------------------ طقوس كنيستنا القبطية
ياالله العظيم الآبدى :
الجزء الاول من صلاة الصلح عبارة عن تأملات فى خلقة الله للآنسان على غير فساد .. ثم سقوط الانسان بحسد ابليس , الامر الذى جر عليه الموت واهواله .. ولكن الله خلصنا بالظهور المحيى لربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى صالحنا مع الاب بدم صليبه ...
"اى ان الله كان فى المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة - 2 كو 5 : 18 ..
لذلك يبدأ قداس المؤمنين بصلاة الصلح , كعلامة لصلحنا مع الله قبل التقدم للتناول من الاسرار الالهية ..
ويلاحظ انه فى صلاة خميس العهد لا تصلى صلاة الصلح علامة على ان الصلح الحقيقى لم يتم , حتى يوم الجمعة العظيمة ..
الجزء الثانى من صلاة الصلح يسأل الكاهن الله ان يملآ قلبه وقلوب شعبه من سلامه السمائى , ذلك السلام الذى تركه لنا المسيح كأعظم تركة واحسن ميراث نتمتع به الى ان يكمل لنا فى السماء .. فهو قد قال حينما اعطى سلامه لتلاميذه ولكنيسته من بعدهم " سلامى اتركه لكم . سلامى اعطيكم . ليس كما يعطى العالم اعطيكم انا . لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب - يو 14 : 27 " ...
والسلام الذى يعطينا اياه المسيح , ولا يستطيع العالم ان يعطيه لنا , هو السلام الاتى من الصليب ومن غفران خطايانا , والمسامحة والصلح بين الله وبيننا - انه هو سلامنا - اف 2 : 14 ...
لذلك تهتم صلوات الصلح فى القداسات الثلاثة المستخدمة فى الكنيسة القبطية بموضوع السلام
ففى القداس الباسيلى يطلب الكاهن قائلا " بمسرتك ياالله املآ قلوبنا من سلامك ..
وفى القداس الغريغورى يقول " صرت لنا وسيطا مع الاب , والحاجز المتوسط نقضته ..
وفى القداس الكيرلسى يقول " واجعلنا اهلا للسلام السمائى اللائق بلاهوتك والمملوء خلاصا ..
وبعد ذلك يطلب الكاهن من الشعب ان يتطهر من الادناس والشرور والمغاضبات والمخاصمات لكى يستطيعوا ان يقبلوا بعضهم بعضا بقبلة المحبة ويكونوا مستحقين للتناول من الاسرار المحيية ...
اما فى خميس العهد , فلا تقال هذه الصلاة , وتلغى القبلة بسبب قبلة يهوذا الغاشة , تحريضا من الكنيسة للشعب الا يتشبه احدهم به فى الخيانة والغدر وحب المال ...
ملاحظات
1- فى بعض الخولاجيات القديمة تسمى صلاة الصلح ب " صلاة التقبيل " لانه فى نهايتها يقبل الشعب بعضه بعض " الرجال يقبل الرجال والنساء يقبلن النساء " ...
2- اثناء تلاوة الجزء الثانى من صلاة الصلح يكون الكاهن ممسكا باللفافة التى كانت موضوعة على الآبروسفارين .. وهى اللفافة التى تشير الى ختم القبر الذى كان المخلص مدفونا فيه , ومعنى رفع هذه اللفافة هو حل الاختام عن باب القبر , ويمسك بها الكاهن بين اصابعه مثلثة الشكل وامام وجهه , اى على نفس الوضع الذى كانت عليه فوق الآبروسفارين حتى نهاية الصلح .. وعندما يصيح الشماس " ابروسفارين , ابروسفارين " ومعناها " تقدموا تقدموا " يرفع الكاهن بمعاونة الشماس الابروسفارين وهو يرفرفه اى يهزه , ورفعه يشير الى دحرجة الحجر من على القبر والى عودة روح المخلص الانسانية الى جسده ... والرفرفة تشير الى الزلزلة التى حدثت عند نزول الملاك من السماء ودحرجته الحجر ..
اما المخلص فكان قد قام وخرج فى هدوء تام والحجر لم يزل موضوعا على القبر .. وقد خرج يسوع من القبر والاختام موضوعة تماما كما ولد من السيد العذراء مريم وبتوليتها مختومة , وكما دخل الى التلاميذ فى العلية والابواب مغلقة ...
3- من اول صلاة الصلح الى اخر صلاة القسمة يخضع الكاهن برأسه فوق المذبح ساجدا وضاما يديه الى صدره فى نهاية كل كلمة يقف عنها فى القراءة ...
4- عند تبادل الخدمة بين الكهنة المصلين , لا يجوز للكاهن الواقف على المذبح ان يغادره قبل مجئ الكاهن الاخر والوقوف بجواره , اذ لا يجوز ترك المذبح وعليه الذبيحة المقدسة لحظة واحدة بعد رفع الابروسفارين ...
5- بعد صلاة الصلح وقبل رفع الابروسفارين تصير رسامة الآناغنوسطيسين والايبودياكونين والشمامسة والقسوس والقمامصة .. وتتم هذه الرسامات بعد صلاة الصلح بالذات لان الصلح رفع الحاجز الذى كان فى العهد القديم , اذ كان لا يحق دخول قدس الاقداس الذى يمثله الهيكل الان الا لرئيس الكهنة مرة واحدة فى السنة " لا 16 : 34 " .. اما الان فيدخله اى انسان لديه رتبه كهنوتية كبيرة ام صغيرة لاننا فى عهد النعمة والبنوة الدائمة والدالة على الله ..
كذلك فالرسامة تتم فى هذا الجزء من القداس لسبب اخر هو ان تتم قبل بدء القداس الذى يبدأ من اول رشومات " الرب مع جميعكم " حتى يتسنى للمشرطن حديثا ان يشترك فى القداس من اوله ...
وبعد الانتهاء من صلاة الصلح ينادى الشماس "قبلوا بعضكم بعضا " فيهرع الشعب الى تبادل القبلات بالايادى فى حب وتسامح , فتصير الكنيسة كلها قلبا واحدا وفكرا واحدا استعدادا للآشتراك فى القداس الالهى .. الذى يبدأه الكاهن بعبارة " محبة الله الاب مع جميعكم "