اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق
نقلا عن وطنى
الباب هو الرب يسوع الذى قال عن نفسه أنا هو الباب إذن فهو الباب الضيق.
ياترى ماهى الشروط الواجب توافرها فى من يدخل من هذا الباب الضيق؟ 1. يكون قادراً على تحمل الآلام إذ ما أكرب الطريق المؤدى إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه. وبضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل الملكوت وهذه الضيقات لأجل الملكوت وليست لسوء الاختيار أو القرار... ويكون شعاره لتكن لا إرادتى بل إرادتك... لا مشيئتى بل مشيئتك. سارت العذراء فى هذا الطريق وهى تردد "ها أنا أمة الرب ليكن لى كقولك"... طريق الآلام ينتهى بأمجاد القيامة أما الطريق الواسع يقود إلى الهلاك. 2. هذا قرار فردى وليس جماعى. - قال الرب: "يا ابراهيم اترك أهلك وعشيرتك"... فأطاع، "قدم أسحق ابنك ذبيحة"... فلم يتباطأ. - يا لاوى اتبعنى... فترك مكان الجباية وتبعه فوراً. - قيل للقديس أثناسيوس.. العالم كله ضدك، أجاب بكل جرأة وشجاعة: "وأنا ضد العالم مادمت مع الله". - إيليا يصرخ إلى الله ويقول له: "بقيت أنا وحدى أعبد الله أما الجميع فزاغوا وراء البعل". 3. الباب الضيق هو اختبار لحمل الصليب.. " فمن لا يحمل صليبه ويتبعنى لايقدر أن يكون لى تلميذاً" ومن يهرب من الضيقة (حمل الصليب) يهرب من الله. 4. الباب الضيق هو طريق الغفران للآخرين. لا سبع مرات فقط بل سبعين مرة 7 مرات. 5. الباب الضيق هو طريق التجرد والإخلاء والفقر الاختيارى. لذا قالها التلاميذ: "ها نحن قد تركنا كل شئ". - إبراهيم باختياره وحريته الكاملة قدم اسحق ابنه ذبيحة والمرأة السامرية بعد ما آمنت تركت جرتها(عواطفها) وصارت كارزة لأهل مدينتها. - الشاب الغنى مضى حزينا لأنه لم يرغب فى التجرد من محبة أمواله. - ديماس تركنى إذ أحب العالم الحاضر، قالها بولس الرسول. - موسى النبى فضل بالحرى أن يذل مع شعب الله عن أن يكون له تمتع وقتى بالخطية. - بولس وصل إلى أعلى درجات التجرد إلى أنه قال: "لى الحياة هى المسيح والموت ربح". لذا صار الموت فى حياته من أجل المسيح أكثر شهوة من الحياة بالجسد. 6. الطريق الضيق يتميز بالهدف الواحد... "اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم" اختارت مريم النصيب الصالح الذى ينزع منها إلى الأبد. الطريق الضيق يتناسب مع المتواضعين - وهذه خبرة الابن الضال الذى رجع إلى أبيه بروح.. "لست مستحقا أن أدعى لك أبنا". داود النبى يردد: "أنت تأتينى بسيف ورمح وترس وانا أتيك بقوة رب الجنود والاعتماد على مواعيده الإلهية".. فغلب داود جليات وقتله. 7. مخافة الله هى جواز السفر للذى يجتاز الطريق الضيق واسألوا يوسف الصديق الذى هرب من الخطية وهو يردد كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله.. فصار الرجل الثانى بعد فرعون فى كل أرض مصر. أحبائى انظروا إلى نهاية سيرتهم (المرشدين الروحيين) وتمثلوا بإيمانهم لذلك فالذين بلا مرشد يسقطون كأوراق الشجر. وإذا كان أصحاب الطريق الواسع يرددون كلنا ملوك وكهنة.. ولا داعى لوكلاء أو مرشدين أو معلمين - إذا كان كلنا ملوك وكهنة فأين الشعب؟ 8. اخذر اللامبالاة أو الجهل أو الشهوات. ففى لحظة قد تضيع أبديتك.. فعيسو استهان واستهتر واحتقر البكورية فهربت منه ولما طلبها بدموع لم يجدها. وسقطة داود جعلته يطلب التوبة العمر كله. وحنانيا وسقيرة تشككا فى ذمة التلاميذ وكذبا على الروح القدس الساكن فيهم فماتا هالكين. ويهوذا ظن أن خطيته أكبر من أن تغفر فمضى وخنق نفسه هالكا بيده وبجهله. أحبائى رغم أن الباب ضيق إلا أن نيرى هين وحملى خفيف لمن يحب المسيح فيتبع وصاياه والدليل على ذلك: أراد زكا أن يرى يسوع، فدخل بيته وصنع له خلاصا... والمرأة سكبت الطيب مرة واحدة لكن عملها سيخلد خلود رحلة الصليب الدائمة حتى كأس الماء البارد لن يضيع أجره. 9. أحبائى الصليب سر.. عند الهالكين جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهو قوة الله. حياة الباب الضيق لا تنتهى بأسبوع الآلام بل تستمر العمر كله ما دام فى العمر بقية. اختيار الباب الضيق لا يتعارض مع افراح القيامة لأن الكتاب يقول: "مات الغنى ودفن أما ليعازر مات فحملته الملائكة إلى أحضان أبونا إبراهيم".