اللى عنده كتاب ومحيرة.. يحطه فى بنك "هات وخد"
الجمعة، 8 يونيو 2012 - 08:47
كتب حسن مجدى - تصوير سامى وهيب
بينما تتجه أسعار الكتب إلى الارتفاع مضيفة أعباء جديدة على محبى القراءة الذين يعشقون شراء الكتب للاحتفاظ بها فى مكتبتهم، وهو الأمر الذى أبعد الكثيرين منهم عن هواية وحب الشراء والاقتناء، ولهذا قرر شابان إيجاد حل لهذه المشكلة ويصنعوا أمل جديد للمعرفة من خلال إنشاء مشروع يمثل بنك فريد من نوعه متخصص فى عالم الكتب تحت عنوان "هات وخد".
مشروع هات وخد صممه الشابان محمد السيد، وأحمد إبراهيم، بدأ منذ إبريل الماضى من خلال موقع إلكترونى يمثل شبكة اجتماعية للمهتمين بالكتب، تعمل على أن يضع المستخدم فيها الكتب الموجودة عنده ليقوم الموقع بتحويل هذه الكتب إلى مجموعة من النقاط يحتفظ المستخدم بها، ويقوم بتبادلها بأى كتاب فى الوقت الذى يريده ليتولى الموقع توصيل الكتاب للمستخدم، ولكن الموقع ليس هو نهاية حلم الشباب فهو فقط مجرد بداية لحلم ينتهى بأن تتواجد مكاتب فى جميع الأماكن المميزة فى مصر ويمكن لأى مستخدم الدخول لها واستبدال نقاطه -عملة الكتب- بكتب أخرى من بنك الكتب، الذى ينتظر أن يمثل ذخيرة لآلاف الكتب التى كان" يركنها" أصحابها على الأرفف مغطاة بالأتربة ليستفيد منها محبى القراءة.
فكرة أن يصبح هناك بنك للكتب وعملة للكتب هى فكرة تعمل على تطوير عملية المقايضة التى بدأت مع بداية البشرية والتى بدأ يستخدمها الشباب مرة أخرى فى تبادل الكتب فى الفترة الأخيرة بعد ارتفاع أسعار الكتب، ولكن جاءت فكرة البنك لتحل بعض المشاكل فى هذه الطريقة مثل تبادل كتاب غالى بكتاب رخيص أو أن شخصا يملك كتاب يريد مبادلته ولم يجد الكتاب الذى يريد مبادلته به حتى الآن لتأتى فكرة الشبكة وتتفادى هذه المشاكل فأنت حينما تقدم كتاب مرتفع الثمن وتحصل على كتاب أقل فى الثمن يتبقى معك نقاط تحتفظ بها لتشترى كتاب آخر، أو حتى لو بادلت كتابك دون أن تحصل على كتاب تظل نقاطك فى يدك حتى يأتى على الموقع كتاب يجذبك، إضافة بالطبع إلى تجميع كل من يهتمون بالقراءة وتبادل الكتب فى ما يشبه الشبكة الاجتماعية التفاعلية.
محمد وأحمد اللذان بدآ تدشين بنك الكتب الجديد والوحيد من نوعه فى العالم بدآ رحلتهما مع القراءة منذ الصغر، مثل معظم محبيها وجمعهم حبهم لها منذ سنوات الدراسة بكلية علوم الحاسب، ويقول محمد "بعد الثورة حصلنا على طاقة إيجابية لدى جميع الشباب ورغبة منهم فى تقديم شىء أفضل للبلد وكنا دائما نبحث عن هذا الشىء" ويتذكر أحمد" فى شهر فبراير من هذا العام كنا مع مجموعة من أصدقائنا وأتى أحدهم من مكتبة الشروق وقد أنفق كل راتبه على شراء الكتب وبدأ الجميع يطلب منه استعارة الكتب وقاموا بالاتفاق بالفعل على التبادل فوجدنا أن الكتاب الواحد يمكن أن يقرأه العشرات، ولذلك قررنا استغلال ما تعلمناه فى عالم الكمبيوتر لنبدأ مشروع تبادل الكتب بشكل جديد".
مشروع الشباب بدأ ينموا حتى تبلورت لديهم فكرة بنك الكتب وعملة الكتب الافتراضية التى لا يمكن تبادلها إلا بالكتب لأن الكتب من وجهه نظرهم لا يضاهيها شىء سوى الكتب والمعرفة ومن غير الممكن أن نساوى الكتب بأى شىء آخر.
وبدأ محمد وأحمد فى الالتقاء بالشباب وبكبار الكتاب والمبدعين وحضور اللقاءات الثقافية لنشر الفكرة، وبدآ بالفعل التنفيذ ويستعدان الآن لاتخاذ الخطوة القادمة وإقامة فروع فى الأماكن المهمة مثل مترو الأنفاق والأماكن العامة.
وأشارا إلى أن كل شخص يملك الآن مجموعة كتب ولو صغيرة يمكنه أن يستبدلها عشرات المرات بكتب جديدة، كما أنه لو كانت مصر الآن تطبع مليون كتاب مثلا فمن خلال طريقتنا ستطبع حوالى 100 ألف فقط، وهو وفر لموارد وخامات تهدر كما أنها ستجعل أشخاص لا يجدون أموالا للقراءة يقبلون عليها وهو ما سيرفع الثقافة بشكل عام ويدعم تحرك مصر فى الاتجاه الذى نريده لها".
فنحن نحلم بأن تصبح القراءة متاحة للجميع بأقل التكاليف، وفى مرحلة ما أن تصل لتصبح دون تكاليف على الإطلاق، ليخرج جيل يستمتع ويجد ما يقرأه بعكس جيلنا الذى كان يعانى ليجد ما يقرأه".