متلازمة داون ، تعتبر من المشكلات الصحية التي قد يتعرض لها الجنين في بطن أمه ، وترتبط بشكل وثيق بأمور تتعلق بالوراثة على حد سواء ، ولا عجب حينما نرى هذه الظاهرة بدت تنتشر في المجتمعات العربية أكثر من غيرها ، لأنها ظاهرة ناتجة عن اختلال في الكروموسومات الطبيعية التي تؤدي إلى ولادة طفل خالي من العيوب ، هذا في حال كانت المشكلات الصحية نسبتها صفر في جسم الانسان .
أسباب الاصابة بمتلازمة داون :
ولعل أهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهور متلازمة داون ، هي التقدم في السن لدى المرأة ، أي تقوم المرأة بالإنجاب في عمر فوق الأربعين ، وهذا بحد ذاته مشكلة صحية كبيرة ، من الممكن أن يتأثر بها الجنين والأم على حد سواء ، لأن طفل ما بعد الأربعين تكون نسبة اصابته بهذه المتلازمة أكبر من غيره من الأطفال ، كما أن زواج الأقارب أحد أبرز الأسباب التي تؤدي لظهور هذه الظاهرة على الأطفال المولودين حديثاً ، حيث وجد أن زواج الأقارب يؤدي أكثر من غيره للإصابة بمتلازمة داون ، وهذا ما حذر منه النبي صل الله عليه وسلم قبل 1450 عام ، حينما قال (ابتعدوا تصحوا ) ويقصد بها الزواج من الأقارب قد يؤدي لمشكلات صحية كبيرة ، ليست فقط متلازمة داون ، بل غيرها الكثير من الأمراض ، والمعروف أن العائلة التي تحمل خللاً في جيناها قد تنقل المرض لأكثر من جيل على امتداد واحد ، وليست لشخص واحد في العائلة .
وتعتبر متلازمة داون من أصعب الامور الصحية التي تواجههنا ، فهي لا شفاء منها على الاطلاق ، كما أن المصاب بها يبقى هكذا طوال حياته ، فتؤثر في المسار العام للحياة ، وتحد من امكانية العيش السليم للأطفال المصابين بهذه المتلازمة .
والذي يعاني من متلازمة داون تبدو عليه ملامح أغرب من غيره ، ومن اهمها بروز في عضلات الوجه ، وانتفاخ الأنف بشكل كبير وملحوظ ، وأيضا تيبس في البشرة ، واصفرارها ، بحيث تبدو كأنها في حالة تقدم في السن ،مع أن صاحبها ما زال طفلاً ، وأيضا النمو البطئ الذي يعاني منه صاحب هذه المتلازمة ، فيبقى على حجم معين ، ويقف عنده ، حيث تتوقف أعضاؤه عن النمو ، بالإضافة للعمر العقلي والعضلي ، فيبدو المصاب بعمر الثالثة من ناحية التعامل مع الاخرين ،على الرغم من أنه يكون قد بلغ سن الرشد ، وأصبح عاقلا على حد سواء .
وهنا وجب التنويه إلى ضرورة الاسراع في الاستعانة بطبيب مختص بهذه المتلازمة ، للتعرف على الكيفية الصحيحة للتعامل مع هذه الحالة ، لأنها تحتاج لعناية أكثر من غيرها .