يكمن دور البخاخات في تثبيط فرط الاستجابة لدى مريض الربو وفي إزالة الأعراض الحادة التي يصاب بها. هذا يتم بنوعين من الأدوية: أدوية ضابطة تساعد على السيطرة على المرض (Controller)، وأدوية إسعافية سريعة المفعول تساعد على إزالة الأعراض الحادة له (Reliever)، وتمييز المريض بين هذين النوعين ضروري جدا.
أما الأدوية الضابطة فهي الأدوية التي تثبط فرط الاستجابة لدى المريض وتمنع حدوث التفاعل التحسسي داخل القصبات، وهي بالأساس عبارة عن بخاخات الكورتيزون. لماذا الكورتيزون؟
لأنه أفضل أنواع الأدوية تثبيطا لفرط الاستجابة ومنعا لإفراز المواد الكيميائية التي تتسبب في الالتهاب التحسسي الذي تحدثنا عنه المرة الماضية. ومن ثم فهذه الأدوية تساهم في منع التغيرات طويلة الأمد في جدار القصبة، وبالتاي تساهم في الحفاظ على وظيفة الرئة دون تدهور.
ليس كل المرضى بحاجة إلى هذه الأدوية، فقد يكون المرض خفيفا لا يحتاج إلا إلى الأدوية الإسعافية. وفي حال احتاج المريض الأدوية الضابطة فلا بد أن يأخذها بانتظام، ولفترة لا تقل عن ثلاثة شهور متواصلة حتى لو زالت الأعراض خلال تلك الفترة. لماذا؟ لأنها المدة اللازمة لتثبيط المواد الكيميائية المشاركة في الالتهاب التحسسي تثبيطا كبيرا يمنع التغيرات المزمنة في جدار القصبة ويحفظ وظيفة الرئة.
ومن ثَمّ فبخاخات الكورتيزون آمنة، فجرعتها قليلة جدا، وتصل بشكل أساسي إلى القصبات حيث مكان عملها، وامتصاصها في الدم قليل جدا، لذا فأعراضها الجانبية شبه معدومة، وفي أسوأ الأحوال فإن الأعراض السلبية لتلك البخاخات أقل بكثير من الأعراض السلبية لمرض الربو على المدى القريب والبعيد. ومن أبرز الأعراض الجانبية احتمالية تكون فطريات في الفم، لذا ينصح المريض بالمضمضة بعد استخدامها.
ماذا يحدث لو لم ينتظم المريض على الأدوية الضابطة؟ يبقى يعاني من أعراض الربو بين الحين والآخر، وقد تشتد الأعراض معه لدرجة الاضطرار للذهاب إلى المستشفى وحينها قد يضطر الأطباء لإعطائه حقنة وريدية أو جرعة فموية قصيرة الأمد من الكورتيزون، وهذه الجرعة على قصرها أكبر من مجموع جرعة بخاخ الكورتيزون على مدى ثلاثة شهور، فضلا عن أن وصولها إلى الدم أكبر وبالتالي أعراضها الجانبية أكبر،فضلا عن أنها لا تمنع التغيرات طويلة الأمد في جدار القصبة!
ماذا عن الأدوية الإسعافية سريعة المفعول؟ هذه الأدوية وظيفتها توسيع القصبات أثناء النوبات الحادة للتقليل من حدة الأعراض، وبالتالي الحياة حياة طبيعية، ومنع تفاقم المرض والوصول إلى المرحلة الحرجة والطارئة. هذه الأدوية تبقى مع المريض في جيبه، وبالقرب منه أثناء النوم، ويأخذها عند اللزوم وقبل ممارسة الرياضة.
يبقى أمر مهم جدا، وهو أن هذه الأدوية ستكون بلا فائدة إن أخذت بالطريقة الخطأ! ولذا فواجب الطبيب تعليم المريض كيفية استعمال البخاخات بطريقة سليمة، وعلى المريض التأكد من ذلك قبل مغادرته العيادة. ودمتم بصحة وعافية..