أحد عناصر الزواج المبكر هو الإنجاب، فكثرة الإنجاب هي الاعتقاد السائد في المجتمع، بأنه دليل قوة للعائلة وأساس ديمومة لها، كما أن أحد عناصر الخوف من تأخر سن الزواج هو في مدة إخصاب المرأة .
وعلى مستوى نفسي نجد أن الإنجاب دلالة خصوبة ونوع من الرفعة المعنوية للزوجين، كما أن التكاثر مطلوب في العائلة الشرقية، لذلك كانت هيبة العائلة منذ القدم تقاس بعدد أفرادها .
وكثيرات ممن حرمن من الإنجاب المبكر يتعرضن للمشاكل العائلية والاجتماعية والزوجية مهما كان سبب عدم هذا الإنجاب، فهن إذا لم يطلقن، يفقدن الرغبة الجنسية بعد فترة كما يفقدن ثقتهن بأنفسهن، وينتهي بهن الأمر إلى العصاب والكآبة .
وكم رأيت زوجات يتجاوزن الخامسة والعشرين أصبن بالهلع والخوف من المستقبل القاتم لأنهن لم ينجبن طفلا واحدا على الأقل ! وعن إحساس المرأة بأن العمر يتقدم، وأن الإنجاب لم يحصل، يولد لديها عقدة نقص قوية تؤثر بدورها على تصرفاتها في المجتمع .
إن الإنجاب المبكر الذي يتم دون الثامنة عشر من العمر له سلبيات طبية إلى جانب سلبياته النفسية . فالفتاة التي هي في طور النمو والبلوغ والاكتمال وإحلال التوازن النفسي والجسدي والهورموني، لا بد أن يهزها إنجاب طفل يزعزع هذا التوازن .
وكذلك فإن كثرة الإنجاب في سن مبكرة بلا تخطيط يجعل المرأة متوترة، مرهقة، مكتئبة، وأحيانا مريضه جسديا، خاصة في زمننا الحاضر وحياتنا اليومية المعقدة ومتطلباتها اليومية القاسية.
أما أفضل مراحل العمر لإنجاب الأطفال فهي العقد الثاني، أي ما بين سن العشرين وسن الثلاثين .
والكل يعلم أن التعليم والمستوي الثقافي قد لا يمثل فرقا في هذه الفكرة بالذات ، خصوصا أننا الآن نجد أن العائلات ذات المستوي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي العالي ، تقوم بتزويج بناتهن قبل دخول الجامعة أي في سن السابعة عشر ، وبالتالي الأمر قد يحتاج منا إلي وقفة تأمل مع الذات .. لنبحث في أسباب هذا الأمر الذي أصبح عبئا علي تفكيرنا في هذه الآونة