قد تكون ثقة الإنسان في غير محلها لأنه يضعها في شخص لا يستحقها فيخذله ، فيتسائل هل العيب في نفسي أم في الآخرين ؟، والخذلان أو النكران إذا كان من ذوي القربى فإنه يمكن أن يسبب ظلم عميق قد لا نقدر على نسيانه أو قد لا تمحوه الأيام ، حيث يختلف الخذلان حسب الشخص الذي يتعرض لهذا الموقف من قِبَل من خذلوه.
كي أنسى شخصاً خذلني يجب أن أتذكّر مرارة الفعل الذي خذلني به لفترة زمنية مؤقتة فأدرك بعدها أن لا قيمة له ، فلا أسمح لهُ أن يستحوذ على تفكيري فأمسحه من ذاكرتي بشكل تدريجي حتى أنجح في نسيانه ، وبعدها أفكر بعمل شئ يدر علي بالمنفعة المعنوية والمادية وأتجه نحو مسار حياتي المستقبلي بكل ثقة ،وهذه الثقة تأتي من إيماني بالله الذي يمهل ولا يهمل وأدع الخلق للخالق جلّ وعلا .
فعندما تطلب من شخص ما سواء كان قريباً أو بعيداً و كنت متأملاً منه الكثير أمراً معين أو المساعدة في موضوعٍ معين و تحسب أنه سوف يساعدك و يقف إلى جانبك ، لكن فجأة و بدون مقدمات أو أسباب تعرف أنه لا يريد مساعدتك أو تلبية طلبك بغض النظر عن السبب فإنك تشعر بالخذلان و الحزن لأنه قام برفض طلبك ، أو أن يقوم بفعل مخالفٍ لما تتوقعه ، و هكذا يكون الخذلان .
قد يتمكن الشخص من نسيان من خذله و ذلك يعتمد على طبيعته و طبيعة الشخص الذي خذله و الموضوع الذي خذله فيه ، و الأشخاص الذين نحبهم لا نستطيع نسيان ما فعلوه بنا لأننا لم نكن نتوقع هذا العمل منهم ، و يمكن أن يكون الخذلان من المدير أو الرئيس في العمل حيث أنه يَعِدُك بترقية أو بمكافأة و فجأة لا يقوم بترقيتك أو بمكافأتك فتشعر بالحزن و خيبة الأمل و تتسائل هل السبب من نفسي أم من المدير ؟ ، لكن ما يجب على الشخص معرفته أن لا يضع ثقته في أحد أو أن يضعها في من يستحق حتى يتجنب الخذلان و الإحباط .
لكن مهما حصل في النهاية يجب على كل شخص النسيان و التسامح و تنظيف قلبه من كل حقد ، لأنّ في نهاية الأمر الله تعالى هو المحاسب على كل الأفعال و ليس أنت ، فإنسى و عِش حياتك بهدوء وسكينة بال ، و لا تفكر فيما فاتك بل فكر فيما سيأتيك.