سجلت عمليات الرضاعة الطبيعية فى العالم أعلى مستوى لها خلال 20 عاما، ووصلت نسبة السيدات المرضعات حوالى 77% من اللواتى لديهن أطفال فى سن الرضاعة .
وقد أثبتت الأبحاث الجديدة فى مجال سرطان الثدى أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بالمرض بنسبة 59 في المائة. وهي نسبة تفوق النسبة التي يحققها تناول تاموكسيفين لمدة خمس سنوات عند نفس الحالات من النساء، إذ يؤدي الدواء لتقليل الإصابة بنسبة تبلغ 50 في المائة.
الرضاعة الطبيعية وفوائد عديدة:
إذن فالرضاعة تقلل المخاطر من الإصابة بالمرض بنسبة عالية قد تصل إلى 60%، وقد جاءت حملات التوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية بنتائج مبهرة .
وهى التي تؤكد على أهمية حليب الأم وفوائده الكثيرة مقارنة بالحليب المُنتج صناعيا، خصوصا في دوره لتقليل السمنة لدى الاطفال وتعزيزه لصحتهم ومقاومتهم للامراض.
كما رصد الباحثون تأثير عامل آخر، وهو إزدياد أوقات تفرغ الامهات للعناية بأطفالهن الرضع ، والنمو النفسى والبدنى السليم الذى تحافظ عليه الأم من خلال علاقتها بطفلها .
واشارت الأبحاث أيضا إلى أن عدم إرضاع النساء اطفالهن طبيعيا يجعلهن في خطر متزايد لمستقبلات هرمون الاستروجين والخلل في الجهاز المناعي والتعرض للالتهابات.
كما لاحظ الباحثون أن النساء اللواتى لديهن أطفال تكونت لديهن مستقبلات هرمون الاستروجين السلبى المرتبط بمقاومة سرطان الثدى بنسبة 33% أكثر من اللواتى لم يسبق إنجابهم
وانتهى الباحثون إلى أن النتائج تشير إلى أن الأمهات اللواتى لا يرضعن من الثدى فى خطر متزايد من مستقبلات هرمون الاستروجين وسرطان الثدى الثلاثى السلبى ، كما أكدوا أن انخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية فى النساء قد تكون مسئولة جزئيا عن ارتفاع نسبة الإصابة بهذه الأنواع الفرعية من سرطان الثدى.
تقلل الرضاعة بشكل ملحوظ من خطر الاصابة بسرطان المبيض (مستقبلا ايضا). لأن الحمل يعتبر حاجزا أمام سرطان الثدي. حيثُ مستويات هورمون الإستروجين ، تنخفض بعد فترة معينة من الحمل والرضاعة، وتمنح حماية اضافية، بسبب اعاقة هذا الهرمون عند الرضاعة.
أما بالنسبة للشفاء بعد الولادة، فللرضاعة فوائد تعود على الأم ايضا، كهرمون الأوكسيتوسين، الذي يتم إفرازه بكميات كبيرة خلال الرضاعة، في تقلص الرحم وفي تسريع عملية التماثل للشفاء بعد الولادة، حيث إن الامهات المرضعات يعانين من معدل مضاعفات أقل خلال الفترة التي تلي الولادة (والتي تعرف بأنها الاسابيع الستة الأولى من حياة الرضيع).
كما أن هرمون الأوكسيتوسين معروف بتاثيره على الجهاز العصبي مما يساهم في تقليل نسبة التوتر.