقوال أو الكلمات . ولعله أخذ من مجموعة هذه الأقوال أحاديث السيد المسيح التي وردت في إنجيله .
أكثر الأناجيل إستخداماًللعهد القديم
+ إنجيل متي هو أكثر الأناجيل إستخداماً للعهد القديم . ذلك لأن القديس متي قد كتب لليهود ، ليبشرهم ويثبت لهم أن يسوع الناصري هو المسيح ، المسيا المنتظر ، الذي تتعلق به وتتحقق فيه أقوال الأنبياء في العهد القديم . ولذلك كان يكرر عبارات " لكي يتم ما قيل في الأنبياء " " كما هو مكتوب " ... وما شابه ذلك . وما أكثر ما ورد في هذا الإنجيل عن الملكوت والناموس والأنبياء والمسيح وإسرائيل ... وفي العظة علي الجبل تعرض لما رسخ في مفاهيم الناس من تعاليم خاصة بالعهد القديم ، وشرح لهم المفهوم السليم .
كتبه متي الرسول
+ هذا الإنجيل كتبه متي الرسول بشهادة التقليد والآباء . فقد شهد كل من القديسين إيريناوس ، والعلامة أوريجانوس ، والمؤرخ يوسابيوس بأن القديس متي هو الذي كتب هذا الإنجيل ، وكتبه لليهود . ومتي هو أحد الإثني عشر رسولاً . وله إسم آخر هو لاوي .
وورد في إنجيل مرقس أنه " لاوي بن حلفي " وأنه حينما دعاه المسيح " كان جالساً في مكان الجباية " . وإنجيل لوقا يقول عنه " عشار إسمه لاوي جالس عند مكان الجباية " . أما في إنجيل متي فيقول متي العشار " ( مت 10 : 3 ) .
لغة الإنجيل
+ أما لغة الإنجيل الأصلية ، فأرجح الآراء أنها اليونانية . ظن البعض أنها العبرانية . وقالت الغالبية أنها اليونانية . وأراد البعض التوفيق بين الرأيين بإفتراض نسخة باليونانية وأخري بالعبرانية . ولكن المعروف أن كل نسخه القديمة جداً هي باليونانية . ولم توجد له أي نسخة أصلية بالعبرانية . وكل الأقتباسات القديمة منه كانت باليونانية . والكلمات الأرامية التي فيه ، كان الرسول يشرح معناها . أما إستخدام الرسول للأرامية ، فكان في ال Logisحيث سجل كلمات المسيح كما قالها . وبعض كلمات قليلة معدودة في الإنجيل ، مثل رقا ( مت 5 : 22 ) ، " ايلي ايلي لما شبقتني " ( مت 27 : 46 )
ثاني الأناجيل تاريخياً
+ إنجيل متي ليس هو أقدم الأناجيل ، فأقدمها إنجيل مرقس . واضح أنه كتب قبل خراب أورشليم الذي حدث سنة 70م . ولولا ذلك ما إعتبرت النبوءة عن خراب أورشليم نبوءة ( مت 23 : 38 ) ( مت 24 : 2 ) ( مت 24 : 15 - 20 ) . ونفس الكلام نقوله عن الأناجيل الثلاثة الأولي التي تسمي Synoptic Gospels . ولذلك نلاحظ أن إنجيل يوحنا الذي كتب سنة 95م أو ما بعدها لم يشر إلي تلك النبوءة . أما إنجيل متي فتحدث عن أورشليم بإعتبارها " مدينة الملك العظيم " ( مت 5 : 35 ) والمدينة المقدسة ( مت 27 : 53 ) . وتحدث عن أبنية الهيكل ( مت 24 : 1 ) ، وعن الموضع المقدس ( مت 24 : 15 ) . والمعروف عند كل علماء الكتاب أن ترتيب الأناجيل الثلاثة الأولي تاريخياً هو مرقس ، متي ، لوقا . ولما كان المعروف أيضاً ، كما سنشرح في حينه أن إنجيل لوقا قد كتب حوالي 58 - 60 ) . فغالباً يكون إنجيل متي قد كتب قبل سنة 58م بقليل . وقد كتبه متي الرسول في أورشليم ، أو في بلاد اليهودية عموماً . وهنا يقف أمامنا سؤال هام وهو : لماذا إذن وضع في ترتيب الأنلجيل أولاً ، إن لم يكن أولها تاريخياً . ونقول إن السبب في ذلك هو : هو أنه جسر بين العهدين القديم والجديد ، وهذا من جهة طبيعة كتابته كإنجيل موجه إلي اليهود ، وفبه تحقيق نبوات العهد القديم ، وشرح بعض تعاليمه . فكان من اللائق أن يوضع أولاً من جهة الترتيب ، وإن لم يكن أولاً من جهة تايخ كتابته .
علاقته بالعهد القديم
واضح أنه جسر بين العهدين ، من جهة ربطه أحداث العهد الجديد بنبوءات العهد القديم ، وإتمامها ، لكي يتم ما قيل بالأنبياء ... بالإضافة إلي الأقتباسات ... فنجد في الأصحاحات الأربعة الأولي مثلاً تحقيقاً لسبع عشرة نبوءة في العهد القديم .
البشارة بميلاد المسيح من العذراء
+ في البشارة بميلاد المسيح من العذراء ، قال " وهذا كله لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل " هوذا العذراء تحبل وتلد إبناً ، ويدعون إسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا " ( مت 1 : 22 ، 23 ) مشيراً إلي ( أش 7 : 14 ) .
مكان ولادته
+ وعن مكان ولادته قال " في بيت لحم اليهودية . لأنه هكذا مكتوب بالنبي ، وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا ، لست الصغري بين رؤساء يهوذا . لأنه منك يخرج مدبر يرعي شعبي إسرائيل " ( مت 2 : 5 ، 6 ) ، مشيراً إلي ( ميخا 5 : 2 ) .
ذهاب المسيح إلي مصر وعودته
+ عن ذهاب المسيح إلي مصر وعودته منها قال عن يوسف النجار " فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً ، وإنصرف إلي مصر . وكان هناك لي وفاة هيرودس . لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل ، من مصر دعوت إبني " ( مت 2 : 14 ، 15 ) ، وذلك تحقيقاً لما ورد في ( هوشع 11 : 1 ) .
قتل الأطفال
+ عن قتل الأطفال لعله يكون بينهم ، قال " حينئذ تم ما قيل بأرمياء النبي القائل : " صوت سمع في الرامة : نوح وبكاء وعويل كثير . راحيل تبكي علي أولادها ، ولا تريد أن تتعزي ، لأنهم ليسوا بموجودين " ( مت 2 : 17 ، 18 ) مشيراً إلي ( ار 31 : 15 ) .
لقب يسوع الناصري
+ عن لقب يسوع الناصري قال " وأتي وسكن في مدينة يقال لها ناصرة . لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه يدعي ناصرياً " ( مت 2 : 23 ) .
عمل القديس يوحنا المعمدان
+ عن عمل القديس يوحنا المعمدان في التمهيد لمجئ المسيح قال " فإن هذا هو الذي قيل عنه بإشعياء النبي القائل : صوت صارخ في البرية ، أعدوا طريق الرب ، إصنعوا سبله مستقيمة " ( مت 3 : 3 ) ، مشيراً إلي ( أش 40 : 3 ) .