يعتبر الخوف والقلق من أكثر المشاعر التي تتوارد في أذهان الناس من شتى البقاع وهي ليست من الامور التي تولد مع الإنسان بل إنّها من الأمور المكتسبة فنرى الأطفال لا يشعرون بالخوف من أي أمر مهما كان عظيماً حتى يقوموا بتذوق خطورته، ولهذا الأمر يمكن التغلب على مثل هذه المشاعر بقليل من الأرادة.
والخوف والقلق أمران مختلفان إلّا أنهما في العادة ما يجمعان مع بعضهما من قبل الناس لإنهما يمثلان شعورين سلبيين متشابهين إلّا أن الخوف في العادة يكون من أمور محددة بذاتها كالخوف من الظلام أو الخوف من النار أو الأماكن الضيقة، أما القلق فعادة ما يرتبط بالمستقبل كالقلق من الامتحان أو القلق من الغد، وفي العادة ولدى العديد من الناس يتحول القلق إلى نوع من الخوف.
وللتخلص من القلق والخوف بشكل عام يجب في البداية الشعور بثقة في النفس ومعرفة النقاط الإيجابية من شخصيتك لاستغلالها وتقويتها ومعرفة الجوانب السلبية ونقاط الضعف من أجل تفاديها ومعرفة طريقة التعامل معها وعدم جعلها نقاط ضعف على أكثر تقدير فمن مضيعة الوقت والجهد أن يحاول شخص ما تحويل نقاط ضعفه إلى نقاط قوة فهو بقيامه بهذا الأمر سيقوم بإضاعة الوقت فقط ولن يفلح بذلك أيضاً ممّا سيزيد من القلق لدى هذا الشخص عند التعامل مع جوانب الضعف.
أمّا من الأمور الأخرى التي يمكن القيام بها من أجل التقليل من القلق هو عدم التفكير بشكل كبير في المستقبل، ولا يعني هذا الأمر عدم العمل من أجله فيجب العمل من أجل المستقبل والتخطيط له بكل الوسائل الممكنة وبالطاقة القصوى مع عدم القلق بشكل كبير، وقد يظن البعض أن هاذان الأمران متضادان إلَا أنهما في الوقاع مترابطان بشكل كبير فلا يستطيع الاسترخاء وعدم القلق من المستقبل إلى أولئك الذين يعملون بجدٍّ من أجله فهم الوحيدون القادرون على الثقة بمجهوداتهم والرضى عن النتيجة فالمهم في الحياة هو التفكير بالعمل بجد وليس التفكير بالنتائج فالتفكير بالنتائج يبعد الإنسان عن العمل الجاد ويضعه في غرفة من أحلام اليقظة التي لا يستيقظ منها إلّا عند شعوره بالقلق والخوف ممّا سيحصل عندما يحين الوقت فيجب التأكد من أنّ الفرحة والسعادة لا تكون عند الحصول على النتائج بل عند العمل من أجلها.
فلذلك ومن أجل الابتعاد عن القلق والخوف يجب أن نعيش الحياة بجميع ظروفها مع التيقن بأنّها لا تساوي شيئاً وأنّ كلّ ما فيها لا طعم له مع الشعور بالقلق فيجب أن نعيش الحياة بكل تفاصيلها ومغامراتها مع من نحب من الناس القلائل الذين نقوم باختيارهم وأنّ نعيش كل لحظة بلحظتها ونثق بأنفسنا وهذا ما يأتي عند العمل الجاد من أجل المستقبل مع ترك مجال في الحياة من أجل المتعة والاسترخاء وقضاء الوقت مع من نحبّ فقضاء الأوقات مع الأشخاص المقربين لنا والذين نحبهم هو الأمر الوحيد الذي سنندم عليه في النهاية ونتمنى لو أننّا قمنا باستغلاله بشكل أكبر.