تداولت وسائل الإعلام العربية فيديو لطفل إسرائيلى ولد بعين واحدة علي انه المسيح الدجال وتبين ان الفيديو تم تداوله بشكل آخر منذ سنوات بنفس الإسم واثار ضجة كبرى حول قرب نهاية العالم ومجيئ الدجال الذى سينتصر عليه السيد المسيح
ومن هنا قررنا وضع توضيح حول شخصية المسيح الدجال حسب المنظور المسيحيى وماجاء عنه من نبوؤات بالكتاب المقدس
توضيح مبدئى : لايوجد في المسيحية او الكتاب المقدس مايسمى بالمسيح الدجال او المسيخ الدجال فكلها اسماء ومصطلحات أطلقها الإخوة المسلمون عن شخصية "ضد المسيح " وهو الأسم المسيحى له حسب الكتاب المقدس .
ضد المسيح
لم ترد هذه العبارة إلا في رسائل يوحنا ويراد بها من يقاوم المسيح ومن يدعي بأنه موضع المسيح، وإذا قابلنا الآيات التي وردت فيها وجدنا أن مراد يوحنا الإشارة إلى ذوي الآراء الهرطوقية بخصوص تجسد المسيح: "كل روح لا يعترف بيسوع أنه قد جاء في الجسد فليس من الله، وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي والآن هو في العالم" (1 يو 4: 3)، "وكما سمعتم بأن ضد المسيح سيأتي.
فقد قام الآن أضداد للمسيح كثيرون" (1 يو 2: 18)، "من هو الكذاب إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح؟ ذلك هو ضد المسيح الذي ينكر الآب والابن" (1 يو 2: 22)، "فإنه قد انتشر في العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بأن يسوع المسيح أتى في الجسد ومن كان كذلك فهو المضل والضد للمسيح" (2 يو 7).
والحاصل أن ضد المسيح هو من أنكر التجسد واتحاد لاهوت المسيح بناسوته، ومن جملتهم سرِنْثَس وغيره. وربما تشير العبارتان: "إنسان الخطيئة" في 2 تس 2: 3 و"الوحش" في رؤ 13: 2 إلى ضد المسيح
أولاً - الإشارات إليه في الكتاب المقدس:
لا يوجد ذكر صريح لـ"ضد المسيح" إلا في رسائل الرسول يوحنا حيث يرد ذكره أربع مرات (1يو 2: 18و22، 4: 3،2يو 7). فيقول يوحنا: " أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتي، قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون.من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة" (1يو 2: 18). فواضح أن يوحنا الرسول كان ينتظر ظهور شخص هو بالتحديد "ضد المسيح" أي مقاوم عنيد للرب يسوع المسيح. كما يقول إن كثيرين من الأنبياء الكذبة هم " أضداد المسيح ". ويقول إن هذا دليل على اقتراب الساعة الأخيرة.
ويوصف "ضد المسيح" بأنه "ينكر أن يسوع هو المسيح"، وبذلك "ينكر الآب الابن" (1يو 2: 22)، أي أنه ينكر أن يسوع هو الله. وفي 1يو 4: 30 نجد إشارة إلى "روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي" أي سيأتي في المستقبل، "والآن هو في العالم" وهو "لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد"، ولذلك فهو "ليس من الله".
ونجد في 2يو7، إشارة أكثر تحديداً من ينكرون حقيقة التجسد، فيقول الرسول يوحنا: "لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتياً في الجسد، هذا هو المضل وضد المسيح"، فكان يوحنا يتنبأ عن هرطقة "الدوسيتية" التي كانت ترى أن المسيح لو يأت في الجسد حقيقي ، أي أنها تنكر ناسوت المسيح. ومن هذه الإشارات الأربع، يتضح لنا أن "ضد المسيح" هو أساساً مفهوم لاهوتي يرفض المسيح أو ينادي بأفكار هرطوقية تمس شخص المسيح.
ثانياً: مدى التطبيق على ضد المسيح:
يقوم تطبيق هذه الأقوال على أساس أن "ضد المسيح". هو شخص سيظهر في المستقبل بناء على ما يقوله الرسول يوحنا: "سمعتم أن ضد المسيح يأتي" (1يو 2: 18)، فمضمون هذه العبارة هو أنه بينما ظهر ويظهر مقاومون كثيرون -على مدى التاريخ- ينكرون لاهوت المسيح وحقيقة ناسوته، فإن كل هذه القوى المقاومة والآراء الهرطوقية، ستبلغ ذروتها في النهاية في شخص واحد سيظهر قبيل مجيء المسيح ثانية.
ثالثاً: محاولات تحديد شخصية ضد المسيح:
لقد جرت محاولات بلا عدد لتحديد شخصية ضد المسيح بالعديد من الأشخاص على مدى التاريخ من رجال دين وملوك وساسة، وأشهر هؤلاء الملوك هو كاليجولا الامبراطور الروماني الذي ادَّعى الإلوهية، ونيرون الذي أحرق روما واضطهد المسيحيين واليهود. بل امتد الظن إلى بعض الحكام المشهورين في العصور الحديثة مثل نابليون وموسوليني وهتلر، وقد ظهرت فيهم روح ضد المسيح، ولكن لم يكن أحد من هؤلاء هو "ضد المسيح" موضوع نبوات الكتاب.
رابعاً: النبوات عن ضد المسيح في العهد القديم:
المدرسة الوحيدة -من مدارس التفسير- التي قدمت تفسيراً متكاملاً عن "ضد المسيح" هي مدرسة التفسير المستقبلي للنبوات، وتؤيد رأيها بأن تربط ما بين القضاء على "ضد المسيح" ومجيء المسيح ثانية. فبالرغم من ظهور حركات كثيرة "بروح ضد المسيح"، فإنها ترى أنها ستبلغ الذروة في شخص هو "ضد المسيح" موضوع النبوات، وهو التزييف الشيطاني للمسيح. ومع أن هناك الكثير من التفسيرات الممكنة في محاولة تحديد خصائص ومكان ظهور هذا الشخص في المستقبل، إلا أن هناك بضعة فصول في الكتاب المقدس تقدم لنا أكبر معونة في هذا الصدد:
ففي الأصحاح السابع من سفر دانيال، حيث حيث يتنبأ عن أربع إمبراطوريات عالمية متعاقبة، في صورة أربعة وحوش، والذين يرون أن الوحش الرابع يمثل الامبراطورية الرومانية، يجدون في القرن الصغير صورة للوحش. وفي تفسير الحلم لدانيال، يوصف هذا الشخص بأنه: "يتكلم بكلام ضد العلي، ويبلي قديسي العلي" (7: 25)، كما أنه سيحكم إلى أن تعطى المملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء "لشعب قديسي العلي" (7: 27). وبهذا الوصف يكون هو آخر حكام العالم العظام، ويكون هو المقاوم للمسيح.
وفي الأصحاح الحادي عشر، نجد وصفاً آخر لملك يرى البعض أنه هو نفسه القرن الصغير (7: 8 و20-22، 8: 9)، فهو حاكم مطلق إذ يُقال عنه:
"ويفعل الملك كإرادته، يرتفع ويتعظم على كل إله، ويتكلم بأمور عجيبة على إله الآلهة" (11: 36)، علاوة على ذلك فإنه يكرم إله الحصون في مكانه (في مكان إله الآلهة) وإلهاً لم تعرفه آباؤه، يكرمه بالذهب والفضة وبالحجارة الكريمة والنفائس" (11: 38). ومن الواضح أن نهايته ستكون في حرب عالمية (11: 40-45)، فهو مجدف ومقاوم لله، ومن ثم فهو ضد المسيح، آخر حاكم قبل مجيء المسيح ثانية (دانيال 12: 1-3). ويرى آخرون أنه سيكون ملكاً أقل شأناً، سيملك على فلسطين فقط في وقت النهاية.
خامساً: النبوات عن ضد المسيح في العهد الجديد:
أشار الرب يسوع في أحاديثه إلى أنه في الأيام الأخيرة " سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة" (مت 24: 24). كما أنه كثيراً ما أشار إلى الشيطان بأنه عدو لله وللمسيح، كما يظهر ذلك في تجربته للمسيح (مت 4: 1-11، لو 4: 1-13)، وكذلك في مثل القمح والزوان، فزارع الزوان هو إبليس (مت 13: 37-39). كما قال المسيح : "أنا أتيت باسم أبي ولستم تقبلونني. إن أتى باسم نفسه فذلك تقبلونه" (يو 5: 43).
ولا يستخدم الرسول بولس عبارة "ضد المسيح" في رسائله، ولكنه يشير إلى "بليعال" في قوله "أي اتفاق للمسيح مع بليعال؟" (2كو 6: 15)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. ونجده يشير إشارة واضحة إلى ضد المسيح في حديثه عن مجيء الرب ثانية، إذ يقول: "لأنه لا يأتي إن لم يأت الارتداد أولاً، ويستعلن إنسان الخطية، ابن الهلاك، المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلهاً أو معبوداً، حتى إنه يجلس في الهيكل الله كإله، مظهراً نفسه أنه إله" (2تس 2: 3و4). ويقول إنه عندما " يستعلن الأثيم "سيبيده الرب يسوع" بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه" (2تس 2: . ويجمع الكثيرون من المفسرين بين هذا الأثيم، إنسان الخطية، والقضاء عليه بظهور المسيح، وبين القرن الصغير (دانيال 7)، والملك (دانيال 11: 36).
ولعل أهم فصول الكتاب التي تشير إلى ضد المسيح، هو الوصف المذكور في الأصحاح الثالث عشر من سفر الرؤيا، حيث يتكلم عن وحشين، أحدهما طالع من البحر (13: 1-10)، والآخر طالع من الأرض (13: 11-18). وهناك الكثير من التفسيرات لهذه الأقوال، ولكنها بصفة عامة ترى أن الوحش الأول هو آخر حكام العالم العظام قبل مجيء المسيح ثانية، وأن الوحش الثاني يشير إلى قائد ديني يعمل تحت السلطة السياسية للوحش الأول. وبسبب التشابه بين الوحش الأول الذي له عشرة قرون وسبعة رؤوس، وبين القرن الصغير في الأصحاح السابع من نبوة دانيال (7: ، يرى البعض أنه هو ضد المسيح، بينما يرى آخرون أن الوحش الثاني هو ضد المسيح. ومن الواضح أن كليهما معاديان للمسيح.
ومن الأمور المحيرة بخصوص ضد المسيح هو القول: "هنا الحكمة. من له فهم فليحسب عدد الوحش، فإنه عدد إنسان وعدده ستمئة وستة وستون" (رؤ 13: 18). والتفسيرات لحل هذا اللغز أكثر من أن نستعرضها هنا، باستخدام قيمة الحروف في اللاتينية واليونانية والعبرية. وأكثر هذه التفسيرات شيوعاً، هي أنها تشير إلى " قيصر نيرون" (مع عدم حساب حروف العلة - ق = 100، ص=60، ر=200، ن=50، ر= 200، الواو (في نيرون)=6، ن=50 فيكون المجموع 666)، وباستخدام الحروف في اليونانية يمكن أن ينطبق العدد على اسم كاليجولا ( الامبراطور المجنون)، ولكن أفضل تفسير هو اعتبار أن تكرار العدد "ستة" ثلاث مرات، فيه إشارة مثلثة إلى الإنسان الذي يعوزه الكمال، الذي يشير إليه العدد "سبعة". كما أن الإنسان يعمل ستة أيام و يستريح في اليوم السابع، وكان التمثال الذي أقامه نبوخذ نصر، ارتفاعه ستون ذراعاً وعرضه ست أذرع. وقد يكون المضمون هو أن "ضد المسيح" رغم كل عظمته ونفوذه، فهو ليس سوى إنسان، سيقضي عليه المسيح في النهاية، "فسيقبض على الوحش والنبي الكذاب معه الصانع قدامه الآيات التي بها أضل الذين قبلوا سمة الوحش، والذين سجدوا لصورته، وطُرح الاثنان حيين إلى بحيرة النار المتقدة بالكبريت" (رؤ 19: 20).
سادساً: الخلاصة عن ضد المسيح:
يمكن تلخيص الأمر كله - مع الأخذ في الاعتبار كل ما جاء عن "ضد المسيح" في الكتاب المقدس، في أنه بينما يمكن تطبيق مفهوم "ضد المسيح" على الكثيرين من الأشخاص والحركات المقاومة لله في الماضي وفي المستقبل أيضاً، فهناك مبرر كاف لانتظار أن يبلغ الأمر ذروته في شخص بعينه، سكون هو -بحق- "ضد المسيح"، والذي سيقضي عليه المسيح في مجيئه الثاني، وسيكون هذا الشخص"ضد المسيح" لاهوتياً لأنه سيدّعى أنه الله نفسه، كما سيكون "ضد المسيح" سياسياً لأنه سيسعى لحكم كل العالم، و"ضد المسيح" شيطانياً لأنه سيعمل بقوة الشيطان، كما أظهر المسيح قوة الله. ومن وجوه كثيرة سيكون "ضد المسيح" بالنسبة للشيطان، ما كان المسيح -على الأرض- بالنسبة لله الآب. وسيقوم النبي الكذاب (رؤ 13: 11-18) بدور الروح القدس، وبذلك يكونون ثالوثاً غير مقدس، من الشيطان وضد المسيح والنبي الكذاب