خلقَ الله الإنسان الأول وهوَ أبونا آدم عليه السلام من طين وسوَاه بشراً حينَ نفَخَ فيهِ من روحه، وكتبَ على الخلق أن تنتشر ذريّتهم من خلال التناسل والقدرة على الإنجاب التي أودعها الله في أجهزة خاصّة عند الزوجين الذكر والأنثى، ومن خلال التزاوج بن الرجل والمرأة وحدوث الجماع تبدأ أولى مراحل نشأة الذريّة التي يقسمها الله بقدرته اناثاً أو ذُكراناً أو يكون هذا الجماع بلا نتيجة كأن تكونَ المرأة أو الرجل عقيمين، ولكن هُناك حالات من تأخر الحمل التي تحدث بين الأزواج والتي لا تعني بالضرورة أن يكون هُناك عُقم عند أحد الزوجين أو كليهما، فقد يكون هُناك ما يُدعى بالضعف أو العجر الجنسي عند أحد الزوجين كأن يكون هُناك قلّة في عدد الحيوانات المنويّة أو ضعف فيها وهو ما سنتطرّق إليه في موضوعنا هذا، فما هوَ الحيوان المنويّ وما هو ضعف الحيوانات المنويّة.
الحيوان المنويّ
هو الخليّة الجنسية الذكوريّة لدى الرجل، وهي موجودة في السائل المنوي لدى الرجل ولا تنقسم هذه الخليّة، ويُساهم الحيوان المنويّ في تخصيب البويضة لدى المرأة حيث إنّ السائل المنوي يحوي ملايين الحيوانات المنويّة ولكن لا يقوم بتخصيب واختراق جدار البويضة سوى حيوان منوي واحد، ونوعيّة وعدد الحيوانات المنويّة تُساهم بالشكل الأكبر في حدوث الإخصاب وبالتالي عميلة الحمل والإنجاب، حيث إنّ من أسباب ضعف الخصوبة لدى الرجال هيَ قلّة الحيوانات المنويّة وهي مشكلة لها علاج بطبيعة الحال، وهُناك من الرجال من لديهم عدد لا بأس به ولكن نسبة تشوّهات عالية جدّاً في الحيوانات المنويّة تصل في حالات نادرة إلى نسبة تشوّهات 100% لدى بعض الرجال.
ضعف الحيوانات المنويّة وعلاجها
يقسم جسم الحيوان المنوي إلى الرأس وهو الذي يحوي الأنزيمات الخارقة لجدار البويضة إذا كانَ الإخصاب، وعنُق الحيوان المنويّ حيث توجد المريكزات، وكذلك القطعة الوسطى لجسم الحيوان المنويّ والتي تحوي مركز صناعة الطافة الحركيّة للحيوان المنوي وهي الميتوكندريا، وأخيراً الذيل الذي به يتحرّك الحيوان المنوّي، وضعف الحيوان المنويّ يكون إمّا بضعف الحركة والنشاط للحيوان المنويّ أو ضعف التكوين للحيوان المنوي، ويكون علاج ضعف الحيوانات بطرق التشخيص المخبريّة عن طريق فحص السائل المنويّ وتحديد أسباب الضعف هل هيَ حركيّة أو بيولوجيّة كتشوّهات وغيره، ومن خلال ذلك يكون العلاج عن طريق فحص الخصية التي هي بمثابة مصنع للحيوانات المنويّة حيث من المُحتمل اصابة الرجل بدوالي الخصية التي يكون حلّها إمّا جراحيّاً أو من خلال عمليات التنظير حيث تُعدّ دوالي الخصية من أسباب تضعيف الحيوان المنويّ الذي تؤثّر عليه ارتجاعات الدمّ الوريدية نتيجة التضخّمات في الدوالي، كما أنّ من الممكن حلّ المشكلة من خلال التخلّص من الأورام في الخصية أو الالتهابات عن طريق الجراحة مثلاً.
هُناك طُرق غذائية لعلاج ضعف الحيوانات المنويّة في حال تبيّن عدم وجود خلل في الوظائف العضويّة أو مرض ما وذلك إمّا عن طريق الغذاء المليء بالمقويّات كالعسل طلع النحل ومادة الجنسنغ وحبوب لقاح النحل، ومن العلاج أيضاً لضعف الحيوانات المنويّة أن يتوقّف الرجل عن تناول الموادّ الكحوليّة والتدخين وبطبيعة الحال المخدّرات التي تُعتبر سبباً من أسباب تضعيف الحيوانات المنويّة لدى الرجال.