ظهر أمل جديد أمام الآلاف من السيدات اللواتي تعرضن لانقطاع الطمث المبكر من خلال التوصل لعلاج رائد جديد لمشكلة الخصوبة. وقد سمحت تلك التقنية، التي تقوم على إيقاظ "البويضات النائمة"، لامرأة تعرضت لانقطاع الطمث في سن الـ 25 بأن تلد طفلاً بصحة جيدة.
ويعتقد باحثون أميركيون ويابانيون أن العديد من السيدات يمكن أن يستفدن من هذا العلاج، بما في ذلك السيدات في بدايات الأربعينيات من العمر، واللواتي تتناقص البويضات لديهن بشكل سريع. ووصف خبراء هذا العمل بأنه "انفراجة حقيقية" ، لكنهم حذروا من أنه قد تمت تجربته على عدد قليل من السيدات حتى الآن.
وقام الباحثون من جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا وجامعة سانت ماريانا في كاواساكي بعلاج السيدات اللواتي تعانين بقصور المبيض الأساسي، وهو شكل من أشكال انقطاع الطمث المبكر. ويؤثر هذا القصور على حوالي واحد في المائة من السيدات في سن الإنجاب، حيث يوقِف المبيضين عن العمل بشكل سليم قبل سن الـ 40 .
وعلى الرغم من أن أولئك السيدات يمكن أن يحاولن الحمل باستخدام بويضة متبرع بها أو قد يلجأن لتبني طفل، فإن كلا الخيارين لا يمنحهن أطفالاً مرتبطين جينيا بهن.
ومع ظهور دراسات توضح أن بعض هؤلاء السيدات لديهن بويضات صغيرة غير ناضجة "نائمة" في المبيض، يفتش الباحثون عن وسيلة لإيقاظ هذه البويضات وتحفيزها على النضج.
واكتشف الباحثون أن هذه البويضات تبقى في حالة غير ناضجة بسبب اثنين من "المكابح" البيولوجية. ويمكن تعطيل أحد تلك المكابح عن طريق العلاج. والغريب أنه يمكن التخلص من الآخر من خلال تقطيع المبيض لشرائح قبل إعادة وضع أجزاء منه داخل الجسم مرة أخرى.
وتمت معالجة 27 امرأة، وفي خمس منهن نمت البويضات ونضجت إلى حد أنها أمكن استخدامها في عمليات التلقيح الصناعي، وذلك بحسب تقارير تم نشرها في دورية مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم .
فشل التلقيح الاصطناعي في حالة واحدة، وما زال جارياً في حالتين أخرتين. ولكن امرأة واحدة حامل الآن، وأخرى رزقت بطفل يتمتع بصحة جيدة. وكانت والدة الطفل قد تعرضت لانقطاع الطمث قبل أربعة سنوات، وكان عمرها وقتها 25 سنة فقط.
ولم يتم إعلان اسم الطفل، على الرغم من أنه قد جرى نشر صورة فوتوغرافية له في أحضان الباحث وطبيب الولادة كازوهيرو كاوامورا، الذي قال بدوره " لقد أجريت الجراحة القيصرية بنفسي. لم أستطع النوم في الليلة التي سبقت العملية، ولكن عندما رأيت الطفل سليما تحول قلقي إلى سعادة. احتضنت والدي الطفل وكنا نبكي".
قال البروفيسور آرون هسويه، والذي شارك في البحث، أنه يأمل أن تُستخدم هذه التقنية أيضاً لمساعدة السيدات اللواتي أصبحن يعانين من العقم بسبب تناول علاج مرض السرطان.
وقد تكون هذه التقنية مناسبة كذلك للسيدات في أوائل الأربعينيات من العمر واللواتي على وشك التعرض لانقطاع الطمث لكنهن يسعين للحمل. ورغم ذلك فليس من المتوقع أن تساعد تلك التقنية السيدات اللاتي تعرضن لانقطاع الطمث في الوقت الطبيعي.
وقال البروفيسور هسويه " في النهاية نحن نأمل أن يساعد هذا العلاج العديد من المريضات المصابات بالعقم." وقالت الدكتورة فاليري بيكر، والتي ترأس وحدة أطفال الأنابيب بجامعة ستانفورد ولكنها لم تشارك في الدراسة، أنها مندهشة من نجاح هذه التقنية.
وأضافت " تتألم الكثير من السيدات بسبب تشخيص قصور المبيض الأولي، لأن جانباً كبيراً من سعادتنا وهدفنا في الحياة نابع من عائلاتنا. تبدو هذه الخطوة بمثابة انطلاقة حقيقية، لكننا حذرون لكي لا نعطي أملاً زائفاً، حيث أن هذا العلاج لم يتم استخدامه مع أعداد كبيرة من السيدات حتى الآن". وهكذا فإن تلك التقنية تشمل إزالة المبيض وتقطيعه وعلاجه بالأدوية، ثم إعادة جزء منه إلى جسم المريضة مرة أخرى.
ومع ذلك، يأمل الباحثون في تطوير التقنية بحيث تصبح إزالة المبيض غير ضرورية. وهم يؤكدون أن هناك حاجة للمزيد من العمل لإظهار أن التقنية آمنة، وأنها لن تكون مفيدة لجميع السيدات.
وحث البروفيسور تشارلز كنغزلاند، الطبيب الاستشاري المتخصص في أمراض النساء والمتحدث باسم الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، على توخي الحذر. وقال إنه في حين أن انقطاع الطمث المبكر يعد مشكلة خطيرة جداً، فإن البحث ما يزال في مرحلة مبكرة للغاية.