القلب هو عضلة لا إرادية، متميّزة عن باقي العضلات بأنّها تصنع فرق الجهد بنفسها فليست بحاجة محفز خارجي تقع في وسط منطقة الصدر مائلة نحو الجهة اليسرى . هذه العضلة تعمل بانتظام طوال حياة الإنسان بشكل طبيعي وفي حالات معيّنة فإنّ الإنسان يبذل جهد عالي خلال القيام بأنشطته الإنسانيّة الحياتيّة، في هذه الحالات فإنّ عضلة القلب تعمل بشكل أسرع من الطبيعي وإذا استمر هذا التّسارع كثيراً وبذلت العضلة جهداً يفوق طاقتها فإنّها تنقبض لمرّة لمدة أطول من الإنقباض الطبيعي في الحالة الطبيعية أو في حالة الجهد الذي تستوعبه ويكون انقباضها هذا دالاً على أنّها تحمل جهداً فوق طاقتها، ولأهميّة هذه العضلة وتأثيرها المباشر على حياة الإنسان فهي العضلة المسؤولة بشكل رئيسي عن بقاءه فإنّ أقل خلل بها كالذي يحدث عند زيادة الجهد يحدث ألماً قويّاً في منطقة الصدر كاملة وقد يصل للكتفين، ألم يشعر معه الإنسان أنّه غير قادر على الحركة فينقبض كلّه إثر الألم الحاصل في صدره وبالتالي يتوقّف رغماً عنه عن الحركة ومتابعة ما كان يقوم به وإذا أصر الإنسان على بذل جهد إضافي رغم الألم فإنّ الأمر قد يتطور ويصل لدرجة كبيرة خطرة، وعادةً في حالة استجابة الإنسان للرسالة والخضوع للراحة التامّة يزول الألم بسرعة كبيرة بشكل تدريجي حتى لا يبقى منه شيء خلال ثلاث دقائق، في هذه الحالة فإنّ الأمر لا يكون خطيراً بل هو فقط تعبير عن الضغط الزائد على عضلة القلب وهذه الحالة تدعى الخناق الصدري .
بينما في حالات أخرى فإن هذا الألم يكون معبّراً عن حالة من حالات اعتلال القلب أو ما حوله أو الأوعية الدّموية المتصلة به ، فمثلاً إذا شعر الإنسان بألم يشبه ألم الخناق الصدري ولكن بشكل أكبر من حيث الحدّة وطول المدة الزمنية ، عدا عن أن يحصل ذات الألم أثناء الرّاحة التامّة أيضاً أي أنّه قد يأتي بأي حال من الاحوال فإنّ الإنسان قد يكون يتعرّض لما يسمى احتشاء القلب أو ما يعرف بالنّوبة القلبيّة، وأعراضها شعور بأنّ الصّدر قد أطبق عليه، وضيق في التنفّس، والشعور بأنّ الموت قريب، ومن الممكن أن تترافق هذه الأعراض مع شعور بالغثيان أو التقيّؤ ومن الممكن التعرّض لنفس أعراض الإحتشاء القلبي مع ظهور اختلافات كالسعال والشهيق وأثناء عمليّة البلع وتخف حدّته في حال الجلوس بانحناء إلى الأمام .
ومن الآلام الأخرى تلك التي تنتج عن زيادة في التوتّر وتحدث تشنّجاً في العضلات وتحدث في عدّة أحوال في حياة الإنسان وبسبب أعراضها يمكن أن تثير مخاوف من كونها اعتلالات قلبية .
كل ما ذكر سابقاً من حالات يتسبّب في أوجاع في منطقة الصدر ما عدا الألم الناتج عن انسداد الشرايين أو ضيقها فألم هذه الحالة يكون قرب الثدي الأيسر وأبعد غالباً بحيث يصل لعظام الترقوة . والأهم في كل ما ذكر الإنتباه جيّداً عند التشخيص للتعرّف على المشكلة الحقيقية وحلّها .