البروستاتا هي إحدى الغدد الموجودة في الجسم عند الذكور فقط ، و هي المسئولة بشكل أساسي عن تكوين السائل المنوي الذي يسهل عملية إنتقال الحيوانات المنوية إلى داخل الرحم ، و يساعد ذلك السائل على ابقاء الحيوانات المنوية حية لوقت أطول حتى تلقيح اليويضة . و سرطان البروستاتا هو السرطان الذي يصيب تلك الغدة ، حيث يتم تسمية السرطان باسم المنطقة التي يظهر فيها من جسم الإنسان ، و تتميز الخلايا السرطانية التي تظهر في البروستاتا بأنها بطيئة الإنتشار و النمو في الأغلب ، لكن على الجانب الآخر فإنها يمكن أن تنتشر من البروستاتا إلى أجزاء أخرى من الجسم بشكل سريع و خصوصاً العظام و الغدد الليمفاوية . و تختلف نسب الإصابة بسرطان البروستاتا حول العالم ، حيث يعتبر أكثر انتشاراً في البلدان المتقدمة عنه في البلدان النامية ، و ربما يرجع ذلك إلى نسب اكتشاف الإصابة بالمرض ، حيث لا تظهر أعراض الإصابة على العديد من المصابين ، فلا يحصلون على العلاج المناسب ، و غالباً ما يكون سبب الوفاة غير متعلق بالمرض .
بالنسبة لأعراض سرطان البروستاتا فهي لا تكون واضحة في المراحل المبكرة ، و قد تشابه في حالات قليلة مع حالات تضخم البروستاتا الحميدة التي تصيب الرجال فوق سن الخمسين عام ، حيث ينتشر سرطان البروستاتا بشكل أكبر في تلك الفئة العمرية أيضاً ، و تشمل الأعراض المبكرة كثرة التبول ، و صعوبة في بداية التبول ، و ألم أو وجود دم أثناء التبول . و تظهر تلك الأعراض أو أحدها على ثلث المرضى فقط المصابين بسرطان في البروستاتا . و بسبب عمل غدة البروستاتا و موقعها داخل الجسم و المرتبط بالجهاز البولي التناسلي عند الرجل ، فإن الأعراض بشكل عام تظهر في شكل اختلال في وظائف ذلك الجهاز ، بدءاً من مشاكل الجهاز البولي كما أسلفنا ، و وصولاً إلى علامات الضعف الجنسي مثل ضعف الإنتصاب أو حدوث مشاكل القذف ، أو آلام عند القذف .
و في المراحل المتقدمة من انتشار سرطان البروستاتا تظهر علامات الإنتشار في الأعضاء الأخرى ، حيث تظهر آلام العظام في كل من العمود الفقري ، و الحوض ، و الأضلاع . كما يمكن أن يؤدي ذلك الإنتشار إلى إحداث ضغط على الحبل الشوكي فتظهر أعراض ضعف الساق و عدم التحكم في عملية الإخراج .