هناك وهم يكاد بقترب من الحقيقة لدى البعض فيشعرون إن الحياة سوف تتوقف لغيابهم، وتنتهي آمال من حولهم وسيغلق الأفق أبوابه وسيؤول كل شيء إلى نهاية بسبب رحيلهم ، انهم اناس اعتادوا على التكييف مع هذه الحقيقه المزيفه التى تجعلهم بعتقدون ان وجودهم مع غيرهم هو الذي يشكّل معايير الحياة لدى الآخرين المغلوبين على أمرهم
يعيشون دائماً داخل خيالاتهم التى توحى لهم انهم مركز التحرك واحتضان الآخرين ، اعتادوا أن يشعروا دائماً أن الآخرين يتحركون في إطارهم وأن كل من حولهم لم و لن يجدوا انفسهم إلا من خلالهم وحتى وإن وجدوها فهي انعكاس لصورهم وملامحهم
احساس طاغ من النرجسيه تحاصرهم تتمثل في الاحساس بأنهم هم من يغسلّون كآبة الآخرين بمجرد تواجدهم وهم فقط من اعتادوا على رسم الوجوه بالبشاشة والفرح وأنهم فقط من يصنعون ملامح الحياة الحقيقية للموجودين دون خطأ واحد
هذا الاحساس يتحول عندهم الى كارثه عندما يكتشفون القاعده المعروفه التى تجاهلوها و تناسوها و التى تقول ان الحياة لا تتوقف لحياة أحد، أو لموت أحد وأن ما اعتقدوا زمناً أنه الحقيقة، لم يكن سوى وهم ولم تكن سوى أحاسيس مزيفه صاغوا مفرداتها، واستمتعوا بالتواصل معها على اعتبار أن حياة الآخرين ليست سوى امتداد طبيعي لحياتهم.
أن قطار الحياة منطلق، ولا يتوقف إن مات أحدهم، أو ظل على قيد الحياة، أو غاب أو حضر حتى و إن جفت مياه النهر، أو تدفقت، إن أغلقت الأبواب، أو ظلت مفتوحة إن توقفت المشاعر، أو واصلت تدفقها هي الحياة تختص بنفسها فقط، ولا تتوقف إن غادر أحدهم بهدوء أو غاب بضجيج، أو حاول مغالطتها من أجل أن يعثر على وجوده الغائب .
انتظر مروركم الكريم و تعليقاتكم الرائعه