الهجر بين الزوجين

عندما يخاصم الرجل زوجته ولا يكلمها، ويرفض المسامحة والسماع لها يسمى هجرا.
عندما تخاصم زوجها وتعانده وتمتنع عنه، وترفض محاولات زوجها لإرضائها يسمى هجرا.
والهجر في المضجع يكون بأن يبيت معها في الفراش ويوليها ظهره، وهذا أشد إيلاما من الضرب خصوصا للمرأة التي اعتادت زوجها وأحبته وتعلق قلبها به. فتصبح المشكلة الصغيرة كبيرة وظاهرة حتى للأبناء. قد يستمر الهجر بين الزوجين لعدة أيام فتكثر المشاحنات والمشاكل التي تسبب القلق وانزعاج الأبناء وضعف الحب.
فمن مظاهر مشكلة الهجر:
* خصام الزوجين غالبا ما يكون لأتفه الأسباب، كاختلاف وجهات النظر عند الحوار، أو إهمال أحد الزوجين في أداء مهامه.
* ينام أحد الزوجين في غرفة منفصلة.
* تسير الحياة اليومية بدون حوار متبادل.
* لا يحاول أحد الزوجين أن يبدأ بالمصالحة متعللا بكرامته وعزة نفسه، متجاهلين: )وخيرهما الذي يبدأ بالسلام (.
* يؤثر ذلك على الأبناء فيلزمون غرفهم ويبتعدون عن مواجهة والديهم.
* خروج الزوج طوال اليوم من المنزل.
* إهمال الزوجة لنفسها وترتيب بيتها بسبب إهمال الزوج وغيابه.
* يؤثر الخصام بين الزوجين على المستوى الدراسي للأبناء.

أسباب ظهور مشكلة الهجر:
* عدم التحضر عند الخلاف فيقابل بالصراخ والسباب والضرب بدل الحوار الهادف.
* عدم الحب وقلة الاحترام بين الزوجين يولد الخلاف على أتفه الأسباب.
* التكبر والعناد فكل منهما يعتقد أنه الأفضل.
* أن يتمسك كل برأيه ويعتقد أن رأيه صحيح ويجب على الآخر التنازل عن مبادئه.
* ينتظر الزوجان أن يبادر أحدهما بالمصالحة، وقد يأخذ وقتا طويلا لإرضاء الطرف الآخر.
* عدم الصبر والتروي في أخذ القرارات، والتصرف بسرعة قد يندم عليه مستقبلا، والتلفظ بكلمات قد ترسخ بالقلب طول العمر.
* في بعض الأحيان لا يراعي أحد الزوجين الحالة المزاجية للطرف الآخر فقد يكون منهكا من العمل ومن الضغوط اليومية وتحمل المسؤولية.
* إهمال الزوج لبيته والخروج مع أهله وأصدقائه يسبب ضغوطا نفسية للزوجة.
فأعباء الحياة موزعة بين الزوجين والمسؤوليات محددة، ولا ينبغي لأحد منهما أن ينتقص كرامة الآخر أو يتهمه بالتقصير أو يتجاهله.
قال -صلى الله عليه وسلم-: )كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته(، فالأب راع وهو مسؤول عن رعيته، والزوجة راعية وهي مسؤولة عن رعيتها.
الحلول المناسبة لهذه المشكلة:
* معرفة أصول الهجر لو كانت الحاجة إليه ضرورية، فلا ينبغي أن يزيد الهجر عن ثلاثة أيام، ويبقى في فراشه ولا يغادر البيت، قال تعالى: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ (سورة البقرة آية: 187).
* حرص الزوجين على المبادرة ببدء السلام والمبادرة بالاعتذار وأن يدفع بالتي هي أحسن.
* يجب على أحد الطرفين قبول الاعتذار حتى لا يصاب الطرف الآخر بالملل.
* يجب على الزوجة إطاعة زوجها فيما يأمرها به سرا وعلانية. لأن الطاعة مجلبة للهناءة والرضا. فكلما زادت طاعة الزوجة لزوجها ازداد الحب والولاء بينهما، وتوارثه أبناؤهما.
* اختيار الوقت المناسب للحوار بحيث يكون وقت صفاء بعيدا عن الضغوط النفسية وجهد العمل.
* لا يكون الهجر أمام الأهل والأقارب لأنه يذل الزوجة ويقلل من كرامتها، فتزداد نشوزا.
* يفترض على الزوجين التحلي بالصبر وعدم الاندفاع بالألفاظ السيئة والتعامل بأخلاق الإسلام.
* كلما تذكرنا الميزات الحسنة في الطرف الآخر كلما صغر سبب الخلاف وتسامحنا بنفس صافية راضية.
* يجب على كلا الزوجين تقديم حقوقه على أكمل وجه، فإذا حرص كل منا على القيام بما عليه، مع روح الود والتسامح زالت أسباب الخلاف، ودام الوئام والسلام.
* الابتعاد عن الأبناء أثناء النقاش وعدم إظهار هذا الخلاف بينهم لأنه يؤثر على نفسية الأبناء. ويورث في نفوسهم شرا وفسادا.
الحياة اليومية شركة رأس مالها الحب، وهو حب في الله، يحلو للمرأة أن تعمل كل ما يرضي الزوج وتساعده على الارتقاء في مدارج التقى، وعلى التخلص من الشيطان ووساوسه.
وبدافع من الحب كذلك يكدح الرجل ويرضي زوجته، ويعمل على الارتقاء بها في مدارج التقى، ويعصمها من انفتاح قلب أو جارحة على خطيئته.
وهنا يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: )لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه(وفي الحب لا تكون المشكلات ولا يستثقل عمل، فكل يؤدي عمله بحب واحترام.

ربي لايحرمنا من هذا القلم الذهبي

دمت ودام قلمك

» الخصام بين الزوجين 1
» الاعتذار بين الزوجين
» الخصام بين الزوجين 2
» حدة الرغبة بين الزوجين
» الاعتذار بين الزوجين 3