تعتبر الفطريات كائنات حيّة ثالوسية ، تتميّز بانتشارها الواسع والكبير بكافة أشكال الأوساط المختلفة ، حيث من الممكن أن نجدها في المياة العذبة والمياه المالحة ، والتربة الجافة والتربة الرطبة ، وكذلك الأمر في الهواء، تهاجم هذه الفطريات الحيوان والنبات والإنسان ، مُسببة بذلك له المرض ، كما قد تهاجم أغذية ما ممّا يؤدي إلى فسادها ، وتختلف الفطريات عن بعضها البعض من ناحية حجمها وشكلها ومعيشتها ، فمنها من يعيش عيشة مترممة ، ومنها عيشة متكافلة ، في حين أن البعض منها يعيش عيشة متطفلة .
ومن ناحية أحجامها فقد نجد الكبير منها الذي يمكن رؤيته بالعين المجرّدة لكن تبقى معظم الفطريات صغيرة الحجم حيث لا يمكن رؤيتها إلّا بالإستعانة بالمجهر، شكلاً من الفطريات ما تكون وحيدة الخلية فمن الممكن أن تجدها كروية الشكل مثل الخمائر ، أو متعددة الخلايا مثل الأعفان، وفي هذا السياق سنتطرّق للحديث عن فطريات الجلد تحديداً ، وهي الفطريات التي تعمل على مهاجة الجلد ، متضمنة بدورها على ثلاث أجناس من الفطريات الغير كاملة " الشعروية " ، والإبيديرموفايتون و المايكروسبورم، حيث يتبع للأجناس الثلاثة المذكورة سابقاً ما يقارب الأربعين نوعاً والتي تعتبر أطواراً غير جنسية ، في حين أنّ الأنواع التي تكون قادرة على التكاثر الجنسي تكون تابعة لجنسي الفطريات الزقية و الأرثروديرما .
هذه الفطريات التي تقوم بمهاجمة الجلد تعمل على التسبب بعدوى لكل من الأظافر ، الجلد والشعر ، وذلك يعود بسبب قدرة تلك الفطور على التغذية على المواد الكيراتينية، كما تُشكل الأنسجة الكيراتينية مستعمرات لهذه الفطريات محدثة بذلك إلتهاباً يعد رد فعلي من الجسم اتجاه نواتج الاستقلاب الثانوية للفطريات، مع الإشارة إلى أنّ تواجد هذه الفطريات وبشكل عام ينحصر فقط على البشرة في طبقتها المتقرنة بسبب عجزها عن اختراق أنسجة الجسم الحيّة المضيف المتمتع بالمناعة السليمة ، أمّا في الحالات النادرة والتي من الممكن أن تُصيب بها هذه الفطريات الأنسجة التي تتواجد تحت الجلد فإنها تعمل في ذلك الحين بتشكُّل " الكريون " ، وفي أغلب الأحيان تسمى العدوى المسببة للإصابة بالفطريات الجلدية " القوباء الحلقية " والمصطلح الأدق " تينيا " .
وتنتقل هذه الفطريات الجلدية من خلال الاتصال المباشر أو الاتصال الغير مباشر مع المصاب سواء ان كان حيوان أو انسان ، من خلال مثلاً حدوث التماس مع ملابسه أو شعره أو المناشف ، أرضية غرف الملابس ، ومن العوامل التي تساعد على على الإصابة بالفطريات : الرطوبة والحرارة ، بالإضافة إلى الإصابات الجلدية مثل الجروح ، الحروق .
ومن أنواعها نذكر :
حكة جوك ، سعفة القدم ومن أسمائها أيضاً قدم الرياضي ، القوباء الحلقية في سعفة الوجه أو الوجه ، القوباء الحلقية في سعفة الجسم أو في المنتشرة في الجسم بأكمله ، القوباء الحلقية التي تسبب سعفة في الرأس أو نقط سوداء ، عدوى الأظافر الفطرية .
العلاج :
يكون علاج الفطريات الجلدية إمّا باستخدام العلاج الجهازي الذي يكون عن طريق الفم ، أو من خلال العلاج الموضعي باستخدام مركبات معينة . كما ينصح بتناول ثماني أكواب من الماء النقي بشكلر يومي كونه يعمل على زيادة التبوّل وبالتالي التقليل من نسبة السكر الذي تقوم الفطريات بدورها على التغذي عليه، وأيضاً شرب عصير التوت الطبيعي من دون إضافة السكر يعد من الطرق النافعة جداً للعلاج.